إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





وثيقة

وثيقة

نص الإعلان القومي العراقي

الذي أعلنه الرئيس صدام حسين، في مهرجان شعبي

في 8 فبراير 1980

كميثاق للتعامل بين الأنظمة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

    "في ضوء الأوضاع الدولية، في الوقت الحاضر، واحتمالات تطورها، في المستقبل، وما تنطوي عليه من احتمالات خطيرة، تهدد السيادة والأمن القومي العربي، من ناحية، والأمن والسلام، من ناحية أخرى؛ واستجابة لدواعي المسؤولية القومية، تجاه الأمة العربية، شعباً وأرضاً، وحضارة وتراثاً، وتمشياً مع مبادئ حركة عدم الانحياز ـ يجد العراق نفسه مدعواً إلى المبادرة بإصدار هذا الإعلان، ليكون ميثاقاً لتنظيم العلاقات القومية بين الأقطار العربية، أولاً، وتعهداً من الأمة العربية تجاه الدول المجاورة للوطن العربي، التي تعلن احترامها لهذا الميثاق والالتزام به، ثانياً.

إن الإعلان يقوم على المبادئ التالية:

أولاً:   رفض تواجد الجيوش والقوات العسكرية، وأية قوات وقواعد أجنبية، في الوطن العربي، أو تسهيل تواجدها بأية صيغة من الصيغ، وتحت أية ذريعة أو غطاء، ولأي سبب من الأسباب، وعزل أي نظام عربي لا يلتزم بهذا المبدأ، ومقاطعته، سياسياً واقتصادياً، ومقاومة سياساته،  بكل الوسائل المتاحة.

ثانياً:   تحريم اللجوء إلى استخدام القوات المسلحة، من قبل أية دولة عربية ضد أية دولة عربية أخرى. وفض أية منازعات، يمكن أن تنشأ بين الدول العربية، بالوسائل السلمية، وفي ظل مبادئ العمل القومي المشترك، والمصلحة العربية العليا.

ثالثاً:   ويطبق المبدأ الوارد في البند أعلاه، على علاقات الأمة العربية وأقطارها، مع الأمم والدول المجاورة للوطن العربي. فلا يجوز اللجوء إلى استخدام القوات المسلحة في المنازعات مع هذه الدول، إلاّ في حالة الدفاع عن السيادة، والدفاع عن النفس، ضد التهديدات التي تمس أمن الأقطار العربية ومصالحها الجوهرية.

رابعاً:  تضامن الأقطار العربية، جميعاً، ضد أي عدوان أو انتهاك، يقوم به أي طرف أجنبي، للسيادة الإقليمية لأي قطر عربي، أو دخوله في حالة حرب فعلية معه. وقيام هذه الأقطار بالتصدي المشترك لذلك العدوان أو الانتهاك، وإحباطه بكل الوسائل والطرق، بما في ذلك العمل العسكري، وإجراءات المقاطعات الجماعية، السياسية والاقتصادية، وفي كافة الميادين الأخرى، التي تقتضيها الضرورة والمصلحة القومية.

خامساً: تأكيد التزام الأقطار العربية بالقوانين والأعراف الدولية، في ما يتعلق باستخدام المياه والأجواء والأقاليم، من قبل أية دولة، ليست في حالة حرب مع أي قطر من الأقطار العربية.

سادساً: ابتعاد الأقطار العربية عن دائرة الصراعات أو الحروب الدولية، والتزامها الحياد التام وعدم الانحياز، إزاء أي طرف من أطراف الصراع أو الحرب، ما لم ينتهك أحد أطراف الصراع أو الحرب السيادة الإقليمية العربية، والحقوق الثابتة للأقطار العربية، التي تكلفها القوانين والأعراف الدولية. وامتناع الأقطار العربية عن اشتراك قواتها العسكرية، كلاً أو جزءاً، في الحروب والمنازعات العسكرية، في المنطقة وخارجها، نيابة عن أية دولة أو جهة أجنبية.

سابعاً: التزام الأقطار العربية بإقامة علاقات اقتصادية متطورة، وبناءة، في ما بينها، بما يوفر ويعزز الأرضية المشتركة للبناء الاقتصادي العربي المتطور، والوحدة العربية. وتحرص الأقطار العربية على الابتعاد عن أي تصرف، يمكن أي يلحق الأذى بهذه العلاقات، أو يعطل استمرارها وتطورها، بغض النظر عن تباين الأنظمة العربية، والخلافات السياسية الهامشية، التي تحدث بينها، ما دامت أطراف العلاقة ملتزمة بمبادئ هذا الإعلان. وتلتزم الأقطار العربية بمبدأ التكامل الاقتصادي القومي، وتتعهد الأقطار العربية، المقتدرة اقتصادياً، بتقديم كل أنواع المساعدات الاقتصادية للأقطار العربية، بالشكل الذي يصونها من احتمالات الاتكال على القوى الأجنبية، بما يمس استقلالها وإرادتها القومية.

ثامناً: إن العراق، إذ يضع مبادئ هذا الإعلان، يؤكد استعداده للالتزام به، تجاه كل قطر عربي، وأي طرف يلتزم به. وهو مستعد لمناقشته مع الأشقاء العرب، وسماع ملاحظاتهم حوله، بما يقوي من فاعلية مبادئه، ويعمق مضامينه. كما يؤكد العراق، أن هذا الإعلان لا يشكل بديلاً عن ميثاق الجامعة العربية، وعن معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي، القائمة بين الجامعة، بل يعتبره تعزيزاً للميثاق والمعاهدة وتطويراً لهما، بما يتناسب مع الظروف الدولية المستجدة، والمخاطر التي تهدد الأمة العربية، والمسؤوليات القومية، التي تترتب عليها، في الظروف الراهنة في المستقبل.

أيها الشعب العراقي العظيم.

يا جماهير الأمة العربية المجيدة.

    إن العراق، إذ يقدم هذا الإعلان، ينطلق من مسؤوليته القومية، التي تعلو على كل مصلحة، ذاتية أو قطرية. وإننا إذ نتوجه بهذا الإعلان إلى الحكومات العربية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن إقراره والالتزام به، نؤمن بأن أعمق الإيمان، بأن مبادئ هذا الإعلان القومي، لا يمكن أن تتحقق، وتصبح ميثاقاً للعلاقات العربية، إلاّ من خلال نضال الجماهير العربية ومساندتها له، لأنه يضمن مصالحها الأساسية، ويتجاوب مع مطامحها القومية، في الحرية والاستقلال، ويسهل الطريق أمام الوحدة العربية".

صدام حسين

رئيس مجلس قيادة الثورة، رئيس الجمهورية العراقية

كتب ببغداد، في 21 ربيع الأول لسنة 1400 هجرية

الموافق ليوم 8 فبراير 1980 ميلادية.