إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلــى مجلة "الحوادث" اللبنانية

العدد 1791، الجمعة، الأول من مارس 1991

ــــــــــــــــــ

(أجرى الحديث: ملحم كرم، رئيس تحرير مجلة "الحوادث")

(في 23 فبراير، ونُشِـر في الأول من مارس 1991)

العناوين

"تلاحم عربي يُبنى على المنطق السياسي، لا على الغوغائية"

ــــــــــــــــــــــــــ

في أول حديث بعد معركة تحرير الكويت:

الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز لـ "الحوادث":

عِبرة الحرب: تلقينا الدرس ووعيناه جيداً.

ولن نسمح بتكرار ما حصل.

الملك فهد حرص على مواكبة الحرب لحظة فلحظة.

 

توجيهات القائد الأعلى

أخبرني الأمير خالد أن خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك فهد بن عبدالعزيز، القائد الأعلى للقوات المسلحة، يواكب الحرب بدقائقها، وأنه يوم المواجهة، في الخفجي، اتصل به وقال: عاملوا الأسرى العراقيين بأخوة، فأطعموهم، واسهروا على راحتهم، وأحسنوا وفادتهم كأشقاء، ووفروا لهم ما يحتاجون إليه، من راحة وعناية.

 

سبق ضد الساعة

قال لي الأمير خالد مداعباً: إن حديثك سيصدر متأخراً، وربما سبقته الأحداث، لأن الحسم سيكون سريعاً جداً، وسيجيء سبقاً ضد الساعة

 

العمل الصحفي الميداني والساخن مع قائد العمليات الحربية في الخليج، وقد فرض نفسه على أنه الحدث. لذلك حققت "الحوادث" لقاء مع قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، في مكتبه بالرياض. والأمير خالد يهرب من الأضواء، والأضواء تلاحقه. فقد شاء قدره وكفاياته العالية، أن يكون من أهل الواجهة والصدارة، وقد كلّفه ذلك المشقة والأرق والمواظبة، فهو عسكري على أعلى المستويات العصرية المتفوقة. وقد ارتضى واقعه بما فيه من ربح وخسارة، من مجد وخطر. مؤمن، مثقف، شاب يفهم المسؤولية، خلقاً ورؤية مستقبلية، يجب أن يستشفها أهل البصيرة النيرة بثاقب حدسهم. يطالعك منه حضور ذهن وسرعة استيعاب وقرار سريع، ولكن غير مرتجل، وتصرف حصيف، يؤكد لك أنه ابن زمنه، ورجل المهمات الصعبة.

 

وفي مكتبه، خلال لحظات الهدأة، وهي نادرة، سجلت "الحوادث" هذا الحديث:

"الحـوادث": ما هو تصوُّركم لِمَا بعد الحرب مع العراق، باعتبار أن كسب هذه الحرب، كما تشير كل الدلائل، مضمون سلفاً لكم.

الأمير خالد: "لقد كشفت هذه الحرب الكثير من خفايا نفوس بعض قادة الدول العربية، ولكن نحمد الله أن أغلبهم وقف مع الحق وإلى جانب العدل. وقد برزت، نتيجة لذلك، دروس كثيرة، تجعل من الضروري تقييم الأمور، مستقبلاً، تقييماً صحيحاً.

وفي تصوري أنه يجب أن يكون هناك تلاحم عربي، يُبنى على أساس المنطق السياسي والواقع الاقتصادي، وعدم تدخل أي دولة في شؤون الأخرى، ولا يُبنى على الغوغائية ودقّ الدفوف، فكفانا ما عانيناه أكثر من خمسين عاماً، فالشعوب لا تنسى ولا تغفر، وستحاسب قادتها، مهْما طال الزمن أو قصر".

 

"الحـوادث": بعد وقوع المواجهة، وسقوط مساعي التسوية، هل من المقدّر لحرب تحرير الكويت أن تكون طويلة؟

الأمير خالد: "بإذن الله، ستكون المعركة البرّية لتحرير الكويت، كما خططنا لها، قصيرة، حاسمة، سريعة، بأقل الخسائر. فقد بنينا الخطط علـى حسابـات تُلزم المهاجم، طبقاً لخبرة الحروب السابقة، أن يحقق تفوقاً على المُدافع بنسبة 3 : 1 على الأقل. وبعد الدراسة، وجدنا أن هذه النسبة إمّا أن نحققها بزيادة أعداد القوات، أو بتقليل قدرات المعتدي. وكان البديل الثاني هو الأفضل. ولذلك بُني استخدام القوات الجوية والقوات البحرية في المراحل الأولى للخطة لتحقيق هذه النسبة تقريباً، والتي بفضلها يمكِن استخدام القوات البرية، من دون خوف من الخسائر التي كان يمكِن أن تحدث، إذا أسرعنا في زجّ قواتنا البرّية في العمليات، من دون تنفيذ التحضيرات الكافية لميدان المعركة".

