إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الأشعة تحت الحمراء




نظارة من الجيل الثاني والثالث
بصمة حرارية لطائرة عمودية
تصميم كاشف حراري
صورة لشاحنة بجهاز تصوير حراري
صورة لشخص بجهاز تصوير حراري

مكونات نظام FLIR
حساب طول الموجة
صمام من الجيل الأول
صمام من الجيل الثالث
صمام من الجيل الثاني




المبحث الثالث

المبحث الثالث

التطبيقات العسكرية والمدنية للأشعة تحت الحمراء

أولاً: التطبيقات العسكرية

1. الكواشف الحرارية في المقذوفات

تُعد تقنيات التصوير بالأشعة تحت الحمراء من التقنيات، التي استخدمت في الجيل الأخير من المقذوفات، حيث تستخدم نظرية "اضرب وانس" Fire and Forget، فيتولى المقذوف التفتيش عن الأهداف، معتمداً على بصمتها الحرارية. وعند استخدام هذه التقنية في أسلحة الضرب غير المباشر، مثل مدافع الهاون، فإن عملية الانقضاض من أعلى، التي يحققها مسار المقذوف، تكون ذات تأثير قاتل للهدف،حيث توجد أقل مناطق الهدف تدريعاً، وأكثرها تعرضاً للخطر الخارجي.

ويضيف استخدام حيزين مختلفين للتوجيه بالأشعة تحت الحمراء "ذكاء" أكثر للذخائر الثانوية Submunition الموجهة، حيث يتم التغلب على أعمال الخداع الحراري المعروفة، وتتجه الذخائر فقط نحو الهدف الحقيقي، طبقا للبصمة الحرارية الموجودة في ذاكرة الكمبيوتر.

ومن أمثلة هذه الذخائر المقذوف السويدى "ستريكس" Strix، الذي يستخدم مع مدفع الهاون عيار120 مم، ويزن 16 كيلوجراماً، ويبلغ طوله 83 سم، ويستخدم باحثاً للأشعة تحت الحمراء يتميز بالحساسية الفائقة في التقاط الأهداف والتمييز بينها، فبمجرد التقاط هدف ما وتحديد مكانه، تبدأ وحدة البرمجة في تغذية جهاز توجيه المقذوف بكل التفصيلات اللازمة عن زاوية الارتفاع، وزمن المرور، وذلك بغرض تنشيط دائرة برمجة المقذوف. وبعد تحديد مكان الهدف بالدقة المطلوبة، وكذلك حالة الجو، يصبح المقذوف جاهزاً للإطلاق، مثل أي مقذوف تقليدي آخر.

وعندما يبلغ المقذوف الارتفاع المحدد له، ينشط الباحث عن الهدف، ويقوم بتكبير الإشارات تحت الحمراء، توطئة لتحليلها داخل الوحدة الإلكترونية، التي تميز بين الأهداف المختلفة عن طريق مقارنتها بما سبق تخزينه من معلومات عنها لاختيار ما يتطابق منها. وبإتمام كل ما سبق ذكره يدخل المقذوف مرحلة الإطباق على الهدف Lock on.

وتنتج الشركة الفرنسية للاتصالات "سات" SAT أجهزة التوجيه الذاتي بالأشعة تحت الحمراء، والمستخدمة في توجيه الصواريخ جو/ جو من طرازات "ماترا - 530" Matra-530 و " ماجيك-1" Magic-1 و " ماجيك - 2" Magic -2، و"ميكا" MICA، والصواريخ سطح/جو قصيرة المدى من طراز "ميسترال" Mistral.

وتنتج شركة "طومسون" الفرنسية النظام Atlis-II، الذي تستخدمه الطائرات الفرنسية من طراز "جاجوار"، في إطلاق الصواريخ الموجهة بالليزر طراز AS30L.

