إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / مؤتمر صفوان (3 مارس 1991)









مقدمة

مقدمة

    لقد هدأت "عاصفة الصحراء"، بعد مائة ساعة من الحرب البرية. وخيم الهدوء على كل الجبهات، للمرة الأولى، منذ 17 يناير 1991، الذي شنت فيه أولى الغارات الجوية.

   لقد أصبحت الكويت محررة. واحتلت قوات التحالف مساحة كبيرة من الجنوب العراقي. وانسحبت القوات العراقية الغازية انسحاباً مرتبكاً، من دون تخطيط.

   انتهت الحرب، ولكن نهايتها، لم تكن واضحة وضوح بدايتها. فبقدر ما كانت العمليات العسكرية حاسمة، وبارعة، كانت ترتيبات السلام غامضة، وملتبسة. ولعل هذه الترتيبات هي المسؤولة، إلى حدٍّ ما، عن بقاء صدام حسين في سدّة الحكم، بعد انتهاء الصراع. فبعد أربعة أعوام من غزو الكويت ـ وقت كتابة هذه السطور ـ لا يزال الرئيس العراقي، يُذِيق شعبه سوء العذاب. وما برح يقف حجر عثرة، أمام "بناء صرح أمني متماسك" لمنطقة الخليج، بل عقبة دون إعادة العلاقات إلى طبيعتها، بين الدول العربية.

    كانت خاتمة حرب الخليج غير مُرْضِية، لغياب الاتفاق بين أعضاء التحالف، أو المناقشة الصريحة، حول كيفية إنهائها. ويكمن جزء من هذه المشكلة، في تقديري، في مباحثات صفوان، أي في ذلك الاجتماع، الذي عُقد على عَجَل، وجاءت نتائجه غير حاسمة.

    كان اختيار الاجتماع في صفوان، بالتحديد، لعدة أسباب. فهو قريب من الكويت، ويقع في شمالها مباشرةً. وفيه مهبط للطائرات. ويمكن جميع قادة التحالف الوصول إليه، بسهولة كاملة، وأمان تام. والأهم من ذلك، أنه أرض عراقية، مما يؤكد للعالم أجمع، وللشعب العراقي، هزيمة صدام، وانتصار القوات المتحالفة.

    كان من الواضح، أن الهدف من اجتماع صفوان، هو الدعاية لا أكثر ولا أقل. أراد الأمريكيون له أن يكون حدثاً إعلامياً، من دون مردود، سياسي أو عسكري.

   ولم يكن تقدُّم القوات المتحالفة إلى بغداد، أمراً وارداً، بل لم يُطرح للنقاش البتة؛ إذ كان ذلك مرفوضاً من كل الدول العربية المشاركة في التحالف. وكان، بالتأكيد، أمراً غير قابل للنقاش، ويلقى كل المعارضة من كافة دول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية.

   وأثار اجتماع صفوان العديد من التساؤلات، خاصة بعد ما أُعلن عدم وجود وثيقة رسمية للاستسلام، كان من الممكن، أن تساعد على إطاحة صدام.