إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / ثورة الاتصالات




إنمارسات 3
إنتلسات 901
هاتف خلوي يجمع المعطيات
هاتف خلوى يستخدم نظام GPS
أحد أقمار منظومة "اريديم"
محطة اتصال إنمارسات
نظام للاتصالات الفضائية التكتيكية
نظام قيادة المعارك أثناء القتال
الطائرة E-6A
اتصالات ضوئية بدون ألياف بصرية
تليفون الفيديو
ترقيم المعلومات بالرمز الثنائي
جهاز لتحديد الموقع
جهاز iPhone 3 GS
جورايزونت
حاسب محمول يستخدم نظام GPS
طائرة تحمل نظام "جستارز"
صاروخ "ترايدنت- 2"
شبكات ليزر غير مرئية
عملية نصب بالهاتف

وصلة فضاء حر بصرية
إرسال الإشارات بالقفز الترددي
أسلوب عمل وصلة فضاء
مكونات نظام الاتصال
إعادة تكوين النبضة المربعة
أقمار نظام GPS
مقارنة حيزات الأقمار الصناعية
النمط النجمي للشبكات
النمط الحلقي للشبكات
النمط الخطي للشبكات
النبضات المربعة
الاتصال بالغواصات
الاتصال بالغواصات بالموجات
الاتصال بين السيارات
التناظري إلى الرقمي
التوزيع الشبكي للعقد
التقنية التقليدية والنطاق فائق العرض
التقنية التقليدية وتقنية التضمين
التقسيم بالتردد
التقسيم بالزمن
التقسيم بالكود
الربط بالشبكة العامة
العمود الفقري للشبكة
اتصال بين هاتف وسيارة
ارتباط بروتوكول WAP
تأثير الضوضاء
تغطية الكرة الأرضية
تقليص صفحة الويب
رسالة بتقنية التتابع المباشر
طيف النبضة المربعة
طيف القفز الترددي




ثورة الاتصالات

أولاً: الأثر الاجتماعي والثقافي

1. الأثر الاجتماعي

أدت تقنيات الاتصال الحديثة إلى خلق نوع جديد من المجتمعات، يطلق عليها أسماء عديدة مختلفة، منها: المجتمع الذكي، أو المجتمع الحاذق، أو المجتمع الافتراضي. وأصبحت العلاقة الاجتماعية بين تلك المجتمعات لا تستند إلى التقارب المادي. والعوامل الأساسية، التي كانت تحكم الحياة الاجتماعية في العصور السابقة، مثل: الموقع الإستراتيجي، وملتقى الطرق، وتوافر المواد الخام، واليد العاملة ـ  أمسى البناء الاجتماعي، لا يقتصر عليها وحدها؛ وإنما شاركتها فيه عوامل جديدة، منها: أسلوب التعامل مع القرية العالمية، وطريق المعلومات السريع، وتفاعل الوسائط المتعددة؛ ما أسفر عن عدة تغيرات في المجتمعات.

وكان أهم تلك التغيرات، هو بداية التخلي عن عملية التحكم في الإعلام. فقد كان من السهل على القائمين على وسائله وضع السياسات، للتحكم في الوسائط الإعلامية ومحتوياتها، خلال المراحل المختلفة. ولكن في المجتمعات الذكية، المربوطة بوسائط المعلومات، والتي تصل إليها المعلومات من أنحاء العالم كافة، أصبح التحكم في وسائل الإعلام أمراً بالغ الصعوبة.

إضافة إلى ذلك، فقد زالت الفوارق بين وسائل الإعلام: المطبوعة أو الصوتية أو المرئية، وأصبحت الوسائط المتعددة Multimedia هي آلية المستقبل. وباستخدام تقنيات الاتصال الجديدة، أمست مكونات العملية الإعلامية مكونات متفاعلة ومتداخلة، لمصلحة المجتمع الذكي وأخلاقياته الجديدة، التي تحمل في مضمونها الانفتاح والحرية والتسامح، من ناحية؛ وتحمل هيمنة مجتمعات العالم الغربي بثقافاتها وأخلاقها وقِيمها، من ناحية أخرى.

وتسهم ثورة الاتصالات في توفير إمكانيات جديدة لحل المشاكل العالمية، وخاصة في مجال التنمية، والتغلب على مشكلة الفقر، وحماية البيئة، وحسن استغلال الموارد، والتعليم، وإصلاح الهيكل: الإداري والحكومي. وهي بذلك توفر لمختلف الدول عنصراً جديداً من عناصر القوة؛ فالدولة التي تحقق بنية تحتية واستغلالاً أمثل لمنظومة الاتصالات، بمكوناتها المختلفة، تمتلك الأداة الفعالة للسيطرة على المعلومات.

وفي المجتمعات الحديثة، ومن خلال العولمة، أصبحت ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات مؤثراً كبيراً في قوة العمل، وفي القدرة على المنافسة أو التعاون، في أسواق السلع والخدمات والعمل داخل وعبر الحدود الدولية؛ إلى جانب إعادة هيكلة مؤسسات العمل، مهما كان حجمها.

