إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلى جريدة "الجزيرة"

الرياض، العدد 10131
السبت، 22 ربيع الأول 1421، الموافق 24 يونيه 2000

ــــــــــــــــــــــــ

إعداد وحوار: إبراهيم عبدالرحمن التركي

الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز لـ "الجزيرة":
مؤسسة الإعلام السعودي خطوة في الاتجاه العالمي

         قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في حوار مطوّل مع "الجزيرة" أن خسائر "الحياة" قد تناقصت بنسبة 50%، وستغطي مطبوعات الدار الثلاث "الحياة / الوسط / لها" نفقاتها خلال ثلاث إلى أربع سنوات قادمة. وأكد أن ميثاق شرف العمل الصحفي جزء من العقد مع العاملين في المطبوعات لديه، وأثنى على فكرة "مأسسة" الإذاعة والتليفزيون ووكالة الأنباء السعودية ليسهم القطاع الخاص مع الحكومي في التطوير والتجديد والإبداع، وتحدث سموه عن علاقته بوالده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتجربة حرب الخليج، وموسوعة "مقاتل من الصحراء"، ونفى أن تكون الدائرة للإعلام قد أُغلقت، وأشار إلى "الخالدية" و"نادي الشباب" وشؤون أخرى.

أمّا الواجهة: فقائدٌ شاء "التواري" ولم يشأْ "المواراة" أو "المداراة" .. وأمّا المواجهة: فمسافاتٌ تصلُ ما انفصلْ، وتحاور ما اقتدّ أو ارتدّ" .. معه سقطتْ "نظريةُ" المتنبي .. فقد جمع الماءَ والنار .. وامتلك الجَدّ "بفتح الجيم" والفهم .. وتنقّل بين الضدِّ .. والضد .. لم تستوقفه "النجومُ" والشاراتْ ..! ولم تُلِهه "النياشينُ" و"المارشات" تقاعد عنها .. ولم يقعُدْ "لها" ووجدَ الحياةَ في "الحياة"..! احتملَ الخسائر من أجل "الشرف" رفض التدخّل .. ومنعَ "الهبات" .. وأيقن أن "التميعّ" يجافي "الترفُّع" ..! ومنعَ الدخول لا يعني عدم الوصول .. وانتفت ـ لديه ـ نظريّةٌ أخرى .. فليس دائماً .. خيرُ الأمور "الوسط" .. في "شكلهِ" ملامح .. وفي "داخلهِ" ملاحم .. وبينهما "هدوءٌ" يُنبئُ عن "قوة" و"عنفٌ" يشيرُ إلى "لطف" .. و"موهبةِ" تفجِّر مواهب ..!

(عناويــن)

الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز في الواجهة، ومع المواجهة

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز:
سلطان بن عبدالعزيز هو مثلي الأعلى في صفاته وأفعاله،
في أخلاقه ومبادئه، في عطفه وكرمه، في حبه لوطنه وعائلته،
في الشهامة والإخلاص، في روح العمل وتحمل المسؤولية.

 

لست كاتباً صحفياً، والعامل المشترك بين كافة مشروعاتي هو الفكر والتوثيق، ولا تعارض بينهما.

الكتابة الصحفية الجيدة لا تزدهر إلا في جوٍّ من الحرية والشعور بالمسوؤلية.

موسوعة "مقاتل من الصحراء" أنجزتها في صمت تام،

خلال سنتين ونصف وهو عمل غير مسبوق.

 

بكيت على فقد ابنتي ريم، ومقتل الملك فيصل، وفراق فيصل بن فهد.

ويرق قلبي لكلِّ طفلٍ برئ، يبكي جائعاً أو عارياً.

 

* الدائرة للإعلام لم تغلق، وهي باقية. وقد نفذت مشروعين كبيرين.

* حتى الآن، لا نقبل في إصداراتنا الهبات، ونتحمل المصادرة.

 

الجزيرة: هناك من يتحدث عن وجود شكلي للقائد العربي في القوات المشتركة.
خالد بن سلطان: من المؤسف أن وسائل الإعلام لا تصدق أن هناك قيادة سعودية موازية تقود قوات مشتركة.

 

* الصالونات جيدة إذا نأت عن المجاملات والمظهريات والمهاترات.
* استفدت من والدي سلطان بن عبدالعزيز الشيء الكثير.
* وعلاقتي به لها من الخصوصية والتميز ما لا أستطيع أن أرويه.
* هكذا اتخذت قرار التقاعد من الخدمة العسكرية.

لمـــاذا

*  لِمَ كان الجانب "الكتابي" / "الصحفي" لديكم مخبوءاً؟ وكيف ظهر؟ ولماذا تكتب موسمياً فقط؟

ـ لا أدعي امتلاك موهبة الكتابة، ولا الصحافة؛ فكلتاهما موهبة من الله ـ عزّ وجلّ ـ وأنا لست كاتباً ولا صحفياً. وما أفعله هو اجتهاد فقط، في مجال الكتابة. ولكلِّ ما أكتبه سبب ومناسبة. فكتاب "مقاتل من الصحراء"، مثلاً، كان سببه توضيح ما خفي من حقائق، تخص الغزو العراقي، وحرب تحرير دولة الكويت. وذلك، بعد أن كثرت الكتابات الغربية، مغفلة القرار العربي، والدور العربي، في نجاح إدارة الأزمة، وتحقيق التحرير. وكان الكتاب فرصة، لتوضيح بعض الجوانب المهمة، في تاريخ المملكة والعائلة، من خلال سرد السيرة الذاتية. أمّا المقالات الصحفية، فإنها نتيجة رؤية خاصة، سياسية وعسكرية؛ وتحليل ورَدّ فعلٍ للمشاكل، الإقليمية والدولية؛ ومحاولة التنبؤ بالأحداث المستقبلية. وإذا تتبعت المقالات، ستجد لكلِّ مقالة مناسبة، وأنها كُتبت في توقيتها الصحيح.

استئثار

* هل يحق "للناشر" أن يستأثر بثلاثة أعمدة على الصفحة الأولى من الجريدة، و"شبك"، كما يفعل سموّكم؟

ـ قد يكون هذا حقاً لرئيس التحرير، في الأعداد الأسبوعية؛ أو لكتّاب أو صحفيين مشهورين. وأعتقد أنه من حق الناشر، كذلك، أن توضع مقالاته في الصفحة الأولى، خاصة إذا كان حريصاً على أن يكون موضوعها جديراً بأن يتصدرها.

تـــوارٍ

*  لو لم تكن "حرب الخليج"، هل كان "المؤلف" / "المؤرخ"، سيظل في داخلك متوارياً، حتى الآن؟

ـ من المؤكد أن "العدوان العراقي، وحرب التحرير"، وما نُشر في شأنهما في الجرائد، وما كُتب عنهما في الكتب، كانا من الأسباب الرئيسية، التي دفعتني إلى الكتابة، والتأريخ الصحيح للأحداث. وكان الحرص شديداً، على توثيق كلِّ حدث، ووضعه في إطاره الصحيح، السياسي والعسكري والاقتصادي.

