إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلـــى

جرائد "الرياض"، و "المدينة المنورة"، و "اليوم"

الرياض، السبت، 25 أبريل 1992

ــــــــــــــــــــ

عقب زيارة سموه جمهورية بنجلاديش الشعبية

ـ صاحب السموّ، هل لكم التحدث حول الموضوعات، التي تمّت مناقشتها مع المسؤولين البنجلاديشيين؟

ـ "لقد تناقشنا في عدة موضوعات، تهم كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية بنجلاديش الشعبية، وهي على سبيل المثال:

* مشكلة اللاجئين المسلمين البورميين، ومدى معاناتهم، وما تمثله هذه المشكلة من ضغط رهيب على اقتصاد بنجلاديش، وعدم قدْرتهم على مواجهة هذه المشكلة بمفردهم، خاصة أنه لا توجد دولــة في العالم تستطيع استقبال ما يزيد على خمسة آلاف لاجئ، يومياً، وهي تعاني مصاعب اقتصادية، وكثافة سكانية عالية. كما ناقشنا:

أولاً: أهمية الضغط الدولي على حكومة رانجون، لإيقـاف حملات الاضطهاد والتعذيب والإرهاب والاغتصاب والإكراه على العمل، وقبول إعادة مواطني بورمـا من المسلمين إلى ديارهم، وأن تقف الدول بحزم جوار من تعرّضوا للظلم والعدوان في مِحنتهم، وأن تؤيّـد الأقوال بالأفعال، وألاّ تكتفي بالشجب والتنديد وإطلاق التصريحات، التي لا تُسمن ولا تغني من جوع. وكما وقفتْ الشرعية الدولية، بالأمس القريب، جوار دولة الكويت، وأمكن المجتمع الدولي إجبار المعتدي على التخلي عن أطماعه، وإعادة الحرية للشعب الكويتي، عليه أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، ويعيد للمسلمين اللاجئين حقوقهم وأرضهم، ويجبر حكام رانجون على الإذعان لقرارات المجتمع الدولي ورغبته.

ثانياً: سرعة المساعدة على إيوائهم وتقديم الخدمات الطبية اللازمة، منعاً لتفشي الأمراض بينهم.

* المشاكل الاقتصادية التي تواجِه بنجلاديش، خاصة ما تتعرّض له من خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، نتيجةً للفيضانات، وأملها أن تساهم الدول الإسلامية والمجتمع الدولي في مساعدتها على التغلب على هذه المشاكل.

* أهمية دور القوات المسلحة البنجلاديشية، وأهمية تطويرها، وتأثير ذلك في السلام المحلي والعالمي.

* أهمية التعاون بين الدول الإسلامية، خاصة بين المملكة وبنجلاديش".

ـ صاحب السموّ، هل يمكنكم التحدث على ملاحظاتكم وانطباعاتكم عن هذه الزيارة؟

ـ الإجابـــة

* محبة الجميع، بلا استثناء للمملكة العربية السعودية. ومحبتهم وتقديرهم لمولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، كشخصية عالمية وإسلامية مميزة، وتقديرهم لدوره في السلم والحرب، وفي مساعدة الدول الإسلامية، ومشاركة مولاي في حل مشاكلهم والتخفيف من آلامهم.

* نظرة بنجلاديش، حكومة وشعباً، إلى المملكة كرائدة للشعوب الإسلامية، وزعيمة للعالم الإسلامي.

* وتقدير الحكومة والشعب للمساعدات التي ترسلها المملكة، ولكنهما يتوقعان المزيد، نظراً إلى سوء أحوال الدولة الاقتصادية، واقتناع الشعب أن الإسلام هو الطريق الصحيح للخروج من أزماتهم الاقتصادية، وأن المعونات من الدول الإسلامية، إنما هو واجب تفرضه الأخوّة الإسلامية.

* الاحتياج الشديد إلى المساعدات الاقتصادية، لتخفيف معاناة الشعب، ومساعدة الحكومة على تنفيذ خططها التنموية.

* الدور الحيوي للقوات المسلحة في بنجلاديش، سواء في الدفاع عن البلاد أو المساهمة في المهام الإنسانية والاجتماعية. وقد أثْنَتْ فخامة رئيسة الوزراء على أداء القوات المسلحة، خاصة الخدمات التي أدتها إلى البلاد خلال تعرّضها لكوارث الفيضانات والأعاصير، التي حدثت العام الماضي. كما أن رئيس أركان الجيش، الفريق محمد نورالدين خان، هو قائد كفء وقدير، ويحظى باحترام الجميع، ويُعدّ من الشخصيات القوية المحبوبة في بنجلاديش.

* تمتع القوات المسلحة البنجلاديشية، بقدر كبير من الانضباط، والتمسك بالتقاليد العسكرية، والظهور بالمظهر العسكري المشرّف، والتقيد بالأسلوب الغربي في سلوكهم العسكري.

* أهمية دعْم القوات المسلحة البنجلاديشية، حتى تقوم بدَورها في حماية حدودها، خاصة من جهة بورما، التي يحكمها طبقة من العسكريين الذين يحكُمون بالحديد والنار، ولا يستجيبون لرغبات شعبهم في اختيار مَن يمثلونهم، مع اضطهادهم للأقليات، إضافة إلى دَور القوات المسلحة في ضمان الاستقرار المحلي.

