إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / أزمة الحدود العراقية ـ الكويتية، من استقلال الكويت حتى انضمامها إلى الأمم المتحدة، ( من 19 يونيه 1961 إلى 14 مايو 1963)









وثيقة

وثيقة

كلمة الملك سعود بن عبدالعزيز

في 5 يوليه 1961

عند استقباله ولي عهد الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح

رداً على كلمته

    إن هذه النازلة التي حلّت بالأمة العربية، في صميم عزتها وقوميتها، يشترك في آلامها كل عربي، وذلك أن الفرحة التي تباشرنا بها، وتبادلنا التهاني القلبية بحلولها، بعد الصبر والانتظار، وهي استقلال الكويت، الجار الشقيق، الجديرة بالحرية والاستقلال والازدهار، تلك الفرحة الغالية على الأمة العربية، التي كدرتها الحوادث الأخيرة، التي نعتبرها نكسة مخيفة، لا يعلم مدى مصيبتها للعرب، إلاّ الله وحده.

    وإنني لأكرر لكم، ولأهل الكويت، حكومة وشعباً، بأنني شخصياً، وجميع أفراد أسْرتي، وحكومتي والشعب السعودي، نقف اليوم معكم وقفة رجل واحد، ندافع عن ذلك الجزء العربي الغالي من وطن الأمة العربية، ونذود عنه ذودتنا عن أي شبر آخر من بلادنا العربية كلها. وقد أعلناها صريحة مدوية، في مشارق الأرض ومغاربها، بأن الكويت نعتبره مع المملكة العربية السعودية بلداً واحداً، لا هدف لنا، ولا غاية، ولا مطمع، إلاّ أن تكون الكويت حرة مستقلة لأهلها ولحكومتها، ونشد أزرهم، في السرّاء والضرّاء، ويشدون أزرنا أيضاً، في السرّاء والضرّاء.

    وإنني أطمئنكم أن جميع القبائل والحضارة في بلادنا، يقفون، اليوم، على قدم وساق لتعضيدكم والدفاع عن وطننا ووطنكم. وإني أعتبر نفسي، مع صفتي الرسمية كملك لهذه البلاد، أعتبر نفسي مواطناً مخلصاً لتلك البقعة الطيبة من بلاد العرب، وهي الكويت. فهي، كما قال الشاعر، أول أرض مس جلدي ترابها. أقول هذا وأعلنه وفاء للعهد، وقياماً بواجب النجدة، وحرصاً على عدم تعرض الكويت لأي احتلال أجنبي أو عربي، فلا احتلال، ولا ضم، ولا اغتصاب بين العرب، وإنما هي أسْرة عربية واحدة، وبلاد عربية واحدة، تتعاون على البر والتقوى وتوحيد جهودها كلها لتحرير ما اغتصبته إسرائيل من بلادنا، وما يحتل الاستعمار من أطرافها. وإن على كل عربي، أن يضع هذين الهدفَين نصب عينه، وأن يجعلهما عقيدة قلبه ووجهته التي يولي وجهه شطرها.

    على هذا، نهب اليوم جميعاً، أنا وشعبي والأمة العربية بأسْرها، في كل مكان، للدفاع عن ذلك الجزء العربي، والمستقل، من بلادنا، وهو الكويت، نريد له ما يريده له حكامه وشعبه، بعد كفاحهما الطويل المشرف للاستقلال الذي نالوه واستحقوه، وأن يكون الكويت عضواً كريماً عاملاً مع جيرانه في الجامعة العربية، وفي هيئة الأمم المتحدة، وفي المجالات الدولية، التي تتعاون على السلام ورفاهية البشر والإنسانية.

    إن بعض الإذاعات تتعرض الآن لما تسميه الوساطة في هذه المشكلة. وأنا لا أعلم كيف تكون الوساطة في مثل هذه المشكلة، والموضوع موضوع استقلال أو اغتصاب، ولا شيء بينهما، فلا مساومة ولا وساطة في استقلال، وهو شيء اعترف به الجميع، ومطلوب من الجميع حمايته والذود عنه، وإنا إذ نشكر سيادة الأخ الأمين العام للجامعة العربية على مساعيه المشكورة نرى أن الحق في هذا الخلاف بيِّن، ونأمل أن تعود المياه إلى مجاريها، وأن تبقى الكويت لأهلها ولحكومتها، حرة مستقلة، وشقيقة عاملة، تنضم إلى الركب العربي لتحرير فلسطين والجزائر وأطراف الجزيرة العربية المحتلة. وإن التحشدات الإسرائيلية على حدود الإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة جديرة بجمع العرب، لأن يوجهوا قواتهم لمجابهتها ودحرها، بدلاً من أن يقف العربي بسلاحه أمام أخيه العربي على أرض الجميع على وطن الجميع".