توثيــق

* "الجانب التوثيقي" بدأ يحظى بنصيب من اهتمامك ... خاصة في شؤون تتصل بتاريخ المملكة، وتحديداً، من خلال الوثائق الأجنبية.  ما هي رؤيتك الخاصة لهذا الجانب؟ وهل يستطيع العمل "الفردي" / "المؤسسي"، تقديم شيء، لم تقدمه المراكز، التاريخية والتوثيقية، الوطنية؟

ـ الجانب التوثيقي، يُعدّ من أهم جوانب التأريخ الصحيح. فوثيقة واحدة، قد تُغنيك عن قراءة بحث من عشرات الصفحات؛ كما أنها تضفي الصدق على الرواية. وكما تعلم، فإنه قد يتعذر على الباحثين الحصول على الوثائق بسهولة، فيضطر الباحث إلى النقل عن غيره، الأمر الذي يتوقف عليه مدى صدقه في العرض والتحليل. فضلاً عن أن الحصول على الوثائق الأجنبية، في ما يخص تاريخ الدولة، يوضح جانباً لم يكن معلوماً لدينا بدقة، ويبين نظرة الآخرين إلى الأحداث، التي مرت بالمنطقة؛ فتتضح الحقيقة كاملة، وبجميع أبعادها المختلفة. أمّا العمل "الفردي / "المؤسسي"، في مجال التوثيق، فهو مكمل لأنشطة مراكز البحوث الحكومية، ومساند له، وهما غير متعارضَيْن، بل إن الحكومة تُشجع مثل هذه الأعمال.

حيـــاة

* في الجانب الصحفي، بُعِثَت "الحياة"، وظهرت "الوسط"، وتوشك مجلة نسوية أن تصدر. ما الذي صنعتَه، سموّ الأمير، لكي تعود "الحياة" إلى المواجهة؟

ـ بداية، لا بدّ من الإشارة إلى أن اختيار جريدة "الحياة"، لتعود إلى التألق، مرة أخرى، لم يأت من فراغ. فالجريدة، منذ أسَّسها الأستاذ كامل مروة، عام 1946، اكتسبت سمعة طيبة، وكان لها مواقف واضحة، في غمرة الصراعات، السياسية والأيديولوجية، التي دارت في حقبة الستينيات. ولم تَحتجِب إلاّ عام 1976، إثر الحرب الأهلية اللبنانية. كما أنني كنت أطمح، وأنا أراقب جرائدنا العربية، إلى تأسيس جريدة عربية يومية مستقلة، لكل العرب، يمكنها بتغطيتها الإخبارية الواسعة، وسياستها التحريرية الحكيمة، أن تُضارع كبريات الجرائد الغربية. ومنذ البداية، وضعت خطوطاً عريضة، أمام رئيس التحرير، لتكون سياسة ثابتة. أهمها: تقديم الخبر الصريح الصادق، المحايد في نشره وتحليله؛ واحترام عقل القارئ وفكره؛ والترحيب بالرأي والرأي الآخر؛ والترفع عن الإسفاف والابتذال؛ وعدم اللجوء إلى التحقير والازدراء، ولا الهمز واللمز، وعدم المحاباة على حساب القيم والمبادئ، ولا غض الطرف عن أخطاءٍ، خشية غضب أو مصادرة. وذكرت له، في النهاية، أنني أريد جريدة، يحترمها الناس، كل الناس، الأعداء قبل الأصدقاء؛ وتحترم نفسها، قبل كل شيء.

ولم يبخل العاملون فيها، منذ إعادة إصدارها، ببذل كل الجهد، لتحقيق هذه الخطوط العريضة. وأسعد، دوماً، عندما يبلغني أنها تمثّل جريدة النخبة في العالم العربي، على اختلاف توجهاتهم، وآمل أن تمثل جريدة كل طوائف الشعب العربي الأصيل.

خســـائر

* يتحدث كثيرون عن "الخسائر"، الناجمة عن إصدار "الحياة" و"الوسط" فما الذي يجعلك تصبر وتحتمل؟ بل تقرر إصدار مطبوعة ثالثة!

ـ لعلّك تعلم أن إصدار جريدة، من دون الاعتماد على الإعانات والهبات، من الأفراد أو الحكومات، هو مشروع خاسر، من الوجهة المالية. وإن قبول مثل هذه الإعانات، ينافي ميثاق شرف العمل الصحفي، الذي أصدرناه في نوفمبر الماضي، كذلك، السياسة التي ألزمت بها الجريدة، منذ عام 1990. إضافة إلى أن قبول الإعانات والهبات، قد يخضع الجريدة لبعض التنازلات، التي تُفقِدها مصداقيتها. ويسعدني أن أقول إن الخسائر، حالياً، تناقصت بنسبة 50%، وستتناقص إلى أكثر من 70%، خلال السنتين المقبلتَين. وتخطيطي مع "لها"، أن المطبوعات الثلاث، ستغطي نفقاتها، خلال فترة من ثلاث إلى أربع سنوات. وعلى كلٍّ، فالأمور لا تقاس، دوماً، بالربح المادي فقط؛ فقد يكون هناك من الميزات الأخرى، ما يرجح قبول الخسائر المالية.

امتيـــاز

* هل يملك سموّكم حق "الامتياز" لإصدارات "الحياة"، أم هو عقد مؤقت، لسنواتٍ محدودة، كما يُشاع؟

ـ نعم، أملك حق الامتياز كاملاً.

استقالات

* مؤخراً استقال بعض الصحفيين "السعوديين"، أو استُبْعِدوا من "الحياة". ألا يرى سموّكم أن إصداراتكم، لم تستفد من الإمكانات السعودية الكبيرة، على مستوى قيادات التحرير وكوادره؟

ـ هذا التعميم يجافي كثيراً من الصواب. فلم يستقل سوى صحفي واحد، برغبته؛ واستجبنا له، وكُرِّم، واستوفى حقوقه كاملة. أمّا الذين استُغني عن خدماتهم، فعددهم اثنان فقط، بسبب عدم موافقة جهدهما مع متطلبات الجريدة. وهناك، كذلك، من ترك وظيفته وعاد إلينا، لاقتناعه أن مناخ العمل في "الحياة"، هو الأفضل. وإننا نرحب بكل تعاون صادق وجادّ، مع الإخوة السعوديين. وأودّ أن أضيف أن الاستقالات، والاستغناء عن الخدمات، طالت بعض العاملين، من مختلف الجنسيات، في إطار إعادة هيكلة التنظيم، وترشيد النفقات، وفقاً لما تقتضيه قواعد العمل المهني.

تنفيـــذ

* كيف تنفذ أفكارك، التي أوردتها في "ميثاق شرف العمل الصحفي" لجريدة "الحياة" ومجلة "الوسط"؟

ـ أصبح قبول بنود "ميثاق شرف العمل الصحفي"، يمثّل جزءاً من العقد مع العاملين في الجريدة، أو المجلة، أو أي إصدارات أخرى. وأتمنى أن تسود هذه الأفكار بين المتعاملين في الإعلام العربي.