* وأخيراً، الخصائص المميزة للشعب البنجلاديشي، فهو شعب طيّب كريم، يبذل كل جهده لتطوير بلده، في حدود إمكاناته، ويحتاج إلى مساندة من الهيئات الدينية في الدول الإسلامية؛ قلوب المسلمين منهم معلقة بالحرمَيْن الشريفَيْن.

 

ـ من تجارب سابقة، اتّضح أن جزءاً من المساعدات السعودية، المقدمة إلى عدد من مناطق العالم الإسلامي المنكوبة لا تصل إلى مستحقّيها. كيف يمكن تجاوز مثل هذه الحواجز، مستقبلاً؟

ـ الحلّ، ببساطة يتمثل في ضرورة وجود ممثلين للهيئات السعودية في المنطقة المنكوبة، وأن يتم إشرافهم على توزيع المساعدات السعودية، وهذا ما تفعله هيئات الإغاثة الدولية، والولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم الدول الغربية. وفي رأيي، أن هذا ليس انتقاصاً لهيبة الدولة التي حدثَت فيها الكارثة، لأنه بالتأكيد سيتمّ تنسيق إجراءات المساندة والإغاثة مع سلطات تلك الدولة. بهذا الأسلوب، نضمن وصول المساعدات إلى مستحقّيها".

ـ بعد زيارة سموّكم لمعسكر اللاجئين البورميين، وإعلانكم التبرع بمبلغ مليون دولار. كيف يرى سموّكم وضع هؤلاء اللاجئين وسُبُل معالجته؟

ـ "اتّضح من الزيارة أن معظم اللاجئين هم من النساء والأطفال، وفي حالة صحية سيئة، ومعظمهم عراة خاصة الأطفال. كما اتّضح نقْص الإمكانات الطبية المتاحة في المعسكرات، ويتوقع الأطباء انتشار مرض السل بين الأطفال، في الأشهر القادمة، خاصة عند بدء فصل الأمطار الموسمية، الذي يتميز بالبرودة والأمطار المستمرة، مع احتمال حدوث الفيضانات والأعاصير. كما أن المعسكرات ينقصها الكثير من التجهيزات الضرورية، والمواد التموينية. وبالمناسبة، فقد التقيت اثنين من السعوديين، الذين يقومون بالأعمال الخيرية من تلقاء أنفسهم، وبوازع من ضميرهم، يعملان في صمت، من دون ضجة؛ إنهما بحق نموذج مشرِّف للمواطن السعودي".

 

أمّا عن سُبُل المعالجة لوضعهم، فكما قلت في إجابتي عن السؤال الأول، إنه يجب أن تتم إعادتهم إلى ديارهم وأرضهم، في أسرع وقت ممكن، والضغط على حكومة رانجون، كي تذعن للقرارات الدولية. وإلى أن تتم إعادتهم، يجب توجيه المساعدات العاجلة، خاصة الطبية، إلى المعسكرات الحالية، والإشراف على توزيعها. كما يجب أن يوجد ممثلون للهلال الأحمر السعودي والهيئات الخيرية السعودية، للإشراف على توزيع المعونات السعودية على اللاجئين. كما يجب تشغيل هؤلاء اللاجئين في الأعمال اللازمة في المعسكرات، وضرورة وجود ممثلين أيضاً للهيئات الدينية، لتعميق فهْمهم للإسلام وأدائهم الصحيح للعبادات. وجنباً إلى جنب، يجب مساعدة حكومة بنجلاديش الشجاعة، التي فتحت حدودها لاستقبال هؤلاء اللاجئين".

ـ كنتم خلال حرب تحرير الكويت، تستشعرون مصاعب الشعب العراقي المضطهد وآلامه، والآن تعيشون أمام جُرح آخر في بقعة أخرى من الأمّة الإسلامية. ما هو تفسير سموّكم لما يحدُث للمسلمين في مناطق عديدة من العالم؟

ـ الإجابة المختصرة على هذا السؤال تتمثّل في الآتي:

أولاً:  يقول المولى ـ عزّ وجلّ: "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". فهل يُطَبِّق المسلمون فعل الشرط، حتى يحصلوا على جواب الشرط؟

ثانياً: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ". فهل غَيّر المسلمون ما بأنفسهم حتى ينالوا النتيجة التي وعد بها الله ـ سبحانه وتعالى؟

نظرة إلى العالم الإسلامي، سنرى العجب العُجاب في علاقات الدول والأفراد والهيئات. وبهذا الصدد، لا أحب أن نُعلق أخطاءنا، كما يفعل الكثيرون، على شماعة الغير، فالفرقة تتمّ بين المسلمين، والتناحر والاقتتال يتمّان على أيدي المسلمين، والكراهية والضغينة والحقد تنتشر بين المسلمين، والأموال تُنفَق في سبيل الوصول إلى السلطة فقط، وبعدها تتم تصفية الحسابات الداخلية.

إذا كانت هذه طبيعة علاقاتنا ببعضنا البعض، فكيف تكون نظرة الآخرين إلينا؟ وكيف نلومهم على تصرفاتهم تجاهنا؟".

ـــــــــــــــــــ