إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلــى مجلـــة "لوبوان" الفرنسية

الإثنين، 25 فبراير 1991

ـــــــــــــ

أجرى الحوار كريستيان مكاريان

"عدوّنا هو صدّام فقط"

تمّ إجراء هذا اللقاء بعد خطاب صدّام حسين، مباشرة. ولم يكن ابن سلطان، حينذاك، على علم بردّ العراق على المشروع السوفيتي.

ـ"لوبوان": كيف تقيّمون موقف صدّام حسين؟

ـ خالد بن سلطان: "إمّا أنّه أراد كسب الوقت، أو أنه فَقَدَ كلّ أمل، ويكاد لا يعي ما يقول".

ـ "لوبوان": هذا يشبه الانتحار!

ـ خالد بن سلطان: "في وضْع كوضعي، يجب المحافظة على هدوء الأعصاب، ومحاولة فهْم ما يبحث عنه، فعلاً. الله وحده يعلم كم حاولت فهْم منطقه أو أهدافه. شيء واحد مؤكّد: هو أنه ذاتيّ، أناني، لا يولِي الكويت أو شعبه أيّ اهتمام. وطموحاته الشخصية وأطماعه الذاتية هي التي تقوده. لا يهُمّـه ما سيكلف ذلك مـن ضحايا بشريّة، ثمناً لنزواته. كل ما يهُمّه هو شخصه فقط. ومن ثمّ فإنني أخرج من ذلك باستنتاج أن السبيل الوحيد إلى تحرير الكويت، هو الهجوم البرّي".

ـ "لوبوان": تَبدون مصّممين على الحرب ...

ـ خالد بن سلطان: "من عادتي البقاء متفائلاً حتى آخر لحظة. إلا أن المنطق، الذي أصبح الآن أكيداً، هو لا أظن أنه في الإمكان تفادي الهجوم البرّي لتحرير دولة الكويت".

ـ "لوبوان": هل تسمح لكم المعلومات، التي في حوزتكم، بالتفاؤل حول نهاية هذا الهجوم؟

ـ خالد بن سلطان: "كقائد للقوات المشتركة، تُعرَض عليَّ كافة السيناريوهات، بما في ذلك أسوؤها. وفي ضوء أسوأ الاحتمالات، أضع، وضباط أركاني، الخطط المناسبة لكل احتمال. وإنني أثق بالقوات التي أقودها، وبتلك التي يقودها الفريق الأول شوارتزكوف. ولقد تعودت ألاّ أُقدّر الخصم بأقلّ من قدره الحقيقي، والمعتدي الآن مجبر على مواجهة القوات المشتركة والمتحالفة في عمليات برية، رغم أنفه. إن عدوّنا، حقيقة، هو صدّام حسين فقط، وليس القوات العراقية أو الشعب العراقي. والحمد لله، فأنا متفائل بنتائج الهجوم البري".

ـ "لوبوان": كسبكم الحرب، هل يعني أيضاً التخلص من صدّام حسين؟

ـ خالد بن سلطان: "على شعبه أن يقرر ذلك. وحسب علمي، لم نحاول القيام بأيّ عمل ضدّه، منذ الثاني من أغسطس 1990م. ونحن عاقدون العزم على تحرير الكويت، طبقاً لقرار الأمم المتحدة. ماذا سيحدث بعد تحرير الكويت؟ هل سيبقى صدّام حسين حياً أم لا؟ هذا يعود للشعب العراقي".

ـ "لوبوان": على الصعيد العسكري، ما هي العِبر الثمينة التي استخلصتموها من الحملة الجوية؟

ـ خالد بن سلطان: "كانت النتائج أفضل مما كنّا نتوقع. ولذلك لم ندخل سوى تعديلات طفيفة على المخطّط الأصلي. وفي إمكاني القول إننا نواصل تطبيق البرنامج، الذي حددناه قبل أشهر عديدة". أمّا إذا كان القصد من السؤال الدروس المستفادة من الحملة الجوية، فلا يزال الوقت مبكراً لاستخلاص هذه الدروس، ولكن ما أظهرته الحملة الجوية، حتى الآن، هو تأثيرهـا الفعّال، في قوات المعتدي، معدات وأفراداً وحالة معنويـة، مما سيجعل العمليات البريـة قصــيرة وحاسمة، وخسائر طفيفة، تكاد لا تُذكر. كما ظهر أهمية الحصول على السيادة الجوية، في أولى مراحل المعركة. وبعد الحرب، سيكون هناك ندوات ودراسات وأبحاث لاستخلاص النتائج والدروس المستفادة.

ـ "لوبوان": كم ستدوم الحرب، حسب رأيكم؟

ـ خالد بن سلطان: "طبعاً لا يمكنني الإجابة عن هذا، إلا انه في إمكاني أن أؤكد لكم ما يلي: سنجعلها قصيرة، وسريعة كالبرق، وحاسمة".

ـ "لوبوان": هل ترَون أنه من المستحسن بقاء قوة أجنبية مرابطة في المنطقة، لتأمين توازنها؟

ـ خالد بن سلطان: "هناك اتفاق مع كل من قادة الدول المشاركة، يقضي بأن القوات الصديقة والشقيقة الموجودة في المملكة العربية السعودية قد حضرت بدعوة من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، وستغادر المملكة بناء على طلب الحكومة السعودية، بعد شكْرها على مساعدتها. ولا أرى، في الوقت الحالي، مبرراً لأن تُبقي أي دولة على قوات لها في المملكة، بعد حلّ هذا النزاع".

ـ "لوبوان": ألا تخشون ما بعد الحرب؟

ـ خالد بن سلطان: "أنا مطمئن جداً، وسوف يعود الاستقرار، وكلّي ثقة بحكمة قادة هذه المنطقة. إن المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى، قادرة على المحافظة على السلم. إن قوات دول التحالف موجودة هنا ليس لتبقى إلى ما لا نهاية. لقد جاءت لتقوم بمهمّة تتمثل في مساعدة صديق، المملكة العربية السعودية، التي دعتها، ولا تزال تعترف لها بالجميل. أمّا مع السلم، فسوف تكون المهمّة قد أُنجزت".

ـ "لوبوان": هل تخشى من احتمال تعرض النظام التقليدي، القائم في المملكة العربية السعودية، للتهديد بسبب هذا النزاع؟

ـ خالد بن سلطان: "تعلمون أن بلدي يستقبل العديد من الأجانب، منذ أمد طويل. وهذا لم يكن له من أثر سوى تأكيد قوة حكومتنا وشعبنا، وقوة سياستنا وتمسكنا بديننا الحنيف. أضف إلى ذلك أن قوات التحالف، تحترم كثيراً ثقافتنا. ولم تزدنا هذه الحرب سوى تماسك وفخر والتفاف حول قادتنا".

ـ "لوبوان": كيف ترَون مستقبل الكويت؟

ـ خالد بن سلطان: "بعون الله، سوف يعود الكويت حراً، وسيرفع الأمير جابر بنفسه، من جديد، علَم بلاده. وأتمنى أن أكون حاضراً في ذلك اليوم. أمّا ما عدا ذلك فهو من مهامّ الحكومة الكويتية ومسؤولياتها".

ـــــــــــــــــــ