إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلى جريدة "الجمهورية"

القاهرة، الثلاثاء، 25 ديسمبر 1990

ــــــــــــــــ

الأمير خالد بن سلطان لـ "الجمهورية":

موقف مصر بداية للتضامن العربي الحقيقي.

لا حرب بطريق الخطأ ... ومستعدون لكل الاحتمالات.

الصناعة الحربية العربية أصبحت ضرورة.

(رسالة السعودية: جمال كمال)

الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في الأراضـي السـعودية، هو نجل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع والطيران السعودي، تخرج في أكبر الهيئات العسكرية البريطانية والأمريكية. وشغل، لمدة سنوات منصب قائد قوات الدفاع الجوي السعودي. وبعد الغزو العراقي للكويت، واستعانة السعودية بقوات من دول صديقة وشقيقة، لردع صدام عن مهاجمة السعودية ودول الخليج، تولّى مسؤولية قيادة القوات المشتركة بمسرح العمليات السعودي. المهمة صعبة للغاية، فالأطراف الداخلة في النزاع متعددة وكثيرة، واحتمالات الخطأ، عن حسن نية أو عن عمد، واردة. فالقوات يزيد عددها على نصف مليون جندي من 25 دولة عربية وأفريقية وغربية، حتى إن الرئيس العراقي صدام حسين حَمّلَ الفريق ركن خالد مسؤولية أي هجوم يتعرض له العراق أو الكويت. وقبْل 30 يوماً من مهلة مجلس الأمن للعراق للانسحاب من الكويت، كان هذا الحوار مع الأمير خالد بن سلطان.

 

ـ عن تأثير العدوان العراقي في الأمن القومي الخليجي والعربي، وماذا تعني مشاركة مصر في القوة الدولية للدفاع عن السعودية ودول الخليج.

ـ قال الأمير خالد: "إن العدوان العراقي على الكويت قد أحدث شرخاً في الأمن القومي الخليجي والعربي. ولكن على الوجه المقابل، فإن إسراع مصر بإرسال قوات إلى الأراضي السعودية، كان ترجمة حقيقية لدَورها في الأمن الخليجي والعربي، فهذا ليس بالأمر البسيط. كان العدوان العراقي بمثابة حادث مفزع ومروع للأمة العربية، وخاصة أن الكويت أعطت الكثير للعراق في حربها ضد إيران، ثم كان استمرار احتلال العراق للكويت بمثابة مأساة للأمة العربية. والحقيقة أن الموقف المصري كان بداية التضامن العربي الحقيقي في ظل هذه المأساة، ومصر ظهرت ـ كعادتها ـ بقيادة الرئيس حسني مبارك، بمصداقيتها ونهضتها العربية ومركزها في العالم الإسلامي ولم تتأخر عن مساندة المملكة، مدعمة الأقوال بالأفعال. ولهذا فإن موقف الرئيس مبارك وشعب مصر، لا يمكِن أي عربي، أو سعودي على وجه الخصوص، أن ينساه. وفي تصوري، أن الموقف المصري سيتبلور عن إدراك عربي بضرورة توحيد الأمة العربية. ولا شك أن الواقع المؤلم الذي نعيش فيه، أفرز دروساً لا بد أن تَعِيَها البلدان العربية".

 

مصر والسعودية

ـ ورداً على سؤال عن الدَّور الذي يمكن أن تلعبه مصر والسعودية في المنطقة، بعد انتهاء الأزمة، حتى لا يتكرر ما حدث مرة ثانية.

ـ قال الفريق الركن خالد بن سلطان: "إن للمملكة ومصر دَوراً قيادياً كبيراً في هذا الشأن. ويجب ألاّ نغفل دَور الدول الأخرى الشقيقة، فالوحدة في الرأي والمصارحة لتجنّب الأخطاء، والاستفادة من التجارب، تجعلني متفائلاً. والشق العسكري مهمّ للغاية، ولا يمكن التصور أن تكون لدى البلدان العربية سياسة فاعلة من دون دعم عسكري. ولذلك، فقد بدأنا التخطيط للحاضر، من خلال التدريبات المشتركة، وتبادل الوفود العسكرية، ويدخل التصنيع الحربي المشترك في هذا المجال. ونحن، كعسكريين، نرى أن الوضع الحالي لا بد أن يتبلور عن تقارب عسكري بين الدول العربية، والتصنيع الحربي المشترك من أولى خطوات هذا التقارب".

 

مصر لا تتأخـر

ـ وحول سؤال عمّا إذا كان هناك رغبة سعودية في قوات مصرية إضافية؟

ـ قال قائد القوات المشتركة: "إن حكومة مصر، لا يمكِن أن تدّخر جهداً في تدعيم مسرح العمليات بكل ما يحتاج إليه. ووصول الفرقة الرابعة المصرية إلى الأراضي السعودية، هو فخر للعرب، ووجودها كافٍ، حتى الآن. وأنا متأكد أن مصر لن تتأخر عن إرسال أي قوات إضافية قد تحتاج إليها المملكة".