ميثــــاق
* بالمناسبة، هل نحتاج إلى "ميثاق شرف" لصحافتنا المحلية؟

ـ الحمد لله، أن معظم صحفنا تلتزم بشرف الكلمة، وسموّ لغة التخاطب. ولكني أعتقد، أن أي مهنة، تحتاج إلى ميثاق شرف لعملها، يكون نهجاً واضحاً أمام العاملين في حقلها؛ وإلى التزام بعدم الخروج عن أخلاقياتها ومبادئها؛ فيطمئن العاملون إلى معرفة حقوقهم، قبل واجباتهم.

مأسســـة

* أوصى مجلس الشورى بتحويل الإذاعة والتليفزيون ووكالة الأنباء السعودية، إلى مؤسسات عامة. كيف ترى مستقبل الإعلام السعودي؟ وهل نستفيد من "مأسسته"؟

ـ الإعلام السعودي، يحتاج إلى التطوير المستمر، والتغيير والتحسين، كأي جهاز آخر، إن لم يكن أكثر؛ لتأثيره في تشكيل الفكر، وتوجيه الأجيال. وإن ما تيسره التقنية الحديثة، من إمكانية الاتصال عبر الأقمار الصناعية، والقنوات الفضائية العديدة، التي تجعل من السهولة التنقل بينها، ومن الصعوبة التشويش عليها ـ أقول إن هذه التقنية، تجبر كلَّ من يتصدى للإعلام، أن يطور نفسه ليجذب المشاهد إليه، وإلاّ تركه للآخرين. وعندئذٍ، علينا ألاّ نهاجم من اجتذبه؛ ولنلومَنّ من فرّط فيه. وإذا أخذت الدولة بهذه التوصية، فسيكون قراراً، اتُّخذ بروية وحكمة، كما تعودنا من حكومة خادم الحرمين الشريفين. ويبدو أن هذا هو الاتجاه العام، حالياً، في معظم الدول المتقدمة. اتجاه إلى أن يسهم القطاع الخاص، إلى جانب القطاع الحكومي، في المشروعات العملاقة، ويتحمل نصيبه من التطوير والتحسين، والتجديد والإبداع.

مرئـــي

* لِمَ لا تكون لسموّكم إسهامات، في مجال الإعلام "المرئي"؟

ـ سبق أن فَكّرت في عددٍ من المشروعات، في هذا المجال. ولكن محاذير عدة، وقِيَماً واجبة الاتباع؛ فضلاً عن امتلاء الساحة بمثل هذه المشروعات، جعلتني أتريَّث، وأفكر، غير مرة، في جدواها، الفكرية والاجتماعية، قبل الاقتصادية.

استثمـــارات

* بتجرد كيف تقف، سموّ الأمير، من استثمارات في مثل قناة "الجزيرة"؟

ـ الاستثمار في قناة "الجزيرة"، أو غيرها من القنوات، يتوقف على عوامل عدة، أهمها هدف واضح ومحدد للقناة؛ والتزام كامل بالحيدة والمصداقية، ومنهج فكري قويم؛ ورسالة سامية، تقدمها القناة إلى المشاهدين، أجادة كانت أم ترفيهية. والحمد لله، أصبح للمشاهد في البلاد العربية، من الوعي، ما يتيح له أن يفرّق بين الجيد والرديء، والرفيع والمبتذل.

مستقبل

* ما هو مستقبل الإعلام "المقروء" / "الورقي تحديداً"، في عالم الإعلام "الإلكتروني"؟

ـ جميع الأقلام تُركِّز، حالياً، في أن المستقبل هو للإعلام الإلكتروني؛ وأن المراجع الورقية، مضى مجدها، وستكون المكتبات، بعد ذلك، مكتبات إلكترونية. وهذا ما حداني على إصدار "موسوعة مقاتل من الصحراء"، ذات المائة ألف صفحة، على شبكة الإنترنت. ولم نكن نفكر في إصدارها ورقياً، إلى أن اصطدمنا بمن يطالبنا بطباعتها وإصدارها في أجزاء. وعندما أوضحنا لهؤلاء، ومنهم كتاب وصحافيون وأساتذة جامعات، أن هذا معناه مائة جزء، على الأقل. قالوا: وما الضرر في ذلك؟ فلا يمتلك كل مثقف حاسباً؛ وليس كل من يمتلك حاسباً، مشترِكاً في الإنترنت؛ وليس متاحاً لمن يرغب في الاطلاع، الدخول على هذه الشبكة، في كل مكان. أضف إلى ذلك، أن بعض خبراء الحاسب، يرون أن التوثيق الورقي له عديد من الميزات، مقارنة بالتوثيق الإلكتروني. لهذه الأسباب، أعتقد أن الإعلام المقروء ـ أي المادة المطبوعة ـ سيظل له مكانته، خاصة لدى الأجيال المخضرمة، ولدى قطاع كبير من الأجيال الصاعدة.

تدخّــل

* يُؤْثَر عن سموّكم، أنك لا تتدخل في شؤون الصحفيين لديك ... إلى أي حدٍّ أنت مقتنع بحقهم في النشر؟ وهل تتدخل، قبل النشر؟

ـ الكتابة الجيدة المؤثرة موهبة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ يهبها لمن يريد؛ وهي تزدهر في جوٍ من الحرية والشعور بالمسؤولية. فإذا شعر الكاتب بأي قيد مفروض عليه، صعُب عليه الإبداع الفكري. لذا، فإنني لا أتدخل مطلقاً في شؤون النشر، وأترك المسؤولية كاملة للصحفي نفسه، ثم لرئيس التحرير، وفي حدود "ميثاق شرف العمل الصحفي"، الذي ارتضيناه، في مؤسستنا الصحفية.

منـــع

* وماذا إنْ مُنعت "الحياة" في بلد عربي ... هل تسأل أو تُسائل؟

ـ بالتأكيد، أتحرّى السبب، حتى نستفيد من أخطائنا، إن كانت علّة المنع لخطأ من جانبنا؛ أو نسـتمر في الخط، الذي رسمناه، إذا كان السبب حساسية مرهفة، من مسؤولي هذا البلد.

 تغييـــر

* بادرت إلى تغيير بعض القيادات الصحفية، في الجريدة والمجلة. هل لنا، سموّ الأمير، أن نعرف السبب؟

ـ التغيير، في عالم الإدارة، مطلب أساسي وجوهري. لأنه يعني التجديد والتطوير، والتحسين والإبداع، خاصة إذا أُحسـن اختيار الدماء الجديدة، والمواهب الشابة. كل هذا يعود بالفائدة على الجريدة أو المجلة، ويحقق هدفنا، الذي نصرّ عليه، وهو احترام القارئ وتقديم الجديد المفيد، الملتزم بأعراف المهنة وحرفيتها.

حســـاب

* هل تُحاسب، سموّ الأمير، رؤساء ومديري التحرير على ما يُنشر؟

ـ كلٌّ محاسب أمام ضميره، أولاً، ثم أمام مجلس الإدارة. وأحاسب فقط من يخرج على نهـج السـياسة المرسومة، أو ينتهك "ميثاق شرف العمل الصحفي". والمؤتمرات السنوية، التي نعقدها دورياً، وآخرها في نوفمبر الماضي، هي نوع من محاسبة الذات، وهي فرصة ثمينة لعرض ما أُنجز، وما تعثّر؛ ونستمع فيها إلى آراء المتخصصين في أدائنا الصحافي. فكل العاملين يرحبون بالنقد البنّاء، ويشكرون من يهديهم عيوبهم.

