إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





وثيقة

وثيقة

كلمة الرئيس العراقي، صدام حسين

في الجلسة المغلقة للقمة العربية الاستثنائية

في 30 مايو 1990

في شأن ما أسماه إعلان بعض الدول الخليجية النفطية

الحرب ضد العراق

    من هذا المؤتمر، أنا شخصياً، أخذت دروساً كثيرة؛ مثل ما هو الإنسان، دائماً، إلى آخر لحظة من حياته، يغتني من دروس الحياة. وأهم ما في دروس الحياة، هي الدروس الإنسانية. و ـ إن شاء الله ـ مؤتمراتنا القادمة جميعها، مثل ما كان هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة، وإنْ كانت في المؤتمرات السابقة بعض المنغصات الأخوية، لكن ـ الحمد لله ـ أن هذا المؤتمر، سار بهذه الكيفية، التي هو عليها. ومع ذلك، عندي ملاحظة لأقولها، كونها ملاحظة تأتي في إطار هذا الجمع، الخيّر، تعاوننا. تعرفون، أيها الإخوة، أنه منذ عام 1986، فإن أهم مورد في اقتصادنا العربي جميعاً، سواء كان في المملكة العربية السعودية أو العراق أو ليبيا أو الجزائر أو الكويت، في كل الدول العربية البترولية، التي تشكل، الآن، عنوان القوة الاقتصادية في الحياة العربية ـ أهم ما تعتمد عليه هذه الدول، بالدرجة الأساسية، هو البترول.

    فمنذ عام 1986، وكنا، آنذاك، في الحرب، واجهنا ظروفاً، كانت صعوبتها قريبة من صعوبات القتال، وخصوصاً عندما ترتبط بالاقتصاد، وبموردنا الأساسي، الذي هو البترول؛ ذلك لأن نوعاً من الإرباك، ساد السوق النفطي، وحصل فيه نوع من عدم الالتزام في قرارات الأوبك. صحيح، نحن لسنا في مؤتمر الأوبك، وأنا أقول ملاحظة، ليس لأتوقف عندها، ولكن قد تفيدنا جميعاً، إن سبب هذا الارتباك هو عدم التزام بعض أشقائنا العرب، بالذات، بمقررات الأوبك، عندما أغرق السوق النفطي بما هو فائض عن الحاجة أو على الأقل، يعطي مرونة للمشترين، بما يجعله على حساب السعر، وتدنت الأسعار حتى وصلت، أحياناً، إلى سبعة دولارات.

    فيما يتعلق بالعراق، وهو ليس أكبر إنتاجاً، وليس أكبر حصة في الأوبك، فإن كل انخفاض في البرميل الواحد، بقدر دولار واحد، وحسب ما قيل لي، فإن خسارة العراق تبلغ مليار دولار، في السنة. من هذا، نتبين كم هي خسارة الأمة العربية جميعها، من كل إنتاجها البترولي، في السنة.

    ومن هنا، يمكننا أن نجد الجواب المباشر عن السؤال، وهو: هل إن الأمة العربية بحال، يمكن أن تخسر فيه نتيجة هفوة؟ هفوة من فني أو غير فني، عشرات المليارات هذه، ومن دون مسوغ، لأن السوق البترولية، أو لنقُل إن المشترين، على الأقل، في هذه السنة، مثلاً، كانوا قد هيأوا أنفسهم إلى أن يحتملوا سعراً، يصل إلى 25 دولاراً، خلال سنتين، مثلما عرفنا وسمعنا من الغربيين، الذين هم أكبر مشترين في سوق البترول.

    إذاً، هذا النزف الهائل في اقتصادنا، سببه عدم انتظام الرؤية، أو عدم النظر في الشأن الذي نتعامل معه، محلياً، وفق رؤية قومية؛ لأنه لو حصلت رؤية في الشأن القومي، ككل، ولمقدار الضرر الذي يصيبه، فأنا أعتقد بأننا سنتردد كثيراً، قبل أن نقدم على أن نلحق مثل هذا الضرر الكبير بالاقتصاد القومي. بنفس الصراحة، أيها الإخوة، والتبسيط المباشر، الذي يعنينا من النقاط، ما يراد قوله من خلال التحليل، لنقُل إن الحرب، تحصل، أحياناً، بالجنود، ويحصل الإيذاء بالتفجيرات وبالقتل وبمحاولات الانقلاب، وأحياناً أخرى، يحصل بالاقتصاد.

    لذا، نرجو من إخواننا، الذين لا يقصدون الحرب، أعود لأتكلم، هذه المرة فقط، ضمن حقوق الكلام، في إطار السيادة عن العراق، فأقول للذين لا يقصدون شن الحرب على العراق، أقول إن هذا نوع من الحرب على العراق. ولو في الجلد ما فيه يتحمل لتحملنا. ولكن أعتقد، كل إخواننا يعرفون الحال ومطلعون عليه. وـ إن شاء الله ـ الحال يكون، دائماً، جيداً. ولكنني أقول: إننا وصلنا إلى حال، لا نتحمل الضغط. وأظن كلنا نستفيد، والأمة تستفيد من فكرة الالتزام بقرارات الأوبك، سواء كانت إنتاجاً أو أسعاراً. ولنتوكل على الله.