إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / مؤتمر صفوان (3 مارس 1991)









مقدمة

الفريق الأول شوارتزكوف:

    بشكل مطلق، أؤكد لكم، أن الخط، لا علاقة له بالحدود، لا علاقة له بالحدود الدائمة. هو مجرد إجراء أمني فقط. وأؤكد لكم، كذلك، أنه ليس في نيتنا إبقاء قواتنا داخل الأراضي العراقية بصفة دائمة. وبمجرد توقيع وقف إطلاق النار، سننسحب. ولكن حتى ذلك الوقت، فإننا ننوي البقاء في مواقعنا".

الفريق أحمد:

    بعد انسحابنا من الكويت، وإعلان ذلك في التليفزيون والإذاعة، لم نكن نتمنى، ولا نعتقد، أنكم ستدخلون الأراضي العراقية".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    مرة أخرى، إنني واثق، أن هذا الموضوع، يمكن، في اعتقادي، أن نناقشه ساعات طوالاً، في شأن كيف حدث هذا، وما إذا كان الانسحاب قد أُعلن أو لا. لكنني لا أظن أن هذا هو هدف مباحثاتنا".

الفريق أحمد:

    إننا على ثقة من أنكم تدركون، الآن، كم تكبّدنا بعد أن أعلنا الانسحاب، في الإذاعة والتليفزيون؛ أقصد الخسائر في الأرواح".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    أناس كثيرون تكبدوا خسائر في الأرواح، زمناً طويلاً؛ ليس هذا هو الموضوع، الذي جئنا إلى هنا للحديث في شأنه الآن. أعتقد أننا سنتركه للتاريخ. وأودّ، كذلك، أن تتأكدوا، أننا لم نتعمد إطلاق النار …".

الفريق أحمد (مقاطعاً): "لقد ذكرت هذا للتاريخ فقط".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    مرة أخرى، إن التاريخ سوف يُكتب بعد زمن طويل من رحيلنا، أنا وأنت. أودّ، كذلك، أن أؤكد، أننا لم نتعمد إسقاط أي طائرة غير معادية. وأودّ، كذلك، أن أؤكد، أننا لم نتعمد إغراق أي سفينة غير معادية. إذا مُنع تحليق الطائرات العسكرية؛ فلأننا نسيطر على الأجواء فوق العراق، الآن. نحن نعلم ذلك، وفي نيتنا أن يستمر هذا الوضع حتى يسري وقف إطلاق النار. ولكن، أعتقد أنه إذا أمكن أن نتفق على ذبذبات ترددية لاسلكية، أو ربما تحديد إشارة معينة، مثل إضاءة أنوار الهبوط، فسيكون واضحاً جداً، أن هذه الطائرات ليس لها أي نية عدوانية؛ ومن ثَم، لن يقع أي اشتباك غير مقصود".

الفريق أحمد:

    "سوف نتعاون على هذا الموضوع. أودّ أن أطرح سؤالاً. بعد وقف إطلاق النار، وحتى توقيعه، هل أنتم في حاجة إلى الطائرات أو إلى أي وسائل، أو أساليب، لتظل طائراتكم تحلّق في سمائنا بصفة دائمة. وأنتم لديكم أساليب أخرى للمراقبة؟ لماذا حلّقت الطائرات في سماء بغداد؟ إن هذا، بالطبع، لا يؤثر في ما قلت. إنه مجرد سؤال عابر".

الفريق الأول شوارتزكوف: "لماذا تحلّق طائراتنا؟ وهل هي تحلّق فوق بغداد؟".

الفريق أحمد:

    "لماذا تبقون طائراتكم في سمائنا، في حين أن لديكم وسائل أخرى لمراقبة المنطقة بأسرها؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "هذا مجرد إجراء أمني، لضمان عدم تعرّضنا لهجوم أي طائرة معادية. وليس له أي قصد هجومي على الإطلاق. وإنما هو مجرد إجراء دفاعي. لكن، بالطبع، لو أننا انسحبنا من هذه الأجواء، ثم تعرّضنا لهجوم ما، فذلك لن يكون …".

