إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / مؤتمر صفوان (3 مارس 1991)









مقدمة

وثيقة

مباحثات وقف إطلاق النار

بين قوات التحالف والعراقيين

في صفوان

الأحد، 3 مارس 1991

المكان: مطار صفوان، في العراق.

التاريخ: الأحد، 3 مارس 1991.

المشاركون عن القوات المتحالفة

الفريق الأول نورمان شوارتزكوف                    قائد القيادة المركزية الأمريكية.

الفريق خالد بن سلطان بن عبدالعزيز                    قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات.

المشاركون عن العراق             

الفريق سلطان هاشم أحمد                    رئيس أركان القوات المسلحة العراقية.

الفريق صالح عبود محمود                    قائد الفيلق الثالث.

    بدأت الجلسة في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الرابعة والثلاثين (بالتوقيت المحلي لمدينة الرياض).

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أعتقد أن حكومتي، أرسلت إلى حكومتكم مذكرة الصلاحيات المرجعية لهذا الاجتماع (TOR Terms of References). وفي نيتي أن أتقيد، إلى أبعد الحدود، بالموضوعات الواردة في بيان تلك الصلاحيات. وسوف يسعدني أن أناقش أي نقاط أخرى، قد تودّون إثارتها، بعد أن نفرغ من بحث النقاط المذكورة. والغرض من هذا الاجتماع هو مناقشة، وإقرار الشروط، التي نعتقد أنها لازمة لضمان الاستمرار في وقف العمليات الهجومية، من جانب القوات المتحالفة، والطريقة التي نستطيع بها، نحن، كعسكريين، تنفيذ هذه الشروط، إلى جانب شروط القرار، الصادر عن الأمم المتحدة، ليلة أمس. وأودّ أن يُدوَّن كل ما يدور بيننا من حديث. وسيُسَجَّل ما نتفق عليه من نقاط. وسيعمل، كلانا، على تنفيذ ما اتفقنا عليه هنا. وسوف نبلغ حكوماتنا ما يؤديه كلٌّ منّا؛ ومن ثَمّ، يمكنها أن تتخذ الإجراءات الضرورية، في إطار الأمم المتحدة، لوضع اتفاقية وقف إطلاق النار موضع التنفيذ. وليس لدي ما أضيفه، في افتتاح الجلسة. فتفضلوا ببدء الحِوار".

الفريق أحمد:

    "لقد جئنا إلى هنا، ونحن على أتم الاستعداد لمناقشة جميع النقاط، الواردة في البلاغ الرسمي، الذي قُدم إلى حكومتنا؛ وبحث كافة الإجراءات، اللازمة لضمان الاستمرار في وقف إطلاق النار، وإنهاء جميع العمليات الحربية. ونحن، هنا، مخولون، كوفد يحمل كافة الصلاحيات اللازمة، لإنجاح هذا الاجتماع، في جو من التعاون. ومثلما قلتم، يمكن أن نبحث بنود محضر الاجتماع، الذي سلَّمه ممثل الولايات المتحدة إلى ممثل الجمهورية العراقية، صباح أول مارس. ويمكننا أن نبدأ".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إن أول موضوع، نودّ مناقشته، هو موضوع أَسْرى الحرب. نريد منكم الأمور التالية. أولاً، السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر، بالاتصال الفوري بأسرانا المحتجزين لديكم".

الفريق أحمد:

    "إن حكومتنا، كانت واضحة تماماً، في شأن هذه النقطة. كما أعلنت، أنه سيتم تنفيذ ذلك، فور انتهاء الأعمال الحربية".

الفريق الأول شوارتزكوف: "هل سيتحقق ذلك؟".

الفريق أحمد: "نعم".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حسناً. ثانياً، نودّ…".

الفريق أحمد (مقاطعاً):

    "ونريد أن نؤكد لكم، أن هذه كانت، وستظل نيتنا. وسيتم تنفيذ ذلك، فور انتهاء الأعمال الحربية".

الفريق الأول شوارتزكوف: "هل يعني ذلك، في الوقت الحاضر؟".

الفريق أحمد: "بالطبع، فلدينا الآن نظام"[1].

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "حسناً. الموضوع التالي، الذي نودّ بحثه، هو ترتيبات إطلاق أسرى الحرب جميعهم".

