إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلــى مجلـــة "الدوليـــة"

نشرته جريدة "صوت المعركة (النصر)"

العدد45، الإثنين،  3 مارس 1991

ـــــــــــــ

(العناويــن)

نص حديث صاحب السموّ الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان إلى مجلة "الدولية:

* إسقاط الحرس الجمهوري، يُسقط صدّام حسين.

* بقاء القوات العربية والصديقة في الكويت، سوف يستمر لتأمين المنطقة.

* ما زلت جندياً في خدمة تراب الوطن، وسأظل.

 

أجرت مجلة "الدولية" الأسبوعية حديثاً مع صاحب السموّ الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، حول الموقف العسكري في منطقة الخليج، والذي تنشره "النصر"، بعد الاتفاق مع "الدولية". وفيما يلي نص حديث سموّه:

 

بعد السلام، والتقاط مجموعة من الصور، هَمَمْت بأن أسأل الفريق الركن عن دخول تركيا في المعركة البرّية. ولكن جاء من ينقذني، في الوقت المناسب، من سؤالي الذي تبيّن لي، فيما بعد، أنه فَقَدَ كل مبرراته؛ إذ اعتذر الأمير خالد، وخرج لحظات، ما لبث أن عاد بعدها بابتسامة أعرض من ابتسامته المعهودة وفي وجهه خبر، من السابق لأوانه أن يُفصح عنه. سرّ عسكري، إنه من دون أدنى شك على صلة بتصريحات صدّام حسين، يومها، بأنه قرّر الانسحاب من الكويت.

ـ الدولية: هل انسحب طواعية، نزولاً عند الرغبة الدولية؟ أم أن "أخاك" مكرَه، لا بطل؟

ـ خالد بن سلطان: "لو كان عند صدّام حسين واحد بالألف فقط من الأمل بتحقيق جزء بسيط من طموحاته الشخصية، لما همّته التضحية بآلاف مؤلّفة من العراقيين. حتى تصريحاته بالانسحاب، التي سمعناها اليوم، لا تعني الانسحاب بقدر ما تعني إيهام الناس بأنه لم يخسر الحرب. إنه يتغافل عن الحقيقة، في خطابه، وكأن قواته منتصرة، أو أنها ستعود وتنتصر على ثلاثين دولة، كما قال، والحقيقة أنها ثلاث وثلاثين دولة، وأكثر. من هذا المنطلق، لا أعتبر الانسحاب، الذي أعلن عنه انسحاباً، إنه انسحاب عاجز، لأنه يعرف أن قواته الآن ليست محاطة فقط، بل هي منهارة تماماً. ولا بد أن نتوقف عند كلمة الانهيار، لقد قلْت في السابق، وأقولها الآن، وسأقولها في المستقبل، إن الجندي العراقي يفتخر بقتاله، ويفتخر بتدريباته، ويفتخر بإنجازاته، ولكن مع الأسف، حطّم صدام سمْعتهم، لأنهم لم يؤمنوا بقضية يحاربون من أجلها. ولهذا، تجد الأسْرى بأعداد كثيرة، ولم يبدوا المقاومة الشرسة، المعروفة عن المقاتل العربي الصحيح. وفي الحقيقة، لِمَ تريدهم أن يقاتلوا؟ هل يقاتلون في سبيل ابتلاع دولة أخرى؟ لقد فاق عدد الأسْرى ثلاثين ألفاً، في اليوم الثالث من الحرب البرّية، وكلهم يقولون، على نمط واحد: "الحمد لله أننا استسلمنا، لأننا لسنا مؤمنين بهذه القضية". ولمّا أقول كلهم، أقصد النسبة الكبيرة منهم، ما عدا فئة قليلة جداً، أعماها الله بتمسكها بمثل هذا المجنون، أو لأنها مستفيدة شخصياً من بقائه".