الدائــــرة

* "الدائرة للإعلام" مشروعٌ لم يكن ناجحاً قبلك ... هل نجح بك؟

ـ المشروعات، خاصة الفكرية أو الثقافية، لا تنجح، ولا تفشل، لوجود أحد بعينه أو غيابه، بل يكون نجاحهـا أو فشـلها مستمداً من مدى التزامها بما خُطط لها، من منهج عمل، وفلسفة أداء. كما تعتمد على كفاءة العاملين، في التخطيط والتنفيذ، وعلى روح الفريق في العمل. وعلى كلٍّ، فإنني آمل أن تكون الدائرة قد حققت جزءاً، ولو قليلاً، مما أريد بها، بعد مضي عشر سنوات من عمرها. أمّا عن السؤال: هل نجح بي؟ فأفضل أن تُعاد صياغته ليكون: هل نجحت "الدائرة"، سواء بي أو بغيري، في تحقيق أهدافها؟

إعــــلان

* يُقال إن "الدائرة" قد أغلقت. لماذا؟

ـ هذا الكلام ينافي الصواب منافاة تامة. فالدائرة باقية. وقد نفّذت مشروعَين كبيرَين، على مدى أطول من عشر سنوات. أَوَّلهما، تقديم ملخصات عربية، للوثائق البريطانية والفرنسية والأمريكية، التي تتعلق بحياة الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة في عهده، وذلك بدعم من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتحت رعايته. وثانيهما، إصدار موسوعة "الثقافة التقليدية أو الشعبية"، في المملكة العربية السعودية.

حقـــوق

* متى يضمن الصحفي حقوقه، حتى لو غضب عليه الناشر، أو رئيس التحرير؟

ـ حقوق الصحفي، في الجريدة أو المجلة، لا تخضع لمزاج الناشر، ولا لمزاج رئيس التحرير؛ فهناك عقد، يحدد الحقوق والواجبات، والمكافآت والتعويضات. وهناك نظام لتقويم الأداء العام للتحرير، ونظام للحوافز. وهناك لائحة توضح أسلوب المحاسبة، فضلاً عن إنشائنا صندوقاً خاصاً للعاملين، لتغطية النفقات، التي لا تشملها الحقوق التقليدية للصحافيين؛ حتى نشعرهم بالأمان في عملهم، بمشاركتنا لهم، في السرّاء والضرّاء.

النقيـــض

* "الحياة" و"الوسط" و"لها"، آفاق عربية. أمّا "الدائرة"، فالتفتت إلى جوانب "محلية"، وأحياناً، إلى أُطُر شعبية، أقرب إلى العامية. أهي التجارة، إذاً، تتجه إلى الشيء ونقيضه؟

ـ العامل المشترك بين كافة مشروعاتنا، هو الفكر والتوثيق، ولا يوجد أي تعارض بينها؛ وإنما هي مشروعات متكاملة. وما نفذته "الدائرة"، من مشروع "موسوعة الثقافة التقليدية" أو الشـعبية، أو التراث الشـعبي، هو تسـجيل الصـورة الواقعية لحياة الناس، في شبه الجزيرة العربية، وتدوين لأنشطتهم اليومية، في كل نواحي الحياة، المهنية والثقافية والاجتماعية؛ إذ التراث جزء مهم من تاريخ الشعوب، تحييه وتسجله وتلقنه أجيالها الجديدة، حتى لا تنفصل عن أصولها وجذورها.

موسوعـــات

* هل لسموّكم أن تحدثنا عن "موسوعة مقاتل من الصحراء"؟ وما علاقتها بموسوعة الثقافة التقليدية؟ وما سرّ اهتمامكم بالموسوعات والتاريخ؟

ـ "موسوعة مقاتل من الصحراء"، ليس لها أي علاقة ولا ارتباط بـ "موسوعة الثقافة التقليدية"؛ ولا تشملها أنشطة "الدائرة"، كذلك. إنها مشروع مستقل، أُنجز في صمت تام، في أقلّ من سنتَين ونصف السنة. أمّا هويتها، فهي "موسوعة سياسية ـ عسكرية ـ وثائقية، وثقافية متنوعة". ونعوت هويتها تعكس أقسامها المختلفة. ويمكنني أن أقول إنها عمل غير مسبوق، في المجال الموسوعي، سواء باللغة العربية أو بغيرها من اللغات، على شبكة الإنترنت. ومصداق ذلك أرقامها: فحجمها 100 ألف صفحة. وأبحاثها 1200 بحث. وتحتوي على 15 ألف وثيقة، بما يزيد على 35 ألف صفحة. ويشمل خط الزمن فيها 55 ألف حدث. أرّخت 21 حرباً، ووثقت قرارات لإحدى عشرة منظمة وتكتلاً وحلفاً دولياً. وحتى تكون موسوعة شاملة، أضيف إليها موضوعات شتّى، اجتماعية ونفسية، وصحية وغذائية، ورياضية وفنية وإعلامية، وجغرافية ودينية؛ واختتمت بقسم "ومضات من القرآن الكريم"؛ ليكون مسك الختام. أَلَم أقلْ لك إنها عمل غير مسبوق!

أمّا سرّ اهتمامي بالتاريخ، فلأن أحداث الحاضر، ما هي إلاّ نتاج الماضي، وأحداث المستقبل هي امتداد للحاضر؛ وإذا أردت استقراء المستقبل، فادْرس الماضي وحلّل الحاضر.

القائـــــد

* هناك من يتحدث عن وجود شكلي للقائد العربي، في "القوات المشتركة"؛ وكثيراً ما ألمحت وسائل الإعلام الأجنبية إلى ذلك.

بصراحة، سموّ الأمير ... وأنا أعرف أنك تحدثت عن هذا الموضوع كثيراً، من كان القائد الحقيقي؟ أنت أم شوارتزكوف؟

ـ إذا قرأتَ كتاب "مقاتل من الصحراء"، ستجد إجابة صريحة، واضحة، عن هذا السؤال، وعن أسئلة كثيرة، تدور حول هذا الموضوع. والمؤسف أن وسائل الإعلام، لا تُصدِّق أنه لم يكن هناك قائد أعلى أمريكي، خلال هذه الحرب. ولا تُصدِّق أنه كان هناك قيادة سعودية موازية، تقود "قوات مشتركة" من 25 دولة، ويقدّر حجمها بنحو 200 ألف مقاتل؛ وأنه لم يكن هناك أي تدخّل من القيادة المركزية الأمريكية، في تخطيط عملياتها ولا في تنفيذها. ولم تُصدِّق وسائل الإعلام حجم الخدمات اللوجستية، التي قدمتها الدولة إلى كافة القوات المشاركة، بما فيها القوات الأمريكية. وحديثي هذا، لا يقلل من أهمية الدور الأمريكي في هذه الحرب؛ فالقوات الأمريكية كانت الأكبر حجماً، والأكثر قوة، والأحدث تقنية؛ فهي قوات دولة عظمى، ولا يمكن مقارنتها بقوات أخرى. ولكن إصرارنا على عدم تكرار تجارب المسرح الكوري، في الخمسينيات، أو المسرح الفيتنامي، في الستينيات ـ هو السبب الرئيسي لخوض الولايات المتحدة الأمريكية حرباً، لم يكن القائد الأمريكي فيها قائداً عاماً لكل القوات المقاتلة. وكافة مشـاكل القيادة والسـيطرة، التي تنشأ، عادة، عن وجود قيادتَيْن، حُلّت بأساليب علمية عسكرية، ذكرتها، تفصيلاً، في الكتاب، وفي محاضراتي، التي ألقيتها في داخل المملكة وخارجها.

