إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / ثورة الاتصالات




إنمارسات 3
إنتلسات 901
هاتف خلوي يجمع المعطيات
هاتف خلوى يستخدم نظام GPS
أحد أقمار منظومة "اريديم"
محطة اتصال إنمارسات
نظام للاتصالات الفضائية التكتيكية
نظام قيادة المعارك أثناء القتال
الطائرة E-6A
اتصالات ضوئية بدون ألياف بصرية
تليفون الفيديو
ترقيم المعلومات بالرمز الثنائي
جهاز لتحديد الموقع
جهاز iPhone 3 GS
جورايزونت
حاسب محمول يستخدم نظام GPS
طائرة تحمل نظام "جستارز"
صاروخ "ترايدنت- 2"
شبكات ليزر غير مرئية
عملية نصب بالهاتف

وصلة فضاء حر بصرية
إرسال الإشارات بالقفز الترددي
أسلوب عمل وصلة فضاء
مكونات نظام الاتصال
إعادة تكوين النبضة المربعة
أقمار نظام GPS
مقارنة حيزات الأقمار الصناعية
النمط النجمي للشبكات
النمط الحلقي للشبكات
النمط الخطي للشبكات
النبضات المربعة
الاتصال بالغواصات
الاتصال بالغواصات بالموجات
الاتصال بين السيارات
التناظري إلى الرقمي
التوزيع الشبكي للعقد
التقنية التقليدية والنطاق فائق العرض
التقنية التقليدية وتقنية التضمين
التقسيم بالتردد
التقسيم بالزمن
التقسيم بالكود
الربط بالشبكة العامة
العمود الفقري للشبكة
اتصال بين هاتف وسيارة
ارتباط بروتوكول WAP
تأثير الضوضاء
تغطية الكرة الأرضية
تقليص صفحة الويب
رسالة بتقنية التتابع المباشر
طيف النبضة المربعة
طيف القفز الترددي




تحديث بحث ثورة الاتصالات

ثالثاً: أنظمة الاتصالات بالغواصات

تعتمد الغواصات في أدائها لمهامها، بدرجة كبيرة، على التخفي تحت سطح الماء، ولكنها تحتاج دائما إلى الاتصال بقواعدها، بين وقت وآخر. وإذا استخدمت الغواصة أساليب الاتصال التقليدية لإرسال أو استقبال رسالة عاجلة، فانه يتوجب عليها إما أن تظهر على السطح، أو أن تمد هوائيا من موقع مغمور. وفى أوقات الحرب، يشكل كلا الخيارين خطراً، إذ يمكن معرفة موقع أي مرسل بواسطة أجهزة تحديد الاتجاه الحديثة. وإضافة إلى ذلك، فان أجهزة الرادار المحمولة جواً، لها القدرة على التقاط موقع الهوائي نفسه، بل حتى لو ظلت الغواصة تحت السطح، فستتمكن الطائرات المضادة للغواصات من تحديد موقعها. ولذلك، كان الاتصال بالغواصات خلال فترة غوصها يمثل مشكلة كبيرة، لأن أنظمة الاتصال التقليدية لا تناسب مثل هذه الظروف. واستدعت الزيادة في أعداد الغواصات التي تجوب البحار والمحيطات على مسافات كبيرة من مراكز قيادتها، تطوير وسائل اتصال مناسبة للسيطرة على هذه الغواصات، وتزويدها بالمعلومات، لتتمكن من تنفيذ مهامها بنجاح.

تستخدم الموجات الصوتية في الاتصال بين الغواصات بعضها ببعض، وبين الغواصات وسفن السطح، على عمق مناسب، ولمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات (أنظر شكل الاتصال بالغواصات). ولكن هذا النظام يتأثر كثيراً بالضوضاء المصاحبة للحركة في الماء. ويعد استخدام الموجات الكهرومغناطيسية هو الطريقة العملية الوحيدة لتحقيق الاتصال بالغواصات على مسافات بعيدة، كما هو الحال مع السفن البحرية الأخرى؛ ولكن هذه الموجات لا تخترق أعماق المياه إلا في حالة استخدام حيز معين من الترددات، وبعض قنوات الاتصال بالأقمار الصناعية العسكرية. وتتطلب وسائل الاتصال هذه أن تكون الغواصة قريبة من سطح المياه، مع مراعاة قيود السرعة والمناورة، وهو ما قد يؤدي إلى اكتشاف الغواصة وتعرضها للأسلحة المضادة.

