إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلى مجلة "المسافر Mousafir"

الرياض، ربيع الأول 1420هـ، الموافق يونيه 1999م

ـــــــــــــــــــــــــــ

س1: كيف ترون مستقبل السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية؟

ج1: يبشر مستقبل السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية، بنهضة واسعة. ومردّ ذلك إلى عاملين:

الأول: إدراك المواطن السعودي ووعيه لقيمة الكنوز السياحية، التي يتمتع بها بلده، وأنها غنية ومتنوعة؛ تجمع البحار والصحاري والجبال والسهول، وأنه يستطيع أن يقضي إجازة في بلده مع أسرته، محافظاً على قيمه وتقاليده، مستمتعاً بخيرات بلده، آمناً مطمئناً، متأكداً أن ما ينفقه داخل بلده، سيعود عليه وعلى أسرته بالنفع والخير.

الثاني: اهتمام الدولة بإعداد المواقع السياحية، والبرامج التي تناسب ذوق المواطن واحتياجاته، فضلاً عن دعم الدولة للقطاع السياحي، متمثلاً في الفنادق والطرق و الخدمات والقرى السياحية، وتزويد كل المواقع السياحية بما يحقق رفاهية المواطن وراحته، واستمتاعه بإجازته.

فيجد أن ما يحققه داخل بلده، من متعة وصفاء ذهني وروحي، بأقل نفقة، يعادل أضعاف ما يحصل عليه في السياحة الخارجية.

لذلك أرى أن مستقبل السياحة الداخلية واعدٌ ومبشرٌ، وسوف يؤتي ثماره – بإذن الله - .

س2: هل يعتقد سمو الأمير، أن مستقبل الاستثمار، سيكون في المجال السياحي؟

ج2: نعم، أرى أن الاستثمار في المجال السياحي عائده مضمون، لأن في بلدنا بنية أسياسية قوية، تُعين على صناعة السياحة. فلدينا المطارات والموانئ والطرق السريعة، والفنادق، والقرى السياحية، فضلاً عن تنوع مجالات السياحة، التي ترضي مختلف الأذواق: عُشاق البحر والغوص والسباحة، وعُشاق الصحراء والرمال، وعشاق صعود الجبال. ولا ننسى الآثار الحضارية العريقة، لدينا آثار مدائن صالح والأخدود، ولدينا مشروعان أثريان كبيران، هما: مشروع الرَبَذة، قرب المدينة المنورة، ومشروع الفاو، قرب وادي الدواسر. وقد ظلت جامعة الملك سعود تعمل في التنقيب عن الآثار فيهما، سنوات طويلة. مما يجعل قطاع السياحة الأثرية مزدهراً، ويمكن أن يسوّق في العالم، بسهولة. فضلاً عن السياحة الدينية، على مدار العام، فلدينا الحرمان الشريفان، اللذان تهفو إليهما قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. لذلك، فالاستثمار في المجال السياحي، مضمون النجاح، لكنه يحتاج إلى الإبداع والتطوير، وتهيئة المناخ لقبول السياح من خارج المملكة، وحسن معاملتهم.

س3: لتطوير الاستثمار في المجال السياحي الداخلي، ما هي المقترحات التي يراها سموكم؟

ج3:

أ. أن يبدأ الأمر بمشروع إعلامي كبير، يُعرّف المواطن إمكانات السياحة الداخلية، وفضلها ومميزاتها.

ب. أن تُعد الأماكن السياحية، بما يوفر للمواطنين، أعلى درجات الراحة وأفضل الخدمات.

ج. أن يُستغل التنوع الكبير بين مواقعنا السياحية، حتى يجد كل مواطن ما يناسبه، وفقاً لرغبته وميوله، وقدرته المالية.

د. إعداد البرامج السياحية، التي تحقق تطلعات المواطنين وطموحاتهم، في قضاء إجازة ممتعة، بأقل نفقة.