 

"الحـوادث": معركة الخفجي لم يتناولها الإعلام بما يكفي لاطلاع الرأي العام على حقيقتها، فأيّ انتصار حققت؟ وماذا كان مدلولها على صعيد إرساء القدرة القتالية للجندي السعودي؟

الأمير خالد: "إن أول انتصار حققته معركة الخفجي هو انتصار العسكرية السعودية، التي أكدت أنها تسير في الطريق السليم، تسليحاً وتدريباً وعقيدة، وأعطت الجندي الثقة بقدرته القتالية وبسلاحه وبالتزامه بتنفيذ أوامر قادته. وأكدت له كم وفرّ العرق في التدريب، الدم في الميدان، وأكدت له أيضاً قدرة أفرع القوات المسلحة السعودية، من برّية وجوية وبحرية وقوات الدفاع الجوي، على التعاون فيما بينها، وتعاونها مع قوات الحرس الوطني، في الذود عن تراب الوطن. وأعتقد أنها بداية جادة لتطوير تسليح وتدريب قواتنا، فيما بعد، في ضوء النتيجة المشرّفة، التي تحققت في أكبر معركة عسكرية تخوضها وحداتنا حتى الآن. كما أكدت هذه المعركة أن الأموال التي أُنفقت على هذه القوات، والجهد والوقت، لم يذهب هباءً، ولو كنّا وجّهنا ما ساعدنا به طاغية العراق إلى زيادة تسليحنا، لكان لنا وله، الآن، شأن آخر".

 

"الحـوادث": علاقتكم بالقوات الشقيقة والحليفة كانت موضع ثناء الجيوش المتعاونة معكم ومواطني دولها، فكيف تمارسون هذه المهمة الصعبة؟

الأمير خالد: "شرف عظيم لي أن أكون قائداً لهذا الحشد الضخم من القوات المشتركة. وزاد من شرف القيادة، أن أيّدها أصحاب الجلالة الملوك وأصحاب الفخامة الرؤساء. ولذلك، ألزمني الواجب أن أكفل راحة هذه القوات واستعدادها وكفاءتها".

إن تولِّي قيادة قوات من جنسيات عدة، ليس بالمهمة السهلة، أتحمّل مسؤولياتها أمام الشعوب والتاريخ. وأشكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي أيّدني ووفقني، حتى الآن، في تنفيذ المهمة على أكمل وجه، تدعمني قدرات المملكة ورعاية مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، الملك فهد بن عبدالعزيز، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن خلفي مساندة الشعب السعودي الأصيل".

 

"الحـوادث": كيف هيأتم مسرح العمليات لاستقبال هذه الألوف المؤلفة من الجيوش؟

الأمير خالد: "هذا السؤال من الأسئلة التي طُرحت كثيراً بشيء من الإعجاب والاندهاش لقدرات المملكة العربية السعودية، التي استقبلت موانيها ومطاراتها أكبر حشد عسكري، يحدث منذ الحرب العالمية الثانية. واستطاعت وسائل النقل وطرق المواصلات أن تحرك هذه الحشود، من مواني الوصول إلى مناطق الحشد، بكفاءة منقطعة النظير أذهلت الجميع. والفضل في هذا يرجع، بعد الله، إلى كفاءة القيادة السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمَيْن الشريفَيْن ورجال حكومته، الذين كانوا بعيدي النظر في تخطيط البنية الأساسية للمملكة وتنفيذها وبنائها، واضعين في الاعتبار ترامي مساحتها، واحتياجاتها إلى شرايين للحركة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، براً وبحراً وجواً، فكان هذا الإعجاز الذي يتحدث عنه العالم الآن".

 

"الحـوادث": برز الطيار السعودي في هذه المعارك الدائرة، خصوصاً إسقاطه طائرتين عراقيتين في طلعة واحدة، وغيرها من الممارسات الناجحة، كيف ترون الطيارين السعوديين وكفاءتهم القتالية؟

الأمير خالد: "إن الطيار السعودي، مثله مثل باقي ضباط وأفراد أفرع القوات المسلحة الأخرى، نوفّر له أحدث ما في ترسانـة العصـر مـن سلاح، بدءاً من الإنذار، ممثلاً في طائرات "الأواكس" والقتال، ممثلاً في طائـرات ف ـ 15 و"التورنيدو" وغيرهما من أنواع الطائرات ذات الكفاءة العالية. كما نوفّر له التدريب الشاق المستمر، علاوة علـى تمسّـكه بدِينه وعقيدته. والحمد لله، جاء دوره فأكد تفوقه، وأثبت جدارته، وشهد له أكفأ طياري العالم، وخير دليل على ذلك تهاوي طائرات المعتدي، ونجاح المهام التي يُكلف بها، وهذا من فضل الله علينا".

