إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









القسم الثاني: مواقف وردود فعل بعض دول الاتحاد الأوروبي

ثانياً: مواقف وردود الفعل الفرنسية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. مع بدء الحملة الجوية (17 يناير 1991 بتوقيت مسرح العمليات)

أ. الموقف الفرنسي العام

    رأت فرنسا في غزو الكويت، اعتداء عراقياً، يثير القلاقل والاضطراب في المنطقة. ذلك على الرغم من أن العراق، كان مستورداً رئيسياً للسلاح الفرنسي، كما تقدَّر ديونه لفرنسا بنحو ثلاثين مليار فرنك فرنسي.

    وانقسم الرأي العام الفرنسي، إزاء مشاركة فرنسا في عمل عسكري، في الخليج. ووفقاً لاستطلاع نظّمته مجلة "لوبوان" الفرنسية، أيّد 47% اشتراك فرنسا في عمليات حربية ضد العراق، وعارضه 43%. في حين منح 59% الرئيس الفرنسي، ميتران ثقتهم. ومع بداية الحرب، تزايدت نسبة المؤيدين للمشاركة في "عاصفة الصحراء"، وفقاً لاستطلاع، كشف أن 72% من الشعب الفرنسي، يؤيدون أسلوب الرئيس ميتران في مواجَهة الأزمة، و67%، يؤيدون العمل العسكري. كما حظيت الحرب بتغطية إعلامية واسعة، وتخلص الإعلام الفرنسي من تحفّظه التقليدي، الذي انتهجه منذ بدء الحرب.

    لقد كانت آثار أزمة الخليج واضحة في فرنسا؛ فارتفاع أسعار النفط، بعد اندلاع الأزمة، أدى إلى امتعاض المواطن الفرنسي، كما تأثر الاقتصاد الفرنسي، بتوقف بيع السلاح الفرنسي للعراق، وتوقف الاستثمارات الكويتية في فرنسا.

ب. أهداف فرنسا من الحرب

    صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران (Francois Mitterrand)، في 31 يناير 1991، "أن الهدف الأساسي من الحرب، هو تحرير الكويت. أما بالنسبة إلى استهداف صدام حسين، فإنني أقول لا؛ ليس هناك هدف ضد أي شخص". وأعلن في محادثة تليفزيونية، "أن مهمة فرنسا، كما وضعت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول التحالف، هي مهاجمة أهداف عراقية، في الكويت، في ضوء النهار. ولم نستبعد تنفيذ مهام في العراق".

    كما قال الرئيس ميتران، في مؤتمر صحفي، في 8 فبراير 1991: "إنه لدى تحرير الكويت، فإننا سنكون قد حققنا جوهر ما نريد". وأضاف: "إنه باسم فرنسا، لا نريد أن تتحول هذه الحرب إلى حرب على الأراضي العراقية بأكملها". وكرر ميتران قوله، إن "هدف حرب الخليج، هو تحرير الكويت، وليس احتلال العراق أو تدميره".

    أما رئيس وزراء فرنسا، ميشال روكار (Michelle Rocar) فقد أكد، خلال حديثه إلى إذاعة أوروبا، أنه يجب إبعاد صدام حسين عن الحكم في العراق. وأن هذا الأمر، ليس من الأهداف المعلنة؛ ولكن، يجب إبعاده، بعد غزوه إيران والكويت، وخططه لغزو السعودية.

    أما وزير الدفاع الفرنسي، بيير جوكس (Pierre Joxe)[1]، فقال، في 31 يناير 1991، "إن القوات الفرنسية، تشارك في حرب الخليج، من أجل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. وأكد أن عشرات من الدول، ساندت هذه القرارات. وفي تعليق له، في 17 فبراير 1991، على التحضير للحرب البرية، قال جوكس: "إن على دول التحالف التحضير لمرحلة الحرب البرية في الخليج، ضد القوات العراقية، من أجل تحرير الكويت". وأشار إلى أن فرنسا، تشترك بقواتها في إطار التحالف الدولي، تطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة، التي تستهدف إعادة السيادة إلى الكويت.

