إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / مؤتمر صفوان (3 مارس 1991)









مقدمة

أولاً: وقف العمليات العسكرية في الخليج

    توقفت العمليات العسكرية، في الساعة الخامسة صباحاً، بتوقيت جرينتش، (الثامنة صباحاً، بتوقيت المملكة)، في 28 فبراير 1991، حين أعلن الرئيس جورج بوش وقف العمليات الهجومية للقوات المتحالفة. ودعا الحكومة العراقية إلى الاجتماع، خلال 48 ساعة، في مكان ما، في مسرح العمليات، لوضع الترتيبات العسكرية لوقف إطلاق النار.

    وأكد الرئيس بوش، أن الجنرال نورمان شوارتزكوف، بالاشتراك مع القادة العسكريين في التحالف، سيجتمعون مع ممثلي العراق، "في مسرح العمليات"، في 2 مارس[1]، من أجل تأمين النصر، الذي حققته قوات التحالف. وحدد الرئيس الأمريكي شروط التحالف، السياسية والعسكرية، لإعلان وقف رسمي لإطلاق النار. وأكد أنه سيُبحث موضوع تبادل أسرى الحرب، وموضوعات أخرى، متعلقة بوقف إطلاق النار، في منطقة الخليج.

    وبعد ثلاث ساعات من إعلان الرئيس بوش وقف العمليات العسكرية، أمر صدام حسين قواته بوقف إطلاق النار. وشرعت إذاعة بغداد تبث أناشيد وطنية، تدعو إلى مقاومة المحنة.

   وقد حرصت الأوساط الدبلوماسية، في الولايات المتحدة الأمريكية، على التمييز بين وقف إطلاق النار، المعمول به حالياً، والذي رأت أنه يمثل هدنة فقط، وبين الوقف الرسمي، المفَتَرض صدوره عن مجلس الأمن، والذي يضع حدّاً نهائياً للأعمال العسكرية، في إطار شروط معينة، تشمل إرسال قوات دولية إلى المنطقة، على أن يسبق ذلك اجتماع عسكريين من الطرفين.

   لقد هدأت "عاصفة الصحراء"، بعد مائة ساعة من الحرب، وكانت نتائجها مؤلمة بالنسبة إلى العراق. فبينما ذكرت مصادر وزارة الدفاع الأمريكية، أن الخسائر العراقية، تراوح بين 85 و100 ألف جندي، بين قتيل وجريح، و80 ألف أسير[2]، لم تتعدَّ خسائر التحالف، من العسكريين، 223 قتيلاً، بينهم 146 أمريكياً، و697 جريحاً، بينهم 338 أمريكياً.

    وسرعان ما انتهت الحرب، محققة أهداف النهج السياسي، الذي حددته الإدارة الأمريكية. ولكن، سرعان ما اتضح، كذلك، بعد توقف القتال، أن وحدات من الحرس الجمهوري، قد نجت من الحرب، بخلاف ما كان معتقداً أو متوقعاً؛ إذ حالت السرعة، غير المتوقعة، لتقدُّم القوات المشتركة، ومشاة البحرية الأمريكية، في الكويت، دون دفع احتياطيات الحرس الجمهوري إلى القتال جنوباً، فلم تقع في الفخ، الذي نصبته لها قوات التحالف (الفيلقان 7 و18)، غربي الكويت وشماليها الغربي.

    وبينما سعت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تقليص قدرة الرئيس العراقي على تهديد المنطقة إلى حدِّها الأدنى، والمعاونة على إضعاف قبضته على السلطة، بتدمير عدد أكبر من فِرق الحرس الجمهوري؛ فإن صدام حسين، لم يكن في حاجة إلى تلك الوحدات الناجية من التدمير، ليحتفظ بسيطرته على الشؤون الداخلية؛ إذ كان لديه، في أجزاء متفرقة من العراق، أكثر من عشرين فِرقة، لم تشترك في القتال. واستمرار القتال، يوماً آخر، للقضاء عليها لم يكن ليغير شيئاً من الموقف الإستراتيجي، إلا أنه كان سيحدِث اختلافاً جوهرياً، من وجهة النظر الإنسانية. فبالتأكيد، كانت الولايات المتحدة الأمريكية، ستتعرض لنقد عنيف، لارتكابها مذبحة لهؤلاء الأفراد الفارّين، بعد أن نجحت القوات المتحالفة في تنفيذ مهمتها.



[1] لم يحدد بوش مكان الاجتماع لأسباب أمنية.

[2] ذكر نورمان شوارتزكوف في مذكراته، أنه خلال مؤتمر صفوان أبلغ العراق أن لديه ما مجموعه 41 أسير منهم 17 أمريكياً، 12 من بريطانيا، 2 من إيطاليا، واحد من الكويت، 9 سعوديين.