إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلى جريدة "الحياة"
الجمعـة، 22 فبراير 1991
ــــــــــــــ
(العناوين)

قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات يؤكد أن القوات جاهزة، وتنتظر القرار السياسي.
ويعتبر نتيجة المعركة محسومة سلفاً.
الأمير خالد لـ "الحياة": مستعدون للحرب البرية، منذ أسابيع.

 

أجرى رئيس تحرير "الحياة"، جهاد الخازن، في الرياض، أمس، مقابلة مع الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في مكتبه، في وزارة الدفاع؛ وهي أول مقابلة طويلة في نوعها، يجريها مع صحيفة عربية.

وهنا، نص الحديث مع الأمير خالد:

س: هل يمكن أن تعطونا تقويماً عاماً لسير الحرب حتى الآن؟ هل كان كما قدرتم في البداية أو إنه أفضل أو أسوأ؟

ج: نحن، الآن، حيث قدرنا أننا سنكون، لدى بدء العمليات العسكرية. والوضع ممتاز بالنسبة إلى تحرير الكويت. والحقيقة أننا، في البداية، لم نتصور أن تتطور الأمور إلى هذه الدرجة. لذلك، تميزت الأسابيع الأولى بالاستغراب والتعجب، ولكن مع التحضير لأسوأ الاحتمالات. وبحكم الوضع، تطورت القوات السعودية، في الأشهر الخمسة الأخيرة، بما يعادل سنوات في السابق، إضافة إلى انضمام القوات، العربية والإسلامية والصديقة، إليها في المعركة.

س: ما هو، في تقديركم، أهم ما أنجز في الحرب حتى الآن؟ هل حصل تأخير أو تقصير؟ وبكلام آخر، هل وضعتم أهدافاً، في بداية الحرب، لم تحققوها حتى الآن؟ هل من مفاجآت؟

ج: هدف الحرب الوحيد، هو تحرير الكويت؛ وهو في سبيله إلى التحقق الآن. والهدف الملازم له، هو تحقيق التحرير، بأقل قدر ممكن من الخسائر في القوات الحليفة. وأعتقد أننا نجحنا نجاحاً كبيراً، حتى الآن. أما بالنسبة إلى أهم إنجاز، فلا بدّ من أن يكون عزل مسرح العمليات الكويتي عزلاً شبه كامل عن العراق، تمهيداً للتحرير، وربما تحرير الجيش العراقي نفسه الموجود في الكويت، والمغلوب على أمره، من الحكم المستبد.

س: هل تستطيعون القول، اليوم، إن تقديركم حجم القوات العراقية، كان صحيحاً أو قريباً من الصحيح؟ أو إنكم أخطأتم تقدير حجمها وقوّتها؟ الوزير تشيني قال إنه دهش من ضخامة الآلة العسكرية العراقية، هل دهشتم أيضاً؟

ج: لم نفاجأ، كسعوديين، بحجم القوات العراقية أو قدرتها. لا تنس أن المملكة العربية السعودية، والكويت نفسها، أسهمتا في بناء القوة العسكرية العراقية؛ وكنا على اتصال مباشر ومستمر مع العراقيين، إلى أن وقعت كارثة احتلال الكويت. لذلك، نحن لم نفاجأ بحجم القوات العراقية؛ وإنما صدمنا وآلمنا، أن قوة عربية، أردناها درعاً لنا جميعاً دون أعدائنا، يستخدمها صدام ضد العرب، ويعض اليد التي أطعمته.

أمّا بالنسبة إلى المفاجآت، فربما كان بينها استمرار نوع من الاتصالات والقيادة والسيطرة، مدة أطول مما توقعنا. كذلك، كان بعض المعدات والمخابئ أكثر مما قدرنا.

س: ماذا سيكون رد القوات الحليفة، إذا استخدم صدام حسين أسلحة غير تقليدية؟

ج: لن أقول إلاّ لكل حدث حديث.

س: نعرف أن هدفكم تحرير الكويت. ولكن، هل يمكن تحقيق هذا الهدف، من دون دخول العراق؟

ج: هدفنا هو تحرير الكويت، وسنتعامل مع القوات العراقية، لتحقيقه. ولا أستطيع أن أخوض في أسرار عسكرية؛ وإنما أقول إن نهاية الهدف، هي وجودنا في الكويت، وإخراج القوات العراقية منها، وليس العراق نفسه.

س: هل وضع أي من دول التحالف، ولا سيما منها البلدان العربية والإسلامية، قيوداً أو حدوداً لمدى مساهمتها في القتال؟

ج: لا. وعلى الرغم من أن بعض هذه القوات جاء إلينا، في البداية، للدفاع عن المملكة، في وجه عدوان وشيك، إلا أنها جميعاً موجودة، الآن، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، المتمثلة في قرارات مجلس الأمن. ونحن مرتاحون جداً إلى التعامل مع الدول، العربية والإسلامية الصديقة. وقواتها ستنهض بدورها في تحرير الكويت، كلٌّ بحسب إمكاناتها. ونحن واثقون من النتيجة؛ والنصر من عند الله.

مستعدون

س: نعرف أنكم لن تعطونا موعد الحرب البرية؛ إذا وقعت. ولكن، هل يمكن أن تقولوا إنه إذا صدر الأمر السياسي بالهجوم، يمكنكم تنفيذه فوراً؟

ج: نعم. نحن مستعدون، منذ أسابيع، وننتظر الأمر من قادتنا. ولا أستطيع تحديد الموعد، لأسباب واضحة. وهو قد يكون قبْل نشر هذا الحديث أو بعده بأسابيع أو أشهر.

