إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





وثيقة

وثيقة

النص الكامل للمذكرة العراقية

التي تلاها عزة إبراهيم، رئيس الوفد العراقي

في بداية جلسة مباحثات جدة

في 31 يوليه 1990

    إننا نقدر مشاعر الأخوّة والعروبة، وهي رباط بيننا، إلى يوم الدين. لا ننكر على أي عربي حقه، في أن يعيش في سلام وأمن، وحياة اقتصادية كريمة. إننا لا نطلب من الكويت أكثر من حقوقنا، وإذا كان للإخوة الكويتيين حق، رددناه عليهم، في التو واللحظة. العرب شرفاء، يحمون الجوار. ونحن في العراق، أصلاً، لكل العرب. أنتم إخوة لنا، ونحن إخوة لكم. ورباط الأخوّة، يقتضي أن يقدر كلُّ منّا ظروف الآخر واحتياجاته. إن الكويت إذا ما واجهتها أية مصاعب، ومن أي طبيعة كانت، فستجد العراق الملاذ الأول لها، وسنلبي النداء، قبْل أن تطالبونا بتلبيته. نحن نقول تعديل الحدود، ونطالب بحقنا في أراضينا. وهذا لا يتنافى مع القيم والشرعية والعروبة. سنقدم وثائقنا في أحقية هذه الأرض لنا، ولن نطالب بأكثر من حقنا. إن أراضيكم لكم، ونحن أولى الناس بالحفاظ عليها.

    إن إيران هددت كل أراضي العرب، ومنها أراضي الكويت. ولولا اختيار زعيمنا العربي، الرئيس صدام حسين، وتضحيته بأبنائه وإخوته من أجل العرب، لكانت هذه الأراضي، الآن، في حوزة الإيرانيين. العراق يطالبكم بأن تقفوا معه، في أيامه هذه. إن إسقاط الديون، لا يمكن أن يكون حجر عثرة في سبيل علاقات العروبة، التي تربط بيننا وبينكم. إننا كنا نتوقع، في العراق، أن يبادر الإخوة الكويتيون إلى إسقاط هذه الديون، دون أن نطلب نحن ذلك. ولكن، لما زادت مصاعبنا الاقتصادية، وأصبحنا، بشق الأنفس، نسيّر ركبنا الاقتصادي، طلب منّا الرئيس الزعيم صدام حسين، أن نذهب إلى إخواننا في الكويت. وأتذكر أن أول ما قاله: "إن الكويت بلد شقيق، وسيستجيب لنا، وليس هناك أي مشكلة في هذا". إن ردكم، أيها الإخوة، خيّب ظنوننا، ولم نصدقه، في بادئ الأمر. قلنا ما دام الإخوة، لا يقدروننا، فعلينا أن نطالب بحقوقنا في الرميلة. وها نحن نتشدد في مطلبنا هذا. لقد قمتم باستغلال حقول النفط العراقي، طوال عشر سنوات، ونحن نطالب بحقنا في هذا الاستغلال. نحن نطالب بعشرة مليارات دولار، هي حق لنا، ولا يمكن أن تنكروه. ولو كان لكم حقوق في أراضينا، لسعينا لردها عليكم، دون أن تطالبوا بها. نحن نطلب من الآخرين، أن يعاملونا بنفس المعاملة، التي يمكننا أن نعاملهم بها.

    أنتم تقولون، إن هذا مطلب ابتزازي. إنه لا يمكن أن يكون ابتزازاً؛ فالعراقيون لا يعرفون هذه اللغة، فعلى الرغم من أننا أوتينا من القوة العسكرية إيتاءً كبيراً، ويمكننا أن نكون مبتزين، لكن ليس في الأخلاق العربية هذا المعنى. إننا عرب، ونحافظ على عروبتكم، فساعدونا على أن نجتاز المحنة. أثرتم مسألة أسعار النفط، وقمتم بزيادة إنتاجكم مراراً وتكراراً.

    إن القضية، أيها الأخوة، أن ما تفعلوه من زيادة إنتاجكم، يضر باقتصادنا إضراراً بالغاً. إننا نتكبد مليارات الدولارات، كخسارة؛ في الوقت الذي نحن في حاجة فيه إلى دولار واحد، لمواجهة خطة البناء والتنمية. إنكم إخوة، وكان من الحق العربي عليكم، أن تأتوا إلينا، وتستشيرونا، بروح الأخوّة والعروبة، وتقولوا لنا، إننا نريد زيادة إنتاجنا، فماذا ترون، يا أخوة العراق؟

    كان من الممكن، أن نتناقش ونتحاور، ونتفق على رأي. إن هذا حق عليكم، فأنتم قررتم أن تزيدوا إنتاجكم. ومع ذلك، فإننا لن ننسى حق العروبة.

    قلنا إننا نطلب منكم، أن تحافظوا على إنتاجكم، بالمعدل الذي لا يضرنا. كان في ذهننا، أنكم ستستجيبون لنا مباشرة، ودون أن يكون هناك أية تعقيدات. إلا أن هذا لم يحدث. قلنا نتجه إلى الإخوة العرب الآخرين، لحل مشاكلنا معكم؛ فنحن حريصون على البيت العربي، وتقوية دعائمه وأركانه. وقلنا إن الحل، الذي سيتوصل إليه العرب، في الجامعة العربية، سنحترمه. إلا أنكم ذهبتم إلى الأمم المتحدة. أتريدون تدويل مشاكلنا؟ نحن لا نريد ذلك. إن حرصنا على الحل العربي هو تأكيد لنوايانا الطيبة، ونحن لا نريد إلا النية العربية الصادقة في حل هذه المشاكل.

مطالبنا باختصار هي:

   رد العراق لحقوقه في أرضه.

   إعطاؤنا حق استغلالكم لبترول أرضنا.

    هذه هي مشاكلنا معكم، أيها الإخوة. ونأمل أن تستجيبوا لما يمليه عليكم ضميركم، الوطني والقومي، حتى نبدأ صفحة جديدة في العلاقات بيننا وبينكم.