عقب ذلك ظهرت إمكانية تحقيق الاتصال بالموجات اللاسلكية ذات الترددات شديدة الانخفاضLow Frequency ELF Extremely (أنظر شكل الاتصال بالغواصات بالموجات)، التي يمكنها اختراق المياه لمسافات طويلة، بما يسمح بتحقيق الاتصال مع الغواصة، على أعماق كبيرة من السطح. وأخيراً، أمكن التوصل إلى أسلوب جديد يحقق الاتصال بالغواصات التي تتحرك بسرعة وعلى أعماق بعيدة من سطح الماء، إما باستخدام حيز الترددات UHF، أو باستخدام أشعة الليزر.

تستخدم الغواصات أجهزة لاسلكية تعمل في حيز الترددات العالية[1] أو الترددات العالية جدا[2]. ويتميز هذا النوع من الاتصال بأنه يتحقق بين الغواصة، من جهة، وبين كل من مراكز القيادة الأرضية والسفن والطائرات، من جهة أخرى؛ ولكنه يستلزم اقتراب الغواصة من سطح الماء ما يعرضها للأعمال المضادة. وللتغلب على هذا النقص، تستخدم أجهزة لاسلكي تطلق من الغواصة إلى سطح الماء، ويتم التحكم في هذه الأجهزة بعد ابتعاد الغواصة بمسافة مناسبة، إما بواسطة جهاز تحكم عن بعد، أو ببرمجة الجهاز اللاسلكي ليحقق الاتصال المطلوب في توقيت معين، مع تزويد الجهاز بوحدة مسجل عليها الرسالة المطلوب إرسالها، ثم يدمر جهاز اللاسلكي تلقائيا، بعد تحقيق الاتصال، وهو أحد عيوب هذا النظام. وبهذا الأسلوب، يتحقق مدى اتصال مناسب، مع توفير حرية الحركة للغواصة، وعدم ظهورها قريباً من سطح الماء.

تعد طريقة الاتصال بالغواصات باستخدام حيز الترددات المنخفضة جداً، أكفأ الطرق لتحقيق القيادة والسيطرة على الغواصات من المحطات الساحلية، على الشواطئ، حيث يمكن لأجهزة الإرسال الساحلية، التي تستخدم هذه الترددات، أن تحقق الاتصال بالغواصات القريبة من سطح المياه لمسافات حتى 8000 كم، دون أن تطفو الغواصة فوق السطح. ولكن يلزم أن تكون الغواصة قريبة من سطح الماء، مما قد يؤثر على حرية اختيار عمق حركة الغواصة. ولحل هده المشكلة، يجرى الاتصال في توقيتات مناسبة، تكون فيها الغواصة بالقرب من سطح الماء، لاستقبال الإشارات التي ترسل إليها بطريقة رقمية. وتعاد عملية الإرسال عدة مرات لضمان استقبال الغواصة لها. ولكن، على الرغم من ذلك، ليس هناك ضمان لوصول الرسائل للغواصة.

من عيوب استخدام حيز الترددات VLF بطء إرسال الإشارات، والقصور في عدد الترددات المتاحة، داخل هذا الحيز الضيق من الترددات، إضافة إلى أن محطات الإرسال، غالباً تكون كبيرة الحجم، وباهظة التكاليف، وتتطلب عدة سنوات لإقامتها. وتستقبل الغواصة الموجات بواسطة هوائي داخل الغواصة، يسمى "الهوائي الخلفي"، يتصل بأجهزة الاستقبال. ولزيادة كفاءة الاتصال بالغواصة في الأعماق، وباستخدام موجات VLF، يستخدم هوائي طاف على شمندورة وعلى مسافة كبيرة من الغواصة، مع إمكانية وجود أجهزة اتصال لاسلكية صغيرة الحجم داخل الشمندورة، لتحقيق الاتصال في حيز ترددات عالية HF.  

طوّر الاتصال بالغواصة وهى في الأعماق، باستخدام الموجات VLF. ومعظم محطات الإرسال التي تعمل في هذا الحيز تتمركز علي الأرض، قريبا من السواحل؛ ولكن بعض مراكز القيادة الإستراتيجية المحمولة علي طائرات، يدخل من ضمن مكوناتها، محطات إرسال تردد VLF، وتستخدم هوائي يتكون من سلك طويل يسحب خلف الطائرة، وجهاز إرسال قدرته من 100 إلي 200 كيلوات.

وعلي الرغم من أن محطات الإرسال التي تعمل في حيز الترددات المنخفضة جدا ، قادرة علي نقل كم أكبر من المعلومات، مقارنة بالتي تعمل في حيز الترددات المنخفضة للغاية، إلا أنها لا زالت محددة الاستخدام. ويستخدم أسلوب تقطيع الموجة المستمرة لبناء الرسائل المتبادلة في هذا الحيز، مع استخدام الشفرة والرمز، ويمكن تزويد هذا النوع من الاتصالات بقدرات لمقاومة الإعاقة الإلكترونية، ولكن علي حساب تخفيض معدل نقل البيانات.

