إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

خطاب الرئيس العراقي، صدام حسين

يدعو العرب والمؤمنين والعراقيين إلى مهاجمة مصالح دول التحالف

يوم الأحد، 20 يناير 1991[1]

بسم الله الرحمن الرحيم

]إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[ (التوبة:111) صدق الله العظيم.

    أيها العراقيون الأماجد.

    أيها العراقيون المجاهدون.

    أيها العرب.

    أيها المؤمنون، حيثما كنتم.

   ها نحن، وجنودنا، بخير، ها هو شعب العراق العظيم، إخوانكم، وأبناء عمومتكم، والجزء المؤمن العظيم من عائلتكم الإنسانية ـ بخير؛ لأنهم ينازلون، ببطولة، ليس مثلها بطولة إلاّ بطولة من يؤمن، ويقاتل، مثل ما يؤمنون، ويقاتلون.

   وها هو الطاغوت الكافر، وقد تدحرجت طائراته وصواريخه، أمام ضربات النشامى ـ يحيطه التساؤل: كيف يستطيع العراقيون مواجهة أحلامه الخائبة بمثل هذه الصلابة، والتصميم؟ وسيبدأ، بعد حين، يصاب بالإحباط، ومن ثم، الهزيمة الأكيدة ـ بعون الله ـ عندما يلمس لمس اليد، بأنه، وقد بدأ العدوان، فإن النتيجة لم تكن بيده وبقراره، وإنما ستكون بقرار الله ـ تعالى ـ وسنكون نحن، في العراق، عباد الله الصالحين، الطائعين لأمره، المجاهدين في سبيله ـ سبحانه ـ لإعلاء راية الحق والعدل، راية الله أكبر، وليخسأ الخاسئون.

   فعند ذلك، لن يتيح العراقيون النشامى، والعراقيات الماجدات، أمام جمع الكفر والخيانة والنفاق والفساد، تحقيق فكرتهم البلهاء، بأن الحرب ستكون حرب أيام، أو أسابيع، كما توهموا، وأعلنوا ذلك. وسيبدأ، خلال الزمن القادم، رد فعل العراق، على نطاق أكبر، بما حباه الله من إمكانات، وطاقات، لم يَستخدم إلا جزءاً منها فحسب؛ حيث لم تُستخدم قواتنا البرية في المعركة، حتى الآن، ولم يُستخدم إلا جزء يسير من قواتنا الجوية، ولم يُستخدم طيران الجيش، ولا القوة البحرية، ولم يُستخدم ثقل وزخم قواتنا الصاروخية المجاهدة كله.

   وفي كل الأحوال، فإن المدد الإلهي العظيم، ومنبع الاقتدار الفعلي فينا، وعندما تكون المعركة معركة شمولية لكل الصنوف والأسلحة، سيزداد ـ بأذن الله ـ حجم الموت، وأعداد الموتى في صفوف الكفر والظلم والطغيان. وعندما يكثر فيهم الموت، وعندما تبلغ رسالة صمود العراقيين إلى أبعد مكان في العالم، سوف ينهزم الظالمون. وترتفع، خفاقة بالنصر العظيم في أمّ المعارك، راية الله أكبر. وعند ذلك، سيظهر لون السماء على نحو جديد، في الوطن العربي. وستبزغ عليهم، وعلى الأمة المؤمنة، وكل الخيرين، شمس أمل جديد، لا تحجب ضياءها الوهاج العتمة، التي هي في قلوب الكافرين والصهاينة وحكام الخيانة والعار، من أمثال فهد الخائن. وسينفتح الباب، واسعاً، لتحرر فلسطين العزيزة، ويتحرر لبنان، والجولان، ويطلق سراح بيت المقدس، وقبة الصخرة، وستتحرر الكعبة، وقبر الرسول محمد  من الاحتلال. وسيفتح الله للفقراء المعوزين ما هو دَين في رقاب من حجبوا عنهم دِين الله، وهو فتح عظيم. عند ذلك مثلما هو قبْل ذلك، يعرف الخيرون والمجاهدون والمؤمنون، أن الوعد الذي قلناه لهم، بأن العراقيين، سيقاتلون الكفر، إنْ هاجمتهم جيوشه، كما تتمنون، وربما بطريقة أفضل مما يتصورون. إنما هو وعد إيمان، وجهاد وتصميم أكيد ـ بإذن الله ـ.

   بقي أن نقول لكل العرب، ولكل المؤمنين المجاهدين، وكل المواطنين الخيرين، حيثما كانوا، بأن عليكم واجب الجهاد والنضال، لاستهداف جمع الشر والخيانة والفساد، في كل مكان، واستهداف مصالحهم، حيث كانت. وهو واجب عليكم، لا بدّ له أن يترادف مع جهاد إخوانكم في العراق، وإنكم ستكونون جزءاً من القوات المسلحة المجاهدة، في جهادكم ونضالكم هذا، وجزءاً من جمع الإيمان والمؤمنين. وإذا ما ألقى الجمع المضادّ القبض عليكم، ستكونون عندهم أسرى، حتى وإن رفضوا هذا في بياناتهم، وتصريحاتهم، وسيطلق سراحكم، حتماً، عندما تضع الحرب أوزارها، وفق القوانين والاتفاقيات الدولية، التي بموجبها سيتم إطلاق سراح الأسرى. وبذلك، تكونون قد أرضيتم الله، ووفيتم بشعاراتكم ومبادئكم، الأمانة.

    والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. وليخسأ الخاسئون.



[1] ألقى الرئيس العراقي هذا الخطاب في الساعة السابعة من مساء يوم الأحد، 20 يناير 1991.