ـ "الدولية": ألا يمكِن أن نتصور أن ينكفئ صدّام حسين إلى العراق، وأن يواصل معركة استنزاف؟

ـ خالد بن سلطان: "في المنطق العسكري، لن تكون هناك حرب استنزاف في المستقبل، بعد إنجاز المهام العسكرية، والمُهلة التي حُددت له أصبحت تُعد بالساعات الآن، وليس بالأيام. وسنستعيد الكويت ـ بإذن الله ـ وستدخل جميع القوات الكويت لحمايتها، ولا أعتقد أنه سيكون باستطاعته أن يقوم بأي عمل استنزاف لأنه سيكون مشلولاً، عسكرياً".

ـ "الدولية": هل تحتفظ القوات المتحالفة بحق تعقّبه، وملاحقته داخل العراق؟

ـ خالد بن سلطان: "في الأساس، يجب تحرير الكويت. ولكن هل هو من الغباء حتى يعتقد أننا سنهاجم بالمواجهة فقط لنصطدم بالقوات الرئيسية، من دون عمليات التفاف، سواء داخل الكويت أو خارجها؟ فالكويت بلد صغير، ولا بد من عمليات تطويق وعمليات مناورة والتفاف، حتى يتحقق الهدف الشامل بتدمير القوات المعتدية، من الأمام أو من الخلف أو حتى في الوسط. أمّا قواتنا، فسوف تعود إلى الكويت بعد إنجاز مهامّها. وأؤكد أننا لن نبقى، ولو مئات الأمتار، خارج حدود الكويت".

ـ "الدولية": اسمح لي، حضرة الفريق الركن، أن أسأل السؤال الذي هو على كل شفة ولسان: هل يمكِن أن تنتهي الأزمة من دون إنهاء صدّام حسين؟

ـ خالد بن سلطان: "مهمّتي أنا شخصياً هي تحرير الكويت، وإنهاء قوات صدام المعتدية الموجودة في الكويت، مع عمل المستحيل لتجنب إراقة الدماء، وأخْذ ما أمكن من الأسْرى وإعادتهم إلى بلادهم، إن شاء الله. ولكن بالنسبة إلى صدّام، فأعتقد أن السؤال يجب أن يوجّه، في ما بعد، إلى شعب العراق".

ـ "الدولية": يعني هذا أنك تعتقد أن الشعب العراقي، لا يمكِن أن يحتفظ بصدّام حسين، بعد كل ما جرى؟

ـ خالد بن سلطان: "إذا أنهيت قوة الحرس الجمهوري المعتدي، وأنهيت القسوة الممارسة على الشعب العراقي، وأصبح العراق للعراقيين، وأصبحت لهم الكلمة العليا في التعبير عمّا يريدون، فلا أعتقد أن صدّام يبقى ثانية واحدة".

ـ "الدولية": كم تقدرون الفترة، التي يجب أن تبقى خلالها القوات المشتركة في الكويت، لتطهيرها من الألغام وبعض الجيوب وبعض العناصر الدخيلة، تأهيلاً لعودة الشرعية إلى الكويت؟

ـ خالد بن سلطان: " لا بد من استمرار بقاء القوات العربية والصديقة في الكويت، حتى تأمين كل شيء، سواء النقاط التي يوجد فيها بعض العراقيين أو تأمين الحدود. وبعد انتهاء هذه المهمّة، تبدأ القيادة السياسية تقدير الوقت، الذي يتحتم فيه بقاؤنا في الكويت، وهذا راجع إلى الإرادة السياسية لدى حكومة الكويت ذاتها. أمّا بالنسبة إلى التطهير من الألغام، فهذا جانب آخر مُعقد، فالألغام التي زُرِعَتْ خلال الحرب العالمية الثانية، كما في العلمين، لم تنزع كلها حتى الآن، كما تعرف. فهذا الأمر لا يتمّ إلاّ على مراحل، وبتخطيط مسبق. ولذلك، فإن الحكومة الكويتية، والقوات المسلحة الكويتية هي التي تأخذ على عاتقها في ما بعد، هذه المهمّة، وأي قوات أخرى تطلبها للمساهمة في أعمال التطهير، لن تطرح أي إشكال، لأننا نحن والكويت بلدٌ واحد، وشعبٌ واحد، ولأن الدول الأخرى مستعدة للمساهمة في التطهير من الألغام".