شــــكل

* هل تضيق بهذه الإشارات، التي تركز في "الشكل"، في جانبنا، و"المضمون"، في جانبهم؟

ـ لا يضايقني مثل هذه الإشارات. ولكن، يضايقني عدم ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا، وأن بعض وسائل الإعلام العربي، لا تصدق إلاّ ما يدعيه غيرها، من دون تحقق أو تأكد.

3 X  1 (ثلاثة في واحد)

* عسكرية ـ صحافة ـ كتابة.

كيف تلائم هذه الجوانب مع الجانب "الرياضي" في حياتك؟

ـ لا تعارض بينها! فالرياضة أساسية في حياة الرجل العسكري؛ والصحافة والكتابة هوايتان، تنشطان الذهن، والرياضة تنشط الجسم والعقل معاً.

الشبـــاب

* لماذا "الشباب"، وليس "النصر" أو "الهلال"، مثلاً، مع أن أضواءهما أسطع؟

ـ لأنني أشجعه، منذ أكثر من أربعين عاماً؛ وأحب الثبات على المبدأ، خاصة إذا كان جديراً به. أَوَلَسْتَ معي، أن نادي الشباب يستحق التشجيع؟

ألقـــاب

* ما الذي تعنيه إضافة "متقاعد" إلى ألقاب خالد بن سلطان؟

ـ تعني، أن جندياً حمل المسؤولية، ونفّذ المهمة، وأدّى الأمانة، ولم يدّخر وسعاً في بذل النفس والنفيس، في كل دقيقة من حياته؛ وأنه سيظل طَوْع إشارة مليكه ووطنه.

سيــــرة

* متى ستكتب سيرتك الذاتية الكاملة؟

ـ أعتقد أن كتاب "مقاتل من الصحراء"، يشمل سيرة ذاتية لأجمل سني العمر. أمّا ما بعد حقبة الكتاب، فعلمها عند ربّي.

قـــرار

* متى قررت أن تكون عسكرياً؟

ـ أستطيع أن أقول، إنني بدأت أميل إلى هذا الاتجاه، في بداية الستينيات، خاصة بعد حرب اليمن؛ وعزّز هذا الميل في نفسي، أني كنت أرى والدي محاطاً دائماً بالعسكريين. كلّ هذا جعلني أتوق إلى الانخراط في السلك العسكري. وبدأت، وأنا لا أزال في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمري، أُلحّ على والدي، ليرسلني إلى الأكاديمية الملكية العسكرية البريطانية، في ساندهيرست. فضلاً عمّا للعسكرية من بريق، يدل على انضباط العاملين فيها، وسموّ الأمانة التي يحملونها، وعِظم التضحية التي يقدمونها: التضحية بالنفس.

تقاعـــــد

* ومتى قررت أن تتقاعد؟

ـ اتخذت هذا القرار، بعد تحرير الكويت، وعقب شعوري أنني أنجزت ما كُلّفت به من مهام، من قِبل القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، خادم الحرمَين الشريفَين؛ ومن وليّ عهده الأمين، ومن صاحب السموّ الملكي وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. شعرت، وقتئذٍ، أنني نلت تشـريفاً عظيماً، تشـريفاً بتكليفي قيادة القوات المشتركة ومسـرح العمليات؛ وتشريفاً بتكريمي من قِبل مولاي، ومنحي وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى؛ إضافة إلى عدد من أرفع الأوسمة، من الدول المختلفة. لذا، وجدتها فرصة ملائمة، في قمة العطاء والإنجاز، لترك المنصب طواعية؛ وهي ظاهرة لم نتعودها في عالمنا العربي.

نــــدم

* هل ندمت على قرارٍ اتخذته؟

ـ من يزعم أن قراراته كلها صائبة، وجاءت في وقتها، وأنه حكيم زمانه، فقد جانب الصواب؛ فالكمال لله وحده؛ إذ كل ابن آدم خطّاء. وأحاول، دوماً، أن أتخذ قراراتي، بعد دراسة واستشارة وروية، وبعيداً عن الانفعـال، ما أمكن. وليس المهم استشعار الندم؛ وإنما تدارك الخطأ وتصحيحه، وقبول النصيحة المخلصة، ثم التوكل على المولى ـ عزّ وجلّ.

أمنيـــــة

* وهل تمنيت قراراً لم تتخذه؟

ـ ربما. ولكن الأكيد، أنني تمنيت وأتمنى قرارات لم يتخذها غيري.

مـــوت

* هل مات العرب؟

ـ العرب لا يموتون، فأمّتهم تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وسيبقون ـ بفضل الله ـ إلى أن تقوم الساعة. والأيام مداولة بين الأمم. ولا ينبغي أن ينسينا موقف الدول العربية، الآن، عزة العرب وأمجادهم وتأثيرهم فـي الحضـارات. وما التفكك العربي، والضعف في مواجهة الأحداث السياسية، إلاّ عرض، نجم عنه كل ميزة لأعداء العرب. وفي إحدى المقالات، شبّهت العرب برجل قوي، حباه الله كلَّ عناصر القـوة؛ إلاّ أنه لا يدرك مصـادر قوّته، وإذا أدركها، فلا يستخدمها؛ وإنْ استخدمها، كان استخدامه إيّاها في التوقيت الخطأ، والمكان الخطأ؛ فتمسي قواه مبعثرة، وحركاته غير متسقة، ومصادر قوّته هباءً منثوراً!

طفـــــل

* ما هي توقعات سموّكم لمستقبل طفلٍ عربيٍّ، تشرق في ملامحه ذكريات المجد؟

ـ أتوقع مستقبلاً مشرقاً، بمشيئة الله. علينا أن نتفاءل بالمستقبل، وألاّ نيأس من رحمة الله. فالأمل، كل الأمل، أن يتعرّف العرب مصادر قوّتهم، ويحسنوا تخطيطها، تحقيقاً لمصالحهم؛ أن يجتمعوا على نقاط الاتفاق، ويبتعدوا عن بؤر الاختلاف؛ أن يقوّوا أنفسهم في شتّى مجالات القوّة؛ لأن قوّتهم رادع لغيرهم، من دون قتال، وضمان لتحقيق السـلام، المستمد من القوة والقدرة، وليس من الضعف والاستكانة. وقتئذٍ، يكون مستقبل هذا الطفل مشرقاً ـ بإذن الله ـ يتنسم أمناً وأماناً، وصحة وعافية، وتصونه أمة، يُحسب لها ألف حساب.