وتعتمد فكرة توجيه الصاروخ الحراري على تجميع الأشعة الحرارية المستقبلة من الهدف في بؤرة، عن طريق وحدة ضوئية، تقوم بإمرارها على وحدة قياس زاوية انحراف الصاروخ، والتي تتكون من قرص ينقسم إلى نصفين: أحدهما يمرر الأشعة بنسبة 50%، والنصف الآخر ينقسم إلى قطاعات زاوية متتالية، تمرر الأشعة بنسبة 100% و صفر%، على التوالي. وبالإدارة الميكانيكية لهذا القرص يتم تقطيع الإشعاع الحراري المستمر المستقبل، وتتولد إشارة نبضية مشفّرة، تستخدم لتوجيه الصاروخ.

وقد استخدمت الصواريخ ذات التوجيه بالاستشعار الحراري، منذ الستينيات، حينما فاجأ الثوار الفيتناميون الطائرات الأمريكية بالصاروخ السوفيتي " سام-7"، الذي يطلق من الكتف، والذي عرف باسم " ستريلا "، مما تسبب في خسائر واضحة في القوات الجوية الأمريكية. ومن هذا الجيل ظهر الصاروخ الأمريكى "رد آي "Redeye ، ثم تبعه جيل " شابرال "، و"سام- 7 المعدل "، و"سام- 9". وظهرت أيضا الصواريخ الحرارية المضادة للدبابات " هوت " HOT و" تو " Tow. وفي الوقت نفسه ظهرت الصواريخ جو/ جو الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، مثل الصاروخ "سايدويندر" Sidewinder الأمريكي، والصاروخ "ماجيك" Magic الفرنسي. وهكذا ظهر تهديد جديد للأنظمة والمعدات، يسترشد، في عنف تهديده، بالأشعة تحت الحمراء.

والأساس في الصواريخ الحرارية هو الرأس الباحث Seeker ، الذي يتكون أساساً من ثلاث مجموعات، هي:

أ. مجموعة البصريات: وتقوم بالمسح، وتجميع الإشعاع الحراري الصادر من الهدف وتركيزه.

ب. السبيكة: التي تقوم بتقسيم هذا الإشعاع المستمر ميكانيكياً، ليتم تحويله إلى نبضات مشفرة، يتم نقل إلى الجزء الحساس، وهو الكاشف الحراري.

ج. الكاشف الحراري IR Detector: الذي يحوّل هذه النبضات إلى أوامر توجّه الصاروخ، ليقوم بتتبع الهدف.

وتتميز الصواريخ الحرارية الحديثة، سواء أرض/ جو المستخدمة ضد الطائرات، أو جو/ أرض، أو أرض/ أرض، المستخدمة ضد الدبابات، بتزويدها برأس باحث "ذكي" Smart، كما في الصاروخ الأمريكي" ستنجربوست" Stinger Post، حيث يتولى هذا الباحث الاستشعار في حيز الأشعة تحت الحمراء، وحيز الأشعة فوق البنفسجية، وهذا ما يصعب معه خداع الصاروخ بوسائل الحرب الإلكترونية.

كما تتميز الصواريخ أيضاً بمشغلات دقيقة microprocessors وذاكرة memory تفرق بين سرعة الهدف الحقيقي والهدف الهيكلي Dummy، من خلال كمية الإشعاع المفروض وصولها من الهدف الحقيقي إلى المستشعر، على مسافات مختلفة. فإذا فرض أن الهدف الهيكلي، كان ذا إشعاع أكبر من الهدف الحقيقي، فان الصاروخ يتجنبه ويتوجه إلى الهدف الحقيقي. ويظهر ذلك في النظام الأمريكيAssault Breaker، حيث يحمل الصاروخ الرئيسي عدة مقذوفات ثانوية إلى منطقة الهدف، مثل تجمع مدرعات معادية. وهنا ينطلق كل مقذوف ثانوي إلى دبابة فيدمرها. فإذا دُمّرت دبابة زاد مستوى الإشعاع الحراري الصادر منها عما هو مخزن في ذاكرة المقذوف الثانوي، فلا يتجه إليها، بل ينتقي دبابة لم تُصَب من قبل. فإذا دمرت جميع الدبابات، فإن المقذوفات الثانوية تنفجر وتتفتت، وتتطاير منها ألوف الشظايا، بالقرب من سطح الأرض، فتدمر المباني وتقتل الأفراد.