ـ "الدولية": ما هي الأسباب التي جعلت العراقيين، في رأيكم، يستسلمون بعشرات الآلاف، ومن دون مقاومة كبيرة؟ هل هي قوة التحالف، أو ضعف إيمان الجندي العراقي بالقضية، أو الاثنان معاً؟

ـ خالد بن سلطان: "إنني أقول إنهما الاثنان معاً. ولكن أرجح عدم إيمانهم بالقضية التي حاربوا من أجْلها".

ـ "الدولية": لا شك أن معركة الخفجي كانت اختباراً لك ولصدّام حسين، لأنها كانت مواجهة عسكرية في "الظل" بينكما. ما هو الانطباع الذي خرجت به؟ وهل أثّر في نظرتك إلى الحرب البرّية، في ما بعد؟

ـ خالد بن سلطان: "بالنسبة إليّ شخصياً، فإنني أُسمي معركة الخفجي تطعيماً للمعركة ، لي كقائد، وللقوات المشتركة. أمّا بالنسبة إلى المواجهة الخفية، فإنني أقول، من منطلق عسكري، إنه لا أحد يتمنّى الحرب. ولكن مستقبلاً، إذا فوجئت بمعركة مماثلة، أتمنى أن تكون عقلية القائد العسكري المقابل مشابهة لعقلية صدّام حسين العسكرية" (ضحك).

ـ "الدولية": قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، لا بد أن تكون له فكرة عن الإستراتيجية، والسياسية العسكرية. هل نتوقع، مثلا،ً أن تركيا قد تشارك في الحرب البرّية؟

ـ خالد بن سلطان: "أعتقد أن الحرب البرّية انتهت الآن، أو أنها في مراحل الانتهاء، ولا حاجة إلى دخول تركيا الحرب. على كل حال، ليس الأساس اجتياح العراق، بل الأساس هو تحرير الكويت، فبحكم الطبيعة الجغرافية التركية، ليس هناك داعٍ لدخول تركيا في المعركة".

ـ "الدولية": أول جندي دخل الكويت، كان سعودياً يرافقه الجندي الكويتي ...

ـ خالد بن سلطان (مقاطعاً): كقائد القوات المشتركة، أعتبر، من جانبي، أن كل القوات التي تحت قيادتي، والتي تشرفت بقيادتها، متساوية: الجندي السعودي والكويتي والخليجي والمصري والسوري، أعتبر أنهم كلهم دخلوا المعركة بقلب واحد من أجْل هدف واحد، هو تحرير دولة الكويت الشقيقة".

ـ "الدولية": وعلى سبيل التخصيص، ما رأيكم بالقوات البرّية الفرنسية؟

ـ خالد بن سلطان: "جيدة جداً!".

ـ "الدولية": في ندائك إلى القوات السعودية والقوات المشتركة، أوصيت بالحسم في القتال، والرأفة بالجرحى والأسْرى. كيف التوفيق بين الحسم والرأفة عند الجندي؟

ـ خالد بن سلطان: "الحسم أثناء التعامل بالسلاح. والرأفة بعد إلقاء العدو سلاحه".