الفريق أحمد (مقاطعاً): "إننا لن نبدأ".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أي مركبة... بمجرد أن نقيم هذا الخط، سنجري المباحثات بيننا، وربما تكون هناك، كذلك، مباحثات ميدانية، بين قادة قواتنا. وأودّ أن أقترح طريقة، يمكننا بها أن نضع علامات مميزة لمركباتنا ومركباتكم، التي تستخدم في أغراض سلمية، حتى لا تقع أي أخطاء".

الفريق أحمد: "يمكن أن نميزها، بعد الاتفاق، بأعلام، أو بأي وسيلة أخرى نتفق عليها".

الفريق الأول شوارتزكوف: "أي نوع من الأعلام تقترحون؟".

الفريق أحمد: "أي أسلوب يمكن أن نتفق عليه".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أظن أن من المهم استخدام علم برتقالي فاقع اللون، يمكن رؤيته من مسافة بعيدة جداً".

الفريق أحمد: "أي وسيلة".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حسناً. أعتقد أن ذلك مهم لكي ..".

الفريق أحمد (مقاطعاً): "حتى لو كان العلم نفسه، الذي جئنا به معنا".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "نعم. حسناً. ولكنه علم جمعية الهلال الأحمر، وقد يسبب خلطاً ما، في بعض الأحيان. أعتقد أن اللون البرتقالي، هو لون متعارف عليه دولياً، يألفه جميع الأفراد العسكريين. ومن ثَم، فهو... ".

الفريق أحمد (مقاطعاً): "يمكن أن نتفق على اللون، والحجم، والأبعاد، الآن".

الفريق الأول شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالداً): "هل هناك موضوعات أخرى، تودّون مناقشتها؟".

الفريق خالد:

    "بالنسبة إلى جميع الجنود، العراقيين والسعوديين، خاصة جنود الحدود، لا يسمح لهم (أي العراقيين) بدخول الأراضي السعودية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جنودنا".

الفريق أحمد: "حسناً. سنترك الأمر على ما كان عليه".

الفريق خالد: "لا. لن يُسمح لأحد بدخول الأراضي السعودية".

الفريق أحمد: "حسناً. أنت لن تسمح بهذا. ونحن لا نسمح بهذا. ثم ماذا؟"

الفريق خالد: "لا. لن يُسمح لأحد أن يدخل الأراضي السعودية. على كلٍّ، لا بدّ من مناقشة هذا الأمر".

الفريق أحمد: "سوف نمنع جنودنا وجنودكم".

الفريق الأول شوارتزكوف: "هل لدى الفريق (أي الفريق أحمد) أي موضوعات أخرى، يودّ مناقشتها؟".

الفريق أحمد:

    "لدينا نقطة، نقطة واحدة. لعلكم تعرفون جيداً حالة الطرُق والجسور والمواصلات. النقطة التي نودّ أن توافقوا عليها، هي أننا نحتاج، أحياناً، إلى استخدام الطائرات العمودية، لنقل بعض المسؤولين الحكوميين، وغيرهم، من مكان إلى آخر؛ لأن الطرُق والجسور، قد دُمرت".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أعتقد أن الطائرات العمودية، يمكن أن نطبق عليها طريقة معاملة المركبات، إذا تمكنّا فقط أن نضع على جانبَي الطائرة علامة باللون البرتقالي".

الفريق أحمد: "هذا، لا علاقة له بخط القتال الأمامي. هذا في داخل العراق".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "ما دامت تلك الطائرات، لن تحلّق فوق مواقعنا، فلا مانع من ذلك على الإطلاق. سنسمح بتحليق الطائرات العمودية، وهذه نقطة مهمة جداً. وأريد التأكد، أنها سُجِّلت في محضر الاجتماع. يُسمح بالتحليق فوق العراق للطائرات العمودية العسكرية فقط، من دون المقاتلات أو القاذفات".