ولابد من تحقيق التوافق بين حيز الكواشف الحرارية، والبصمة الحرارية للهدف المعادي، سواء كان طائرة أم دبابة. وعندما تزداد حساسية الكواشف الحرارية، فإن ذلك يساعد على التعامل مع الهدف من جميع الاتجاهات، سواء في أثناء اقترابها، أو ابتعادها، أو من الأجناب.

وقد ظهرت أهمية وجود أنظمة للتعارف لتمييز العدو من الصديق، حتى يمكن التأكد من هوية الهدف، درءاً للأخطاء، وتجنباً لإصابة الأهداف الصديقة. وتركب أجهزة التعارف على القاذف، كما في الصاروخ الأمريكي "ستنجر"، الذي يمتاز أيضا بحساسية فائقة، علاوة على ميزة الكاشف الثنائي Dual Sensor ، حيث يمكن تمييز جزء من الإشعاع واستقباله في حيز الأشعة فوق البنفسجية، التي تصاحب الطائرات النفاثة. ومن هنا يتأكد الهدف الحقيقي، فيصعب بذلك خداع الصاروخ.

2. اقتفاء أثر المقذوفات

تستخدم تقنيات الأشعة تحت الحمراء في اقتفاء أثر المقذوفات. وفي هذا المجال تنتج الشركة الفرنسية للاتصالات "سات" SAT جهازاً يعمل بالأشعة تحت الحمراء، أطلق عليه اسم MINILIR، وهو قادر على العمل ليل نهار، ويحدد في الوقت الحقيقي، وبالصورة، مسار جميع المقذوفات والصواريخ. ويركب هذا الجهاز على برج صغير،ويسهل نقله، ويستخدم في تجهيز ميادين الرماية الكبرى.

3. تقنيات الإعاقة على مستشعرات الأشعة تحت الحمراء

الإعاقة على مستشعرات الأشعة تحت الحمراء تعنى ببساطة، عدم تمكين المقذوف الموجه بهذه الأشعة من إصابة الهدف. ونظراً للتقدم الهائل في أنظمة الصواريخ، التي توجه بالأشعة تحت الحمراء، ظهر الاهتمام بالأعمال المضادة المناسبة، وذلك لتقليل فاعلية المقذوفات والصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء. ومن أهم الفروق الرئيسية بين الأشعة تحت الحمراء والرادار، يلاحظ أن إعاقة الجهاز، الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، تختلف عن إعاقة الرادار، إضافة إلى أن أجهزة الأشعة تحت الحمراء السلبية، لا تعتمد على أي شعاع مرتد من الهدف، بل تعتمد على الخصائص الإشعاعية للهدف ذاته. وهنا تكمن الخطورة، لأن كل الأهداف تشع، طالما أن درجة حرارتها تزيد على الصفر المطلق.

ومعظم الأعمال المضادة للأشعة تحت الحمراء، تعتمد على منطقين رئيسيين هما: توليد أهداف خداعية، وإخماد الإشارة، التي تصل إلى الكواشف الحرارية المعادية. وهناك أساليب متعددة للإعاقة على مستشعرات الأشعة تحت الحمراء، نذكر منها ما يلي:

أ. الأهداف الخداعية

يُعد إطلاق الأهداف الخداعية من الطائرات من أنجح الطرق للأعمال المضادة للصواريخ الحرارية، خصوصاً، عندما تقل سرعة الطائرة عن سرعة الصوت. وتتألف الأهداف الخداعية في أبسط صـورها، من مصدر حراري، يطلق عليه اسم "المشاعل" Flares، التي تتألف من مصدر وقود، مثل بودرة المغنسيوم أو الألومونيوم، إضافة إلى جسم يوفر إمكانية التعلق في الجو أو الهبوط البطيء. ومع الاحتراق، تتولد درجة حرارة، توفر بصمة حرارية، لابد أن تتوافق مع البصمة الحرارية للهدف المراد حمايته. ويمكن أن يكون المشعل الحراري من الماغنسيوم والتيفلون. ويشتمل أحد المكونات، على الحديد والألومونيوم.

ولا تلقى المشاعل الحرارية من الطائرة بصورة عشوائية، بل إن هناك اعتبارات تتعلق بالهدف المراد حمايته، ومدى الهدف وسرعته، واتجاه الصاروخ الحراري وسرعته. ومن ثم توجد في الطائرة، وسائل للإنذار الحراري تنبه الطيار باقتراب صاروخ نحوه. ومن هنا يبدأ الطيار في الإجراء المضاد، بإلقاء المشاعل الحرارية.

وزيادة الفاصل بين المشاعل الحرارية، يزيد احتمال الإصابة، كما أن تقليل الفاصل بين المشاعل، فيه خطورة على الطائرة، نظراً لقرب المشعل من الطائرة. ويراعى دائماً ألا يصل المشعل الحراري إلى قمة التوهج، قبل أن يميز الصاروخ بين المشعل والهدف. كما يجب أن يصل التوهج إلى أقصاه قبل أن يغرب المشعل عن مجال الرؤية للصاروخ.

ويجب دائماً أن يكون زمن احتراق المشعل مساوياً، على الأقل، لزمن طيران الصاروخ المتوقع من موقع الإطلاق حتى الهدف، وذلك حتى لا يعيد الصاروخ ربط نفسه على الهدف مرة أخرى بمجرد انتهاء زمن الاحتراق وانطفاء المشعل.

ونظراً للقدرة المحدودة على حمل المشاعل الحرارية، حيث لا يتجاوز ما تحمله الطائرة الحديثة 100 خرطوشة، ونظراً لأن الزمن المحتمل لوصول الصاروخ للطائرة 3- 5 ثوان، فإن ذلك يحتم إطلاق خرطوشة كل 3 ـ 5 ثوان، وهكذا تستهلك الحمولة في عدة دقائق، وبالتالي فلا يجب إلقاء المشاعل بصورة عشوائية، بل يجب توفيرها إلى اللحظات الحرجة للغاية، التي تكون فيها الطائرة فعلاً في متناول الصواريخ المعادية. وهكذا تظهر أهمية أجهزة الاستقبال لأغراض الإنذار. ناهيك عن أن المشاعل الحرارية تمثل حمولة إضافية تقلل من حمولة الطائرة من الذخيرة والسلاح، وهكذا تحتم طبيعة الصراع الحساب الدقيق لخطورة التهديد، وضرورة الإجراءات المضادة.

وعندما تستخدم الطائرة نظام الإنذار للأشعة تحت الحمراء، فإن مكتشف هذه الأشعة في النظام يلتقط الطاقة الحرارية المنبعثة من الصاروخ، وهو ما زال على منصة الإطلاق، أو خلال انطلاقه نتيجة لحرارة العادم، أو لحرارة احتكاك الصاروخ بطبقات الجو، وبذلك تتاح الفرصة للطيار للقيام بالمناورة اللازمة للتخلص من الصاروخ.

وتستخدم الولايات المتحدة مادة كيماوية جديدة يطلق عليها Pyrophoric، تتفاعل تلقائياً مع الأكسجين، وتصدر إشعاعاً حرارياً يماثل البصمة الحرارية للطائرة. وفي هذا توفير للحمولة، وتقدم واضح في التكتيك والاستخدام.