س4: هل يرى سمو الأمير، أن دخول شركات وطنية، في مجال الطيران المحلي، سوف يخلق تنافساً أشد في مجال الطيران؟

ج4: لاشك أن الخدمات، التي تقدمها الخطوط السعودية خدمات متطورة ومميزة، في المجالين، الداخلي والخارجي. وعلى الرغم من ذلك، فإن المنافسة، كيفما كانت، تُعد عاملاً مهماً من عوامل رقي الخدمات، وتقديم الأفضل، ودافع للإبداع في التطوير. لذلك، فإن دخول شركات وطنية، ذات إمكانات مقدّرة، يمكن أن يكون عاملاً من عوامل التنافس الشريف، الرامي إلى تقديم خدمات أكثر تميزاً ورقياً، يُكسب المملكة سمعة حسنة، ويفيد المواطن السعودي، الذي يُعد "الزبون" الأول لشركاته الوطنية.

س5: يلاحظ سمو الأمير انتشار القرى السياحية على مستوى الوطن العربي. هل هذه القرى تُعدّ استثماراً ناجحاً؟ وهل سموه يرى أن هذه القرى، تحقق المتعة والخصوصية للمسافر؟

ج5: ميزة القرى السياحية، أنها تقدم للسائح أكثر الخدمات، التي يحتاج إليها مجموعة في صعيد واحد، فتوفر الجهد والوقت والمال. كما أنها تعمل على إيجاد مناشط سياحية متعددة، تناسب الرجال والنساء والأطفال، فمن يهوى الرياضة يجد الميادين المناسبة، ومن يطلب جيّد الطعام، يجد المطاعم المتنوعة. كما يجد الأطفال مجالات الترفيه المختلفة. لذلك، فالقرى السياحية استثمار ناجح، شرط استمرار نشاطها على مدار العام، بتنوع البرامج والخدمات، طبقاً لفصول العام، وهي بما تؤديه من خدمات متنوعة ومتعددة، مضمونة العائد. وقد تحولت القرى السياحية إلى نشاط متجدد، صيفاً وشتاءً. لذلك، فهي ليست رأس المال المجمّد والمعطّل، بل هي استثمار، طول العام. وأعتقد أنها تحقق الخصوصية والمتعة للسائح، لأنها أعدت، أساساً، لهذه الغاية. ولا يمنع هذا من القول إن بعض هذه القرى، في سعيها للربح التجاري الرخيص، تنسى غرضها الأصلي من تقديم الخدمات للسائح. فمثل هذه القرى، بداهة، لا يُحقق المطلوب منها، وسريعاً ما تُهجر.

س6: هل سمو الأمير يرى أن الشركة السعودية للفنادق، يمكنها الاضطلاع بدور أكبر، في ظل التوجه العالمي للسياحة؟

ج6: كما تعلمون، إن المفهوم التقليدي للفندقة، القائم على الفخامة والإبهار والبذخ، قد تحول، ونحن نستشرف القرن الحادي والعشرين، إلى البساطة والدقة والنظافة وتلبية حاجات مختلف القطاعات من الناس. وإذا سألت عن نسبة إشغال الفنادق في الخارج، تجد أن نسبة الإشغال في الفنادق ذات النجوم الأقل من خمسة، أعلى بكثير.

فقد أصبحت الفنادق تناسب الدخول المختلفة، ويجد كل سائح ما يناسبه. لذلك، يمكن للشركة السعودية للفنادق، أن تؤدي دورها في ظل هذا المفهوم، والتوجه العالمي للسياحة، بإعداد فنادق رخيصة النفقة، وعالية الجودة. على أن يصاحب ذلك البرامج السياحية الجيدة الإعداد، التي تَعْرِف كيف تستفيد مما حيانا به الله، من كنوز سياحية متعددة.

س7: حيذا لو حدثنا سموكم عن ذكرياته عن مدينة الطائف، وفترات الاصطياف، أثناء الصغر؟

ج7: مدينة الطائف مدينة حافلة بالذكريات، ذكريات التاريخ، بكل مجده وعظمته، في تاريخها القديم والحديث.

فقد كانت الطائف بوابة الملك عبدالعزيز لفتح الحجاز. وهي مصيف طبيعي، حباه الله بكل خيرات الطبيعة وجمالها، فالطائف، في الصيف، مكان رائع، وجو نقي لطيف، فضلاً عن عنب الطائف ورمانها المشهور.