ونظراً لعدم قدرة الترددات VLF على الاختراق لأعماق بعيدة، فقد ظهرت أهمية استخدام حيز الترددات المنخفضة للغاية Low Frequency: ELF Extremely في الاتصال بالغواصات، وهو حيز ترددي بالغ الأهمية للقوات البحرية للدول العظمي، التي تستخدم أسطولا من الغواصات الإستراتيجية، التي تكلف بمهام في أعماق المياه الدولية، وبعيداً جداً عن مياهها الإقليمية؛ ذلك أن هذا الحيز، هو الوحيد، الذي يمكن من خلاله تحقيق الاتصال بالغواصات، وهي غاطسه لأعماق بعيدة. وتتميز هذه الترددات بالقدرة على اختراق المياه لأعماق تصل إلى مئات الأقدام، ومن ثم، يمكن إرسال الأوامر من المراكز الأرضية إلى الغواصات، دون اضطرارها للظهور فوق السطح، أو بالقرب منه. ولم يبدأ العمل بهذا النظام إلا في منتصف ثمانينيات القرن العشرين. وفى هذا النظام، ترسل الإشارات عبر هوائيات ضخمة على الساحل، وتنتشر الموجات عبر طبقة التروبوسفير[3] Troposphere إلى محطات الاستقبال بالغواصات، على أعماق بعيدة. ونظراً للمعدل شديد البطيء في إرسال المعلومات بهذه الترددات، فإن هذا الأسلوب يستخدم أساسا لاستدعاء الغواصات، أو لإصدار أوامر الإنذار، أو لتنبيه الغواصة بوجود رسائل مطلوب استقبالها بواسطة القنوات العادية. وبهذا، تستطيع الغواصة تجنب العمل بالقرب من سطح المياه، إلا في حالة الاستدعاء لاستقبال الرسائل الطويلة.

واستخدام الموجات ELF يتطلب تصميم نظام إرسال عالي الكفاءة، يستخدم هوائيات كبيرة، تغذى بواسطة مرسلات ضخمة، تقام في أماكن محصنة، وتمتد هذه الهوائيات عشرات الأميال؛ ولكن الأنظمة الأرضية الحالية، التي محطاتها على الشواطئ، معرضة، غالباً، لأعمال التدمير، كما أنها تتأثر بالموجات الصادرة عن النبضة الكهرومغناطيسية الناجمة عن الانفجار النووي؛ ولذلك، فان هذه الأنظمة الأرضية تعمل بكفاءة أثناء أوقات السلم فقط. 

وكنتيجة لدرجة التوصيل الكهربي العالية لمياه البحار، فإن قدرة الإشارات الكهرومغناطيسية، تضمحل بسرعة أثناء انتشارها رأسيا داخل المياه، وتصبح الغواصة في حماية من الاكتشاف بواسطة وسائل الاستشعار الكهرومغناطيسية المعروفة؛ ولكن في المقابل، فإنه لا يمكن الاتصال بالغواصات وهي في عمق عملها، بوسائل الاتصال اللاسلكية التقليدية.

وتتوقف درجة الاضمحلال للموجات الكهرومغناطيسية، أثناء اختراقها لسطح الماء، علي تردد هذه الموجات؛ فكلما انخفض التردد، توغلت الإشارة داخل الماء إلي عمق أكبر. ولكي تستقبل الغواصة إشارات ناتجة من أجهزة الاتصال التقليدية، يجب أن تطفو فوق السطح، أو علي الأقل، يبرز هوائي الاتصال فوق سطح المياه، وتبطئ الغواصة من سرعتها، حتى تتبادل الرسائل مع الطرف الآخر. وهذه الإجراءات تفقد الغواصة أهم مميزاتها، وهي الخفاء، وتعرضها للاكتشاف والتدمير بواسطة العدو؛ ولكن الترددات الواقعة في حيز الترددات المنخفضة للغاية يمكن استقبالها بواسطة الغواصات وهي علي عمق يبلغ حتى 100 قدم، ولذلك، تعد الوسيلة الأهم لإرسال الرسائل إلي أسطول الغواصات الإستراتيجية.