الفريق أحمد:

    "إذاً، أنت تعني أن الطائرات العمودية المسلحة، يمكنها أن تحلّق في سماء العراق، وليس المقاتلات؟ لأن الطائرات العمودية، تؤدي الغرض نفسه، أي تنقل أشخاصاً أو …".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "نعم. سأصدر تعليماتي إلى قواتنا الجوية، ألاّ تطلق النار على أي طائرة عمودية، تحلّق فوق الأراضي العراقية، عدا المنطقة، التي نتمركز فيها. وإذا كان لا بدّ لها من المرور فوق مواقعنا، فمن الأفضل ألاّ تكون مسلحة، وأن تحمل علامة مميزة، برتقالية اللون، على جانبَيها، كإجراء أمني إضافي".

الفريق أحمد: "تجنباً لأي ارتباك، فإنها لن تأتي إلى هذه المنطقة".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حسناً".

الفريق أحمد:

    "الآن، نقدم لكم أعداد أَسْرى الحرب لدَينا. إن لدينا 41 أسيراً:

    17 أمريكياً، وإيطاليان، و12 بريطانياً، وكويتي واحد (طيار)، و9 سعوديين.

    ولدَينا أَسْرى حرب كويتيون، بعد يوم 2 أغسطس: 4135 شخصاً، و12 سعودياً، عبَروا الحدود. والكويتيون المحتجزون عددهم 2098 شخصاً. وهذه هي الأرقام الحقيقية. وفي ما يتعلق بجثث القتلى، فسنزودكم بعض الأعداد".

الفريق خالد: "بالنسبة إلى أَسْرى الحرب السعوديين، كم عددهم؟ وما أسماؤهم؟".

الفريق أحمد:

    "عددهم تسعة. أمّا بالنسبة لجثث القتلى، فعددها 14 جثة، دُفن اثنتان منها، وبقي 12 لم تدفَن بعد، منها ثماني جثث مجهولة الهوية. ومن الجثث الـ 14، هناك 5 عائدة لبريطانيين، وأمريكي واحد، و8 مجهولة الهوية".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أودّ أن أسلّمكم القائمة، التي سبق أن ذكرتها؛ لعلكم تأخذونها معكم، فتحددوا هوية أَسْرى الحرب، ممن وردت أسماؤهم في هذه القائمة. هاكم قائمة المفقودين لدَينا".

الفريق أحمد: "ونحن نودّ أن نعرف، من فضلك، أعداد أَسْرانا لديكم، كذلك".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "لدَينا، حتى ليلة أمس، 60 ألفاً وأكثر؛ نظراً إلى صعوبة حصر العدد حصراً كاملاً. وبالطبع، سنعيدهم كلهم. وهاكم قائمة بأسماء الأمريكيين المفقودين، الذين أودّ الحصول على معلومات عنهم، إذا أمكن التعرف على أسمائهم؛ وأي معلومات، يمكنكم أن تحصلوا عليها من أي قرية من قُراكم، حيث يكون قد قُتل فيها أيٌّ منهم. وستجدون سلسلة معدنية حول رقبته، أو أي شيء من هذا القبيل. حتى نستطيع إبلاغ عائلاتهم".

الفريق أحمد: "سنبذل قصارى جهدنا".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "هاكم أسماء المفقودين من البريطانيين، ومن السعوديين. قلتم إن لدَيكم أسيرَين إيطاليَّين، أظن أن هذا خبر سار؛ فليس في قائمة الإيطاليين سوى اسمَين فقط، وسأسلّمكم القائمة، وكذلك اسم الطيار الكويتي. وإذا رغبتم، أودّ أن أسلّمكم الخريطة، لعلنا نتمكن من أخذ راحة قصيرة، ريثما تطلعون عليها، ثم نناقشها معاً".

