إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





وثيقة

وثيقة

بيان وزارة الخارجية العراقية

في شأن موضوع الصواعق المصادرة

في مطار "هيثرو"

الصادر في الثاني من أبريل 1990

    مرة أخرى، تدبر السلطات البريطانية، وفي هذه المرة، بالتعاون مع السلطات الأمريكية، حملة مغرضة، من الافتراءات، بهدف تشويه سمعة العراق، وتوفير المبررات للعدوان عليه، وبذلك تقدم خدمة مباشرة، وواضحة، لا شك فيها، للمخططات الصهيونية، في العدوان على العراق والأمة العربية.

    وإشارة إلى التصريح، الذي أصدرناه في السابع والعشرين من أذار (مارس)، فقد فضلنا الانتظار بضعة أيام، حتى تتكشف كل صفحات هذه الحملة المغرضة، وفي وسائل الإعلام، البريطانية والأمريكية، نفسها، ليكون الرأي العام، العربي والدولي، على بيّنة من كل الحقائق.

    إن الموضوع، الذي أثيرت حوله هذه الضجة المفتعلة، لا يعدو أن يكون عقداً صغيراً، وعادياً، بين مؤسسة عراقية وشركة تجارية بريطانية، هدفه تأمين مواد لاستخدامات الجامعة التكنولوجية، في العراق، لأغراض علمية صرف. وإن قيمة هذا العقد هي 10.500 دولار.

    وكما يتضح من وقائع العملية، التي نرفق تفاصيلها، كملحق بهذا التصريح، فإن السلطات الأمريكية، وبالتعاون مع السلطات البريطانية، كما اعترفت الجهات المذكورة نفسها، دست، عن عمد، عميلاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، في الشركة الأمريكية المجهزة لتلك المواد، تحت غطاء مدير مبيعات للشركة، لتوجيه هذه الصفقة الصغيرة، والعادية، توجيهاً استخبارياً مغرضاً، بهدف تدبير اتهام ملفق، بدعوى سعي العراق للحصول على معدات للاستخدام النووي، من السوق الأمريكية.

    ويبيّن التقرير الملحق بهذا التصريح، أن الجهات العراقية المعنية، لم تتعامل مع تلك المحاولات، بل اعترضت عليها، لأن الجهات العراقية، بالأصل، كانت ترغب في الحصول على مواد لاستخدامات علمية. ومما يؤكد سوء النية، والتدبير المغرض، هو المراسلات المفتوحة، التي وجهها عميل الـ (FBI) الذي انتحل صفة مدير المبيعات في الشركة الأمريكية المجهزة، إلى الجهات العراقية، والتي يعرض فيها هو، وليس بناء على طلب من الجهات العراقية، بيع مواد للاستخدامات النووية، بأسلوب مفضوح، يقصد منه، بما لا يقبل الجدل، الاستدراج والتوريط. إن كل من يعرف الولايات المتحدة، يعرف تماماً، بأن كل الاتصالات الهاتفية، واتصالات التلكس، بين الولايات المتحدة والخارج، تخضع لرقابة ألكترونية متطورة، ومتواصلة، من وكالة الأمن القومي الأمريكية. فكيف يمكن لمدير مبيعات في شركة أمريكية، أن يعرض مواد للاستخدامات النووية، بتلكس مفتوح، إذا لم يكن الأمر، بالأصل، مخططاً ومدبّراً مع الجهات الأمنية الأمريكية؟

    إن السلطات، البريطانية والأمريكية، وجهت العملية بالبيانات والتصريحات، التي أصدرتها بصيغة اتهام للعراق. إن الاتهام يجب أن يوجه إلى هذه السلطات نفسها، لتعمدها تدبير مخطط للتوريط وتشويه السمعة ضد العراق.

    إن الحقائق المرتبطة بهذه العملية، لا يمكن عزلها إطلاقاً، عن حملة التشويه المنظمة، والمستمرة منذ فترة، والتي تستهدف الإساءة إلى سمعة العراق، بقصد التمهيد للعدوان عليه، وعلى منشآته، العلمية والصناعية. ولا يمكن في هذا الشأن، أيضاً، عزل قضية الجاسوس بازوفت، والحملة الشعواء المغرضة، والمفتعلة، التي أثارتها الأوساط، الرسمية والإعلامية، الأمريكية والغربية، المتأثرة بالصهيونية.

    إن الهدف من كل ذلك واضح. وهو محاصرة العراق، ومنعه، بشتى الوسائل، من مواصلة حقه الطبيعي في التقدم العلمي، وامتلاك التكنولوجيا، ومن ثم، ارتكاب العدوان عليه. وليس العراق، وحده، هو المستهدف من ذلك، بل الأمة العربية كلها. إن مخطط الأوساط، الاستعمارية والصهيونية، يستهدف إبقاء التفوق الإسرائيلي على العرب جميعاً. والنتيجة الحتمية لذلك، بقاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية، وسيادة الهيمنة الغربية ـ الإسرائيلية على المنطقة، وتصفية حقوق الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة.

    وقد ثبت، في هذه العملية وسواها، أن العراق يتصرف بأسلوب شرعي، مراعياً في سعيه للحصول على التقدم، العلمي والتكنولوجي، قواعد القانون الدولي، وأصول التعامل بين الدول، في إطار سياسة واعية، وحسنة النية. ويذكر، هنا، أن العراق أحد أطراف معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وملتزم بها، وأن وكالة الطاقة الذرية، التي تقوم بزيارات منتظمة للمنشآت العراقية، تشهد على ذلك.

    أما إسرائيل، فإنها لم توقّع على هذه المعاهدة، وترفض التوقيع عليها، على الرغم من القرارات المتكررة من الأمم المتحدة وغيرها، التي دعت إلى ذلك. كما تؤكد كل التقارير، ومنها الأمريكية والغربية، أنها تمتلك السلاح النووي، من دون أن تثار ضدها ضجة، من جانب أولئك الذين يتباكون على الأمن في المنطقة، كالضجة التي تثار ضد العراق، في شأن أمر مدبَّر من جانبهم.

    إننا نؤكد، أن العراق، ومعه الأمة العربية كلها، لن يرضخ لمحاولات الضغط والابتزاز المتواصلة، التي يتعرض لها، وسيواصل حقه الطبيعي في التقدم. وهو يعرف تماماً ارتباط هذه المحاولات، والحملة الإعلامية المغرضة، بالمخططات الرامية إلى تدبير العدوان عليه.