مثــــل

* من هو مَثلك الأعلى؟

ـ إنه والدي، مثلي الأعلى، في صفاته وأفعاله، في أخلاقه ومبادئه، في عطفه وكرمه، في حبِّه لوطنه وعائلته؛ في الشهامة والإخلاص، في روح العمل وتحمل المسؤولية. أطال الله عمره، ومتعه بكامل الصحة ووافر العافية؛ وجعلني فداءً له.

متى

* متى تقرأ؟

ـ ليس للقراءة عندي وقت معلوم؛ إذ كلما استشعرت الحاجة إلى المعرفة، لجأت إليها، وأفضَل أوقات القراءة في الصـباح الباكر، وأثناء التنقل، وفي الأسفار، وقبل النوم. أمّا القراءة الواجبة، التي يستدعيها اتخاذ قرار، أو إبداء رأي، فأنا جاهز لها في كل حين.

قـــراءة

* ماذا تقرأ هذه الأيام؟

ـ عدا التقارير والمعاملات، وملخصات الأبحاث والدراسات، أقرأ موضوعات موسوعة "مقاتل من الصحراء"، على شبكة الإنترنت، خاصة تلك التي لم يتيسر لي الوقت لقراءتها، قبل نشرها، في السابع والعشرين من فبراير الماضي. فهي أكثر من ممتعة، بتنوّعها في موضوعاتها. فعندما، تقرأ، مثلاً، حرب يونيه 1967، أو حرب أكتوبر المجيدة، من عدة وجهات نظر، المصرية والسورية والإسرائيلية، تستطيع أن تلمّ بأحداثها، وكأنك تعيشها. وكذلك عندما تقرأ تاريخاً وتستعرض وثائق، مضى عليها أكثر من قرن كامل، تشاهد المؤامرات السياسية، والمصالح الشخصية، والولاءات المتقلّبة، وكأن المسرح السياسي، لا يزال منصوباً. 

يــــوم

* لماذا اخترت يوم 27 فبراير، لإطلاق الموسوعة على الإنترنت؟

ـ لأنه يوم عزيز على قلبي، فهو يوم أعلنت فيه تحرير مدينة الكويت. ذكرى لا تنسى، ولن تُمحى من الذاكرة. وقد ربطت ميلاد الموسوعة بذكرى التحرير، حتى يكون هذا التوقيت حافزاً لنا إلى التطوير والإثراء والإبداع؛ فضلاً عن أن "جذور الأزمة، والاحتلال العراقي، والتحرير"، هو موضوع رئيسي في الموسوعة، يشغل فيها حيزاً، لا يقلّ عن ستة آلاف صفحة، اشتملت على حقائق، يُزاح عنها الستار، للمرة الأولى.

الأستــــاذ

* من هو أستاذك؟

ـ أستاذي هو كلّ من علمني حرفاً؛ وكلّ من أضاف، ولو معلومة واحدة إلى معلوماتي؛ وكلّ من أفادني بتجاربه؛ وكل من حرص على زيادة معارفي.

التلميـــذ

* ومن تلميذك؟

ـ من يعترف أنني علّمته شيئاً.

الحيـــــاة

* متى تقرأ "الحياة"؟

ـ الثانية عشرة ليلاً، أو قبلها بقليل.

صحــــف

* ومتى تقرأ الصحف الأخرى؟

ـ عادة، صباحاً مع الإفطار.

بكـــــاء

* هل بكيت يوماً ما؟ متى / لماذا؟

ـ نعم، وفي مناسبات عديدة. وإنني أعدّ البكاء نعمة من الله، لأنه تنفيس عمّا يعتمل في النفس من أحزان. فمثلاً، بكيت في شبابي، يوم أن فقدت "ريم"، أول ابنة رزقت بها، وأنا أواريها التراب. وبكيت لمقتل جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز، لشعوري بضخامة الفاجعة، التي أصابت العائلة، والمملكة، والأمة العربية كلها. وبكيت أثناء لقائي أول دفعة من الأسرى العراقيين، حين رمى أحدهم بنفسه على قدمَي، قائلاً، وهو ينتحب، إن لديه خمسة أطفال، وهو عائلهم الوحيد؛ ولم يأت إلى القتال إلاّ مرغَماً. فتأثرت بذلك كثيراً، وطمأنته، أنه أخ كريم، بصرف النظر عن كافة الأحداث، التي أوقعته في الأسر. كما لا أنسى، أطفال الأسرى الكويتيين، أثناء إحدى زياراتي إلى دولة الكويت الشقيقة، وهم يناشدون المسؤولين، أن يعيدوا إليهم آباءهم؛ فلم أستطع حبس دموعي. وبكيت فراق أخي، وصديقي، أمير الشباب، صاحب السموّ الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز. وبصفة عامة، يرقّ قلبي لطفل بريء يبكي، جائعاً أو عارياً؛ لأسْرة مشردة منكوبة بعائلها. وعلينا، في المملكة، أن نحمد لله نعمه ومننه، التي لا تُعدّ ولا تُحصى.

سعـــادة

* هل أنت سعيد؟

ـ دعنا نتفق، أن السعادة هي شعور بالبهجة المصحوبة بالرضا النفسي. تتحقق عندما تُشبع الحاجات، وتتحقق الأماني؛ ويستقر التوازن النفسي. ونتفق، كذلك، أن السعادة لا يمكن أن تكون حالة دائمة؛ فالإنسان المتفاعل مع الحياة، المشارِك فيها، لا يحقق رضاءً دائماً. وتكمن السعادة، من وجهة نظري، في القدرة على إسعاد الآخرين، وفي القناعة، القناعة بما قسمه الله؛ فما أصابني لم يكن ليخطئني، وما أخطأني لم يكن ليصيبني. وأعتقد أنني قانع قناعة تامة بما أنا فيه، وهذا يضفي عليّ سـعادة، ويجعلني قادراً على مواجهـة الحياة، المتقلّبة في أحوالها، والمملوءة بسـلبياتها وإيجابياتها. ولا تنسَ أن التوكل على الله حق التوكل، يشعرك بطمأنينة وهدوء، فأي شيء أكثر من هذا سعادة!