وللطائف، في نفسي، مكانة خاصة. فقد عشت فيها فترة من فترات الصبا والطفولة، ولا تزال ذكرياتها حية، في النفس و الفؤاد.

س8: يا سمو الأمير، أتخططون لرحلاتكم السياحية؟

ج8: في الواقع، ليس لي "رحلات سياحية"، بالمعنى المعروف لمفهوم السياحة. ولكن ظروف العمل، تأخذني في رحلات، لإنجاز مهام جديدة. وأجد نفسي، خلال إنجاز تلك المهام، اختلس يوماً أو يومين أقضيهما على نحو، يبعد النفس عن جو العمل وروتين الحياة. لذلك، ليس هناك تخطيط بمعنى التخطيط، أو البرنامج السياحي، بل هي أيام قليلة، أحاول، من خلالها، كسر رتابة الحياة، وتجديد النشاط، بما ينعش العقل والروح. وفي بعض السنوات، حينما تيسرت لي إجازة من العمل، كنت أخطط ليس للرحلة فقط، ولكن لكل عمل حتى المتعة، فلا نجاح من دون تخطيط وإلا كان الضياع. المهم إنني في كل رحلة أحصل على جديد في المعرفة والثقافة وأحوال الناس وطبيعة الحياة.

س9: كيف يقضي سمو الأمير يومه السياحي؟

ج9: يبدأ يومي، كالعادة، في الفجر، وأحرص على ممارسة تماريني الرياضية اليومية. وأفضل ما أمارسه، خلال الإجازة، رياضة العوص والمشي والهرولة. كما أحاول، خلال الإجازة، الاستمتاع بالقراءة الحرة، التي قد يضنّ بها الوقت، خلال برنامج العمل، في غير الإجازة. لذلك، اصطحب معي طائفة من الكتب، التي تشغل حيزاً غير قليل من وقتي، في الإجازة. وعلى كل، فالرياضة والقراءة والاستمتاع بالطبيعة البكر، والبعد عن تلوث البيئة، أكثر ما يشغل وقتي، خلال الإجازة.

س10: هل الأماكن التاريخية والأثرية، تأخذ حيزاً من رحلاتكم؟

ج10: أجد في نفسي تطلعاً خاصاً، يجذبني نحو التاريخ، ومعرفة الأحداث والأخبار، من خلال الأشخاص، الذين صنعوها وشاركوا فيها. وبالمثل، أجد في الآثار ترجمة لعظمة التاريخ، وما صنعه رجاله. فمن دون دراسة التاريخ، لا يمكن تفسير الحاضر. ومن دون تفسير الحاضر، لا يمكن استقراء المستقبل. لذلك، أخصص، في كل بلد أزوره لأول مرة، مساحة من وقتي، لتعرّف تاريخه وآثاره، إذ ينفتح، عبرهما الباب لمعرفة كل ما تود معرفته عن ذلك البلد.

س11: أتمارسون هوايات معينة أثناء سفركم؟

ج11: هويتا: الرياضة والقراءة، وهما، تلازماني حتى في الرياض. ولكن، خلال الإجازة، أفسح لهما جزءاً أوسع من الوقت.

س12: بِمً يتزود سموكم، أثناء الرحلات؟

ج12: كتاب الله، هو أول ما أضعه في حقيبتي، فهو الحصن الحصين، والكتاب الوحيد الذي لا يملُ المرء من تلاوته، وتدبّر معانيه. ثم الكتب التي لم أكمل قراءتها بعد.

س13: أي مكان زرتموه ولا يتمنى سموكم زيارته، مرة أخرى؟

ج13: كل مكان نزوره، هو تجربة جديدة؛ وكل تجربة لها خصوصيتها وقد تكون إيجابية أو سلبية. لذلك، فأي مكان أزوره أعاود زيارته، إن لم يعجبني؛ لأن العيب، قد يكون فينا، وليس في المكان. فبعض الأماكن قد لا يعجبها من يزورها من الناس، وتحاول التخلص منهم. فالجهل بعادات بلد وتقاليده وثقافته، قد يكون من المعوقات، التي لا تمكننا من فهم شعبه والتفاهم معه. كما أن معرفة لغة البلد، عامل مهم جداً في تحقيق التواصل مع شعبه وتعرّف طبيعة حياته الاجتماعية. ويجب على كل من يغادر بلده، أن يُعدّ نفسه سفيراً له؛ فالفرد الواحد قد يسيء إلى بلده، أكثر مما يسيء إلى نفسه.

