إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

كلمة الرئيس العراقي، صدام حسين

التي أعلن فيها استعداده "لإنهاء إمبراطورية أمريكا"

يوم الأحد، 10 فبراير

بسم الله الرحمن الرحيم

]أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَْرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَْرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا[ (فاطر:44) صدق الله العظيم.

    أيها الشعب العراقي المؤمن، المجاهد، الصابر، العظيم ـ بإذن الله ـ.

   وعندما أخاطب العراقيين، أخاطب فيهم، ومن خلالهم، كل مسلم، وكل عربي، وكل إنسان في الناس، يجد في هذا الشعب النموذج الحق، الذي اختاره الله ـ سبحانه ـ ليؤدي الدور الذي يريده ويرضاه.

   فأقول أيها الشعب العظيم.

   ها وقد دخلنا، بإيمان لا يتزعزع، وبثبات على الحق منقطع النظير، الشهر السابع، بكل ما يحمل عن أيامه، وما يستذكر من أيام الأشهر التي سبقته، من مجد عظيم.

   دخلنا هذا الشهر السابع، بعد أول يوم على طريق منازلة الحق والإيمان للباطل، على أوسع نطاق، ليطبقوا الحصار الظالم على شعب العراق. حتى إنهم لم يستثنوا ما تستثنيه القوانين، التي وضعوها هم، في هذا الحصار. فخرقوا، بذلك، حتى الحاجز الباهت، الذي أرادوا فيه، أن يخدعوا من ينخدع بدعواهم، فطال الحصار الغذاء، والدواء، وحتى حليب الأطفال.

   سبعة أشهر على بدء المنازلة، على أوسع نطاق، القوة الغاشمة المقابلة، وعلى أوسع نطاق، قوة الإيمان الأمامية المجاهدة، التي يمثل ركبها العظيم شعب العراق الصابر، المجاهد، المؤمن.

     ]وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[ (البقرة:177).

    وبعد أن اكتشف أصحاب الأحزاب، الذين قاوموا من، قبْل، دعوة الله، ورسوله محمد r  ومعهم الأعراب ـ أن الحصار لا يخرج المؤمنين عن إيمانهم، اعتقدوا أن السلاح قادر على أن يخرج الإيمان من صدور المؤمنين، ويجعل المؤمنين في مذلة وعار، فيما يجعلهم في مكانة، يتباهون فيها، خسئ كيدهم وما يفعلون، فأقدموا على جريمتهم الغادرة، في عدوانهم المسلح ليلة 16 ـ 17/1/1991. والتي سيبقى ظلامها، هو كل ما يحصدون، وهو ليس الشاهد الوحيد على ما اكتنف قلوبهم الغادرة، الزائفة عن الإيمان، من دكنة ونذالة، وابتعاد عن كل ما تهفو إليه القلوب النظيفة المؤمنة. وستبقى مشاعل مقاومات النشامى، ضد طائرات العدوان وصواريخ العار، من أبرز ما يشير إلى إرادة الثبات، والإيمان والنور في نفوس وصدور العراقيين، واستعدادهم الإيماني العظيم، على أن لا يتنازلوا عن دورهم، الذي أراده الله لهم، فاستجابوا له، مؤمنين طائعين.

   لقد توهم عدوكم، أيها النشامى، وأيتها الماجدات، بأنه قادر على تحقيق ما يريد، ليعيد حركة التاريخ، وما يرتبط بها، من تراكم إيمان المؤمنين، إلى الخلف، عن طريق الحصار الظالم. وبعد أن خاب ظنه، وفشل تقديره، جاء ليسلك طريق العدوان المسلح بصورة مباشرة. وها قد دخلنا الأسبوع الرابع من زمن هذا العدوان. ومع كل ساعة ويوم، يزداد العراقيون تشبثاً بما يؤمنون به، ويزدادون ألقاً، أمام الدنيا والعالم كله. والأهم أن مكانتهم، عند الله ـ سبحانه ـ تزداد رسوخاً، وعلواً واتساعاً؛ ذلك لأن الطريق إلى هذا المجد، هو طريق الجهاد. وها قد جاهد المجاهدون، فلا حاجب بين المكانة مع الصدّيقين والشهداء، عند الله، وبين المجاهدين العراقيين، غير ما يريده الله ـ سبحانه ـ ولا رادّ لإرادته العظيمة.