    أما رولان دوما، وزير خارجية فرنسا، فقد ذكر، في 17 يناير 1991، معلقاً على استمرار احتلال العراق الكويت، "أن الرئيس صدام، المتشبث بعناده، هو الذي يتحمل، أمام التاريخ، المسؤولية الخطيرة عن تعريض بلده وشعبه لويلات الحرب". أما عن أهداف فرنسا من الحرب، فقال دوما: "إن هدف الحرب، بالنسبة إلى فرنسا، هو تنفيذ قرارات مجلس الأمن، من دون المساس بصدام حسين ونظامه، في الوقت الحالي".

    أما ميشال فوزيل (Michelle Vauzelle)، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، فقد ذكر، في 19 فبراير 1991، "أن أحد الأسباب، التي دفعت فرنسا إلى الاشتراك في التحالف الدولي ضد العراق، هو رغبتها في عدم تحويل أي مؤتمر دولي للسلام، يعقد بعد الحرب، إلى معاهدة يالتا جديدة[2]. وهي تحرص على أن تكون حاضرة في أي مؤتمر، لعرض وجهة نظرها الخاصة، في شأن أفكارها في مجال العلاقات بين الشمال والجنوب والنظام العالمي الجديد؛ وذلك بحكم ارتباطها بجيرانها العرب.

ج. موقف فرنسا من القصف العراقي ضد إسرائيل

    أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً، في 18 يناير 1991، جاء فيه، "أن الحكومة الفرنسية، تدين، بشدة، العدوان الذي استهدف إسرائيل. وأن السلطات الفرنسية، تعرب عن تعاطفها وتضامنها مع حكومة إسرائيل وشعبها".

    كما اتصل الرئيس ميتران، في 19 يناير 1991، بالرئيس الإسرائيلي، حاييم هيرتزوج (Haiem Hertzog)، وأبلغه: "أن حق إسرائيل في الأمن، يندرج في المبادئ الأساسية للسياسة الفرنسية". وأضاف ميتران، "أن فرنسا، لم تبع للعراق، في أي وقت، أسلحة غير تقليدية".

    وفي تصريح له إلى التليفزيون الفرنسي، في 20 يناير 1991، قال ميتران: "إن إطلاق صواريخ عراقية على إسرائيل، استهدف إحداث فُرقة في التحالف الدولي. وإن لأي دولة حقاً في الرد، بما في ذلك إسرائيل؛ لأن الرد على العدوان، أمر لا جدال فيه".

د. موقف فرنسا من معاملة العراق لأسْرى الحرب

    أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في 21 يناير 1991، أن الزعماء العراقيين، سيحاسبون إذا استخدموا أسْرى القوات المتحالفة دروعاً بشرية، لدرء الهجمات. واستدعت الخارجية الفرنسية سفير العراق إلى باريس، وسلمته احتجاج فرنسا على هذا الانتهاك الصارخ لمعاهدات جنيف، في شأن حماية أسْرى الحرب.

هـ. استقالة وزير الدفاع الفرنسي

    كان أهم الأحداث، على الساحة الفرنسية، استقالة وزير الدفاع الفرنسي، جان بيير شيفنمان، في 29 يناير 1991، وتعيين وزير الداخلية، بيير جوكس خلفاً له. وما تلك الاستقالة إلاّ لتعارض موقف شيفنمان، ومواقف الحكومة الفرنسية، من الحرب. كما أن مناصريه، من الحزب الاشتراكي الحاكم، اتخذوا مواقف معلنة، مخالفة لسياسة الرئيس الفرنسي وحكومته. وعلت أصوات كثيرة، في الجمعية الفرنسية ومجلس الشيوخ، وآخرها في الجلسة الاستثنائية، التي انعقدت في 17 يناير 1991، مطالبة باستقالة شيفنمان، الذي اتهمته الأوساط اليهودية، وبعض مناوئيه، بأنه مؤيد للعراق.