ساعدت ثورة الاتصالات على دعم الاتصال الدولي، وظهور نوع جديد من الدبلوماسية، تحت اسم دبلوماسية الأقمار الصناعية، أو دبلوماسية الإعلام الإلكتروني؛ إلى جانب دبلوماسية القمة أو الدبلوماسية الشخصية، والتي تتأتى من خلال المؤتمرات المرئية والخطوط الساخنة. كما أسهمت في التأثير في البناء السياسي الداخلي للدول، حيث توافرت المعلومات، عبر وسائل الاتصال؛ بما أثر في صنع القرار السياسي داخل المجتمع. وقد تخطى تأثيرها الفرد إلى الأسرة، التي أثبحت مرتبطة بالعالم أو مترابطة فيما بينها، من خلال نُظُم الاتصال الحديثة ووسائله، التي أتاحت للناس تبادل الأحاديث، يومياً، بالصوت والصورة؛ وكأنهم يجلسون في غرفة واحدة.

2. الأثر الثقافي

أدت تقنيات الاتصالات الحديثة إلى فرص غير مسبوقة، للتبادل الثقافي، بين الأفراد والمجتمعات، المستشرون في أماكن متفرقة من العالم. وأهم هذه التقنيات تأثيراً الإرسال التليفزيوني، ووسائل أخري، مثل: البريد الإلكتروني، وشبكات الاتصال، وقواعد البيانات الضخمة، وشبكات الهاتف الخلوي؛ ما أصبح يحتاج إلى قدرات عقلية خاصة، لاستيعاب الأوضاع الجديدة، التي تداخل المجتمع، نتيجة لثقافة وعادات وتقاليد مختلفة، ترد إليه من الخارج.

ولقد اعترف علماء الاجتماع، وعلماء الطب النفسي، بالدور الذي يؤديه الإعلام التليفزيوني، الذي جعل من العالم كلّه قرية صغيرة، يتشارك مواطنوها، أياً كان موقعهم، لحظياً، وفي الوقت الحقيقي، بالصوت والصورة، في الأحداث المهمة؛ فتتوحد المشاعر وردود الفعل، وترسخ القِيم والأفكار نفسها؛ ولا يقف في وجه ذلك التفاعل سياسات حكومية، أو قوانين أو نُظُم وقواعد. والسؤال الذي تتحد معالم إجابته بسرعة مذهلة، هل تسود قِيَم الأقوى، والأكثر تمتعاً بتقنيات العصر؟ أو يسود الأصح من هذه القِيَم، أو يتولد خليط من قِيَم ومبادئ وأفكار جديدة، تلائم مجتمع القرية العالمية، أو المجتمع الذكي الجديد؟

لقد غيرت ثورة المعلومات والاتصالات أسلوب البحث العلمي، والوسائل التي يتعاون من خلالها العلماء، أثناء جميع مراحل أبحاثهم. فالأبحاث التي كانت تستغرق، أشهراً طويلة، يمكن إنجازها، حالياً، خلال ساعات قليلة. كما يمكن، من خلال شبكة الإنترنت، الحصول على أحدث البحوث العلمية الدولية، والمساهمة فيها، والاشتراك في حلقات النقاش الدائرة أثناء إجرائها، وتبادل الآراء والوثائق العلمية؛ إضافة إلى تنفيذ العمل المشترك، والاطلاع على أحدث نتائج التجارب: العلمية والمعملية.

أتاحت ثورة الاتصالات، متمثلة في شبكة الإنترنت العلمية، فرصة دخول العلماء إلى قواعد البيانات الرئيسية، في الجامعات والمراكز البحثية العالمية، للحصول على ما يحتاجه الباحث من معلومات ومراجع، كما أن هناك العديد من المواقع على هذه الشبكة، تعرض أحدث الكتب والمراجع العلمية عرضاً، ييسر للباحث، من دون التحرك من مكانه، تقدير حاجته إلى تلك المراجع، الموجودة، في أيّ مكان في العالم. من مميزات ثورة الاتصالات كذلك، أن أتاحت للباحثين دراسة أحدث النشرات العلمية، في يوم صدورها نفسه، وهو ما لم يكن متاحاً قبل ذلك؛ بل كان يمثل إحدى العقبات التي تواجههم. وأتاحت كذلك الفرصة لتجنّب ازدواج الجهات التي تضطلع بالبحث في المجال نفسه؛ بل إن توحيد الجهود والتعاون، وتجنّب الجهد والوقت والمال الضائع، أصبحا سمة الأبحاث الحديثة في عصر ثورة الاتصالات.

وأحد المظاهر المهمة للتقنيات الحديثة، أنها ساعدت على نمو علاقات ثقافية جديدة، لم يكن النظام القديم قادراً على إنشائها، وهي العلاقات الثقافية التي مهدت لمجتمع القرية العالمية.