ثامناً: تليفون الفيديو

أظهرت أفلام الخيال العلمي الممثلين وهم يتحدثون هاتفياً، ويشاهدون بعضهم علي شاشات هذه التليفونات، وكان هذا التليفون يراود عقول المتفرجين حتى ظهر في أسواق الولايات المتحدة بالفعل أول تليفون مرئي في العالم، وهو يسمي تليفون الفيديو Video Phone (أنظر صورة تليفون الفيديو) لكي يحقق الأمنية التي طالما انتظرها العالم. إن صعوبة تحقيق هذا الحلم لم تكن في تصوير طرفي المكالمة التليفونية، فالكاميرات الرقمية التي تزود بها التليفونات أصبحت منتشرة، وأسعارها مناسبة، وكل يوم تزداد كفاءة هذه الكاميرات، وينخفض سعرها؛ ولكن المشكلة الأساسية كانت في كيفية نقل الصورة عبر خطوط الاتصالات. وتكمن صعوبة هذه العملية في الاحتياج إلي خطوط اتصالات فائقة السرعة، تتيح نقل الصورة بسرعة تعادل سرعة نقل الصوت. وعملية نقل الصوت بين طرفي المكالمة الهاتفية لا تحتاج إلى سرعة عالية في الاتصالات، أما الصور فهي تحتاج إلى عشرات الأضعاف من سرعة نقل الصوت هاتفيا. وقد حلت شبكة الإنترنت هذه المشكلة من خلال نظام نقل الصوت عبر خطوط الشبكة.

إن جسم تليفون الفيديو مثبت به كاميرا وميكروفون، وهو مزود بدفتر عناوين مخزن به أرقام التليفونات التي يتعامل معها المستخدم، وكذلك أرقام التليفونات التي يريد منعها من الاتصال به. كما يوجد بالتليفون مجموعة مفاتيح للتحكم في خصائصه، كإلغاء تشغيل الكاميرا إذا أراد المتحدث ألا يشاهد الطرف الثاني للمكالمة صورته على شاشة تليفونه. وتظهر علي شاشة التليفون مجموعة من القوائم، التي تتيح التحكم بسهولة في خصائصه وتنفيذ الوظيفة بسرعة.

استطاعت الشركات المنتجة لتليفون الفيديو تطوير تقنية تجعلها تنقل الصور الحية بدرجة عالية من الكفاءة، وذلك علي خطوط اتصالات ذات سرعة متوسطة. وتتيح التقنية الجديدة للمتحدث أن يشاهد الطرف الآخر بشكل جيد، طالما لم يتحرك كثيرا أثناء المحادثة. أما إذا حدثت حركة أمام الكاميرا بشكل متكرر، فإن ذلك يؤدي إلي عدم وضوح الصورة، كما يتسبب في عدم توافق الصورة مع الصوت خلال المحادثة التليفونية. وإذا كان لدي المستخدم خط اتصال سريع بشبكة الإنترنت، فذلك يمكن أن يحسن من درجة كفاءة الصور علي شاشة التليفون، ويزيد من حجمها، وفق سرعة خط الانترنت.