إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / الأحاديث الصحفية، التي أدلى بها، صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى:




مجلة المجالس، العدد 1338
مجلة الصقور
مجلة كلية الملك عبدالعزيز/42
الأمير و الجنود السعوديون
الأمير مع الأمير سلطان
الأمير مع خادم الحرمين
الأمير يهدي كتابه إلى السفير
الأمير خالد مع الشيخ جابر
الأمير خالد مع شوارتزكوف
الأمير في مسرح العمليات
الملك فهد يتفقد القوات
الملك فهد في حفر الباطن
حديث إلى مجلة الحوادث
حديث إلى مجلة كلية الملك عبدالغزيز
سمو الأمير خالد بن سلطان
صورة من مجلة المجالس
صورة من مجلة الرجل
صورة للأمير من مجلة الرجل
صورة للأمير خالد في مجلة الرجل
صورة للأمير، من مجلة الرجل
صورة لسفينة حربية سعودية
غلاف مجلة أكتوبر
غلاف مجلة الحوادث
غلاف مجلة الرجل
غلاف مجلة كلية الملك عبدالعزيز





حديث

إلى مجلة "الرَّجُـــل"

الرياض، جمادى الأولى 1425، يوليه 2004

ـــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نِعْم الوالد ... نِعْم المُعَلّم ... نِعْم القائد

ذلكم أبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

خالد بن سلطان بن عبدالعزيز

ـــــــــــــــــــــ

 

نِعْم الوالد هو؛ فقد أدّى واجبه خير أداءٍ، تجاه تربيتنا وتنشئتنا؛ وجّهنا وأدّبنا، ربّانا على الشعور بالمسؤولية، وحُبّ الوطن والتضحية في سبيله، والشجاعة في الرأي، والصدق في القول، والأمانة في العمل. وتنشئته إيّانا، يمكن أن أختصرها في جملة واحدة: "الجمع بين القسوة والشدة اللازمتَيْن، والرحمة واللِّين الواجبَيْن". حقيقة، كان القدوة الحافزة، والقوة الدافعة، في حكمة وحزم. أليست هذه شِيَم الأب المثالي!

 

نِعْم المعلم هو، الذي تعلمنا منه الصبر والجَلَد، والاستماتة في سبيل البلد. لم يدخر جهداً في سبيل تعليمنا المُثُل والمبادئ والقِيم. زرع في نفوسنا حُبّ العائلة وخدمة أفرادها، علّمنا الترابط والتلاحم في العسر قبل اليسر. كانت تصرفاته خيرَ معلمٍ لنا، وحكمته خير موجه لنا. نحاول التشبه بـه فـي الرجولة والشهامة وحُب الخير، ونقتبس منه روح العمـل والواجب. وقُصارى ما نسعى إليه الآن، أن نَقْتَفِـي أثـره، ويا ليتنا ننجح!

 

نِعْم القائد هو؛ فهو مثلي الأعلى، كان وسيظل نبراساً أستضيء به، طول حياتي. ولن أنسى مواقفه ومؤازرته لي أثناء حرب الخليج، وأنا أشغل آنئذٍ، منصِب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. إذ كان الدرع التي أحتمي بها. كانت توجيهاته اليومية، أثناء الأزمة والحرب، تلهمني الصواب، ترسم لي المسار. لقد كان أحد صناع النصر، بل كان الجندي المجهول وراء كل نصر. تعلمت، وما زلت أتعلم منه الكثير: تنظيمه، قُدْرته الفائقة على استيعاب جوانب الموضوع، مهما كان شائكاً؛ قُدْرته على اتخاذ القرار الملائم في التوقيت الموائم؛ تفصيل الأوامر بالقدر المكافئ لصلاحيات الشخص الصادرة إليه؛ إعطاء الحرية للمرؤوسين بما يوافق مبدأ مركزية التخطيط، ولا مركزية التنفيذ. كلُّ ذلك في إطار من مراعاة كاملة للنواحي الإنسانية. ويتوج ذلك كله صبره وطول باله، وابتسامته الهادئة، التي تشيع الطمأنينة في نفوس المحيطين به. أليست هذه سمات القائد الحقّ؟

 

وفي الختام، إن لعلاقتي بسموّه الكريم خصوصية وتميّزاً كبيريْن، فهي علاقة حُبٍّ بلا حدود، وتقدير بلا مثيل، وإمعان في خدمته، للفوز برضاه. إنها مزيج من علاقة الابن بأبيه، والخادم بسيده، والجندي بقائده، والتلميذ بأستاذه، والمُحبّ بأعزّ من يُحب. ولا ريب أن شخصية ذلكم الرجل العظيم، كان لها الأثر البالغ في حياتي؛ فهو مَثلي وقدوتي، وغايتي وأسوتي. وحُبّي له، لا يفوقه حُب، إلاّ حُب الله ورسوله. واحترامي له، لا يدانيه احترام. ولا أملك إلاّ أن أخفض له جناح الذلِّ، اعترافاً بفضله. أدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يمنَّ عليه بموفور الصحة، ووافر العافية. وأسأله ـ جلّ عُلاه ـ أن يحفظه ويرعاه، ويُسَدِّد على طريق الخير خُطاه.

ـــــــــــــــــــ