ـ وعمّا إذا كانت السعودية تحتاج إلى قوات دولية إضافية، أم أن مسرح العمليات تشبع وجاهز لأي مواجهة؟

ـ قال الأمير خالد بن سلطان: "إن أي قائد عسكري لا يُمانع أبداً في زيادة قواته في مسرح عملياته، ويتقبل ذلك بصدر رحب. ولكن في وضعنا الحالي، أستطيع أن أؤكد، بكل ثقة، أننا في وضع ممتاز، ونستطيع أن نؤدّي المهمّة التي نُكَلّف بها من القيادة العليا".

 

مهمّتي تنفيذ الأوامر

ـ وحول سؤال هل أصبح الخيار العسكري هو الحل، بعد رفض صدام مبادرات الحل السلمي السياسي؟

ـ قال: "أنا قائد عسكري، ومهمتي تنفيذ الأوامر، خاصة ما يصدر من قائدي، ومع ذلك فأنا متفائل، سواء بالحل السلمي أو العسكري أو الاثنين معاً".

 

لا مجال للخطأ

ـ وعن احتمال نشوب الحرب بطريق الخطأ، وخاصة أن هناك أطرافاً متعددة، وموجودة في مسرح العمليات، وأطرافاً من مصلحتها أن تنشب الحرب.

ـ قال الأمير خالد: "إننا نمتلك كل أدوات القيادة والسيطرة. وإن هناك تعاوناً قائماً ومستمراً بين قيادات الدول العربية الشقيقة والصديقة في مسرح العمليات. ولا أعتقد أن هناك مجالاً لنشوب الحرب بالخطأ. وإننا نضع تصورات خاصة بنا، لكل ما يخطر على البال، من سيناريوهات للحرب، حتى لو حدث إحداها من طريق الخطأ".

ـ وعمّا إذا كانت زيارة تشيني، وزير الدفاع الأمريكي ورئيس أركانه، للسعودية ولقواته، تعني أنه التفتيش الأخير قبل الحرب والمواجهة؟

ـ قال: "أيّ وزير دفاع أو مسؤول، في أيّ دولة، له الحق في تفقُّد وحداته، وهذا يرجع لشخصه ورغبته. ونحن في المملكة، نرحب دائماً بزيارة أيّ مسؤول لقواته، في أي وقت".

 

ـ وحول ما يُقال عن الضربة الجوية السريعة، كبديل للحرب الشاملة.

ـ قال: "إننا، كعسكريين، نترك للمحلّلين أن يقولوا ما يرون. ونحن، من جهتنا، نضع التخطيط المستقبلي بناء على الظروف المحتملة، وتطور الأحداث".

 

التدريبات المشتركة مستمرة

ـ وعن تعليقه على ما يتردد من أن البيان التكتيكي، الذي أجرته القوات المصرية والسعودية والأمريكية، الأسبوع الماضي، هو مجرد بروفة للمواجهة العسكرية.

ـ قال الفريق الركن خالد بن سلطان: "إن هذا ليس أول مشروع أو تدريب يجري بين القوات المشتركة، ولكنه أول تدريب يُعلن عنه. ومع ذلك، فالتدريبات مستمرة، ليلاً ونهاراً، وهناك تنسيق كامل بين مختلف القوات في مسرح العمليات، سواءً في المواصلات أو المناورات. وإننا وصلنا إلى مرحلة نفخر فيها بالعمل المشترك بين القوات المصرية والسعودية والقوات الأخرى الصديقة والشقيقة".

وأكّد أن هناك كثيراً من دول العالم، أشادت، بكل صراحة، بالمستوى العظيم للقوات المصرية، التي استطاعت تغيير خطط القتال وأساليبه في العالم. وإن الكلمات لا تعبّر عن شعورنا وفخرنا واعتزازنا بمستوى القوات المصرية. وإن التعاون بين القيادتين العسكريتين، المصرية والسعودية، قائم عبْر التاريخ، وسيشهد دفعة قوية في المستقبل".

ـ وحول سؤال عمّا يُقال أن هناك نية لإقامة جيش خليجي قوي، مدعم من دول أخرى، للدفاع عن دول الخليج ضد أيّ اعتداءات.

ـ قال الفريق خالد: "إن تدعيم قوة أي دولة، هو مطلب رئيسي، وهو ما نخطط له دائماً. ولكن الحقيقة أنه لم يكُن هناك أحد على الإطلاق يتصور أن يقوم شقيق بغزو شقيق له. ولهذا، سنعمل على زيادة قوة دول مجلس التعاون الخليجي وتدعيمها. فعلى سبيل المثال، هناك تصور وإدراك كامليْن أنه لا بد من تقوية القوات المسلحة لدول المجلس، قوة درع الجزيرة، مع الاعتماد اعتماداً كبيراً على من هم مثلنا، وهم أشقاؤنا من الدول العربية، وبالطبع، في مقدمتهم مصر".

ـــــــــــــــــــ