وتستخدم الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً للإنذار عند اقتراب الصواريخ السلبية، التي تستخدم الأشعة تحت الحمراء في التوجيه، ويقذف النظام المذكور شراكاً خداعية مضيئة قابلة للتمدد. وهناك برامج لتطوير صواريخ هجومية للضرب من منطقة أمان Distance Stand of، وهذه الصواريخ تطلى بمواد لا تعكس الأشعة الرادارية.

وتستخدم روسيا أنظمة دفاعية، يزعم أنها توفر الحماية للدبابات من الصواريخ الحرارية الموجهة ضدها. وقد عرضت هذه الأنظمة للتصدير، وهي تنتج حالياً لصالح الجيش الروسي، ومن هذه الأنظمة نظام Tshul-7، وهو نظام تشويش على الأشعة تحت الحمراء، ويعمل عن طريق إطلاق إشارة تحكم تتداخل مع دورة التوجيه الإلكتروني للصاروخ، وتتسبب هذه الإشارات في قطع الصلة بين نظام إطلاق الصاروخ، وقدرته على تحديد موقع الأشعة تحت الحمراء.

ب. الأهداف المقطورة

تمثل الأهداف المقطورة إحدى الوسائل الإيجابية للأعمال المضادة للأشعة تحت الحمراء، حيث يتم قطر المصدر الحراري على مسافة بعيدة من الهدف، ولكن ذلك يؤثر في الديناميكا الهوائية للطائرة، علاوة على أن الهدف المقطور يحمى الطائرة من صاروخ واحد فقط، في وقت تتعرض فيه الطائرة إلى سيل من الصواريخ.

ج. الدخان

ويعّد الدخان من وسائل الإخفاء المفيدة، وخاصة الدخان غير المنفذ للأشعة تحت الحمراء، وإن كان الدخان يتبدد في وقت قصير نسبياً، غير أنه يمكن أن يغطي مؤقتاً التحركات في الأوقات الحرجة.

د. تغيير اتجاه العادم

هي إحدى الطرق الإيجابية للتغلب على الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، بالصورة التي يصعب معها الكشف. ولقد تم ذلك في الأجيال الحديثة من الطائرات الهليكوبتر، مثل "أباتشي" Apache الأمريكية، حيث تم تغيير فتحة العادم ليكون التسريب لأعلى، وعلى الجانبين. وهكذا يتغير الشكل الإشعاعي الحراري، بصورة تقلل الإشعاع في اتجاه الكواشف الحرارية المعادية.

ومعروف أن المحرك وفتحة العادم يعّدان المصدر الرئيسي للإشعاع الحراري للطائرات، التي تقل سرعتها عن سرعة الصوت، كما في الطائرات العمودية، في حين يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للمقاتلات التي تزيد سرعتها على سرعة الصوت.

هـ. استخدام الطلاءات

ومن وسائل مقاومة الانبعاث الحراري، استخدام بعض الطلاءات، التي تقلل انعكاس الطاقة الحرارية على السطح المعدني للطائرة. كما أن هناك أبحاثاً لاستخدام طلاءات خاصة للمقاتلات، التي تزيد سرعتها على سرعة الصوت، بحيث تقوم بإشعاع الطاقة الحرارية في نطاقات من الطيف خارج نطاقات الاستشعار الحراري المألوفة.

ويزود الأفراد حالياً بسترات قتالية تضعف بصمة الأشعة تحت الحمراء، عن طريق عزل مرتديها. ولكن هذا قد يعيق عملية تبريد الجسم. وهذا لا يناسب الجنود العاملين في المناخات المدارية، كما في المناطق المعتدلة أو الباردة. وهنا مرة أخرى توجد مجالات للباحثين. ويقال إن هناك عدداً من المواد لا يكتشفها التصوير الحراري، ولكن هذا قول مشكوك فيه. إلا أن هذه المواد قد تساعد في إخفاء الأشياء عن الكاشف الحراري.