الفريق أحمد:

    "نحن، الآن، مستعدون تماماً لإطلاق أَسْرى الحرب جميعهم، من الفور، وبالطريقة، وفي المواعيد، التي يراها الصليب الأحمر مناسبة".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "هل تقصد، أن هذا الأمر برمّته، ينبغي أن يُترك في أيدي لجنة الصليب الأحمر، للفصل فيه؟".

الفريق أحمد: "بكل تأكيد، وفوراً".

الفريق الأول شوارتزكوف: "أودّ أن أناقش الموعد، الذي يمكن فيه البدء بإطلاق الأَسْرى".

الفريق أحمد: "فوراً".

الفريق الأول شوارتزكوف: "في أي موقع، ينبغي أن يجري تبادل الأَسْرى؟".

الفريق أحمد:

    "في المكان، الذي تراه لجنة الصليب الأحمر مناسباً. ولن نعترض عليه أبداً، سواء من حيث اختيار الطرُق، أو نقاط التبادل، أو تحديد المواعيد؛ وقد سبق أن تعاملت معنا اللجنة في ما يتعلق بأَسْرى الحرب العراقية ـ الإيرانية. وسنبدي كل تعاون جادّ، في هذا الشأن".

الفريق خالد:

    "في ما يتعلق بعدد الرهائن من الكويتيين المدنيين، المحتجزين لدى العراق، كيف سيغادرون العراق؛ وهم لا يُعَدّون من أَسْرى الحرب؟"

الفريق أحمد: "أرجو أن تتحدث بقدر أكبر من التحديد".

الفريق خالد:

    "إنني أتحدث عن 5 آلاف كويتي أو أكثر، أُخذوا، عنوة، من الكويت. ما وضعهم؟ أَهُمْ أَسْرى أم لا؟".

الفريق أحمد:

    "سنوافيكم بالأعداد الكاملة لأَسْرى الحرب الكويتيين، الذين أُخذوا بدءاً من 8 أغسطس".

الفريق خالد:

    "سبب سؤالي، أن لدينا أسماء كويتيين، أُخذوا قَسْراً؛ وهم لا يقلّون أهمية، عن أَسْرى الحرب".

الفريق أحمد:

    "عندما بدأت الحرب، اختار كثيرٌ من الكويتيين، من أصل عراقي، الذهاب إلى العراق. إن المهم في الأمر، هو تبادل أَسْرى الحرب. وسيتولى الصليب الأحمر هذه القضية".

الفريق خالد:

    "إن هذا الموضوع مهم بالنسبة إلينا؛ فأعداد وأسماء أولئك الكويتيين، غير معروفة، ولا بدّ من إدراج هؤلاء في قائمة تبادل أَسْرى الحرب".

الفريق أحمد:

    "نحن، من جانبنا، سنطلق جميع أَسْرى الحرب. أمّا الكويتيون المقيمون بالعراق، ففي إمكانهم البقاء أو المغادرة، كما يشاءون".

الفريق خالد:

    "لا بدّ أن نُحاط علماً بكل الكويتيين المقيمين بالعراق. يجب أن تتولى لجنة دولية مسألة تمييزهم، والتحقق من رغبتهم في العودة أو البقاء".

الفريق أحمد:

    "نعم. ستتولى لجنة الصليب الأحمر الدولية هذه المهمة. ويمكن الراغبين في مغادرة العراق، الاتصال بتلك اللجنة".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أعتقد أن النقطة المهمة، التي يجب أن نتفق عليها، هي وجوب معاملة كل من أُخذ قَسْراً، معاملة أَسْرى الحرب؛ وهذا أمر، نتفق عليه، من ناحية المبدأ".

الفريق أحمد:

    "نحن لم نأخذ أحداً على رغم إرادته. ولكن إذا كان ثمة حالة من هذا القبِيل، فستُعامل معاملة أَسْرى الحرب. أمّا إذا كان هؤلاء الكويتيون من أصل عراقي، وكانوا يعيشون هناك، فلهم الحق في العودة أو البقاء، حسب رغبتهم".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "لا خلاف في هذه النقطة. بالتأكيد، إذا رغب شخص، بمحض إرادته، أن يعيش في العراق، فالأمر متروك لاختياره".

الفريق أحمد:

    "سنوافيكم بقائمة أسماء أَسْرى الحرب. وستكون هذا القائمة دقيقة. وليس لدينا أي أعداد أخرى غيرها".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إضافة إلى جميع العسكريين والمدنيين المحتجزين، إذا كان هناك أي صحفيين أو مدنيين آخرين ممن تحتجزونهم، تحت شعار ما تسمونه الضيافة، فإننا نريد إدراجهم في القوائم، كذلك".