الفريق أحمد: "في الوقت نفسه، سنسلّمكم خرائط الألغام، لتتمكنوا من إلقاء نظرة عليها".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "عظيم جداً. هاكم معلومات مفصلة جداً، عن المفقودين البريطانيين، كذلك، لعلكم تتمكنون من الاستفادة منها في معرفة مصيرهم".

الفريق أحمد:

    "هاكم خرائط حقول الألغام البحرية. وهذا هو الجزء الجنوبي من الشاطئ، حتى السالمية. ..(توقف).. وسنرسل لكم بقية الخرائط، في أسرع وقت ممكن؛ فهي موجودة في بغداد".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "هاكم خريطة المنطقة، مرسوماً عليها الخط. ويمكن أن نأخذ راحة، الآن، ريثما تطلعون عليها. وسنكون سعداء بمناقشتها".

(استراحة 10 دقائق)

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أُثيرت نقطة أخرى، أثناء الاستراحة. يبدو أن من بين الأسرى بعض الجنود السودانيين واليمنيين. ونيتنا أن نعاملهم مثلما نعامل جميع جنودكم الآخرين تماماً، ونعيدهم إليكم".

الفريق أحمد: "لا عِلم لنا بوجود أي جنود سودانيين أو يمنيين".

الفريق الأول شوارتزكوف: "إذاً، لنترك هذا الأمر، مرة أخرى، للصليب الأحمر، ليرى فيه ما يراه".

الفريق أحمد: "بالتأكيد، فليس لدينا حتى واحد في المليون".

الفريق الأول شوارتزكوف: "ولا واحد في المليون؟ هذا ليس كثيراً جداً".

الفريق أحمد: "لا. في الوقت الحالي".

الفريق الأول شوارتزكوف: "أوه! في الوقت الحالي، عظيم. ماذا عن الخط؟".

الفريق أحمد:

    "أودّ أن أشير إلى أنه عندما تم وقف إطلاق النار، بعد الساعة الخامسة، بالتوقيت المحلي، حسب اتفاقنا، لم تكن لدينا أي قوات في الكثير من المناطق، التي انسحبنا منها. ومن هذه المناطق المكان، الذي نجلس فيه، الآن. وأنت نفسك، الآن، رأيت مواقع قواتك، في ذلك الوقت، عندما أردنا الحضور لتحديد مكان للاجتماع. والآن، أظن أن هذه المنطقة داخلة، بالفعل، ضمن المنطقة، التي رسمتم لها الخط، وحددتم لها العلامات المميزة. وبعد أربع ساعات من المباحثات، في ذلك الوقت، وفي هذه المنطقة، التي نجلس فيها، نرى، الآن، أنها داخلة في الخط الذي رسمتموه. ما معنى هذا؟ أقصد، ما هو تفسيركم له؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "كان رأينا، أن الموقف؛ كان يشتد خطره كلما اختلطت قوات مسلحة بكامل أسلحتها، في موقع واحد. فحرصاً على السلامة، أردنا أن نفصل بين القوات".

الفريق أحمد:

    "لا نريد التقليل من شأن وجهة نظركم. ولكن، بعد انتهاء العمليات الحربية ستعودون، وهذا، بالطبع، على أساس أن هذا الخط غير دائم، وسيلغى عندما توقَّع وثيقة وقف إطلاق النار، وينسحب الجميع".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "هذا الخط سوف يلغى، ومن الفور. وأؤكد لك، أنه لن يكون هناك فرد واحد من القوات المتحالفة، فرد واحد، على الحدود الدولية للعراق. إنني أعرف، أن الفريق (أحمد) يدرك، أن هذا الانسحاب، يستغرق، أحياناً، فترة أطول من الدخول؛ إذ سيتعين علينا، أن نسحب شاحنات الوقود، والنفط، والذخيرة؛ ولكننا سنخرج. وهذا وعد منّي".