 

"الحـوادث": قِيل الكثير عن تفوق عالي المستوى للعسكريين العراقيين، وصل إلى مدى الأسطورة، هل أثبتت المواجهات أن هذا القول صحيح؟

الأمير خالد: "المقاتل العراقي مثله مثل أي مقاتل عربي، كفاءة ومقدرة. فقد صقلته الحرب لمدة ثماني سنوات، ولكنها أصابته، أيضاً، بالكآبة والألم، فعلى الرغم مما قدّم في الحرب الإيرانية ـ العراقية من ضحايا، إلا أنه أُصيب بخيبة أمل عندما لم يجد لهذا الوقت، الذي أنفقه من عمره، بين اللهيب وفوق الرمال، والذي سقط فيه ضحايا، خلفوا أرامل وأيتاماً، كل هذا بلا  عائد أو نتيجة. ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد، ولكن زجّ به في أتون حرب أخرى، يدمر فيها بلداً عربياً شقيقاً، ويُلاقي ما لا طاقة له به، فليس كل الحروب مثل حرب إيران، وليس كل الأسلحة مثل أسلحتهم. فدخل المعركة وهو مهزوم نفسياً، مدمَّر فكرياً، يائسٌ من المستقبل، فكيف يكون مثل هذا المقاتل أسطورة؟ إنني أُشفق عليهم مما مرّ بهم من أحداث، ولهذا أعلنت مراراً أننا نرحب بمَن يلجأ إلينا، وأوصَيت بحُسن معاملتهم وإكرام وفادتهم".

 

""الحـوادث": ماذا خلّفت الحرب عندكم، حتى الآن؟ وهل تكون معبَراً إلى تعاظم الآلة العسكرية السعودية، بشراً وعتاداً؟

الأمير خالد: "لا أستطيع أن أقول تعاظم الآلة العسكرية السعودية، ولكن أقول إن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين. لذلك، فإن حجم القوات السعودية وتسليحها، بعد هذه الحرب، سيكون لهما شأن آخر، بما يحقق أمن المملكة وشعبها وسلامتهما. فمَن كان يعتقد أن مشاركتنا في بناء القوة العراقية، التي اعتقدنا يوماً أنها ستكون سنداً لنا ودرعاً للأمة العربية، ستنقلب علينا وتصبح هي مصدر العدوان ومنبع الخطر. لقد تلقينا الدرس ووعيناه جيداً، ولن نسمح بتكراره".

 

"الحـوادث": شارك المقاتل الكويتي معكم في العمليات، كيف ترَون أداء هذا المقاتل الذي ظُلم ذات ليلة؟

الأمير خالد: "ماذا تنتظر من عربي سُلِبَ وطنه، وامتُهِنَتْ كرامته، وشُرِّدَ من داره، ودُمِّرَ مستقبله، وعُصِفَ بما بناه، ونُهِبَ ماله، واعتُدِي على عرضه وشرفه؟ فماذا يبقى له بعد ذلك، إلاّ أن يقاتل ويقاتل؟ فليس له في الحياة إلاّ أمل واحد، أن ينتصر الحق".

 

"الحـوادث": وماذا عن المقاتل العربي والخليجي؟

الأمير خالد: "المقاتل العربي ذو خبرة عالية وكفاءة ممتازة، ومن الصعب جداً انكساره، إذا تساوت ظروفه مع ظروف خصمه. وأعتقد أن حرب أكتوبر 1973، أثبتت صـحة هذا الكلام. ولكن ماذا نفعـل، ونحن دول تشـتري السـلاح، ولا تصنعه، وأمامها تنمية، إن لم تسرع فيها ترَكها قطار العصر بغير لحاق؟ فالتطور مذهل، والتقدم سريع الإيقاع".

 

"الحـوادث": ما هو مفهوم النصر لديكم؟

الأمير خالد: "مفهوم النصر لدينا هو فرض مطالبنا واستعادة الحقوق من الطرف الآخر. ولذلك، تلجأ الدولة إلى استخدام قواتها المسلحة، كإحدى أوراق إدارة الصراع، عندما تفشل في إقناع الخصم باللّين وبالسياسة، ومن خلال الأصدقاء والحلفاء، وقرارات المنظمات الدولية، والمبادرات السلمية، تجنباً لاستخدام القوة. ولكن، إذا رفض الطرف الآخر صوت العقل، وقرّرت الدولة استخدام قواتها المسلحة، فلا تراجُع، ولا إيقاف للعمليات، إلاّ إذا حققت مطالبها كاملة غير منقوصة، وهذا ما يحدث في صراع الخليج الآن".