الفريق أحمد: "بالأمس، أُفرج عن الصحفيين، كما أعلنّا".

الفريق الأول شوارتزكوف: "نعم، أعلم أنه أُفرج عن أربعة. لكنني لا أدري، أَهناك غيرهم أم لا؟".

الفريق أحمد:

    "لقد أفرجنا عن أولئك. وإذا كان لدينا غيرهم، فسنطلقهم، كذلك. ولكن، على حدّ عِلمي، ليس لدينا غيرهم. ليس لدينا صحفيون محتجزون آخرون؛ ولو وجدوا، لأفرجنا عنهم".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "بالنسبة إلى تولِّي الصليب الأحمر عملية تبادل أَسْرى الحرب، يهمنا جداً، أن تبدأ هذه العملية فوراً. ولكن نظراً إلى أن الصليب الأحمر منظمة بيروقراطية، للأسف، فإنها، أحياناً، لا تتحرك بالسرعة التي نريدها".

الفريق أحمد:

    "من جهتنا، نحن مستعدون لأن يبدأ الصليب الأحمر بالتحرك، من هذه اللحظة، وبالأسلوب والطريقة اللذَين يريدهما".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أودّ أن أقدَّم اقتراحاً؛ أعتقد أنه سيكون دليلاً كبيراً على حسن النية لدى الجانبَين، أن نتفق، على الأقل، على الإفراج الرمزي عن عدد من المحتجزين. ومن جانبنا، سيسّرنا أن نرسل طائرة تابعة للصليب الأحمر، محملة بالأَسْرى، تنقلهم، فوراً، إلى بغداد، أو إلى أي مكان تختارونه".

الفريق أحمد: "أَلاَ يُعَدُّ ذلك تجاوزاً للصليب الأحمر؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أعتقد أنه من المهم، أن يشهد العالم، أننا جادّون في مسألة تبادل الأَسْرى من الفور".

الفريق أحمد:

    "كما قلنا، وكما ذكرتُ، إننا جادّون جدية تامة، في هذا الصدد. ومستعدون، من هذه اللحظة، للتبادل من طريق الصليب الأحمر. وإذا كنت ترى هذا الاقتراح، فنحن، إذاً، على استعداد لمناقشته، بعد دقائق من عودتنا إلى العراق، وموافاتكم بالرد، في اليوم نفسه".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حسناً".

الفريق خالد:

    "تنص اتفاقات جنيف على السماح لأَسْرى الحرب باختيار الجهة، التي يرغبون في الذهاب إليها، بعد الإفراج عنهم".

الفريق أحمد: "سنلتزم بالقوانين الدولية".

الفريق خالد: "هل اتفقنا، إذاً، على الالتزام بالقانون الدولي؟".

الفريق أحمد: "نعم؛ طبقاً لاتفاقية جنيف، للعام 1949، سيتم كل شيء، في إطار القانون".

الفريق خالد: "نعم؟ حسناً، ونحن سنلتزم بها".

الفريق الأول شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالداً):

    "أعتقد أن القضية، لكلا الجانَبين، هي معرفة من يريد العودة، ومن يريد البقاء. ومن المحتمل، أن تنتهي المسألة بنا إلى تعيين وسيط، مهمته التأكد أن الكويتيين الموجودين في العراق، في إمكانهم الاتصال بالصليب الأحمر. (مخاطباً الجميع) إذاً، اتفقنا على أن الصليب الأحمر، سيتولى مهمة التثبت من أمر من يريد البقاء، ومن يريد العودة؛ ومن ثَمّ يتولى إعادة الراغبين في العودة".

الفريق أحمد:

    "إن اتفاقية جنيف واضحة وضوحاً تاماً، لنا ولكم. ونحن نتمنى أن يتم هذا بمشاركة كلا الجانبَين، قريباً جداً. ونحن مستعدون للتبادل، من هذه اللحظة، التبادل من طريق الصليب الأحمر. وكل اقتراح خارج هذا الموضوع، يجب أن نتفق عليه في حينه".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "حسناً. إذاً، لا يوجد لدي أي اعتراض، ما دمنا سنبدأ، فوراً، تبادل الأَسْرى، من خلال الصليب الأحمر".