   إن كل يوم، بل كل ساعة بعد ساعة، ويوم بدء الحصار، ضد جمْع الطليعة المؤمنة، في العراق ـ هو يوم وساعة هزيمة لجمْع الكفر والظلم والطغيان. وعند بدايات كل ظلام دامس، في أول ليلة من كل شهر جديد، هو ما تم لآمالهم الخائبة، وعنوان لزحمة تجمّعهم المهزوم. وعند بدايات نور كل هلال جديد، في شهر جديد، هو عنوان انتصار عظيم مبين لجمْع الإيمان المجاهد، ولكل المؤمنين، ودليل ساطع لمن يحتاج إلى دليل الدنيا، بأن الله حي، قيوم، قادر، عظيم. وعند كل صلاة جمعة، في كل أسبوع من أسابيع القتال، هو احتفال للمؤمنين بإيمانهم، الذي حافظوا عليه، مغمساً بالدم الطهور؛ وانتصار كبير مبين لهم، ولكل الإنسانية، على الطاغوت والخيانة والعار، الذي تمثله أمريكا، ومعها الخونة من الأعراب، والحلفاء الظالمون الخاسئون، عبيد بوش. إذاً، فإن الذين يبحثون عن النصر، في أيامه، وساعاته، وأشهره، من أبناء أمتنا، والخيرين في العالم، عليهم أن لا يبحثوا عنه خارج هذا السَّفر الخالد العظيم من الزمن، الذي مر علينا. إنه موجود في كل ساعة منازلة، وكل يوم وأسبوع فيها، منذ أول ساعة في الحصار، وأول ساعة ويوم في المنازلة المسلحة، وحتى آخر ساعة ويوم، يشاء، ويأذن بانتهاء الحرب، ممهورة بنصره العظيم ـ إن شاء الله ـ.

   وعلى الذين يتساءلون متى، وأين، وكيف هزم العدو، أن يتأملوا ذلك في أول لحظات اضطرار، أو هكذا أسماه رئيس أكبر دولة، ويقول إنها الأعظم بين الدول ـ إلى اتخاذ قرار الحرب بعد قرار المقاطعة، بدلاً من الحِوار، وإلى تجميع من جمعهم علينا، بعد أن صغرت في عينه قوة أمريكا. أو هكذا أراد الله. وبذلك، فقدَ اعتباره، وأفقد أمريكا اعتبار الدولة الأكبر، أو الأعظم، كما يسميها. لقد فقدَ اعتباره بوش، يوم فقد الاقتناع، وفقدَ قدرة الإقناع بالحِوار، ليتجنب طريق استخدام السلاح.

   وفقَد اعتباره، يوم استخدم سلاح المواجهة، الذي أراده الغرب لكل حلف وارسو، ضد دولة واحدة من بلدان العالم الثالث، وهي من العرب، الذين كانوا لا يقبَلون لوزنهم الوزن الذي أراده الله لهم، كبشر، وكأصحاب رسالة.

   وفقَد رئيس أمريكا اعتباره، وأفقد أمريكا إعتبار الدولة الأعظم، فتنازل عن وصفها الذي توصف به، وسلخه عنها، ابتداء، عندما، وجد أن قوة أمريكا، المالية والعسكرية والاقتصادية، لا تكفي، وحدها، لتنازل قلعة الإيمان في العراق. فراح يفزع علينا من كل حدب وصوب، بينما لم نفزع نحن، حتى الآن، إلا إلى المؤمنين، الذين يجدون أن موقفهم، حكماً، هو في الصف الذي نحن فيه. ولم ننخ عليهم إلا الله، الرحمن الرحيم، الواحد الأحد، بابتهالنا إليه متضرعين ـ سبحانه ـ إن بوش، وأعوانه، والأعراب الأشد كفراً ونفاقاً، هزموا في كل لحظة، وكل دقيقة، وكل ساعة، وكل يوم، بعد خط البداية؛ وأنكم انتصرتم، أيها العراقيون النشامى، وأيتها الماجدات، في كل لحظة، وكل دقيقة أو ساعة، أو ويوم أو أسبوع، أو شهر، من بعد أول لحظة في هذه المنازلة. وانتصر معكم كل المؤمنين، وكل الناس الخيرين في العالم، ضد الظلم والطغيان، والتحكم والفساد، والإلحاد والكفر. لقد برهنتم، أيها المجاهدون ـ بإذن الله ـ وبمعجزة أرادها الله، بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة، على إشراقة الرسالة الإسلامية، على أن الله، الواحد الأحد، موجود. وأن الإيمان والمؤمنين بخير. وأن المستضعفين قادرون ـ عندما يأذن الله ـ على الانتصارعلى الطاغوت، كما انتصر موسى ـ عليه السلام ـ على جنود فرعون، بعد أن أغرقهم الله في البحر.

