إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / بوادر الأزمة العراقية ـ الكويتية وتطورها (1988 ـ 1990)




أمير الكويت، وصدام حسين
الملك فهد، والرئيس صدام
الرئيس صدام، والملك فهد





مقدمة

مقدمة

    يرى بعض المراقبين الدوليين، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، بدأ التفكير في غزو الكويت، بعد انتهاء حربه ضد إيران، في 20 أغسطس 1988، أو في أواخر هذه الحرب، حينما أحس بفشله في الحصول على منفذ بحري إلى شط العرب، في الخليج، بعد حرب استمرت ثماني سنوات. تلك الحرب التي استعد لها العراق، قبل بدايتها بسنتين، ورصد لها، عام 1980، مبلغ 30 مليار دولار، وما قِيمته 35 مليار دولار، من السلع المدنية، وما قِيمته 11 ملياراً، من الأسلحة والعتاد؛ ولم يكن مداناً، في ذلك الوقت، إلاّ بمليار واحد فقط من الدولارات. وكانت الحصيلة النهائية لتلك الحرب، خسارة العراق مبلغ 452.6 مليار دولار، مقابل مبلغ 644.33 مليار دولار، خسرتها إيران. وأصبحت ديون العراق الخارجية تفوق 120 مليار دولار. مما حدا بصدام حسين على التفكير في الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية، بافتعال أزمة مع الكويت، بحجة استمرارها في تجاوز حصتها المقررة من إنتاج النفط. وكان ذلك هو السبب الرئيسي الثاني، لغزوه الكويت، فيما بعد.

    فمنذ وقف إطلاق النار مع إيران، في أغسطس 1988، وعلى عكس التوقعات، المنطقية والطبيعية، أن تتحول آلة العراق وقدرته العسكرية من وضع دولة محاربة إلى وضع دولة مسالمة، توظف قدراتها، في التقدم الاقتصادي والاجتماعي ـ بدأ العراق يقتني أسلحة ومعدات جديدة، وعديدة، ولم يسرح أحداً من جيشه الهائل، ولم يحوّل أي عدد منه إلى قطاعات مدنية إنتاجية.

    فقد اقتني العراق، خلال الفترة الممتدة من نهاية الحرب العراقية ـ الإيرانية، إلى بداية الغزو العراقي للكويت، أسلحة ومعدات عسكرية عديدة، ومتنوعة، إضافة إلى تطوير أنظمة الدفاع الجوي، والصواريخ المضادة للطائرات، وصواريخ أرض/ أرض، ومضاعفة إنتاج الأسلحة، الكيماوية والبيولوجية. وكانت هذه الأسلحة، من وجهة نظر العسكريين، تزيد على حاجة العراق، للدفاع الذاتي، مما جعل الجيش العراقي من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، وخامس جيوش العالم نمواً؛ إذ وصلت نسبة النمو إلى 11.4%، خلال عقد الثمانينيات، و7.3%، خلال النصف الثاني من العقد نفسه، وشكلت القوات العسكرية العراقية، ما يعادل ثلث قوات دول الشرق الأوسط مجتمعة.