الفريق أحمد:

    "نؤكد لكم، أننا ليس لدينا أي مشكلة، في هذا الخصوص. ونحن، من جانبنا، سنبـذل كـل ما في وُسْعنا، والتنسيق معكم، لتبادل أي أَسْرى".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أعتقد أن الفريق خالداً وأنا، سنبذل جهداً كبيراً، للتأكد أن الصليب الأحمر، يؤدي ذلك بسرعة. (مخاطباً الفريق خالداً) هل لديك أي أسئلة أخرى، في شأن الأَسْرى؟".

الفريق خالد: "عندما نتحدث عن الأسرى، فهل يدخل في ذلك المدنيون؟".

الفريق الأول شوارتزكوف: "نعم. أعتقد أننا اتفقنا على ذلك".

الفريق خالد: "ماذا عن الكويتيين، الذين دخلوا العراق مع الجيش العراقي؟".

الفريق أحمد:

    "سبق أن قلت لكم، كل من دخل أرضنا بمحض إرادته، سيغادرها بمحض إرادته، كذلك. أمّا أَسْرى الحرب، فسنوافيكم بأسمائهم وأعدادهم".

الفريق خالد: "أريد فقط أن أركز، في هذه المباحثات، في أهمية تلك النقطة".

الفريق أحمد:

    "إنني أكرر، أن كل من دخل العراق، لديه الحرية في أن يخرج منه. أمّا أَسْرى الحرب، الذين وقعوا في الأَسْر، فسيعادون إلى بلادهم، أو سيفرج عنهم. وسيعلن ذلك في حينه، وليس لدينا أي مشكلة".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "ولكن، ينبغي أن يتمكن كل من دخل العراق، من بداية هذا الصراع، من الاتصال، على الأقل، بالصليب الأحمر، للتحقق من رغبته في العودة أو البقاء، وإعادته إذا رغب في ذلك".

الفريق أحمد:

    "من الواضح جداً، أن الصليب الأحمر، سيكون قادراً على التحقق من هذه الرغبة؛ لأننا قلنا إن الأمر سيتم من طريق الصليب الأحمر، وسنعلن ذلك من جانبنا، وسيعلنه الصليب الأحمر من جانبه، كذلك".

الفريق الأول شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالداً):

    "أَأَنْتَ راض عن مناقشتنا في شأن الأَسْرى؟

    أعتقد أنه سيكون من الضروري، متى قرر الصليب الأحمر تحديد نقاط التبادل ومواعيده، سيكون من الضروري أن نتناول هذا الموضوع، مرة أخرى، للتأكد أننا على وفاق في شأن كيفية معالجته".

الفريق أحمد:

    "ليس لدي ما أضيفه. إن الأمر في غاية الوضوح. وإذا كان لديكم أي أسئلة أخرى، فيمكن أن نبحثها الآن".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "قد نحتاج إلى التفاوض في شأن مكان التبادل. فإذا لم نتفق في شأنه، يظل إحدى القضايا، التي ينبغي أن نحسمها".

الفريق أحمد: "إنني على استعداد لمناقشة أي نقاط".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "حسناً. (توقف) أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق كافٍ، في شأن قضية أَسْرى الحرب. وأودّ أن ننتقل إلى موضوع آخر".

الفريق أحمد:

    "لقد اتفقنا على جميع النقاط، عدا اقتراحكم في شأن إظهار حُسن النية، بإطلاق عدد رمزي من الأَسْرى، وسنوافيكم بالرد، فور عودتنا".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "حسناً. أعتقد أن ذلك شيء، ينبغي أن نحاول الاضطلاع به، من الجانبَين، لأن العالم...".

الفريق أحمد (مقاطعاً): "في أسرع وقت ممكن".

الفريق الأول شوارتزكوف: "نعم. فالعالم ينتظر منّا ذلك. وأعتقد أنها ستكون بادرة طيّبة".

الفريق أحمد: "سنكون متعاونين جداً على الأمر".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "لدينا قائمة بأشخاص، نطلق عليهم مفقودين أثناء القتال. ولا ندري إذا كانوا أَسْرى، أو تحت أيديكم، أو موتى في مكان ما. ونودّ أن نسلّمكم هذه القوائم، لكي تتمكنوا من تزويدنا معلومات فورية عمّا إذا كانوا أَسْرى لديكم، أم ليسوا تحت أيديكم".

الفريق أحمد: "ماذا تعني بالمفقودين، على وجه التحديد؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إنهم، مثال جيد على ذلك، لنفترض أن أحد الطيارين، أصيبت طائرته، وشاهدنا مظلته، لكن لا ندري إذا كان قد قُتل لدى هبوطه أو أُسر. مثال آخر نفترض أن جندياً ما، لم نعثر على جثته، بعد إحدى المعارك، وليس لدينا أي معلومات، إن كان أسيراً أو لا".