يمكن تحقيق الاتصال بالغواصات على المستوى الإستراتيجي باستخدام أشعة الليزر، حيث ترسل الإشارات بمعدل سريع، خلال منظومة الاتصال بالليزر عبر الأقمار الصناعية. وتستخدم هذه المنظومة لاستكمال أنظمة القيادة والسيطرة والاتصال بالغواصات المستخدمة حاليا، مثل طائرات إعادة الإرسال والمحطات الأرضية. وتتميز إشارة شعاع الليزر بالقدرة على اختراق المياه، والسرعة العالية في إرسال المعلومات، ما يجعلها ذات أهمية خاصة لشبكة القيادة والتحكم في الغواصات. وتسبب مياه البحار اضمحلالاً للأشعة الكهرومغناطيسية، يزداد بزيادة العمق، ولكن باستخدام أشعة الليزر، فيمكن تحقيق الاتصال، مهما كانت سرعة الغواصة أو عمقها؛ ولكن أنظمة الليزر لها متطلبات خاصة لقدرة الإرسال ونظام إرسال القمر الصناعي المستخدم، واستخدام المرشحات Filters والتغلب على أشعة الشمس، التي قد تسبب التداخل أثناء الاستقبال. ويتميز جهاز استقبال أشعة الليزر بالقدرة على استقبال أو إرسال حيز ضيق من الترددات، للتغلب على الشوشرة الناجمة عن أشعة الشمس، إضافة إلى القدرة على استقبال الإشارة من جميع الجهات للتغلب على مشكلة بعثرة الإشارة داخل طبقة الغلاف الجوى، أو بعد اختراقها للمياه.

يمكن استخدام النظام الطائر "تاكامو"  Take Charge and Move Out: TACAMO، الذي يعمل في حيز الترددات VLF أو ELF ، ويُحمل على الطائرة E-6A للاتصال بالغواصات. ويتكون النظام أساسا من مركز التحكم وأجهزة الإرسال والاستقبال، التي تعمل على عدد من حيزات التردد VLF-HF-UHF. وتستقبل الإشارات المرسلة من المحطات الأرضية الموجودة على الساحل، وأيضاً، من مراكز القيادة والسيطرة المحمولة جوا. ومع تطوير برنامج الصواريخ النووية متعددة الرؤوس "ترايدنت" Trident (أنظر صورة صاروخ "ترايدنت ـ 2"الذي يتطلب توفر الحماية والسيطرة المستمرة للغواصات التي تحمله، زاد الاهتمام بنظام "تاكامو"، وضرورة تطويره، ورفع كفاءته، لتحقيق الاتصالات المستمرة، وتأمينها، لتأكيد القدرة على الاحتمال في ظروف التهديدات النووية، مع اتساع مسرح العمليات.

ويمثل استخدام الطائرة E-6A (أنظر صورة الطائرة E-6A) الجيل الخامس لنظام "تاكامو"، حيث تتوافر فيه الأنظمة الهندسية، ومطالب التصميم الملائمة، التي تؤمن درجة مقبولة من الاستمرار، ذي الكفاءة العالية، للغواصات المغمورة في مناطق  شاسعة؛ ولذلك، تدهن الطائرة بمادة خاصة لتقليل بصمتها الحرارية والرادارية، مع تقسية مكوناتها لتقاوم النبضة الكهرومغناطيسية.

طورت شركة أمريكية نظام اتصالات بالغواصات عبر الأقمار الصناعية، متعدد الموجات، ذا قدرة عالية لنقل البيانات، وأطلق عليه اسم Submarine High Data Rate: Sub HDR. وهذا الحل يؤمن اتصالات ذات نطاق ترددي واسع للغواصات، ويملأ فراغاً أساسياً في القدرات، من خلال تمكين الأفراد في الغواصات من الاشتراك في عمليات الحرب الشبكية. وتربط تكنولوجيا هذا النظام الغواصات بخدمة البث العالمي Global Broadcast Service  ومجموعة الأقمار الصناعية "ميلستار" Milstar ونظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية العسكرية، ما يسمح للبحارة إرسال والتقاط المعلومات الأساسية في إطار المهمة، وذلك من خلال رفع سارية فوق سطح البحر عندما تكون الغواصة غائصة. ويرسل النظام المعطيات والبيانات على نطاق موجي عريض، ويستطيع الولوج إلى شبكة الإنترنت، ونقل الرسائل، والصوت، والصور، والندوات الفيديوية عن بعد.******************************



[1] يشغل هذا الحيز الترددات 3- 30 ميجاهيرتز.

[2] يشغل هذا الحيز الترددات 100- 150 ميجاهيرتز.

[3] طبقة التروبوسفير هي الطبقة الأولي من طبقات الغلاف الجوى, وأقربها إلى الأرض, ترتفع حوالي 8 كم عند القطبين و 18 كم عند خط الاستواء, وهي أكثف الطبقات، وتحتوي على 90% من كتلة غلاف الأرض الجوي.