إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









أولاً: مواقف وردود فعل المملكة العربية السعودية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

ثالثاً: مواقف وردود فعل الجماهيرية الليبية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. ردود الفعل الليبية، إزاء حرب الخليج

أ. على المستوى الرسمي

    أكدت ليبيا أهمية وقف الحرب في الخليج، من أجل الحفاظ على السلم العالمي. فبعد ساعات قليلة من اندلاع الحرب، وجّه الرئيس الليبي، مُعمر القذافي، في 17 يناير، برقية عاجلة إلى بيريز دى كويلار، الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي جاء فيها: "إن الغارات الجوية على العراق، يجب أن تتوقف، وأن تقتصر العمليات العسكرية على أراضي الكويت، وحدها. وإن الواجب والمسؤولية الدولية، يحتمان بذل الجهود، لكي لا تتعدى العملية استرجاع الكويت؛ وهو ما نصت عليه، بالتحديد، قرارات مجلس الأمن. ويجب ألاّ تتعدى العمليات العسكرية حدود الكويت؛ وأن تتوقف الغارات الجوية على العراق، من أجْل الحفاظ على السلم العالمي، وتجنيب شعب العراق نتائج أعمال غير مسؤول عنها، ومنعاً لاتساع رقعة الحرب. وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن يتحملا مسؤولياتهما، لكي لا يُستغل الموقف في تحقيق أهداف خاصة".

    كما دعا العقيد القذافي إلى إنهاء صراع الخليج، من الفور، قائلاً إنه قد يسمم العلاقات بين العرب والأمريكيين، وربما أدى إلى نشوب حرب عالمية ثالثة. وأضاف في تصريح إلى شبكة تليفزيون (CNN) الأمريكية، أنه يخشى من انعكاسات العواقب الخطيرة للصراع، على العرب والأمريكيين، في المستقبل. وأن الكويت، يجب أن يحررها الشعب الكويتي، وليس من حق القوات الأجنبية التدخل في هذه المنطقة. كما دعا القذافي دولاً، مثل تركيا، إلى الكف عن دق طبول الحرب.

ب. على المستوى الداخلي

    عبّر الشارع الليبي عن رأيه، من خلال عدة مظاهرات، طافت شوارع العاصمة الليبية، مطالبة بوقف الحرب. ففي 19 يناير 1991، قاد العقيد الليبي، معمر القذافي، مظاهرة ضخمة، جابت شوارع طرابلس، كما اشترك نحو مليون متدرب على السلاح، في مظاهرات، عمّت مدن الجماهيرية الليبية وقراها. وطالبت المظاهرات بالتوقف عن قصف بغداد، وضرورة إيقاف الحرب، من الفور، والسماح للشعب الكويتي بتقرير مصيره، واستفتاء الشعوب في تقرير مصيرها. ونادت المظاهرات بالسلام.

    وأكد العقيد الليبي، خلال لقائه شباب الجامعات الليبية، في الأول من فبراير 1991، أن العراق، كان يتهيّأ لاحتلال الكويت، منذ عشر سنوات. وأن الرئيس العراقي، استغل مليارات الدولارات، التي أغدقتها عليه دول الخليج، خلال حربه ضد إيران، من أجْل تحقيق هدف احتلال الكويت. وقال إن إسرائيل، الآن، أقوى من العرب. ولكن الوحدة العربية، والقوة الاقتصادية، كفيلتان بجعل العرب قادرين على تحرير فلسطين. وأشار القذافي إلى أن العراق، وضع مخططاً، ويريد أن يقحم العرب فيه، من دون استشارة أو مناقشة، في الوقت الذي لم يُعِدّ العرب فيه أنفسهم لهذه الحرب.

ج. على المستوى العربي

    توخّى التحرك الليبي، على المستوى العربي، تحقيق الأهداف التالية:

(1) الوقف السريع لحرب الخليج.

(2) التحرك العربي في مجلس الأمن تحركاً جماعياً، من أجْل إتاحة الفرصة للحل السلمي.

(3) انسحاب القوات الأجنبية من الخليج.

    وعبَّرت ردود الفعل عن هذه الأهداف، من خلال الآتي:

(1)  في 20 يناير 1991، بعث الزعيم الليبي، معمر القذافي، برسائل إلى الملوك والرؤساء العرب، تتعلق بضرورة العمل المشترك، والسريع، لوقف الحرب في الخليج. واقترح في رسالته، التي نقلها الرائد عبدالسلام جلود، خلال استقباله السفراء العرب المعتمدين لدى ليبيا، على الملوك والرؤساء العرب، أن تكون مخاطبة مجلس الأمن مخاطبة جماعية، أو من قِبَلْ من يوافق على هذه المبادرة، بتبنّي مجلس الأمن وقف الحرب، من الفور، وإعطاء الفرصة للحل السياسي.

(2)  وفي 13 فبراير 1991، بحث العقيد القذافي مع الرئيس المصري، حسني مبارك، في القاهرة، مضمون الأفكار العراقية الجديدة، التي أبلغه إياها المسؤول العراقي، سعدون حمادي، أثناء اجتماعه إليه، في طرابلس. وتضمنت هذه الأفكار عدة نقاط، تشمل: وقف الاعتداء الأمريكي على الأراضي العراقية، وانسحاب جميع القوات الأجنبية من المنطقة، وإحلال قوات عربية من دول المغرب العربي محل هذه القوات، وطرح الحلول، من خلال إطار عربي.

