إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

رسالة الرئيس صدام حسين إلى الرئيس جورباتشوف

رداً على رسالته التي بعث بها في

18 يناير 1991[1]

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس جورباتشوف

السلام عليكم.

    قرأت رسالتكم. ثم قلبت الأمور، وخلفية كل العلاقة بين بلدَينا وشعبَينا، فانتابني شعور بضرورة الزعل، أو العتب عليكم على الأقل، وعلى الطريقة التي تناولتم فيها القضايا، التي أسميتموها بالخطيرة، والدراماتيكية، والطريقة التي تريدون بها حماية العراق من التدمير. وبعد أن تذكرت، أن المجتمع الدولي، يعيش، اليوم، أو هو واقع، بصورة أو بأخرى، تحت رحمة القانون الأمريكي، في الهيمنة والتسلط، عدا استثناءات معروفة، هنا أو هناك ـ خف عندي الزعل، وغاب العتب عن مجرى الحديث في رسالتنا هذه.

    إننا، يا سيادة الرئيس، ببساطة، قد يكون تكرارها من الأمور المزعجة، عندما نقول إننا أحرار، كما ولدتنا أمهاتنا، وخلقنا الله لنكون. ولأننا أحرار، ونصرّ على أن نمتلك حريتنا، فإننا نرفض قانون الهيمنة والتسلط الأمريكي. ولسنا نحن الذين قمنا بالعدوان على أمريكا والحرب ضدها، لكي يطلب منا أن نصرح بما يظهر أمريكا، وقد لوت إرادة الصمود فينا، ونقدم لها ما يغريها بمواصلة الابتزاز والعربدة، في منطقتنا، وفي العالم، على قاعدة أن الجميع ينبغي، بل ويجب أن يخضعوا لقانون ولايتها على العالم.

   إننا، ومنذ البداية، كنا ننبه مَن تهمّه الحرية والسيادة، ومَن يهمه قانون الله الواحد الأحد، في العلاقة بين الناس، كنا ننبه، دوماً، إلى أهمية الحِوار بين الدول، مثلما هو مهم بين الناس. وعند ذلك، وإذا ما اعتمد منهج الحوار المتكافئ، فإن العقل البشري، لن يكون عاجزاً عن الاهتداء إلى ما يفضي إلى حل لكل قضايا المنطقة، المترابطة في ما بينها كترابط السبب والنتيجة، خاصة إذا ما توافر للحِوار أجواؤه الصحية، وتوافرت الطمأنينة لأطرافه. وتذكرون، يا سيادة الرئيس، كيف أننا، ونحن نستذكر مستلزمات الشعور بالمسؤولية، وعدم نسيانها، كما نسيها بوش، والخائبون الذين شجعوه على عدوانيته، واستهتاره بالإنسانية والإنسان ـ نقول كيف أننا، استشعاراً لمسؤوليتنا الإنسانية تجاه الأمن والاستقرار في العالم، قدّمنا مبادرتنا، في الثاني عشر من (آب) أغسطس عام 1990، والتي صرحت حكومتكم عنها إيجابياً، في بادئ الأمر، ثم لم تواصلوا سعيكم لوضعها في إطار الحِوار الجادّ. وتذكرون كيف رفضها بوش، بعد أن أطلقناها على الهواء، بساعتين فقط، حتى من غير أن يكلف نفسه طلب النسخة الرسمية منها، بل وربما لم يكلف نفسه حتى قراءتها، كما نقلتها وكالات الأنباء العالمية. ولعلكم تذكرون، يا سيادة الرئيس، أيضاً، كيف أن أمريكا ووسائل إعلامها، قد حرضت على تدمير قوّتنا، العسكرية والعلمية، قبل أحداث الثاني من (آب) أغسطس، وكيف قطعت الخبز عن شعبنا، اعتباراً من شهر (آذار) مارس لسنة 1990، بقرار من الكونجرس والإدارة.

   كما تذكرون كيف دفع بوش عملاءه، من الحكام الخونة، ومنهم جابر الأحمد، شيخ الكويت السابق، للتآمر علينا.

   ومن هذا الذي هو بعض ما أردنا استذكاره أمامكم، في رسالتنا هذه، وليس كل ما يجب استذكاره عن المؤامرة القذرة، والعدوان الغادر ـ نقول هذا فحسب، لنعيد للذاكرة كيف أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية متآمر غادر، حاقد على العرب، ويعمل على طمس أي شعار شريف، يرتفع طلباً لتحرير فلسطين، لإنهاء معاناة شعب فلسطين العربي. إن بوش قد ارتكب جريمة العدوان، ولا بدّ أن يدفع ثمن عدوانه، إذا ما استمر فيه؛ وأن يكون عقاب الله الواحد الأحد، القهار، العظيم، هو العقاب الأكبر. ولذلك، فإن رسالتكم هذه، كان ينبغي أن توجه إلى بوش الظالم، وليس إلى صدام حسين وشعبه المظلوم.

   والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. وليخسأ بوش وأعوانه.

       صدام حسين

20 (كانون الثاني) يناير 1991م



[1] هذه الرسالة مؤرخة في 20 يناير 1991، ونشرتها العراق في 21 يناير 1991