   ومثلما انتصرت القيِم، التي بشر بها السيد المسيح، على فساد اليهود وخبثهم، وخيانة يهوذا؛ ومثلما نصر الله الكعبة على الفيل، الذي همَّ بها، ليخرب بيت الله، فاستدار متراجعاً ممتثلاً أمر الله؛ ومثلما انتصر الرسول محمد r على الأحزاب، وانتصر في بدر؛ ومثلما حطم المسلمون كيان دولتَين عظيمتَين، كانتا قد انفردتا بظلم العالم واستعباده، وأقامتا كيانيهما على الظلم والرذيلة ـ لقد برهنتم، أيها العراقيون، باسم الله، بمعجزتكم هذه، أن الله موجود، وأنه حي قيوم. ولا مجال لتفسير آخر غير هذا التفسير، لصمودكم الأسطوري، وهزيمة الأعداء، رغم كل ما أعدوا، وما أعددتم لهم، في المقابل.

   إنها البشرى، التي لا تخطئ، أيها النشامى، وأيتها الماجدات، اللاتي استكثر عليكن الأعراب وصف المجد، فراحوا يخططون ليدنس المجد بدنياهم الخائبة. ألاَ خاب ما يفعلون، إنها البشرى في خاتمة النصر، عّما قريب ـ إن شاء الله ـ ولم يبق إلا ما يزيد المؤمنين إيماناً، ويقرب النصر النهائي إليهم؛ ويزيد الكافرين كفراً، ويبعد الإيمان عنهم، ويقربهم من حافة الهاوية السحيقة، التي سيقعون جميعاً فيها، ولا يعود أحد منهم، بعدها، إلى أي مكانة ضوء أو رحمة من الله والمؤمنين. وسيعود للعراقيين، ولكل المؤمنين، المكانة، التي أرادها الله ـ سبحانه ـ لهم، في الدنيا والآخرة، وستعود إليهم كل مستلزمات الحياة الحرة الشريفة، ولم يبق بينهم وبينها إلا فاصلة مسك الختام، استحقاقاً لصبرهم وجلَدهم وجهادهم. وهي فاصلة صبر على صبرهم، وفاعاليات مبدعة، تضاف إلى فاعلية هذا الشعب العظيم، وقواته المسلحة الباسلة، وجيشه الشعبي، الظهير الأمين لقوات الجهاد المقدس.

   إنها فاصلة زمن إضافي، مما يحرر النفس والنفيس، ويحرر مقدسات العرب والمسلمين، في مكة والمدينة وبيت المقدس؛ ويضع الإنسان العربي المؤمن، الشريف، يتقدم الصف في صفوفه العراقيون، أمام مستقبل وحاضر، لا يستطيع أن ينغص عليه أحد، أو جهة، حياة، أو يكدر لها خيار عبادة الله.

]وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا(26)وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا[ (الأحزاب:26-27) صدق الله العظيم.

    الرحمة لشهدائنا الأبرار، في عليَّين.

   تحية تقدير ومحبة إلى أبناء أمتنا، حيثما كانوا، مجاهدين يرمون صف الكفر بما يستحقه من عقاب، أو متظاهرين يعلنون التنديد بالعدوان، ويقررون انتماءهم العظيم، أو ينطقون بالحق كما يجب، في أي ساحة مؤثرة.

   تحية تقدير ومحبة إلى كل مسلم، ساءه أن يرى الكفار والمنافقين، يمعنون بأبناء العراق، من أطفال ونساء وشيوخ عزل، ذبحاً وتقتيلاً، من غير أن يرفض العدوان ضد الأمة، التي حملت إليه القرآن، مبشرة بمبادئ الإسلام الحنيف.

   تحية إلى كل إنسان في هذا العالم، رفض سياسة أساطين العدوان والشر، أعوان الشيطان، بوش، ومن حالفه؛ وانتمى إلى صف بني البشر، رافضاً العدوان، وداعياً إلى السلام.

   تحية خاصة إلى الأعزاء، في فلسطين، والجولان، ولبنان المحتل.

   وتحية خاصة إلى أشقائنا، في الأردن، والسودان، والجزائر، واليمن، وموريتانيا، والمغرب، وتونس، وليبيا.

   تحية إلى كل من حمل على الباطل بما يستحق، وإلى كل صاحب قول صادق، وكلمة شريفة، ويد نظيفة بيضاء.

   والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. وليخسأ الخاسئون.