ـ "الدولية": لديكم الأسْرى بعشرات الآلاف. كيف ستتعاملون مع هذه المسألة، وهي مسألة إنسانية، ومسألة نقل واستضافة، إذا صح التعبير؟

ـ خالد بن سلطان: "عندما شَرُفت بقيادة القوات المشتركة، بدأت، بمساعدة زملائي، في التخطيط، والتخطيط لأسوأ الاحتمالات، لكافة الأنشطة والمجالات. وقد توقعت، من خلال تقدير الموقف لقواتنا وقوات العراق، ومن المعلومات الأخرى عن الحالة المعنوية للجنود العراقيين، ومن خلال استجواب اللاجئين، أنه إذا تمت المعركة البرّية حسب ما خُطط لها، والتي نُفذت، بدقة، حتى الآن في القصف الجوي، فإن الأسْرى، سيكونون بأعداد كبيرة. لذا، أصدرت الأوامر، في تلك اللحظة، بتجهيز معسكرات لاستيعاب أكثر من مائة ألف أسير. ولكن أصدرت، منذ قليل، الأوامر بالتجهيز لاستقبال الأشقاء العراقيين، وليس الأسرى العراقيين، الذين أرادهم قائدهم صدّام حسين حطباً لناره. بهذه الصفة نستقبلهم، ونصرُّ على ذلك، ونقول عنهم إنهم أشقاء. ولا أخفي سراً، أن لديَّ توجيهات صريحة، وحاسمة، من قائدنا الأعلى، خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، بالاهتمام، جلّ الاهتمام، بالأسير، سواء بالنسبة إلى العلاج أو الأكل. ولقد أصدرت الأمر، بناءً على توجيهاته، بإعطاء الأسير نفس الإعاشة ونفس طبلة الأكل (وجبة الأكل)، التي تُعطى للجندي السعودي. كما فتحنا مستوصفات ومستشفيات خاصة لعلاج الأشقاء العراقيين. وأذكُر في هذا الصدد، أن مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، أمرني: لا ترهقوهم بالأسئلة عند وصولهم، أطعموهم وعالجوهم أولاً، ثم اسألوهم، بعد ذلك".

ـ "الدولية": ما دمنا بصدد الأسئلة والحصول على معلومات، كيف يتمّ نقْل هذه المعلومات والأخبار الميدانية؟ هل تنقلونها إلى وزير الدفاع، سمو الأمير سلطان، ومنه إلى خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، أو كيف؟

ـ خالد بن سلطان: "إن الارتباط القيادي معروف. وأنا، كعسكري، التزم بالتسلسل القيادي، فمِن خلال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان، ورئاسة هيئة الأركان العامة، يتمّ نقْل المعلومات مباشرة إلى مولاي القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفي بعض الحالات، ولسرعة التبليغ أو الاستفسار، ولحرص القائد الأعلى على الوقوف على دقائق الأمور، يتمّ الاتصال مباشرة".

ـ "الدولية": جميع الذين عرفوا سموّك عن كثب، أو من خلال شاشة التلفزة، اكتشفوا فيك حماسة الشباب، وبهجة واضحة بمزاولة العمل العسكري. ولكن، الذين خاضوا المعارك الكبرى كما هو معروف، تحولوا بعدها من الخدمة العسكرية إلى الخدمة المدنية. هل ذلك وارد بالنسبة إليك بعد زوال آثار الحرب؟

ـ خالد بن سلطان: "الله ـ سبحانه وتعالى ـ قدّر لي التوجه إلى العمل العسكري. أمّا في ما بعد، فأتمنى بعد أن أُنجز مهامّي المكلف بها، أن أكون جاهزاً لأيّ عمل عسكري أو غيره يوجهنا إليه قادتنا. وهذا لا يعني أنني أدّيت واجب الوطن ومليكه، فما زلت جندياً في خدمة هذا التراب، وسأظل. ولكنْ لكل قائد عسكري زمن، وبعده يُحـال، باللغـة العسكرية، إلـى ما يُسمى بقانون التقاعد".

ـ "الدولية": ولكنّك ما زلت بعيداً جداً عن التقاعد، وإن كانت سن التقاعد قريبة في الجندية.

ـ خالد بن سلطان: "أنا أنصح كل قائد عسكري، أن يجهز لنفسه مزرعة، وهذا أفضل ما أجِده لأيّ قائد عسكري" (هل قالها قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات مداعباً، أو أنه يفكر في شخص معين؟).

