إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / ثورة المعلومات




مؤتمر بالفيديو
موسوعة بروكهاوس
موقع QQ
موقع تويتر
موقع فلكر
موقع فيسبوك
مخلفات أجهزة الحاسبات
إجابات لا داعي لها
محاكي الطيران
إحدى المكتبات العامة
مسافر يقرأ كتاباً الكترونياً
مكتبة الإسكندرية
الإنترنت في الطائرة
الإنترنت في قطار
المكوك أتلانتيس
انتشار المطبوعات الصحفية
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
استخدام الحاسب في التجارة
استعمال لوحات الطاقة الشمسية
ثورة المعلومات والحرب المعلوماتية
ثاني أكسيد الكربون
تشكيل مواقع "ويب 2"
جندي يتدرب على الهبوط بالمظلة
حاسب محمول مزود بشاشة متحركة
حاسب الشبكة المحمول
خريطة للعالم
خريطة رقمية على هاتف
طائرة بوينج 777
سائق سيارة يتصفح الإنترنت
صاروخ بتقنية "أطلق وانس"
سيارة تحمل ست كاميرات
شخص يتصفح الإنترنت
كاميرا وشاشتا عرض
كتاب إلكتروني
فصل للتعليم المدمج
فصل للتعليم التقليدي
ذاكرة الفلاش
قارئ بصمات الأصابع
قاعة محاضرات افتراضية

نظام قاعدة البيانات
التقاء التقنية الحيوية مع تقنية المعلومات
الربط بين شبكتين موجهتين
تكامل المستشعرات
خريطة رقمية
جزىء DNA
شبكة موجهة
شبكة موجهة تضم مركزاً متخصصاً
شبكة الحرب المركزية
شبكة غير موجهة




المبحث الأول

المقدمة

يعيش العالم الآن عصر ثورة جديدة هي "ثورة المعلومات"، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتكنولوجيا عصر المعلومات. وقد انتقل مركز ثقل العالم من الثروة إلى المعرفة، حيث تقسم المجتمعات البشرية اليوم على أساس المعرفة وليست الثروة، ومن ثم أصبحت المعرفة هي محور التقدم بعكس معايير الثورة الصناعية، التي اعتمدت أكثر على الثروة. ولا تعني المعلومات الوفيرة شيئاً ذا قيمة في مجتمع لا يحسن استخلاص ما تحتويه هذه المعلومات من مفاهيم وعلاقات.

ولم تعد الفجوة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية مجرد فجوة موارد، بل أصبحت فجوة معرفية، نتيجة الثورة الهائلة في التكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات. وأصبحت المعلومات تشكل في عالم اليوم مورداً مهماً للفرد والمجتمع. وفي ظل ثورة المعلومات، أصبحت رقائق الإلكترونات تلعب الدور المركزي، الذي كان يلعبه الفحم قديماً عند بدء الثورة الصناعية، ثم جاءت التكنولوجيا الرقمية لتشكل أساس التكنولوجيا الحديثة للقرن الواحد والعشرين، ما جعل البعض يلقب هذا العصر بالعصر الرقمي.

وقد ساعد هذا التقدم في اختصار الوقت بين أي نقطتين على سطح الأرض، نتيجة استخدام شبكة الاتصالات الإلكترونية وكذلك نشأة الفضاء المعلوماتي الجديد، وهو فضاء حقيقي وليس تخيلياً، له لغة محددة وبروتوكولات خاصة بالمتعاملين في إطاره، ولا يستند إلى واقع جغرافي محدد، مما يطرح تحولات مهمة في مجال تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وإن المعرفة، بصفتها سلعة معلوماتية، لا غنى عنها للقوة الإنتاجية التي أصبحت وستظل من أهم  مجالات التنافس العالمي من أجل إحراز القوة. ويبدو من غير المستبعد أن تدخل دول في حروب من أجل السيطرة على المعلومات، كما حاربت في الماضي من أجل السيطرة على المستعمرات.