و. ردود فعل فرنسا ومواقفها من استمرار الحرب

    أعلن الرئيس فرنسوا ميتران، في 7 فبراير 1991، أن هجوماً برياً، من جانب القوات المتحالفة، على القوات العراقية، أصبح أمراً حتمياً. والمعركة البرية، ستبدأ في الأيام المقبلة، وربما بعد ذلك بقليل؛ وعلى أي حال، فإنها ستحدث خلال هذا الشهر، واستطرد قائلاً: "يجب ألاّ يُستَخْدم السلاح الكيماوي؛ فنحن نملك أسلحة تقليدية، نستطيع الدفاع بها عن الحق".

    أما جوكس، وزير دفاع فرنسا، فقال، في 7 فبراير 1991: "إن الأمر الوحيد، الذي يمكن أن يجعل العمليات البرية غير مفيدة، هو وقوع أحداث، سياسية أو عسكرية، تحمل العراق على تغيير موقفه".

ز. ردود الفعل الفرنسية، تجاه المبادرات السلمية لإيقاف الحرب

    رحبت وزارة الخارجية الفرنسية، في 5 فبراير 1991، بعرض إيران التوسط في حرب الخليج. ووصفته بأنه موقف إيجابي. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: "إن هذه الأفكار، تبدو لنا إيجابية جداً، لأنها مبنية على عنصر أساسي، وهو انسحاب العراق من الكويت".

    ورداً على خطاب الرئيس العراقي، صدام حسين، في 10 فبراير 1991، الذي تجاهل فيه أية إشارة إلى المبادرات السلمية. أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، في 11 فبراير، أن الخطاب، الذي ألقاه صدام حسين، في 10 فبراير، يؤكد عناده، كما يدل على أن أي تحرك دبلوماسي من أجل السلام، حالياً، هو سابق لأوانه، أو أن أوانه قد فات. وأن فرنسا حاولت، حتى 15 يناير، إيجاد حل سلمي للنزاع، ولكن جميع محاولاتها لم تلقَ أي صدى لدى الجانب العراقي. وأن القيادة العراقية، لا توجد لديها أي رغبة، من قريب أو بعيد، في الجلاء عن الكويت.

    وصرح الرئيس الفرنسي، ميتران، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني، هيلموت كول (Helmut Kohl)، في باريس، في 15 فبراير 1991، رداً على الاقتراح العراقي المشروط، لإيقاف النار، "أن الاقتراح العراقي الجديد، في خصوص وقف القتال في الخليج، يبدو دعائياً، أكثر منه تعبيراً عن رغبة حقيقية في الإذعان لقرارات الأمم المتحدة. كما أن الرئيس العراقي، أضاف بعض الشروط، التي لا يمكن تحقيقها، والتي لا تمتّ بصِلة إلى قرار مجلس الأمن، (الرقم 660).

    أما رولان دوما، وزير الخارجية الفرنسي، فقد ذكر، في 17 فبراير 1991، أنه "إذا كان العراق صادقاً في بيانه، في شأن تنفيذ قرار مجلس الأمن، الرقم (660)، فإن إعلان النية لا يكفي، بعد بدء الحرب؛ وإنما يجب البدء باتخاذ الإجراءات العملية لسحب قواته، بشكل فوري ومكثف. وعندئذٍ، يمكن النظر، بجدية، إلى إعلان العراق بنِيَّته في الانسحاب".

ح. فرنسا ومبادرة الرئيس السوفيتي، جورباتشوف

    علق الرئيس ميتران على مبادرة الرئيس السوفيتي، جورباتشوف، قائلاً: "ليس هناك خلاف بين باريس وموسكو، في شأن الخليج. إلا أن الخطة السوفيتية، افتقرت إلى إيضاحات، بالنسبة إلى نقاط أساسية، خاصة مسألة المهلة، التي تمنحها للقوات العراقية، للانسحاب من الكويت. وإن فرنسا، هي التي كانت وراء فكرة منح القوات العراقية مهلة أسبوع، لمغادرة الكويت، التي كانت مدرجة في إنذار التحالف". وأضاف ميتران، "أن الخطة السوفيتية، كان فيها ثلاث نقاط، جعلتها غير مقبولة، بالنسبة إلى التحالف. وهي: مسألة المهلة، ومسألة وقف إطلاق النار، ومسألة طلب إلغاء قرارات الأمم المتحدة، قبْل أي مناقشة. وترى فرنسا، أن إلغاء قرارات الأمم المتحدة، هو من اختصاص مجلس الأمن، وحده؛ وأن مهلة أسبوع، كانت معقولة".