تفكيــــر

* في لحظة تأمل ... فيم تفكر؟

ـ هذا يتوقف على الوقت والمكان. ففي بعض الأحيان، يكون التفكّر في الأمور العائليـة، وأهمهـا مستقبل أولادي. وقد يكون التفكّر في الأمور السياسية، بدءاً بالمشاكل الساخنة، التي تفرض نفسهـا عليك، مثل: المسـيرة السـلمية وما ينتظرها، وكيف السبيل إلى أن يصبح للدول العربية رأي واحد، وقرار واحد، ومصلحة واحدة. تفكّر في ما يحدث للمسلمين، في الشيشان وكوسوفا والفيليبين، وغيرها من الدول. تفكّر في أحوال الشعب العراقي، الذي أوردته قيادته موارد الهلاك. تفكّر في الكوارث والحوادث، التي لا تخلو منها نشرة أخبار واحدة. ولا تمرّ دقيقة من دون أن يشغل فِكْر الإنسان مستقبل بلاده. وأحياناً، يُفَكّر في نفسه: ما حقَّق؟ وما عليه تحقيقه؟ هل أرضى عنه المحيطين به، في دوائرهم المتعددة؟ والأهم من ذلك كله، هل أرضى عنه خالقه؟ 

المنصـــب

* لصديق المنصب، ماذا تقول؟

ـ كفاك خداعاً، فأوراقك مكشوفة؛ ولست في حاجة إلى صداقتك؛ لأن المنصب لا يدوم؛ ومن ثَمّ، فصداقتك لن تدوم.

الصديــــق

* من هو الصديق الحقيقي؟

ـ الذي يصدُقُك القول، سواء أرضاك أو لم يُرْضِك. ويُقْبِل عليك، من دون مصلحة شخصية. وتجده إلى جانبك، وقت الشدائد. يحافظ على سرّك. ويسعده ما يسعدك، ويشقيه ما يشقيك، من دون نفاق، ولا رياء.

الأخبــــار

* من أين تأخذ الأخبار؟

ـ من وسائل الإعـلام المختلفـة، التقليديـة والإلكترونيـة. وممن أكلفهم بإجراء البحوث والدراسات. ومن المناقشـات والمحاورات، في مختلف المجالس والمناسبات.

تجربـــــة

* ما الذي استفدته من تجربة الوالد "الممتدة" في المجال الإداري؟

ـ استفدت وأستفيد، وتعلمت وأتعلم منه الكثير: تنظيمه، قُدْرته الفائقة على استيعاب جوانب الموضوع، مهما كان شائكاً؛ قُدْرته على اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب؛ تفصيل الأوامر بالقدر الملائم لصـلاحيات الشـخص الصادرة إليه؛ إعطاء الحرية للمرؤوسين بما يتلاءم مع مبدأ مركزية التخطيط ولا مركزية التنفيذ. كل ذلك في إطار من مراعاة كاملة للنواحي الإنسانية. ناهيك من صبره وطول باله، وابتسامته الهادئة، التي تشيع الطمأنينة في نفوس المحيطين به. أطال الله عمره، وأدام عزّه.

علاقــــة

* وكيف هي علاقتك الخاصة به؟ وهل تجد لديه الوقت لحكاية التفاصيل الصغيرة المتصلة بالحياة اليومية؟

ـ علاقتي بالوالد لها من الخصوصية والتميّز الشيء الكثير، مما يصعب أن أرويه، أو أعبّر عنه. فهي مزيج من علاقة الابن بأبيه، والخادم بسيده، والجندي بقائده، والتلميذ بأستاذه، والمُحبّ بأعزّ من يُحب. علاقة محبة وتقدير، واحترام وعرفان. ومثل هذا الرجل، بمسؤولياته وواجباته، ينبغي ألاّ نزعجه بتفاصيل الأمور اليومية، أو بصغائرها.

مشـــاركة

* كيف هي علاقتك بأبنائك؟ هل ازداد لديك الوقت، بعد التقاعد، لمشاركتهم الحياة وشؤونها؟

ـ علاقة أبوّة للصغير، وأخوّة للكبير. أوجّه وأراقب، من بعد. المبادئ والقيم، والأخلاق والمُثُل، ثوابت غير قابلة للنقاش، وبعدها كل شيء قابل للتفاوض بيني بينهم. ومن المؤكد أن مشاركتي في شؤون حياتهم، أمست أكثر من ذي قبل.

سفـــــر

* أنت مسافر دائماً ... لِمَ السفر؟ وكيف تجد الارتحال والاستقرار؟

ـ السفر، بالنسبة إليّ، إمّا للعمل أو لقضاء فترة من العطلة السنوية. وفترات السفر، حالياً، أصبحت قصيرة، وطالت مدد بقائي في المملكة، خاصة في الرياض. ولا شك أن فترات الارتحال، أثناء الخدمة العسكرية، كانت أطول بكثير من الوقت الحالي. فمنصبي قائداً لقوات الدفاع الجوي، المنتشر الوحدات والتشكيلات، اقتضى أن أجوب البلاد، من أقصـاها إلى أقصاها. ولا تنسَ أن في السفر سبع فوائد، كما يقال.

رأي

* ما رأي سموّكم في الصحافة المحلية؟

ـ خطت خطوات كثيرة، جادة وحثيثة، نحو التحديث والتطوير، وإتاحـة الفرص للشـباب السعودي، لممارسة العمل الصحافي، من خلال الكتابة والتحرير، وعرض الآراء والتحليل؛ ولها معالجات قيّمة للمسائل المحلية. أتمنى لها المزيد من التقدم والرقِي، وأتمنى لها انتشاراً عربياً واسعاً؛ فهي واجهة لنا جميعاً، آمل أن تكون واجهة مشرّفة.

مستثمـــر

* لماذا لم تدخل "مستثمراً"، في بعض جوانبها؟

ـ يكفي ما أعانيه في "الحياة" و"الوسط"، ومستقبلاً في "لها".

قراءة

* هل تقرأ كل الصحف المحلية؟

ـ معظمها، وأعرف العديد من العاملين فيها، وأسعد، كما يسعد المخلصون، بكلِّ نجاح أو سبق، تحققه صحفنا المحلية.

قلق

* ما الذي يقلقك في شأن تطويرها؟

ـ لا يقلقني شيء، في هذا الخصوص؛ لثقتي بالقائمين عليها. وإذا كان هناك ما يدعو إلى القلق، فهو قلق إيجابي، أن يجرى التطوير بأسلوب علمي صحيح، وتخطيط محكم، وتنفيذ دقيق؛ وعدم تقليد الغرب، إلاّ بما يتفق مع عقيدتنا وأعرافنا وتقاليدنا. وأن تتوازى وُجُوه التطوير، في الأمور الفنية والبشرية، والبشرية أهم.

إلغـــاء

* ما رأيك فيمن يدعو إلى إلغاء نظام المؤسسات الصحفية؟

ـ لم أطلع على مثل هذه الدعوة. ولكن، إذا طُرحت، فليكن للصحـافيين، والعاملين في الوسـط الصحافي، الرأي الفصـل؛ لأنهم أدرى بالمصلحة المهنية، تنظيماً وتحديثاً، وتطويراً وإثراءً.

خصخصـــة

* ما قولك في الدعوة إلى خصخصة الصحافة، وتطبيق نظام الشركات عليها؟

ـ الصحافة، حالياً، ملكية خاصة. ولا أعتقد أن هناك فرقاً بين أن تعمل الجريدة بنظام الشركات، أو المؤسسات الفردية. كلها أشكال مختلفة للملكية الخاصة. المهم تقديم الجديد المفيد، الصادق والمحايد، والمتفق مع عقيدتنا ومبادئنا.