س14: أي مكان تحبون زيارته بصفة دائمة (ترتاح فيه)؟

ج14: بالتأكيد، لا يوجد سوى مكة المكرمة. أليست هي أشرف البقاع وأظهرها على الأرض؟ أليس فيها راحة النفس وطمأنينة القلب؟.

س15: ما أجمل بلد رآه سمو الأمير؟

ج15: بلدي، المملكة العربية السعودية، بكل ما لها وعليها.

س 16: ما السفرة، التي لا تفارقكم ذكراها؟

ج 16: سفري إلى لندن، عام 1966، وأنا في السابعة عشرة من عمري، للالتحاق بكلية ساند هيرست العسكرية.

س17: أي بلد تتمنون زيارته، أو تخططون لزيارته؟

ج17: اليابان، للوقوف على سر تفوقه، العلمي والإداري، وقدراته على بناء صرحه، الاقتصادي والتقني، المميز، في نصف قرن فقط من الزمان، بعد أن قُصفت مدينتان من مدنه، للمرة الأولى والأخيرة، بالقنابل الذرية. فأصبح بذلك قوة اقتصادية تقنية، ودولة لها مكانتها واحترامها في العالم. وذلك، بفضل تقاليده وعاداته وفلسفته في الحياة؛ بفضل انضباطه، وعشقه للعمل والإنجاز. واندفاعه فيهما، بعيداً عن التشدق بالشعارات والكلمات الحماسية الجوفاء.

س18: موقف طريف، حدث لسموكم، أثناء إحدى سفراتكم؟

ج18: مغامرة اشترك فيها معي ثلاثة طلاب بريطانيين، من زملائي في كلية ساند هيرست، في ربيع عام 1967. إذ تطوعنا في إحدى المناسبات، وفي محاولة لإثبات سعة الحيلة، وهي أحد مطالب الكلية، أثناء الدراسة فيها – بالسفر إلى المغرب، من طريق الركوب المجاني (أوتوستوب). وكان معنا من المال ما يكفي لشراء الجِمال، التي كنا نخطط لاستخدامها في السفر عبر الصحراء الجزائرية. ووصلنا إلى مدينة الرباط، حيث اشترينا أربعة جمال من أحد الأسواق، في أطرافها، وبدأنا الرحلة. ولكن، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن (بما في ذلك سفن الصحراء). نفق أحد الجمال ونفدت نقودنا. ولم يكن أمامنا إلا أن نعود أدراجنا. وحطت رحالنا في حديقة، لا تبعد كثيراً عن هيلتون الرباط. وانصرف رفاقي، عائدين إلى بلادهم.

س19: البحر ماذا يمثل في رحلات سمو الأمير؟

ج19: لدي عشق خاص للبحر، زرقته وهدوءه، أمواجه وثورته، عمقه واتساعه. كما أني أحب الغوص وأمارسه، كلما سنحت الفرصة. فالبحر حافل بالأسرار، فيه وداعة وعنف، ويحتاج إلى الحذر والحرص.

س20: الصحراء أو الرحلات البرية، هل لسموكم اهتمام بها؟

ج20: بداهة، أنا ابن الصحراء، نشأت فيها، تنسمت حرّها في الصيف، وبردها في الشتاء. كما استمتعت بالخروج إلى البر في الربيع، وشاهدت العرار والرمث، واستمتعت بمنظر الإبل السارحة، وشربت ألبانها، وأكلت الكمأة (الفقع)، واصطدت الأرانب والحباري. لذلك، فالصحراء صنو لنفسي، وأجد فيها عالماً من الإثارة والمتعة. تذكرني بالتدريبات العسكرية والتمارين الميدانية، أثناء خدمتي العسكرية. وتذكرني بأمجاد الأجداد. وتذكرني بجهاد سيد الخلق – عليه أفضل الصلاة والسلام -.