د. على المستوى الإسلامي

    رفضت ليبيا وجود طائرات قتال، من بعض دول حلف شمال الأطلسي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، في قواعد تركية، بالقرب من الحدود العراقية. وطالبت بانسحاب هذه الطائرات، والتزام تركيا الحياد. إذ دعا العقيد معمر القذافي، في 30 يناير 1991، الشعب التركي، إلى تنظيم مظاهرات احتجاج على استخدام طائرات حلف شمال الأطلسي أراضي تركيا. وقال في حديثه إلى جريدة "حجون ايدن" التركية، إنه يطلب من الشعب التركي إخراج بلاده من هذا الحلف، وتوطيد علاقاته بالعرب والاتحاد السوفيتي؛ إذ إن أمن تركيا مرتبط بجارها الاتحاد السوفيتي. وأضاف أن تركيا، ارتكبت خطأً جسيماً، على جميع المستويات، سواء بالنسبة إلى السلام العالمي أو علاقاتها بالأمة العربية، وذلك حينما فتحت أراضيها لطائرات حلف شمال الأطلسي. وأضاف أن الحكومة التركية، تتحمل مسؤولية تدمير مصالحها في ليبيا. وأن أزمة الكويت قضية عربية، وليس من حق تركيا التدخل فيها، أو السماح باستخدام أراضيها، كجبهة جديدة.

2. ردود الفعل الليبية، إزاء طبيعة حرب الخليج

    أكدت ليبيا أهمية انحصار الحرب داخل حدود الكويت، وألاّ يكون الهدف، هو تدمير العراق. كما أكدت أهمية انسحاب العراق من الكويت، وعدم تصعيد الحرب، لتتسع في مناطق أخرى. اتضح ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الليبيين التالية:

أ.  أعلنت القيادة الليبية، أن مهمة قوات التحالف، يجب أن تنحصر داخل أراضي الكويت، لاسترجاعها. ويجب ألا تتعدى العمليات العسكرية حدودها، بغية تجنيب شعب العراق نتائج أعمال، هو غير مسؤول عنها؛ وهو ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن. ويجب ألاّ يستغل الموقف في تحقيق أهداف خاصة. كما أكد العقيد الليبي أهمية عدم بقاء القوات المتحالفة في المنطقة أو عدم مواصلتها القتال، بعد تحرير الكويت.

ب. كما قال العقيد القذافي لمحطة التليفزيون البريطاني المستقلة، في 27 يناير 1991: "إنني أُعارض استمرار احتلال صدام حسين للكويت. ولكنني أُعارض، أيضاً، هذا التحالف الدولي وهذا العدوان على أُناس أبرياء".

ج. وفي حديث مع شبكة (ABC) الأمريكية، في الأول من فبراير 1991، قال الزعيم الليبي، إنه يعتقد أن الحرب في الخليج، ستمتد إلى حدود الاتحاد السوفيتي وإيران. وإن هذا سيثير مشاعر الدول الإسلامية، بل يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. وأعلن أنه لا يرى سبباً لهذه الحرب.

3. ردود الفعل الليبية، إزاء المبادرات السلمية

    رحّبت ليبيا بجميع المبادرات السلمية، سواء بيان مجلس قيادة الثورة العراق، أو مبادرة السلام السوفيتية، التي تستهدف وقف الحرب، والانسحاب العراقي من الكويت، وانسحاب القوات الأجنبية من المنطقة. وانعكست ردود الفعل الليبية في التصريحات التالية:

أ.  إزاء المبادرة العراقية، الصادرة عن مجلس قيادة الثورة العراقي، في شأن الانسحاب المشروط من الكويت، رحّب العقيد الليبي، في 15 يناير 1991، بعرض العراق الانسحاب من الكويت. إلا أنه حذّر من أن العراق، قد يبقى في الكويت، حتى يتأكد أن القوات الأجنبية، لن تأخذ مكان القوات العراقية. وقال الزعيم الليبي: إنني أرحب بأي مبادرة سلام. وأشعر بالراحة، لأن الجهود الليبية، قد أقنعت العراق بالانسحاب من الكويت، وبذلك يمكن الشعب الكويتي أن يقرر مصيره.

ب. وإزاء المبادرة السوفيتية، قال العقيد القذافي، في مقابلة مع شبكة (CNN) الإخبارية: "يجب علينا العودة، ثانية، لمجلس الأمن الدولي. وللمجلس أن يقرر الوسيلة الأمثل لمعالجة المشكلة، بما فيها أسلوب انسحاب القوات العراقية". وأضاف أنه يؤيد خطة السلام السوفيتية، التي تنص على انسحاب عراقي، بعد وقف إطلاق النار. وأكد أن تفاصيل الانسحاب العراقي، يجب أن يقررها مجلس الأمن، وحده، وليس الرئيس بوش.

ج. كما أعلن الرائد عبدالسلام جلود لجريدة "السفير" اللبنانية، "أن الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب بصفة عامة، لا يهتمان بالكويت أو العراق، بل كل ما يهمهما، هو مصالحهما، الاقتصادية والإستراتيجية. وإننا ندعو الاتحاد السوفيتي إلى إدراك أهمية مصالحه في المنطقة، قبْل فوات الأوان".

4. ردود الفعل الليبية، إزاء المساعدات العسكرية لإسرائيل

    أكدت ليبيا أهمية ألاّ تتطور الحرب في اتجاه، يؤدي إلى دعم إسرائيل عسكرياً، بما يُخل بالتوازن العسكري في المنطقة. حيث بعث العقيد معمر القذافي، بصفته رئيساً لاتحاد دول المغرب العربي، برسالة إلى مجلس الأمن، في 12 فبراير1991، حذّره فيها من استغلال حرب الخليج، لجعل الدعم، المالي والعسكري، يتدفقان إلى إسرائيل، مما يخل بالتوازن بينهما وبين العرب، مما يُعَدّ في حد ذاته إخلالاً بالسلم، ويؤكد التمييز، بسبب الجنس واللغة والدين، بين الإسرائيليين اليهود والعرب المسلمين.