ثامناً: تقنية بلوتوث

يعد الحضور المتزايد لوسائط الارتباط السلكية بشبكة الإنترنت حافزاً إلى تطوير التقنية اللاسلكية قصيرة المدى؛ ذلك أن الكثيرين من سكان العالم المتقدم يمضون سحابة يومهم ضمن نطاق عشرة أمتار من وصلة سلكية ما إلى الشبكة. ومن شأن هذا القرب أن يفتح المجال أمام إمكانية استخدام التقنية اللاسلكية قصيرة المدى، للاتصال بين الأجهزة الإلكترونية المحمولة والانترنت. والنتيجة، أن الصناعة استجابت لهذا الأمر عن طريق تطوير تقنيات اتصالات ضيقة النطاق، يمكنها أن توصل إلى مقبس الحائط فحسب. وتشمل هذه التقنيات المواصفة بلوتوث[1] Bluetooth.

تتيح تقنية بلوتوث لأجهزة الحاسب والاتصالات أن ترتبط ببعضها من دون كوابل. وقد أوجدها اتحاد بين منتجي الهاتف المحمول وصانعي الدوائر الالكترونية، وصممت أساسًا كطريقة لعمل سماعات رأس لاسلكية للهواتف الخلوية؛ ولكن تم تبنيها بسرعة في مجمل الصناعة الإلكترونية. وهذه التقنية لها مدى أقصى يبلغ نحو عشرة أمتار، وتعمل في النطاق الترددي الذي يقع بين 2.400 و 2.483 جيجاهيرتز، والذي يسمح فيه لمرسلات الراديو ذات القدرة الصغيرة بالعمل. ولتجنب التداخل مع الأجهزة الأخرى، فإن تقنية بلوتوث تقفز حول الترددات بمعدل 1600 مرة في الثانية.

إن تقنية بلوتوث هي أفضل التقنيات المعروفة من بين ما يُعرف، عموماً، باسم: الشبكات الشخصية اللاسلكية. وقد صُمِّمت هذه الشبكات بديلا للكوابل المستخدمة في نقل البيانات، بين التجهيزات الإلكترونية المتقاربة المواقع. ومع وجود فوارق في تطبيقات معينة تبعاً لأغراضها، من المتوقع أن تتمكن هذه المواصفة المنخفضة الطاقة من أن توفر للمستخدمين سرعة قصوى في نقل البيانات تصل إلى قرابة 700 كيلوبايت بالثانية، وذلك لمسافات تصل إلى نحو عشرة أمتار.

وإضافة إلى أنها ستحل محل الكوابل، فإن تقنية بلوتوث ستجعل من السهل تركيب شبكات لاسلكية في المنزل، أو في المكتب، أو في الأمكنة العامة، مثل المطارات والمكتبات. وستتيح، أيضاً، للأجهزة أن تتبادل أو تتقايض المعلومات مع بعضها عندما تكون في المدى نفسه، وهكذا تسمح لجمهور الحضور في المؤتمرات بأن يتبادلوا بطاقات التعريف.