وفي هذا الإطار فإن هناك مادة تعرف ب " تمبرو" Tempro، يتم ترويجها حاليا لإخفاء الأشياء عن أجهزة التصوير الحراري، العاملة على نطاق تردد محدود. كما تساعد على توهين البصمة الحرارية للمركبات المدرعة والمركبات العسكرية غير المدرعة.

و. استخدام المواد المركبة

هناك اتجاه حديث لاستخدام المواد المركبة Composites في صـناعة هيكل المعدات العسكرية، مما يقلل وزنها، ويقلل كثيراً من بصمتيها الحرارية والرادارية، وهو اتجاه جديد بدأ يؤكد نفسه كثيراً، في عالم صناعة الطائرات بصفة خاصة.

ز. الأنظمة المتكاملة للإعاقة الحرارية

تتلخص فكرة الأنظمة المتكاملة للإعاقة الحرارية، في استخدام عدة مصادر للإشعاع الحراري، في أماكن مختلفة من الطائرة، تعمل على التتابع، بحيث يتم تشغيلها وإيقافها بمعدل مناسب، فيتخذ الصاروخ مساراً لولبياً، حيث يترنح متجهاً نحو كل مصدر حراري عند تشغيله، وهكذا يضل الصاروخ هدفه.

وهناك بعض أنظمة الإعاقة الإيجابية، التي تركب على الطائرات العمودية، مثل النظام AN/ALQ-144، الذي تجهز به العمودية الأمريكية Cobra AH-15 في تكامل مع أنظمة الإعاقة الرادارية ALQ-136، وأنظمة الإنذار الرادارية APR-39، وأنظمة الرقائق المعدنية M-130، بما يؤكد الاتجاه إلى تكامل أنظمة الحرب الإلكترونية، ويعتبر ذلك السمة المستقبلية لأنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة، والتي توفر الحماية الذاتية.

وفي مجال تكامل أنظمة الإعاقة مع أنظمة الملاحة، تنتج الولايات المتحدة نظام الملاحة والتصويب الليلي، بالأشعة تحت الحمراء على الارتفاعات المنخفضة "لانترن" LANTIRN، من النوعين AN/AAQ- 13,14؛ للعمل مع القوات الجوية. وصمم هذا النظام ليركب على الطائرات المقاتلة، من أنواع F-16 C/D، F-15E.

4. الأعمال المضادة للإعاقة الحرارية

وفي مجال الأعمال المضادة للإعاقة، تتجه البحوث نحو تطوير الصواريخ ثنائية الكواشف، فإذا خدع مستشعر، قام الثاني بأداء المهمة. وعلى سبيل المثال أنتجت اليابان الصاروخ " كيكو " Keiko، الذي يعمل بالاستشعار الحراري، ويستخدم باحثا يعمل بصورة الفيديو، ويفوق الصاروخ الأمريكي "ستنجر‍‍‍‍‍‍‍‍" ‍‍. وهكذا تتعقد إجراءات المواجهة في عالم الأعمال الإلكترونية المضادة المتكاملة.

وقد ظهر حل آخر للتغلب على أعمال الإعاقة على الأسلحة، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء. ويتمثل هذا الحل في تصميم جهاز استقبال للأشعة تحت الحمراء، يمكن توليفه بحيث يستطيع تحليل الإشارة الملتقطة من الهدف، والاحتفاظ بعينة منها، يتم مقارنتها باستمرار، مع المعلومات المستقبلة، حتى يمكن تمييز أي معلومات كاذبة " تداخل" عن المعلومات الحقيقية للهدف الأصلي. وقد استلزم ذلك تطوير مادة جديدة، تساعد في عملية توليف المستقبل, وهذه المادة ثلاثية التركيب وبلورية، واسمها "تلوريد المنجنيز الزئبقي" Mercury Manganese Telluride: HG: Mn: Te. والتحدي الرئيسي في تصنيع هذه المادة هو درجة نقائها، مما يجعلها أكثر تعقيداً من عملية تصنيع المواد الثنائية.