الفريق أحمد:

    "ليس لدينا حساسية مفرطة في ذلك. ولم نعترض على أي شيء من جانبكم، ولا المكان، الذي أراد قائدكم أن نجتمع فيه، وهو المكان، الذي نجلس فيه، الآن. لم تكن لدينا حساسية في هذا الشأن. أقصد أننا لم نرَ أي غضاضة في ذلك. بالطبع، كان سبب التأخير الوحيد، هو أن الاتفاق، الذي أبلغنا إياه وزير الخارجية السوفيتي، أن مكان الاجتماع، سيكون في مطار جليبة. ثم بعد ذلك، علِمنا أن المكان المحدد، هو هذا المكان، الذي نحن فيه".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إننا، وسأكون صريحاً جداً معك، إن السبب، الذي دعانا إلى تغيير المكان من جليبة إلى هنا، هو أن تلك المنطقة، كانت تتعرض لقصف شديد بالقنابل العنقودية، وقذائف المدفعية؛ فهي منطقة شديدة الخطر".

الفريق أحمد:

    "ليس تغيير المكان، هو القضية. وإنما القضية، هي أن هذا المكان، كان خالياً. وقد وافقنا على أن نجلس، ونتفاوض في هذا المكان، ثم، الآن، نجد قواتكم تحتله، بالفعل. لم يكن محتلاً، في ذلك الوقت. وبعض النقاط على الخريطة، لنا فيها بعض الجنود، وبعض المباني، والأماكن".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "يسعدني أن أناقش الخط، الآن. وأعتقد أن الشرط، هو أنه على الرغم من أن أي شخص، يضع على مركبته علامة برتقالية اللون، فإنه... ".

الفريق أحمد (مقاطعاً):

    "حسناً. تجنباً لوقوع أي حوادث أو مصادمات. وأنتم تعرفون، الآن، موقع الخط، ومواقع قواتنا. فالموقف هو أن في إمكانكم الانسحاب مسافة معينة، وننسحب نحن مثلها، ونغادر منطقة… ".

الفريق الأول شوارتزكوف (مقاطعاً):

    "هذا ما كنت آمل تحقيقه، وهو رسم الخط الفاصل، ونسحب قواتنا مسافة كيلومتر واحد خلفه".

الفريق أحمد:

    "في بعض النقاط، لدَينا، بالفعل، بعض المباني، وبعض المنشآت. وهي موجودة، قائمة، بالفعل؛ هناك، في قاشا (Kasha) على سبيل المثال. هي لا تعني شيئاً، بالنسبة إلينا. ولكنْ، هناك مدنيون. وهناك بعض المنشآت، بالفعل. وهذا لمجرد التأكد، أنه لا توجد منطقة أو مساحة خالية، حيث نحضر بعض الجنود فقط، أو قوة مسلحة، أو ما إلى ذلك، إلى هذا المكان. وأي بقعة خالية، سنتركها كما هي".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إننا لن نتحرك. فإذا أمكن أن توافقوا على هذا الخط، فلن نحرك شيئاً من قواتنا، للاستيلاء على مناطق أخرى. إنني أريد فقط التأكد من...".

الفريق أحمد (مقاطعاً):

    "إننا نقترح، في ما يتعلق بالخط، إذ إن مراجعة هذه الخريطة، الآن، تحتاج إلى وقت طويل، للاطّلاع على كل جزئية، ومن هو الموجود فيها، ثم نعود مرة أخرى. فلنقترح فقط ما يلي، أينما تكن قواتنا، وأينما تكن قواتكم، في الوقت الراهن، نتراجع مسافة كيلومتر واحد فقط، وهذا سيكون شيئاً طيّباً".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "مشكلتي هي أنني أعرف، بدقة، مواقع قواتي، ولا أعرف مواقع قواتكم. وقد حاولنا رسم هذا الخط، بناء على معرفتي بمواقع قواتي".