ط. اشتراك القوات الفرنسية في الحرب

    أكد وزير الدفاع الفرنسي، في تصريح له إلى إذاعة أوروبا الرقم (1)، في 7 فبراير 1991، "أن القوات الفرنسية ستضطلع بمهمة، في الخط الأول، إلى جانب قوات التحالف الدولي". وقال الوزير الفرنسي: "إن لدى الجيش الفرنسي القدرة على تعبئة قوة، تزيد على 10 آلاف رجل، من مختلف الأسلحة؛ مع الحفاظ، في الوقت نفسه، على قوة الردع والوجود الفرنسي وراء البحار، البالغ 130 ألف جندي.

ي. نفقات القوات الفرنسية

    أعلن ميشال روكار، رئيس وزراء فرنسا، في 6 فبراير 1991، أمام المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي، "أن نفقات القوات الفرنسية في الخليج، ستراوح بين 6 و7 مليارات فرنك، أي بين مليار واحد وثلاثمائة مليون ومليار وأربعمائة مليون دولار؛ إذا انتهت الحرب خلال أسابيع"[3].

2. مع بدء الحرب البرية (24 فبراير 1991 بتوقيت مسرح العمليات)

أ. إعلان بدء الحرب البرية

    وفي 24 فبراير 1991، وفي الساعة السابعة وتسع دقائق، بتوقيت مسرح العمليات. أعلنت إذاعة فرنسا، "أن القوات الفرنسية، اخترقت الحدود العراقية، وهي تشق طريقها داخل أراضي العراق". وفي الوقت عينه، أكد الرئيس الفرنسي، ميتران، أن هدف الحرب، هو تحرير الكويت، وليس بغداد؛ فهناك هدف واحد للحرب وليس هدفَين. والهدف ليس إطاحة صدام؛ إلا أن هزيمته العسكرية، قد تخلق علاقات جديدة، داخل العراق، تؤثر في سلطاته. وذكر ميتران، أن الفضل في ما تحقق، يعود إلى سلاح الجو، الناشط قبْل المعركة البرية؛ إذ أسهم في هبوط معنويات الجنود العراقيين، بعد قطْع خطوط اتصالهم مع قواعدهم، فأصبحوا أقل تنظيماً، على الرغم من أن قوات التحالف، لم تواجه، بعد، قوات الحرس الجمهوري. وقال ميتران: "إذا كانت القوات الفرنسية، قد دخلت العراق، فالهدف من ذلك، هو الالتفاف حول الكويت".

ب. فرنسا وقرار العراق الانسحاب

    أعلن بيير جوكس، وزير الدفاع الفرنسي، في 26 فبراير، خلال مقابلة مع القناة الأولى للتليفزيون الفرنسي، أن فرنسا، تنتظر أن يُعلن العراق، رسمياً، في مجلس الأمن، وأمام العالم أجمع، عن نياته السلمية، مشيراً إلى أن الحرب، ستستمر طوال فترة انتظار هذا الإعلان. وأضاف، "أن الجيش العراقي، لا يزال يلوّح بتهديده وأعماله الهجومية، ولهذا فإن الحرب مستمرة".

    كما أكدت الخارجية الفرنسية، على لسان دانيال برنار، في 26 فبراير 1991، "أن فرنسا تتخذ موقفاً مواتياً لوقف إطلاق النار، في إطار الاحترام الكامل لإجمالي قرارات مجلس الأمن. وأنهـا لا تستطيع المجازفة بأي مناورة، تتسم بالمماطلة، في وقت يشترك فيه جنودها في الميدان. وأن مجلس الأمن، هو الجهة المخوّلة تلقّي المقترحات الرسمية للسلطات العراقية، في شأن الموافقة على كافة قرارات الأمم المتحدة، وذلك قبْل ترتيبات وقف إطلاق النار".

