إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / مؤتمر صفوان (3 مارس 1991)









مقدمة

ثانياً: أسباب إنهاء الحرب

    كان هناك عدة أسباب لإنهاء الحرب. يُعدِّ جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي، بعضاً منها، في كتابه "سياسة الدبلوماسية":

1.  تجنّب ما يمكن تسميته بلَبْنَنَة العراق[1]؛ لأن ذلك، لو حدث، سيثير كابوساً جيوبوليتيكياً.

2.  موافقة العسكريين، وشركاء التحالف، والكونجرس، والرأي العام الأمريكي، وبحماسة، على قرار الرئيس وقف إطلاق النار، بعد 100 ساعة من القتال؛ إذ إنه كان واضحاً، خلال الساعات الأولى، من بدء الحرب البرية، أن النصر، سيكون حاسماً، وشاملاً. فقد أبلغ باول وتشيني، أن العراقيين هزموا هزيمة نكراء. وأبلغت الاستخبارات الأمريكية، أن الحرس الجمهوري، أُمَّ القوات العراقية، قد قُضي على معظمه؛ وأن الآلاف، من الدبابات وقطع المدفعية، قد دُمرت، أو استُولِيَ عليها. كذلك، أمكن القوات المتحالفة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أن تحقق أهدافها، العسكرية والسياسية؛ فالكويت تحررت، والآلة العسكرية العراقية أُضعفت لتتلاشى قدرة صدام حسين على تهديد جيرانه، في المستقبل. كان نصراً ناجحاً، مشهوداً، سريعاً، وبخسائر لا تكاد تُذكر. لـذا، لا داعي للاستمرار.

3.  اعتقاد القادة العسكريين، أن قواتهم قد أنجزت مهمتها، على خير ما يرام، وينبغي إعادتها إلى الوطن، من الفور. وأنه لولا الخسائر، غير المقصودة، بنيران القوات الصديقة، التي تسببت بمصرع أمريكيين وبريطانيين ـ لكانت الخسائر عدداً لا يصدق. ولو طالت الحرب ـ ولو يوماً واحداً أو يومَين اثنَين، لتسببت بخسائر بشرية، لا مبرر لها.

4.  دعوة الرأي العام، على المستويَين، الخارجي والداخلي، في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إنهاء القتال، والحؤول دون تحوُّل الصراع إلى حرب، ليس لواشنطن مصلحة فيها؛ ومن ثَم، وجوب الإسراع في وقفها. ومما حدا على ذلك، أحاديث طياري المقاتلات الأمريكية، عن فرار العراقيين اليائسين إلى الشمال، عبْر طريق، اسمه "طريق الموت". وكانت تعليقاتهم تؤيد بالصورة الرهيبة، التي تمثل هذه المجزرة البشرية.

5.  غضب السوفيت إزاء فشل محاولاتهم إيقاف الحرب البرية؛ وجهدهم في كسر التحالف، بدعوة مجلس الأمن لإيقاف المذبحة.

6.  اقتصار أهداف الولايات المتحدة الأمريكية، على إجبار العراق على الإذعان لقرارات الأمم المتحدة، وطرده من الكويت. وإعلان واشنطن، أنها لا تنوي الوجود العسكري المستمر في المنطقة. وعزمها الانسحاب، سريعاً، من العراق؛ إذ ليس لديها سبب واحد لاستمرار القتال، من وجهة النظر، السياسية أو العسكرية.



[1] المقصود بلبننة العراق، هو إمكان حدوث مقاومة عراقية شعبية تجاه القوات الأمريكية بما يؤدي إلى إحداث خسائر كبيرة بالقوات الأمريكية، مثل ما حدث للقوات الأمريكية في بيروت في 23 أكتوبر 1983.