الفريق أحمد: "إذا كانت هذه هي القضية، فنتمنى أن نُعطَى مهلة لدراسة الخط".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حسناً".

الفريق أحمد:

    "إذا كنت تريد أن نعقد اتفاق شرف، من الآن، بحيث تتراجع قواتكم، أياً كانت مواقعها الحالية، مسافة كيلومتر واحد. فسنفعل نحن الشيء نفسه، ونرسم هذا كخط فاصل".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "ليس لدي الصلاحية من حكومتي لأسحب قواتي بوصة واحدة، إلى الوراء، فما بالك مسافة كيلومتر!".

الفريق أحمد: "إذاً، كيف سنتفق على الخط؟ بينما قلتم إنكم ستنسحبون مسافة كيلومتر".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إذا أمكن أن نتفق على الخط، فإنني ذكرت لكم، فقط، أن لدي الصلاحية، أن أنسحب مسافة كيلومتر عن هذا الخط".

الفريق أحمد: "قد يكون بعض قواتنا أمام هذا الخط، فهل يتعين سحبها؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "لعل بعض قواتكم على هذا الجانب من الخط، بدلاً من الجانب الآخر منه. أعتقد أنه يتعين سحبها. وإذا كان لدي قوات على الجانب الآخر من الخط، فسأسحبها كذلك".

الفريق أحمد: "كيف وقع الاختيار على هذا الخط؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إن ما فعلتُه، هو أنني تفقدت جميع المواقع الأمامية، التي تتمركز فيها قواتنا. ثم حاولت أن ألتمس مَعْلَماً جغرافياً، يمكننا تعرّفه، مثل طريق، أو سكة حديدية، تجنّباً لحدوث أي خطأ".

الفريق أحمد:

    "القضية هي لو أننا... إنها ليست قضية. إننا نتكلم عن كيلومتر واحد هنا، أو كيلومتر هناك، لأنكم، كما تعلمون، توغلتم مئات الكيلومترات في الأراضي. إن القضية الأساسية، هي أننا لن تكون لدَينا الحساسية المفرطة، إذا لم يكن هذا الخط، كما قلتم، خطاً دائماً، وإنما هو إجراء أمني، لأسباب أمنية فقط. وسيأتيكم الرد سريعاً جداً".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "دعني أؤكد لك، مرة أخرى، أن الغرض الوحيد من هذا الخط، هو أن يكون لدَينا خط، يمكن قواتكم أن ترابط خلفه، من ناحية، وترابط قواتنا خلفه، من الناحية الأخرى. وإذا كان لدَيكم قوات داخله، فإنها تخرج. وإذا كان لدينا أي قوات خارجه، فإنها تدخل؛ حتى تبقى قوات الطرفَين منفصلة بعضها عن بعض. هذا كل ما أريده، وهذا وعد مني، أقسم لك، ليس لدَينا نية، أن يكون هذا خطاً دائماً".

الفريق أحمد:

    "سوف نوافيكم بالرد، في أسرع وقت، بمجرد عودتنا. ولكن ثمة مسألة أخرى، لا بدّ أن نتفق في شأنها، في بعض المواقع/ النقاط، حيث يوجد قادة القوات، أي القادة الميدانيون؛ أحياناً، سنحتاج إلى التحدث معهم، وسيحتاجون إلى التحدث معنا، أو إلى نقل ردودنا إليكم. وهكذا، سنتفق على بعض النقاط، أو على نقطة واحدة، وهي النقطة الأساسية، التي يمكن أن نتقابل فيها، بحسب اقتراحكم، مع رفع الأعلام برتقالية اللون، وكل شيء من هذا القبِيل، على الأقل. ونقترح أن تكون نقطة اللقاء على الطريق الرئيسي، في منطقة صفوان، حيث يمكن الجانبَين أن يلتقيا، ويتبادلا الأشياء، أو الخطابات، أو الردود".