الفريق أحمد:

    "هو، بالنسبة إليكم، شخص مفقود. وبالنسبة إلينا، هو أسير حرب، أو جثة. وفي كلتا الحالتَين، سنعالج الموضوع. ويمكنكم أن تكونوا على يقين، أننا لن نحتفظ بأي أسير أو أي جثة. سنعيدهم جميعاً".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إنني أفهم ذلك. ولكن، ريثما تُتخذ التدابير اللازمة لتبادل الأَسْرى، نودّ أن نعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص موجودين لديكم أو لا؛ حتى نبلغ عائلاتهم".

الفريق أحمد:

    "لدينا عدد من الأَسْرى، وبعض الجثث. ولكن بعض هذه الجثث، لا تحمل أي تعريف؛ والجثث موجودة، ولكنها مجهولة الهوية".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "هذا هو السؤال التالي، الذي كنت سأطرحه. فإذا زودناكم هذه القائمة، هل يمكنكم أن تخبرونا عن أَسْرى الحرب، الذين هم على قيد الحياة؛ ثم، إذا أمكن، أن تنظروا في هذه القائمة، وتوافونا بأسماء أي أشخاص، ماتوا خلال الأَسْر؟".

الفريق أحمد: "من المعروف هويتهم؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "نعم. من المعروف هويتهم. وأخيراً، إذا كان لديكم أي جثث، غير معروفة الهوية، يمكنكم إعادتها إلينا، فإننا نرحب بذلك".

الفريق أحمد: "سنسلمكم كل ما لدينا".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "حسناً. سنسلّمكم هذه القوائم، قبْل رحيلكم، اليوم، ونترك لكم موافاتنا بالمعلومات المطلوبة".

الفريق أحمد: "بالتأكيد".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "سنسلّمكم معلومات عن أماكن أي عسكريين عراقيين، ممن قتلوا في العمليات، وطُلب منّا دفْنهم".

المترجم (عن العراق): "ممن دفنتموهم بالفعل؟".

الفريق الأول شوارتزكوف: "ممن دفناهم بالفعل".

الفريق أحمد:

    "حسناً. بالطريقة نفسها، التي قبلناها، نأمل أن تفعلوا الأمر نفسه. (توقف). سيُتَّفَق على هذا الأمر، مع الصليب الأحمر".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "نودّ أن تزودونا معلومات عن جميع الألغام، التي زُرعت في أرض الكويت. وكذلك عن حقول الألغام في المياه، خارج الكويت، أو في المياه الدولية. وبالطبع نحتاج إلى تلك المعلومات، في حالة قيامنا بتطهير المنطقة من تلك الألغام".

الفريق أحمد:

    "سنكون متعاونين جداً على هذا الموضوع. وسنسلّمكم، الآن، الخرائط، التي أحضرناها معنا. وهي خرائط لثلاثة قطاعات، في ثلاث صناديق. وثمة صندوق رابع، يوجد مع زميل لنا، كان من المفروض أن يأتي معنا، ولكن حالت الظروف دون ذلك".

الفريق الأول شوارتزكوف: "نقدر لكم ذلك كثيراً جداً".

الفريق أحمد: "ونأمل معالجة هذا الموضوع، كذلك. وفي إمكانكم أن تتسلَّموا ما معنا، الآن".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "شكراً لكم. (مخاطباً الفريق خالداً)، ذلك يشمل الكويت. أليس كذلك؟ (ثم مخاطباً الفريق أحمد) تشمل هذا الخرائط حقول النفط. أليس كذلك؟".

الفريق أحمد: "في حالة وجود حقول نفط، داخل تلك المناطق، فستكون مميزة بعلامات".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إنني أدرك إدراكاً تاماً، أنه ليس جميع حقول الألغام، تكون معروفة دوماً للقادة العسكريين؛ وإنني أدرك ذلك".

الفريق أحمد: "سنخبركم بكل ما نعرف، ونزودكم المعلومات".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "نودّ، كذلك، أن نعرف مواقع أي ذخائر، كيماوية أو بيولوجية أو نووية، مخزنة في أي مكان، داخل الكويت".

الفريق أحمد: "لا وجود لمثل هذه الأشياء".

الفريق الأول شوارتزكوف: "لا وجود لها مطلقاً؟".

