إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / أزمة الحدود العراقية ـ الكويتية، من استقلال الكويت حتى انضمامها إلى الأمم المتحدة، ( من 19 يونيه 1961 إلى 14 مايو 1963)









وثيقة

وثيقة

البيان الرسمي الثاني

للجمهورية العربية المتحدة

في 30 يونيه 1961

في شأن تطورات أزمة 1961، واحتمال التدخل العسكري العراقي

لضم الكويت إلى العراق

    إن حكومة الجمهورية العربية المتحدة، تتابع، بقلق، تطورات الساعات الأخيرة في الأزمة، ما بين حكومة الكويت والحكومة العراقية.

    ولقد تلقت حكومة الجمهورية العربية المتحدة، عن طريق مصادرها المختلفة، ما يشير إلى أن قوات من الجيش العراقي، قد صدرت إليها الأوامر بالتحرك صوب حدود الكويت. كما تلقت حكومة الجمهورية العربية، أن بعض الدوائر في بغداد، تبحث، جدياً، احتمالات التدخل العسكري.

    وفي هذا الجو، المشحون بالاحتمالات الثقيلة على نفس كل مواطن من أبناء الأمة العربية، فإن الجمهورية العربية، تتوجّه برجائها وأملها إلى الشعب العراقي العظيم، واثقة أنه لن يرضى بغير مبادئ النضال العربي بديلاً، يلهمه ويرشده إلى طريق الواجب العربي.

    ذلك، تتوجّه الجمهورية العربية، بشعور صادق بالولاء للتاريخ العربي والمستقبل، إلى كل مسؤول، يشارك، هذه اللحظات، من قريب أو بعيد، برأي أو قرار، يمس الأزمة، في أي ناحية من نواحيها، أن يضع في اعتباره، قبل أي قرار، أن مصير الأمة العربية، يعلو على أي مجد شخصي، وعلى أي مطمع إقليمي، وعلى أي معاهدة أو وثيقة قديمة. وإنما من وحدة الدم، من وحدة الفكر والضمير، يمضي مستقبل الأمة العربية، إلى أملها في الوحدة، القائمة على الإرادة الحرة لشعوبها، بكل ما تنطوي عليه الوحدة من كرامة الوطن العربي وكرامة المواطن العربي. 

    وتشعر الجمهورية العربية المتحدة، في متابعتها للأحداث، أن ثمة عناصر كثيرة، بعضها يعرف ما هو مُقدم عليه، وبعضها الآخر لا يقدّر مسؤولية ما يفعله، تدفع الأزمة بين الشعبَين الشقيقَين إلى حدٍّ، لا يفيد منه غير أعداء الأمة العربية، وحدهم.

    وإن الجمهورية العربية، تتابع، بأسف وبشعور عميق من عدم الرضا، هذه التحركات العسكرية للأسطول البريطاني، وإنها لتؤمن أنه ليس من حق عربي، على غير أساس من مطلب شرعي من المطالبة العادلة للنضال العربي، أن يعرّض سلامة الأمة العربية للمناورات الدولية، ولاحتمالات التدخل الاستعماري.

    وفي مطالب النضال العربي، وحدها، فإن الأمة العربية على استعداد لمواجهة كل خطر، وتحمّل أي مشقة، والاندفاع في القتال إلى غير ما حدّ، حتى يتحقق لها النصر.

    ولا ترى الأمة العربية، في التصرفات، التي تدفع أزمة الكويت والعراق إلى احتمالات الصدام المسلح، أو التدخل الاستعماري الأخير، أي صلة بمطالب النضال العربي.

    إن الشعب العراقي العظيم، الصانع الحقيقي لثورة 14 يوليه، بمبادئها الأصيلة، يعلم أن لديه داخل الوطن العراقي، من مهام للبناء الداخلي، تدعيماً للمبادئ الأصيلة لثورة يوليه، ما يتطلب كل جهد. كذلك، يعلم هذا الشعب العظيم، أن قضايا عربية، غالية عليه، في مقدمتها قضية فلسطين، التي تآمر عليها الاستعمار والصهيونية، ما يحتاج إلى بعض هذه الجهود. ولن يرضى هذا الشعب العظيم، أن تتعرض مكاسبه الشعبية، النابعة من المبادئ الأصيلة لثورته، لأخطار مَن يتربصون بها، لأن ثورته قضت على مطالبهم في العراق، وقضت على الحلف الاستعماري، الذي كان يربطه بهم، رغم إرادته ومشيئته.

    وإن الجمهورية العربية المتحدة، لتثق في أن الشعب، الذي استطاع، بثورته، أن يملي منطق الإرادة الشعبية، لا يمكن أن يقبَل شيئاً، لا ينبثق من إرادة شعبية.