فضـــاء

* لماذا لم تستثمر، سموّ الأمير، في القنوات الفضائية، والإنترنت"؟

ـ حالياً، أستثمر في الإنترنت، من خلال المشاركة في "العالمية". أمّا القنوات الفضائية، فقد ذكرت لك، في إجابة سابقة، أنني لا أزال أفكِّر وأدرس وأراقب.

مشروعـــات

* ما هي مشروعاتك، التجارية والإعلامية والثقافية المقبلة؟

ـ بالنسبة إلى المشروعات الإعلامية، فلكل حادث حديث. أمّا المشروعات الثقافية، فهي، أولاً، استكمال الأجزاء المتبقية من موسوعة التراث الشعبي، أو "الثقافة التقليدية". وثانياً، متابعة إصدارات "موسوعـة مقاتل من الصـحراء"، التي أتمنى أن تصبح موسوعة المليون صفحة، ويصير كل قسم من أقسامها العشرين، موسوعة فرعية مستقلة.

استفــــادة

* كيف نستفيد من الأندية، الثقافية والأدبية؟

ـ هذه الأنواع من الأندية، إذا أُحسن رعايتها، تستطيع أن تؤدي الكثير، وأن تسهم في نشر الثقافة وتطويرها، والارتقاء بالذوق العام والحس الفني، والاهتمام باللغة العربية، وإلقاء المزيد من الضوء على تراثنا. وكما أعلم، فإن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، تبذل جهوداً مقدَّرة، للرقِي بهذه الأندية؛ وثقتي بالرجال القائمين عليها كبيرة. وأدعو القطاع الخاص، أن يمد يده ليحتضن هذه المنابر المهمة. وملاحظتي الوحيدة عليها، أنها مقتصرة، حالياً، على المدن الكبرى؛ ما يحرم المثقفين في غيرها من الانتفاع بالخيرات الأدبية لهذه النوادي. كما آمل أن تُعنى بمساعدة الأدباء من الشباب على النشر وإصدار إنتاجهم.

مــــاذا

* ماذا عن الجلسات المفتوحة للأدباء والمثقفين؟ وكيف نستثمرها؟

ـ إنها جلسات تشبه، إلى حدٍّ كبير، الصالونات الأدبية، في مصر، القرن الماضي. وهي، لا شكّ، مفيدة، إذا بعدت عن المهاترات والمجاملات، والإسراف والمظهرية؛ وابتغت مناقشة القضايا الفكرية المهمة، والجادة، المحلية والعربية. واستثمارها يكون بنشر حواراتها البنّاءة، في وسائل سمعية وبصرية، لتصل إلى من لم يحظ بحضورها. ويمكن الاستفادة من تجارب من سبقونا، في هذا المضمار، وتطويرها، لخير الحركة الأدبية والفكرية.

زراعــــة

* أَلَكَ اهتمامات خاصة بالزراعة؟ متى بدأت؟ وكيف؟

ـ نعم. بدأت أوائل الثمانينيات، بإنشاء مزرعة خاصة، حرصت أن تكون متنوعة الأنشطة، زراعية وحيوانية؛ ومتكاملة المراحل: زراعةً وتجميعاً وتغليفاً وتسويقاً. وتجد في الأسواق، ولله الحمد، إنتاجها، الذي أصبح له، ولأغنام "الخالدية"، مذاق مميز.

مــــاء

* في صحراء ... ونكاد نكون دون ماء ... هل يقلقك مستقبل الثروة المائية، وكذا مستقبل الزراعة في وسط مقفر؟

ـ مستقبل الثروة المائية، يقلق معظم الشعوب. إذ إن ظاهرة الجفاف، أصبحت شبه عامة، حتى إنها باتت تهدد الحياة في أماكن متفرقة، لا عهد لها بالجفاف؛ بل إن بعض الصراعات الحالية، لم يسببها إلاّ المياه، مثل: الصراع السنغالي ـ الموريتاني؛ والمشاكل بين تركيا من جانب، وسورية والعراق من جانب آخر؛ والتوسع الصهيوني، منذ نشأة إسرائيل، وتمسكها بهضبة الجولان. وأتوقع أن تكون المياه محور الصراعات المقبلة. وقد يأتي وقت، يزيد فيه سعر برميل المياه على مثيله من النفط. لذا، علينا في المملكة، ترشيد الاستهلاك؛ لأن ما ندّخره، اليوم، من المياه، هو رصيد لأبنائنا، في المستقبل.

نخلـــــة

* في مزرعتك جميع أنواع التمور. لماذا النخلة؟ وكيف ترى النخلة في وسط البيوت؟

ـ النخلة هي مظهر الحياة في صحراء، مثل صحرائنا؛ الحياة بكل أبعادها. فهي تقدم المأكل والملبس والمسكن والعلاج، من رطبها وتمرها وسعفها وجريدها، ونواها، كذلك. والاكتشافات الطبية، تثبت، كل يوم، الفوائد الغذائية لرطبها، وأنها تمثل غذاءً كاملاً. ذكرها المولى ـ عزّ وجلّ ـ في محكم آياته، غذاءً وعوناً للحامل، أثناء الولادة وما بعدها. وإنّي أراها وسط البيوت، بقامتها المديدة، رمزاً لعزة هذا الوطن وتراثه وأصالته، ودليلاً على موقعها وأهميتها.

أمّا تمور المزرعة، فلدينا أكثر من ثلاثين نوعاً، لكلٍّ منه مذاقه الخاص، الذي لا يُكتشف إلاّ بتذوق "تمور الخالدية".

انضبـــاط

* انضباطك العسكري ... هل ينطبق على نظام حياتك اليومي؟ "متى تستيقظ؟ كيف تنظم وقتك؟ متى تزور؟ ومتى تُزار؟ ومتى تنام؟

ـ بداية، أودّ توضيح أنه لا يوجد انضباط عسكري، وآخر مدني؛ وإنما هو انضباط واحد. فالتربية انضباط، والسلوك القويم انضباط؛ وديننا الحنيف قائم على الانضباط، انضباط في التوقيت والحركة، في المواقيت والمناسك، في النظافة والتطهر، في كل صغيرة وكبيرة. أمّا الاستيقاظ والنوم، فلا تَسَلْ عنهما جندياً؛ إذ يختلف موعدهما باختلاف مهامه. فهو يستطيع التكيف معها، وترتيب أولوياته. وأمّا تنظيم الوقت، فهو بين العمل والرياضة اليومية والقراءة، وممارسة الهوايات. وأزور في التوقيت الملائم لمستضيفي. ومكتبي ومنزلي مفتوحان أمام كل زائر.

مـــن

س68: من أنت؟

ـ جندي، كان وسيظل، في خدمة دينه، ثم مليكه ووطنه.

ملل

* هل مللت، سموّ الأمير، من الأسئلة؟

ـ أرجو ألاّ يكون القارئ، هو الذي أصابه الملل.

هــل

* هل بقي شيء؟

ـ نعم. لم تسألني عنوان موسوعة "مقاتل من الصحراء"، على الإنترنت. ألا تريد السياحة عبر صفحاتها؟

مـــا

* بلى … فما هو إذا تكرمت.

ـ يسعدني ذلك. WWW.moqatel.com

ــــــــــــــــــــــــ