 

"الحـوادث": أثبت الشعب السعودي شجاعة نادرة، فلم تضعف معنوياته، بل تصدى ببطولة للصواريخ التي قُصف بها. ماذا فعلتم لتعبئته وتهيئته لهذه المواجهة؟

الأمير خالد: "الحمد لله، لقد أثبت، فعلاً، الشعب السعودي صلابة وشجاعة نادرتين، أكّدتا على تماسكه ووحدة صفّه، خلْف قيادته الحكيمة الرشيدة، التي لم يتبدل موقفها أو ينحرف قرارها عن جادة الحق والصواب. وكان التعامل مع الأحداث بلا توتر أو انفعال، فساد الهدوء الشارع السعودي. وعندما انطلقت عليه الصواريخ، وتأكد أن قيادته قد أعَدَّت لكل شيء عُدته، خرج لمشاهدة قتال الصواريخ، التي أصبحت جزءاً من سهراته، فتلاحم مع رجال القوات المسلحة، بعد أن شعر بما بذلته من أجْل أمنه وأمانه، فازداد اقتراباً منها، وتماسكاً خلْفها".

 

"الحـوادث": لو لجأ الجندي العراقي، اتقاءً لهجماتكم إلى داخل المدينة الكويتية، هل أعدَدتم لخوض معارك مدن بأقلّ قدر من الخسائر؟

الأمير خالد: "هناك ما يُسمى بفنّ القتال، فيه مؤلفات كثيرة ودراسات مستفيضة، ما زالت حتى الآن تُقلب في أوراق المعارك القديمة، وتستنبط منها الكثير. فلكلّ ميدان طبيعته الخاصة وأسلوب قتاله المتميز، فهناك الميدان الزراعي الصحراوي قتال الغابات القتال الجبلي ومنها ميدان القتال في المدن، يتمّ تدريب المقاتل خلاله على كيفية التعامل مع المناطق المبنية، وكيفية اقتحامها والاستتار من نيران المعتدي. والحمد لله، أننا منذ توقعنا احتمالات الحرب، وصدرت إلينا توجيهات صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بالاستعداد، وضعنا خطط التدريب والاستعداد القتالي للحرب، بما يتماشى مع طبيعة المعركة. فلن يكون القتال في المدن الكويتية شيئاً عسيراً علينا، لقد أعدَدنا له عُدته، على الرغم من مشاكله واحتمالات خسائره".

 

"الحـوادث": إن تعاون القيادة المشتركة والقيادة الأمريكية، في غرفة العمليات وساحات القتال، كان له الصدى العالمي. كيف مارستم هذا التعاون؟

الأمير خالد: "عندما تكون الرؤية السياسية واضحة للقادة، والهدف العسكري واحداً ومشتركاً، والمستوى يسهل التفاهم والتعاون معه، تصبح الأعمال المشتركة سهلة وميسرة. والحمد لله، أن القوات الأمريكية لديها الإمكانات والقدرة على العمل المشترك مع قوات متعدد الجنسيات. ونحن بتدريباتنا ودراساتنا، على علم بأساليب التعاون المختلفة، ومستوى رجالنا العلمي والعملي على درجة عالية من الكفاءة، سواء في التخطيط أو التنفيذ. وقد ازداد صقلاً خلال التدريبات المشتركة. والعلاقات القيادية بين القيادة المشتركة والقيادة الأمريكية، هي علاقة تعاون كامل، وتنسيق مستمر، وتخطيط مشترك، مما أدّى إلى كفاءة التنفيذ وفاعليته".

 

"الحـوادث": بأيّ انطباع تخرجون من هذه الحروب عن قدرة العرب القتالية، فيما لو هاجمهم عدو مشترك؟

الأمير خالد: "مرات نادرة، استطاع العرب فيها توحيد قواهم، أو على الأقل استطاعت مجموعة منهم أن توحد قواها في مواجهة الأخطار. ومن هذه المرات، كانت حرب أكتوبر 1973. وللأسف، شعَر الآخرون بخطورة هذا التجمع، الذي قيل عنه، في وقته، إنه سيكون القوة السادسة في العالم. وللأسف، لم يشعر العرب بذلك. فسرعان ما دبّ الخلاف والشقاق بينهم، وتحولت فوّهات المدافع، تصبّ حممها على بعضنا البعض، وأصبحنا نفقِد في صراعاتنا الكثير، ونحدِث بأنفسنا ما لم يستطع العدو أن يحدِثه فينا من خسائر. وما يحدث الآن صورة من هذه الصور. أسأل الله أن تكون الصورة الأخيرة".

ـــــــــــــــــــ