ـ "الدولية": بعضهم كان يعتبر أن المملكة أنفقت كثيراً على تسليح نفسها، وقد خطّأتهم الأيام. كيف تتصور مستقبل القوات السعودية عَدداً وعتاداً؟

ـ خالد بن سلطان: "تكلّم الكثيرون على القوات السعودية، وبالغوا في كيفية صرْف المبالغ. نسبة كبيرة من المبالغ التي صُرفت، إنما صُرفت على المنشآت والمرافق، وقد ساهم ذلك في تنمية الاقتصاد وفي تنمية المملكة، على المستوى المدني. كثيرون انتقدوا القوات المسلحة السعودية، والآن أثبتت الأفعال عكس الأقوال. إلاّ أن هذا لا يعني أنه ليس هناك أخطاء، فالأخطاء موجودة في أي قوات مسلحة في العالم. والكثير من الأخطاء لا يُكتشف إلاّ من خلال الحروب أو التجارب العملية، واكتشاف الأخطاء، هو البداية الصحيحة لتصحيح الأوضاع. إنني أتصور أن القوات المسلحة السعودية تصحح الآن نقاط الضعف التي اكتشفناها، وفي الوقت نفسه، تعزز القدرات البحرية والبرّية والجوية والدفاع الجوي لحماية أمن المنطقة. وأنا كعسكري، وليس كسياسي، أقول: يجب أن يكون تخطيطنا قائماً على احتمال أن عدو اليوم قد يصبح صديق الغد، وصديق اليوم قد يصبح عدو الغد".

ـ "الدولية": هل هذه إحدى العِبر التي استمديتموها من حرب الخليج؟

ـ خالد بن سلطان: "هي تجربتي الآن، وخلال حياتي العسكرية. وطبعاً تجربة حرب الكويت فاقت كل تجاربي السابقة، فهل كنّا نتخيل أن صدّاما سيصبح معتدياً، وقواته تبتلع دولة، وتهدد أخرى!".

ـ "الدولية": بين القادة العسكريين والصحافيين خلاف قديم، فالصحافيون يريدون معرفة الكثير من المعلومات، والعسكريون يحتفظون بالمعلومات على أنها من الأسرار العسكرية. لم يحدث مثل هذا الخلاف بين سموكم وبين الصحافيين، من سعوديين وعرب وأجانب. ما هو تفسيركم؟

ـ خالد بن سلطان: "بيّنت التجارب أنه لا بد أن يُحسب حساب الصحافة والإعلام، عند التخطيط لأي عمليات عسكرية. وعلى المسؤول العسكري أن يُخصِّص أكثر من خمسين بالمائة من وقته للإعلام. فقد أصبح الإعلام، في وقتنا الحاضر، في أهمية العمليات العسكرية نفسها، لما له من تأثير في الرأي العام. وأعتقد أننا، في القوات المشتركة، وفِّقنا، والحمد لله،  في هذا المجال، خلال هذه الحرب. فللمرة الأولى في تاريخ الحروب العربية، يكون هناك ناطق عسكري يُعطي، يومياً، تفاصيل الأحداث، من دون مبالغة ومن دون تقليل، خلافاً لما كان يحدث في الحروب العربية السابقة. لقد كان المتحدث العسكري يقدم المعلومات بكل موضوعية عن كل ما كان يتمّ، ولكن لم يكن في استطاعتنا أن نقول ما سوف يتمّ".

ـ "الدولية": ... وبالتالي هل مهمتكم مستمرة في الكويت إلى ما بعد الحرب؟

ـ خالد بن سلطان: "ما دمت مشرَّفاً بقيادة القوات المشتركة، فلن أخلد إلى الراحة، إلاّ بعد أن أطمئن على أصغر طفل وأكبر رجل في الكويت، إن شاء الله".

ـــــــــــــــــــ