إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

كلمة الرئيس العراقي، صدام حسين

يوم الهجوم الشامل على العراق

يوم الأحد، 24 فبراير 1991

 

بسم الله الرحمن الرحيم

]وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[ (البقرة:216) صدق الله العظيم

    أيها الشعب العراقي العظيم.

   أيها النشامى، من رجال قواتنا المسلحة الباسلة.

   أيها الناس المؤمنون، والشرفاء، حيثما كنتم، في أبناء أمتنا والإنسانية.

   في الوقت الذي تقرر انعقاد مجلس الأمن الدولي، لينظر بالمبادرة السوفيتية السلمية، التي أيدناها غدر الغادرون. غدر بوش الخاسئ، وعميله فهد النذل، ومن التفّ معهما على فعل الجريمة والعار والعدوان. غدر أولئك الجبناء، الذين أتقنوا فعل الغدر والخيانة والخسة، بعد أن غادروا كل طريق للفضيلة والخير والإنسانية. لقد غدروا، فشنوا هجومهم البري، الواسع النطاق، على قواتنا المجاهدة، صباح هذا اليوم، فبان قصدهم، حتى الآن. غدروا، كما هو عهدهم وصفاتهم، حتى للذين وقعوا معهم على القرارات السيئة الصيت، التي اتخذت في مجلس الأمن، قبْل العدوان العسكري على بلدنا، متوهمين أنهم بتلك القرارات، إنما يحمون الشرعية الدولية. غدروا بالجميع؛ ولكن الله فوق الجميع، وهو الواحد الأحد، الحي القيوم، الصمد القادر، على كل شيء قدير. وسيرد غدرهم إلى نحورهم، ويخزيهم، لتندحر صفوفهم وجمعهم الخائب.

   منذ البداية، عمل الأشرار على هذا الطريق، طريق العدوانية والشر، لإيذاء شعب العراق، وإطفاء شمعة الضوء فيه. خاب فعلهم، وخاب ما يعملون. ولكنهم سيعرفون، بعد حين، أن بينهم وبين ما يعملون إرادة الله، المانعة لفعل الشر تجاه شعب الجهاد والإيمان. وسيعرفون، بعد حين، أن شعب العراق العظيم، وقواته المسلحة المجاهدة، الباسلة، ليسا مثلما يظنون أو يتصورون.

   قاتلوهم، أيها العراقيون، بكل المعاني، التي تحملونها عن تاريخكم العظيم، وبكل معاني الإيمان، التي آمنتم بها، كشعب يؤمن بالله، ويعتز بكرامته وحقه في الاختيار والقرار.

   قاتلوهم، أيها النشامى الصناديد، يا رجال أمّ المعارك والقادسية.

   قاتلوهم بإيمانكم بالله. وقاتلوهم دفاعاً عن كل حرة، شريفة، وكل طفل بريء، وكل معاني الرجولة وقِيم وشرف العسكرية، التي تحملون.

   قاتلوهم، إذ باندحارهم، ستكونون في المدخل النهائي لفتح الفتوح، وسوف تنتهي الحرب مع كل ما يحمل الموقف، من الكرامة والمجد والظفر، لشعبكم ولجيشكم ولأمتكم، وبعكسه ـ لا سمح الله ـ لن تكون إلا الهاوية الرذيلة، التي يطمع الأعداء لدفعكم إليها، ليطْبق على العراق، وعلى الأمة والإنسانية، ظلام ليل طويل.

   قاتلوهم، أيها الرجال. إنهم لا يحملون القِيم، التي تدعوهم ليكونوا أكثر رجولة وشجاعة واقتداراً منكم. وبالتحام الرجال، سوف تغيب أسلحة التفوق، ولا يبقى ليقرر النتيجة النهائية، بعد ذلك، إلا إيمان المؤمنين، وشجاعة أصحاب الموقف الوطني الشريف، والجهادي المؤمن.

   قاتلوهم، ولتكن منكم تجاههم الغلظة التي دعا الله ـ سبحانه وتعالى ـ المؤمنين ليكونوا عليها، وهم يقارعون الكفار.

   إن أبناءكم وأمهاتكم وآباءكم، وكل أهلكم، وكل أهل العراق، أهل الأرض، يرقبون أداءكم، اليوم، لتقرروا ما يرضي الله، ويعز الوطن والشعب والأمة.

   قاتلوهم كما يجب أن يقاتلهم الرجال المؤمنون. إنهم جمع الكفر والنفاق والخيانة؛ وأنتم جمع الإيمان والموقف الثابت والإخلاص والأمانة.

   قاتلوهم، وسيكون النصر لكم، مع العزة والكرامة والمجد.

   الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. وليخسأ الخاسئون.

   يا محلى النصر ـ بعون الله ـ.