الفريق الأول شوارتزكوف: "يمكننا أن نحدد النقطة، الآن، على الخريطة".

الفريق أحمد: "الجسر العلوي".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حيث التقينا اليوم؟".

الفريق أحمد: "نعم".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "عظيم. (مخاطباً الفريق خالداً) ألا ترى ذلك مناسباً؟ (أومأ الفريق خالد بالموافقة). عظيم. إذاً، ستكون هذه هي النقطة، التي يمكن القادة أن يلتقوا عندها، للتنسيق فيما بينهم".

الفريق أحمد: "أو عندما نسلّمكم الردود، من جانبكم، أو من جانبنا".

الفريق الأول شوارتزكوف: "عظيم جداً".

الفريق أحمد: "نقطة مشتركة بيننا، للتعامل من خلالها".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "سننصب خيمة هناك، مثل هذه، وعليها عَلم. ويُسمح لأي عربات، أن تأتي إلى هذه النقطة، إذا كانت تحمل عَلماً ذا لون برتقالي".

الفريق أحمد:

    "حسناً، إذا كنتم ستنصبونها هناك، فلسنا في حاجة إلى أن ننصب خيمة أخرى، من جانبنا. تكفي هذه الخيمة، ليأتي إليها الأفراد ويتبادلوا الأشياء. وسيكون لكلا الجانبَين سيارات، تأتي إلى تلك الخيمة، وعليها علامات مميزة باللون البرتقالي. (توقف) حسناً. نوافق، إذاً، على علم، لونه برتقالي، 100×80 سم".

الفريق الأول شوارتزكوف: "سنتيمتراً أم بوصة؟ هذه مجرد مزحة".

الفريق أحمد: "100×80؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "إذا كانت هذه نقطة تفاوض، فيمكن أن نتفاوض حول البوصات والسنتيمترات. تعلمون هذا، أليس كذلك؟ (مخاطباً الكولونيل بيل Bell) هل لدينا أي شيء هنا، في الخلف؟ (مخاطباً الفريق أحمد) لا يحتاج الأمر أن يكون 100×80، بالضبط، مجرد أن يكون كبيراً، فيمكننا رؤيته".

الفريق أحمد: "إننا على استعداد لأي مقترحات أخرى".

الفريق الأول شوارتزكوف: "حسناً. (مخاطباً الفريق خالداً) هل لديك أي نقاط أخرى؟".

الفريق خالد: "كلا".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    المسألة الوحيدة، التي أعتقد أنها لا تزال باقية، هي أننا ما برحنا في حاجة إلى الاتفاق، بأقصى سرعة، في شأن التفاصيل الدقيقة، مثل كيفية تعامل الصليب الأحمر مع موضوع الأَسْرى؛ فإننا لا بدّ أن نتفق على نقاط، مثل موقع التبادل، وأعداد المتبادَلين، وما إلى ذلك".

الفريق أحمد:

    "أودّ أن أكرر، هنا، أننا نوافق على أي شيء، يرتئيه الصليب الأحمر، أو أي شيء، يعتقد أنه أفضل مما اتفقنا عليه. وستكون مواقع تبادل الأَسْرى أنسب، في الأماكن، التي يوجد فيها طرُق، وجسور غير محطمة، كمنطقة الحدود السعودية، على سبيل المثال. وهذا سيكون أفضل، وأسرع".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "وسيكون أيسر علينا، كذلك؛ لأن .. لعلَّه يمكن، في مكان اجتماعنا هذا، على وصلة تقاطع طرُق ـ أن يلتقي أعضاء أركاننا، أو قادتنا معاً، عندما يُنفذ هذا كله. أو سيسعدني أن ألتقي..".