س: هل أثر حديث المبادرة السوفيتية في سير العمليات العسكرية، بأي شكل من الأشكال؟

ج: نحن، كعسكريين، نسير بحسب الخطة الموضوعة؛ ولا تغيير في سير العمليات العسكرية. ولكن، بالنسبة إلى القرار السياسي، نتلقى التعليمات من القادة.

س: هل تتوقعون نجاح خطتكم العسكرية؟

ج: ربما كان من حسن حظي أن أكون قائداً في حرب مضمون نجاحها قبل أن تبدأ؛ وكل شيء بعون الله تعالى.

س: كيف تقومون قوات صدام حسين البرية، اليوم، مقارنة بما كانت عليه في 17 يناير؟

ج: صدام حسين فقدَ نحو 40% من قواته البرية، وفقدَ القيادة والسيطرة والاتصالات. والعامل النفسي، والروح المعنوية، أمران أساسيان، يجعلان قواته غير قادرة على التعامل مع قواتنا. ولا أقول هذا للحط من قدر الجندي العراقي، بل على العكس، نحن نشهد له بالقدرة والتجارب؛ لكنه غير مقتنع بما فرض عليه أن يقاتل من أجله. لذلك، فاعتقادي أنه لا يقاتل القتال المطلوب.

س: نعرف أنكم ترفضون التزام موعد للحرب البرية. لذلك، فالسؤال هو هل تريدون إنهاء الحرب، قبل بدء شهر الصوم المبارك؟ وهل يؤثر الشهر الفضيل في خططكم؟

ج: نأمل أن تنتهي الحرب قبل بدء شهر الصوم المبارك، بل نتمنى أن تنتهي غداً. إلا أن شهر الصوم، لن يؤثر في سير القتال بأي شكل من الأشكال؛ والجهاد، مثل الصوم، من أعمدة الدين، وقد خاض المسلمون بعض أعظم معاركهم في شهر رمضان المبارك.

س: من دون إفشاء أي سر عسكري، هل يمكن أن تصفوا لنا القوات السعودية على الجبهة، والقوات العربية الأخرى؟

ج: لا أستطيع أن أقول إلا إن هذه القوات موجودة في وضع انتشار تكتيكي، ولكلٍّ قطاعها، بحسب الخطة الموضوعة؟

س: هل تتوقعون فرض التجنيد الإجباري في المملكة، بعد انتهاء الحرب؟ وهل تؤيدون هذا الاتجاه؟

ج: بعد الذي حدث، طفق المواطنون يتطوعون، من دون حاجة إلى التجنيد. ولكن، ربما جرى التفكير، بجدية، في المستقبل، في وضع احتياطي للقوات المسلحة، كأي احتياطي عسكري في دول العالم. ونحن نؤيد هذا الاتجاه. وينبغي أن يسأل الشباب السعودي ماذا يقدم إلى بلده، لا ماذا يقدم هذا البلد إليه. ولا نريد للجيل الجديد، الذي تربى في الرخاء، أن يصبح جيل دعة، بل نردد القول الكريم: "اخشوشنوا، فإن النعم لا تدوم".

تجنّب المدنيين

س: كثر الحديث، أخيراً، عن ارتفاع الاصابات بين المدنيين العراقيين. ماذا فعلتم للحدّ من هذه الإصابات؟ وهل عدلتم خطتكم العسكرية، لتفاديها؟

ج: لم نعدل أي خطة؛ لأن خططنا تراعي، أصلاً، تجنّب الإصابات بين المدنيين؛ حتى لو كانت على حساب طلعاتنا الجوية؛ بل إننا نجد مدفعية مضادة للطائرات فوق عمائر مدنية، ولا نضربها، على الرغم من خطرها على طائراتنا، خوفاً على أرواح المدنيين. وبالنسبة إلى حادث الملجأ بالذات، فمن المؤكد أنه كان هدفاً عسكرياً؛ وإنما المجرم مَن وضع مدنيين في مركز قيادة وسيطرة.

س: هل يمكن أن تصفوا لنا يوماً نموذجياً في حياة قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات؟ متى يبدأ؟ ومتى ينتهي؟ وماذا يتخلله؟

ج: يفترض أن القائد يرتب نفسه، غير أن الظروف تتولى ذلك نيابة عنا. والعمل يبدأ، في الصباح، باجتماع مع أركاني، لمعرفة ما تم خلال الليل. ثم يتبعه اجتماع مع القوات المشتركة ومسرح العمليات. وهناك اجتماع يومي مع الجنرال شوارتزكوف، في الرابعة بعد الظهر، للتنسيق والتخطيط؛ ثم اجتماع عمليات، في الليل. وإلى جانب هذه الاجتماعات المقررة، تطرأ اجتماعات أخرى؛ فقد أجتمع مع الجنرال شوارتزكوف مرتين أو ثلاثاً، في اليوم. وبين كل هذا، هناك الأعمال الورقية، وهي كثيرة، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية مسؤولة عن تموين جميع القوات الموجودة، بما فيها الأمريكية. أما النوم، فأختلسه اختلاساً؛ وقد تعودت، من أيام الكلية الحربية، أن أستغل أي وقت فراغ لأخذ قسط من الراحة، ولو عشر دقائق. وفي هذا الظرف، أصبح النوم، على قِصره، متعة حقيقية، وربما المتعة الوحيدة المتاحة.

ـــــــــــــــــــ