الفريق أحمد:

    "هناك بعض الذخيرة، ولكنها موجودة فوق سطح الأرض، ويمكنكم رؤيتها. لا شيء مخبأ، لا مواد كيماوية، ولا بيولوجية، بل مجرد ذخيرة للمدفعية، وما شابه ذلك".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    بالأمس، أصيب أحد جنودنا بحروق في ذراعه، بينما كان يُطَهِّر مواقع الذخائر. وأقر بأن ذلك الموقع، كان داخل العراق، وليس داخل الكويت. على أي حال، نحن، بالطبع، لا يهمنا سوى المناطق، التي ضمن الكويت".

الفريق أحمد: "الذخائر ظاهرة للعيان. ويمكننا تزويدكم مواقع المخازن الرئيسية".

الفريق الأول شوارتزكوف: "أعتقد أن هذا سيساعدنا، بالفعل".

الفريق أحمد: "أعتقد أنكم شاهدتموها، إنها ظهوراً تاماً".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    لعلنا رأيناها. ولكن، إذا زودتمونا المعلومات عنها، فسيكون ذلك شيئاً مفيداً".

الفريق أحمد: "سوف نجيبكم عن أي سؤال، في هذا الشأن، بكل وضوح".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    بالطبع، في حالة وقف إطلاق النار، لا يمكن أن تُشَنّ هجمات بصواريخ سكود، على الإطلاق".

الفريق أحمد: "أكيد".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    نود، الآن، أن نتحدث عن تدابير الأمن؛ إذ إن قواتنا لا تزال قريبة بعضها من بعض. لقد وقع حادث مؤسف، أمس، عندما اشتبكت قواتنا في معركة أخرى، كنا في غنى عنها".

الفريق أحمد: "نودّ أن نتحدث في هذا الأمر".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    نعم. أقول لكم إنه، حسب تعليمات حكومتي، لن نقدِم على سحب أي قوات حتى توقَّع اتفاقية وقف إطلاق النار".

الفريق أحمد: "إن الأفراد، الذين أطلقتم عليهم النار، بالأمس، كانوا في حالة انسحاب".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    للأسف، هم الذين بدأوا بإطلاق النار. ولكن ذلك أمر، يمكن أن نظل في جدال في شأنه، حتى الغروب".

الفريق أحمد: "حسناً. إن ما حدث قد حدث، ويمكنكم أن تتحققوا من الأمر".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    إننا يمكن أن نظل نتجادل في هذا الأمر، حتى الغروب، ولن نتفق أبداً. ومن ثَم، فإن المهم، الآن، أن نرسم خطاً فاصلاً بين قواتنا، لضمان عدم تكرار ما حدث".

الفريق أحمد:

    إن هذا لن يغيِّر ما قلناه، في شأن أفرادنا، الذين أصيبوا، وهم ينسحبون. هذا لن يغيِّر من الأمر شيئاً، بالطبع. وهو، بالطبع، مجرد موضوع نتكلم فيه".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    إذا استطعنا، أنا لدي خريطة، عليها خط يبين مواقع قواتنا، الآن، بصفة عامة. وإذا تمكنّا، من الاتفاق على بقاء قواتنا على مسافة كيلومتر واحد من هذا الخط، من كلا الجانبين، فعندئذٍ، لن يحدث أي تبادل لإطلاق النار".

الفريق أحمد:

    يمكن أن نتفق على الخريطة، أو المنطقة، المراد ألاّ يكون فيها أحد من كلا الجانبَين. وإذا كنتم ستتراجعون مسافة كيلومتر، فيمكننا، كذلك، أن نبتعد مسافة مماثلة. إننا نوافق على ذلك".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    أعتقد أن ما ينبغي أن نفعله، لدى انتهاء حديثنا، هو أن نطلعكم على هذه الخريطة، والخط المرسوم عليها، ثم يمكننا بحث موضوع هذا الخط".

الفريق أحمد: "نتفق، مبدئياً، أن هذا ليس خطاً دائماً".

الفريق الأول شوارتزكوف: "ليس خطاً دائماً، على الإطلاق".

الفريق أحمد: "ولا علاقة له بأي حدود".

الفريق الأول شوارتزكوف: "لا علاقة له بالحدود".

الفريق أحمد: "أي شيء آخر، نحن مستعدون لمناقشته، والاتفاق في شأنه".




[1] هذه ترجمة العبارة كما وردت في الأصل الانجليزي Of course, now we have a system قد يقصد "لدينا الآن ترتيبات مناسبة".