ثانياً: التطبيقات المدنية

شهدت التطبيقات المدنية للأشعة تحت الحمراء، في السنوات القليلة الماضية تطوراً مدهشاً، وانفتحت أمام عمليات الكشف والتحقق من الأهداف إمكانيات واسعة، طالما شكلت في الماضي طموحات تقنية، في المجالات المدنية، كما حدث في المجالات العسكرية. وفيما يلي استعراض لبعض التطبيقات المدنية للأشعة تحت الحمراء.

1. كاميرات المراقبة الحرارية

استخدمت الكاميرات التلفزيونية في الماضي لأغراض المراقبة، وحراسة الطرق، والحدود، والسواحل، حيث تقوم برصد الأشخاص والأشياء وتمييزها، ليلاً ونهاراً. ولكن هذه الكاميرات لم تكن تؤدي مهمتها بكفاءة في حالات الرؤية الضعيفة، أو ليلاً، فضلاً عن قصر مسافة المراقبة. أما الكاميرات التلفزيونية، التي تعمل في حالات الرؤية الضعيفة، فلا يمكن استخدامها نهاراً، أو في حالات الإظلام التام، كما أن مداها محدود وتتأثر بأعمال التمويه.

وتستخدم حالياً كاميرات المراقبة الحرارية في اكتشاف الأهداف على مسافات كبيرة وإظهارها على شاشات تلفزيونية. ويمكن وضع الكاميرات على حوامل، يتم التحكم فيها عن بعد. ويمكن أيضا استخدام بعض الكاميرات في المراقبة الجوية، أو في المراقبة البحرية. كما تستخدمها قوات مكافحة الجريمة، في البحث عن المجرمين، والضحايا، والمفقودين.

2. إصلاح الكروت الكهربية

تستخدم الأجهزة الحرارية في إصلاح الكروت المطبوعة للدوائر الكهربية Printed Circuits، حيث توصل القوى الكهربية إلى كرت سليم لفترة ثوان معدودة، ثم يتم التقاط صورة حرارية للكرت، وتحفظ في ذاكرة كمبيوتر. وعند اختبار دائرة عاطلة من النوع نفسه، يتم توصيلها بالجهاز وإدخال رقم مشفّر للكمبيوتر لإدخال القوى لهذا الكرت، ويتم أخذ صورة حرارية للكرت بعد فترة تشغيل بسيطة، وتقارن الصورة الحرارية الموجودة في الذاكرة، فتظهر على الشاشة صورة الكرت، مبيناً عليها العناصر العاطلة كنقط مضيئة.

3. استخدامات أخرى

وهناك استخدامات أخرى عديدة للأشعة تحت الحمراء، في التطبيقات المدنية، منها:

أ. كشف الألغام غير المعدنية.

ب. مساعدة الطائرات على الهبوط، في حالات الأحوال الجوية السيئة.

ج. تحديد أماكن خطوط الأنابيب والكابلات المدفونة تحت الأرض.

د. تحديد أماكن التسريب أو الانسداد في المواسير المدفونة تحت الأرض.

هـ. تحديد كفاءة العزل الحراري.

و. العمل تحت سطح الماء، فقد طورت نظارات رؤية ليلية يستخدمها الغواصون، أو القوات الخاصة، التي تنفذ العمليات تحت سطح الماء، حيث إن طبيعة عملهم تتطلب القيام بأغلب المهام ليلاً. ويتطلب ذلك وسائل إضاءة لا تعرضهم للكشف. وتعتمد فكرة عمل هذه النظارة على تكثيف ضوء القمر والنجوم الساقط على الأجسام تحت سطح الماء.

ز. يمكن استخدام الأجهزة الحرارية في اكتشاف بداية الأورام السرطانية في الجسم، وإن كان هذا الاستخدام غير واسع الانتشار.