إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





وثيقة

وثيقة

نص رسالة الرئيس العراقي، صدام حسين

إلى أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح

في أواخر يونيه 1990

يطالبه فيها بإسقاط الديون العراقية

 عزيزي سمو الأمير، الشيخ جابر الأحمد الصباح

               أمير دولة الكويت

    نأمل أن يصلكم كتابي هذا، وأنتم موفور الصحة، وعموم الازدهار والرخاء في بلادكم. أنتم تعلمون الظروف الاقتصادية البالغة الصعوبة، التي تمر بها شقيقتكم العراق. فأشقاؤكم في العراق يُعانون من نقص السيولة النقدية، وتوقف مشروعات التنمية الاقتصادية. ونحن نعلم أنكم تقدرون هذه الصعاب. إلاّ أنه نلاحظ، في الفترة الأخيرة، أنكم تتجاهلون مطالبنا الاقتصادية، وكأن حق الشعب العراقي في أن يعيش، أصبح غير مقر به، من قِبل أشقائهم في الكويت. ونحن لا ننكر دوركم الهام، الذي لمسه كل عراقي، أثناء خوضنا الحرب العربية ضد إيران. 

    لقد خضنا هذه الحرب باسم العرب، ودفاعاً عن تراث الأمة العربية وحضارتها. ولم يكن في خلدنا أبداً، أن نخوض هذه الحرب باسم العراق.

    إن الدور، الذي قامت به الكويت الشقيقة في الحرب، لم يكن دوراً مزيداً. لقد ساعدنا كل الأشقاء العرب، من المحيط إلى الخليج، وكنتم أنتم الأشقاء ضمن هذا المجموع العربي، الذي سعى إلى الحفاظ على كرامة الأمة العربية.

    لقد تحمّلنا نحن، وحدنا، خوض هذه الحرب. وتحمّل كل بيت عراقي، أن يفقد إبناً، أو أخاً، أو أباً له. لقد تحمّلنا في صمت. وكنت، كل مرة، أقول لشعبي، إن أشقاءكم في الخليج، وفي كل الدول العربية، يقدرون لكم كل قطرة دم، تنزف في ميدان المعركة.

    لقد طلب مني البعض، أن أُوقف هذه الحرب، فأبيت، بإصرار. وقلت لهم: لن أوقف هذه الحرب، طالما بقي الإيرانيون يهددون أمن أشقائي في الخليج. لقد سعت العديد من القوى الدولية، وطلبت مني أن أُوقف الحرب، وأنهم سيقنعون الإيرانيين بإعطاء كل حقوق العراق التاريخية. وقلت لهم: هل تضمنون لي أمن أشقائي في الخليج؟ فاقترحوا عليّ أن ندخل في مفاوضات مع الإيرانيين، لهذا الغرض.

    ولا أخفيك سراً، أنني فكرت طويلاً في هذا الاقتراح. إلاّ إننا وجدنا، أن إيران لن تحترم تعهداتنا، بالنسبة لأمن أشقائنا في الخليج. إننا أكثر خبرة ودراية بالإيرانيين، من أي دولة أخرى.

    إن موقفنا هذا، لا يعني أننا قمنا بأكثر مما ينبغي أن نفعله؛ فالأقدار هي التي جعلت العراق، تحمي البوابة الشرقية للأمة العربية. ولا نطلب منكم، ولا من أي دولة عربية أخرى، أن تعطينا ثمن موقفنا هذا. فنحن لا يمكن أن نساوم على مواقفنا العربية القومية، وهذا شأن كل عربي أصيل، في منطقتنا. ولكن، كل ما نطلبه، هو أن يساعدنا الأشقاء؛ ومساعدة الأشقاء لنا، هي أمر حتمي، وإلزامي، تماماً مثلما خضنا نحن الحرب ضد إيران، دفاعاً عن الأمة العربية. وإذا تركنا أشقاؤنا دون مساعدة، فمن سيوافق على أن يساعدنا؟

    إن مطلبنا محدود، وهو أن تبادر سموّكم بإلغاء الديون المتراكمة علينا. ونحن سعينا إلى ذلك كثيراً، من خلال الطرق السياسية، إلاّ أن ردكم لم يُكن مرضياً لنا. وعليكم أن تبادروا بإسقاط هذه الديون. وإلاّ فإننا سنلجأ لكل الوسائل الأخرى حتى تقتنعوا بأهمية مطلبنا. وإنني إذ أبلغكم بذلك، فأرجو ألاّ يتبادر إلى ذهنكم، أن هذا تهديد عراقي لحدودكم الأمنية؛ فنحن نحافظ على أمنكم، بنفس القدر من الإجراءات، الذي تتخذونه أنتم للحفاظ على هذا الأمن.

صدام حسين

رئيس الجمهورية العراقية