وترتبط ثورة المعلومات ارتباطاً وثيقاً بتكنولوجيا المعلومات المتطورة من خلال الاستخدام المشترك لنظم الحاسبات الإلكترونية ونظم الاتصالات الحديثة. وتنقسم المجتمعات البشرية الآن على أساس "من يعرف ومن لا يعرف" وليس من "يملك ومن لا يملك". ولذلك اعتبرت المعلومات قوة يمكن استخدامها كأداة تأثير على سلوكيات الأفراد في المجتمع، ولا تعني المعلومات الوفيرة شيئاً في مجتمع لا يحسن استخلاص ما تحتويه من مفاهيم وعلاقات داخلها، ومن هنا تظهر الأهمية القصوى لعملية معالجة المعلومات ويبرز الدور المهم والفعال، الذي تلعبه الحاسبات الإلكترونية في عملية تخزين ومعالجة واسترجاع المعلومات في أزمنة بسيطة جدا.

وترجع أهمية المعلومات إلى دورها الكبير في تنمية قدرات الدول على الإفادة من المعلومات المتاحة، والخبرات التي تحققت في الدول الأخرى نتيجة لتوافر رصيد ضخم من المعلومات العلمية والتقنية، ومن ثم ترشيد وتنسيق ما تبذله الدول من جهد في البحث والتطوير، على ضوء ما هو متاح من معلومات، وتوفير البدائل والأساليب الحديثة لحل المشاكل الفنية، وضمان القرارات السليمة في جميع القطاعات وعلى مختلف مستويات المسؤولية.

وقد سجلت الخطة التنفيذية العالمية للأمم المتحدة الخاصة بالاستفادة من العلوم والتكنولوجيا لأغراض التنمية
UN World Plan of Action for the Application of Science and Technology to Development
، أن لا سبيل للدول المفتقرة إلى الإمكانات العلمية والتكنولوجية القومية لأن تدرك احتياجاتها، أو الفرص المتوافرة في العلوم والتكنولوجيا في الدول الأخرى، أو مدى صلاحية ما هو متاح بالنسبة لاحتياجاتها الخاصة.

إن قيمة المعلومات وتأثيرها على المجتمع يتوقف على مدى رواجها وكثرة تطبيقاتها، فلا بد من مداولتها بين المختصين للحصول على أكبر فائدة ممكنة لخدمة الفرد وبناء المجتمع ومؤسساته. إن الاهتمام بالمعلومات نابع من مدى أهميتها في تطور الشعوب ورقيها، والشعوب المتخلفة اليوم هي تلك التي لم تدخل الثورة الصناعية، أو إنها دخلتها متأخرة. في حين أن الشعوب المتخلفة غداً هي تلك التي لم تدخل ثورة المعلومات حتى اليوم. فالمعلومات هي القوة التي تحفظ للشعوب استقلالها. وتعتبر المعلومات قوة حضارية، ضرورية لتطور الشعوب وتقدمها، بوصفها تحتل المرتبة الأولى أهمية بين عناصر البناء والإنتاج، كما أن النمو الاقتصادي يرتبط ارتباطاً طردياً بكمية المعلومات، ونوعيتها، والطريقة التي يتم الإلمام بها، وتطبيق ما جاء فيها.

وفي ظل وجود ما يقرب من بليون جهاز حاسب متصلين ببعضها بعضا، ومع احتواء كل منها على ما يراوح بين بضعة آلاف وبضعة ملايين معلومة، فسوف نصبح محاطين بكم كبير من البيانات يضم ما بين تريليون إلى ألف تريليون ملف وبرنامج ومذكرة وقائمة وغيرها من المواد. وستكون الغالبية العظمى من هذه البيانات سلعاً وخدمات معلوماتية وسيطة، كل منها موجه إلى عدد محدود للغاية من العملاء الذين سيقدرون قيمتها. وبينما ستكون لآخرين مجرد كم من المعلومات، ما سيترتب عليه ظهور الوسطاء الذين يقومون على خدمة أقسام تلك المعلومات، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الإمكانات اللازمة لتوفير المعلومة، طبقًا لرغبات العملاء.