س21: لأي الخطوط الجوية، يرتاح سمو الأمير، في سفراته؟

ج21: الخطوط العربية السعودية، فهي خطوط بلدي، عليّ أن أشجعها، وأشدّ من أزرها. ثم تأتي الخطوط الجوية البريطانية، فهي تتميز بالخدمة الممتازة، ودقة التوقيتات، إلا في ما ندر.

س22: هل هناك منتجع سياحي، لفت نظر سموكم؟

ج22: أعتقد أنه منتجع أبها، إذ أدخلت عليه تحسينات كثيرة. وهو في مستوى طيب.

س23: أي الفنادق، يرتاح سمو الأمير للإقامة بها؟

ج23: لا يوجد فندق معين. ففي كل بلد، يتميز أحد الفنادق العالمية، بشيء يختلف به عن غيره من الفنادق.

س24: ما رأي سموكم في سياحة المهرجانات، كالتي يعتمدها بعض الدول؟

ج24: لكي تؤدي سياحة المهرجانات غرضها المطلوب، يجب ألا تُستخدم المهرجانات أداة لاستغلال السائح، وتسويق كل شيء، الصالح والطالح، باسم المهرجان. ثم لا بدّ لهذه المهرجانات أن تُراعي قِيمنا في الخليج، وعاداتنا وتقاليدنا، وقبل ذلك حرمة ديننا ومُثله؛ فسياحة المهرجانات لا تعني أن نقبل أو نقدم كل شيء، خيراً أو شراً، بدعوى الترويج السياحي. كما أن التخطيط المسبق الصحيح، وتعاون كافة الأجهزة ذات العلاقة، والترحيب الشعبي بالسائحين، شروط أساسية لإنجاح مثل هذه المهرجانات.

س25: هل ترافقكم، يا سمو الأمير، هموم فريق الشباب وشجونه، أثناء سفراتكم؟

ج25: اهتمامي بفريق الشباب، يحتل مساحة في وقتي وتفكيري، سواء داخل المملكة أو خارجها، لأسباب أهمها:

أولاً: تشجيعي للرياضة، بجميع أنواعها؛ فبناء الجسم ضرورة لبناء العقل.

ثانياً: لأن لعبة كرة القدم، اكتسبت شعبية كبيرة في المملكة، في الفترة الأخيرة.

ثالثاً: لكي نثبت أن اللاعب السعودي، لا يقلّ عن أي لاعب أجنبي، إذا أحسنت رعايته.

فضلاً عن أسباب أخرى عديدة.

س26: كأحد رجال نادي الشباب، الداعمين، هل سموكم يعتقد أن الشباب يرضي طموح محبّيه؟

ج26: الرضاء التام، والقناعة الكاملة، غاية لا تنال. ولكن فريق الشباب، وبإيجابياته وسلبياته، يسعى جاهداً لتحقيق آمال معجبيه. ودائماً تكون الطموحات أكبر من الإمكانيات، ولكن فريق الشباب يجتهد في تحويل طموحاته إلى واقع. وإذا نظرنا إلى النتائج، التي حققها، خلال السنوات السابقة، نجد أنه أرضى طموح محبيه، إلى درجة كبيرة.

س27: هل سمو الأمير أحد الممارسين للرياضة؟ وأي الألعاب يحب ممارستها؟

ج27: بالتأكيد، فلا يكاد يمر يومٌ عليّ، من دون أن أمارس الرياضة. حتى في أثناء حرب الخليج، كنت حريصاً على ممارسة الرياضة، ساعة واحدة يومياً، وكانت من ضمن برنامجي اليومي، إلا في ما ندر، خاصة أثناء الحرب البرية، والفترة التي تلت توقف الحرب، لتفقد القوات المشتركة في الكويت. والألعاب المحببة إلى نفسي، هي: السباحة والغوص والمشي والهرولة، ورفع الأثقال والتنس، والتمارين الرياضية (السويدية)، وأحياناً ركوب الخيل. أمّا الرماية، فإني أعدها مهنة وحرفة كل من يرتدي الزي العسكري، سواء أكان في الخدمة أم في التقاعد.

ـــــــــــــــــــ