ج. فرنسا وقرار الرئيس بوش إيقاف الحرب

    أعلن قصر الأليزيه، في بيان له، في 28 فبراير 1991، "وقف الهجوم العسكري للتحالف الدولي ضد العراق؛ وذلك بالاتفاق مع حكومات دول التحالف الدولي". وأضاف البيان، "أن وقف المعارك، التي بدأت في 17 يناير من أجْل تحرير الكويت، سيبدأ في الساعة السادسة، صباح 28 فبراير 1991، بتوقيت باريس. وأن الإجراءات، السياسية والعسكرية، لوقف إطلاق النار، تجري، حالياً، في إطار مجلس الأمن".

3. ردود فعل الأحزاب الفرنسية ومواقفها، خلال مراحل الحرب

    في 11 فبراير 1991، قال الأمين العام للتجمع من أجْل الجمهورية، آلان جوبي: "أن فرنسا سيكون لها هامش أكبر من الاستقلالية، لتقديم أفكار، ليست، بالضرورة، أفكاراً أمريكية، بعد انتهاء المرحلة العسكرية في حرب الخليج". وأضاف "أن حدوث قطيعة بين دول المغرب العربي، ولا سيما بين الجزائر وفرنسا، سيكون كارثة". وأكد "أن هدف الحرب، ليس تقطيع العراق ومحوه من الخريطة. بل يجب أن يكون للعراق دوره، فهو عنصر أساسي في التوازن الإقليمي، وكل سياسة، تهدف إلى إلغاء الواقع العراقي، ستلقى معارضتنا".

    كما أكد الحزب الاشتراكي الفرنسي، الحاكم، في 24 فبراير 1991، تأييده موقف الرئيس ميتران وسياسته، بالنسبة إلى المشاركة في العمليات البرية لتحرير الكويت. وقال بيان الحزب: "إن صدام حسين، بتصلبه الانتحاري، ورفضه المتواصل تنفيذ قرارات مجلس الأمن، يتحمل مسؤولية هذه الحرب".

4. الموقف الفرنسي حيال الترتيبات الأمنية في المنطقة، بعد الحرب

    صرح الرئيس الفرنسي، ميتران، إلى جريدة "السفير" الهولندية، في 28 فبراير 1991، "أن فرنسا تستعد للنهوض بكل شيء، من أجْل حل مشاكل الشرق الأوسط، وإحلال سلام دائم في هذه المنطقة، بعد الانتهاء من تحرير الكويت. وأنها ستعمل من أجْل حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، والمشكلة الفلسطينية، ومشكلة لبنان، ومراقبة بيع الأسلحة، ونزع السلاح، وإعادة توزيع الثروات، وإعادة بناء البلدان التي دمرتها الحرب".

كما ذكرت مصادر الخارجية الفرنسية، أن هناك تضامناً بين واشنطن وباريس، في شأن فترة ما بعد الحرب، وضرورة تحقيق الأهداف الآتية: "كفالة أمن الخليج واستقراره، ووقف انتشار الأسلحة، وتأمين إعادة إعمار الكويت والعراق، واستئناف البحث عن المصالحة بين العرب وإسرائيل".



[1] تولى بيير جوكس منصب ` وزير الدفاع`، بعد استقالة جان بيير شيفنمان، في 29 يناير 1991.

[2] عقد مؤتمر يالتا بعد االحرب العالمية الثانية خلال الفترة من 4 إلى 11 فبراير 1945، وحضرته بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، وكان يهدف إلى تحطيم الأسطورة الألمانية والقضاء على النازية وقرر المؤتمر تقسيم ألمانيا إلى دولتين.

[3]  من المعروف أن الكويت منحت فرنسا مليار دولار مساهمة منها في مجهودها الحربي.