الفريق أحمد (مقاطعاً):

    "حسناً. إننا نريد فقط، أن تتذكر أن الطرُق، تعترضها جسور، بعضها جسور عسكرية، وما إلى ذلك؛ وأن تتأكد، أنه ليس ثمة تأخير. ومن ثَم، من الأفضل أن يكون هناك مواقع... أفضّل الطرُق، التي لم تتعرض الجسور فيها للتدمير".

الفريق الأول شوارتزكوف: "أوه! تقصد بالنسبة إلى عملية التبادل؟".

الفريق أحمد: "نعم".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "ليس ثمة مشكلة. إنني أقول فقط، إنه إذا كان من الضروري إجراء مباحثات أخرى، فيمكنني إمّا أن أقابل الفريق (أحمد)، أو يمكن الأركان أن يلتقوا معاً".

الفريق أحمد:

    "ليس لدى أي مانع. لدَينا قناة عبْر الحكومة السوفيتية، على أي حال. وأي طلبات من جانبكم .. أي طلبات .. سنرسل ضابطاً إلى هذه القناة".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "حسناً. لقد أنجزنا، اليوم، عملاً كثيراً طيّباً، هنا؛ لأننا تحادثنا مباشرة بعضنا إلى بعض. (توقف).. (مخاطباً الفريق خالداً) سنتفاوض مع الصليب الأحمر، في شأن التبادل. (توقف) هل هناك أي نقاط أخرى للنقاش؟".

الفريق أحمد: "هل اتفقنا على الموقع؟".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أَلَيس هذا هو الموقع؟ أعتقد أننا يجب أن نترك للصليب الأحمر هذه المسألة. لقد اتفقنا على ذلك .. (توقف) .. هل من نقاط أخرى".

الفريق أحمد:

    "إننا لم ندوّن أياً من نقاط هذا اللقاء. ومن ثَم، نودّ تزويدنا أشرطة، نسخ من الأشرطة، التي سجلتموها".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "أعتقد أن لدَينا مجموعتَين من الأشرطة. (مخاطباً الكولونيل بيل) هل لديك مجموعتان؟ هل أنت متأكد أن البطاريات أو الكهرباء، لم تتوقف أثناء التسجيل؟ (مخاطباً الفريق أحمد) نعتقد أن لدَينا مجوعتَين. أمهلنا خمس دقائق للتأكد من وجودهما، وسنسلّمكم مجموعة كاملة منهما، مع نسخة كاملة من المحضر المكتوب".

الفريق أحمد:

    "ومن ثَم، فالمطلوب، من جانبنا، هو تقديم رد، في شأن موضوع الإفراج عن عدد رمزي من أسْرى الحرب، وفي شأن الخط المرسوم على الخريطة. هاتان هما النقطتان المطلوب الرد عليهما. هل هناك شيء آخر؟ نَعِدكم بأننا سنبدي أقصى تعاون، في هذا الشأن".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "من جانبنا، لن نهاجم أي طائرة عمودية، داخل العراق. وسوف نُعِدّ نقطة للقاء، في النقطة التي التقينا فيها، اليوم".

الفريق أحمد: "النقطة التي اتفقنا عليها، مناسبة".

الفريق الأول شوارتزكوف:

    "نعم. وفور موافقتكم، ستنسحب قواتنا مسافة كيلومتر واحد من الخط. ولن نطلق النار على أي مركبة، تحمل عَلماً برتقالي اللون، حتى لو كانت في منطقتنا. وفور توقيع وقف إطلاق النار، سنسحب كل القوات المتحالفة من أراضي العراق، في أسرع ما يمكن. هل ثمة نقاط أخرى؟

    "أعتقد أننا، بهذا، قد استكملنا الاجتماع".

الفريق أحمد: "ومن جانبنا، كذلك".




[1] هذه ترجمة العبارة كما وردت في الأصل الانجليزي Of course, now we have a system قد يقصد "لدينا الآن ترتيبات مناسبة".