إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الرادار




أضخم رادار أمريكي
نظام "سمبلين"
المركبة سكاوت
الرادار APG-66
الرادار APG-66 (V)-2A
الرادار ARTHUR
الرادار COBRA
الرادار Cobra Dane
الرادار Hen House
الرادار RDM
الرادار Sea Giraffe AMB
الرادار SMART-L
الرادار TPQ-37
الرادار TPS-70
الرادار YJ-14
جهاز الرادار AN/FPS-6
رادار متعدد المهام
رادار محمول جواً
رادار مراقبة الصواريخ البالسيتية
رادار البحث والمراقبة
رادار دوبلر

هوائي قطع مكافئ
موقع نقطة التقابل
مبين الوضع الأفقي
مبين طرز A
نبضات الإشعال
مجموعة نماذج إشعاعية
مساحة التمييز
إشارة الهدف والضوضاء
مسقط مساحة خالية التمييز
النموذج المروحي والنماذج المتعددة
النموذج الإشعاعي
النموذج الإشعاعي القلمي
الهوائي المصطنع
الهوائي المصفوف
الوضع الزاوي للهدف
الإحداثيات الثلاثية للهدف
المقطع الراداري
الانتشار غير الطبيعي
الانعكاس الأرضي
انتشار الموجات السماوية
التغطية الرأسية
التفتيش القلمي
الرادار الخارق للأرض
الرسم الوظائفي العام للرادار
العناصر الرئيسية للمعدل
العلاقة الزمنية لتردد الإيقاع
توهين الموجات الملليمترية
تأثير الانعكاس
تمييز إشارة التداخل
تركيب الماجنترون
تركيب صمام الموجة المسافرة
تغير تردد المرسل
تقدير المسافة
جهاز استقبال
رادار موجة مستمرة
رادار اكتشاف الأهداف المتحركة
رادار تخصيص الأهداف
رادار دوبلر نبضي
رادار دوبلر محمول جوا
رسم لرادار موجة مستمر
صور بسيطة لجهاز الرادار
زاوية في المستوى الأفقي
عمل الصمام
ظاهرة المسارات المتعددة
ظاهرة الفصوص الإشعاعية




محتويات تحديث بحث ثورة الاتصالات

المبحث السابع

أنظمة الرادار للطائرات المقاتلة

يمتاز الرادار عن العديد من المستشعرات الأخرى بقدرته على العمل في مختلف الظروف الجوية. ومنذ بدأ استخدامه في الطائرات المقاتلة خلال الحرب العالمية الثانية، زاد اعتمادها عليه في أداء مهامها في مجالات الكشف، والإنذار، والاعتراض، وإدارة النيران، وتوجيه المقذوفات، وأعمال الملاحة، والتصوير الجوي، وتتبع التضاريس الأرضية، وقياس بارامترات الطقس. وبذلك، أصبح الرادار يمثل بالنسبة للمقاتلة الحديثة عنصرا مهماً في تقويم كفاءتها، وهو بمنزلة العيون الالكترونية التي تستشعر الخطر، وتحقق الإنذار الموقوت والتوجيه السليم، حتى يمكن تقليل الجهد على الطيار ليتفرغ لأعمال القتال.

وتقنيات الرادارات المحمولة جوا تتسارع تسارعاً واضحاً لتحقق المزيد من الفاعلية والتأثير. والتقنية الخاصة بمعظم تلك الرادارات مازالت سرية للغاية، ولا يتسرب سوى بعض المعلومات اليسيرة عن تركيبها وخواصها. والأجيال الجديدة منها لا يسمح بخروجها خارج الدولة المنتجة، أو الدول الحليفة. وهناك العديد من التقنيات المتطورة التي تضاف في رادارات المقاتلات الحديثة، نتيجة السرعات العالية لهذه المقاتلات، والتهديدات المختلفة التي تواجهها، ما جعل المعدات الرادارية من أهم عناصر تطوير المقاتلات.

ويستأثر تطوير أجهزة رادار المقاتلات بنصيب هائل من ميزانيات البحوث والتطوير في الدول المتقدمة في مجال تكنولوجيا صناعة السلاح. وقد يتمثل تطوير أجيال الطائرات في تطوير الرادار الخاص بها فقط. وعلى الرادارات الحديثة أن تكون قادرة على توفير القدر المطلوب من المعلومات عن الأهداف المرغوبة بمعدلات متغيرة ومثالية من مراحل البحث والتتبع. كما يجب ألا يتطلب تشغيل الرادار المحمول جوا أكثر من عامل تشغيل واحد، بل ويستحسن أن تتوافر خاصية السيطرة عليه من بعد.

مع التطور التكنولوجي في مجالات الحرب الالكترونية والإجراءات المضادة لها، اتجهت معظم الأسلحة الجوية نحو استخدام الرادار متعدد المهام، الذي يمتاز بدقة عالية، وتكلفة مناسبة، ويتطلب ذلك زيادة سعة الدوائر الالكترونية وكثافتها، وتطوير عناصر التحكم بالحاسبات الدقيقة، حتى يمكن القيام بأكثر من مهمة، في نفس الوقت، وتحليل المعلومات والبيانات الواردة من المستشعرات الأخرى.

أولاً: مشكلات رادار المقاتلات

يحدث دائما في نظم التسليح، أن متطلبات المستخدم تتعارض مع إمكانات التكنولوجيا المتاحة لتلبية هذه المتطلبات بتكلفة معقولة، فمن وجهة نظر مصممي الطائرات، أن الرادار الأمثل هو ذلك الرادار خفيف الوزن، والقادر على أداء مهام متعددة باستخدام هوائي واحد فقط، ولكن من وجهة نظر مستخدمي الرادارات، فإن إحدى المشكلات ذات الأهمية الخاصة هي مدى تعرض الرادار للتداخل بواسطة عناصر الحرب الالكترونية المعادية. وعلى الرغم من كل مزاعم الشركات المنتجة، فإن جميع الرادارات، مهما بلغت درجة تعقيدها، عرضة للإعاقة والخداع الالكتروني، بدرجة أكثر أو أقل. وكلما زادت مقدرة الرادار على مواجهة الإعاقة تعقدت أساليب استخدامه وصيانته، نظرا لزيادة تعقيد دوائره الالكترونية. ولكن، حتى إذا أمكن تصميم الرادار القادر على مواجهة الإعاقة والخداع تماما، فإنه سيبقى عرضة للصواريخ المضادة للإشعاع الراداري.

ومع النمو المتعاظم للأجهزة الالكترونية في الطائرة، نشأت مشكلات أخرى متعددة، منها إمكانات التبريد المطلوبة لاستهلاك الحرارة الناتجة عن عمل هذه الأجهزة ومدى توافقها الكهرومغناطيسي. وعلى سبيل المثال، فإن الطائرة الحديثة تحمل خمسة أنواع مختلفة من أجهزة الرادار اللازمة لأداء مهامها. ونظرا لما يمثله مجموع هذه الأجهزة من عبء على حمولة الطائرة وخواصها الايروديناميكية، فإنه من الأهمية بمكان إدماج هذه الرادارات في جهاز واحد متكامل، وهو الحلم الذي قد يصبح حقيقة واقعة باستخدام الرادار المتكامل في القاذفات الإستراتيجية الثقيلة. ومع احتمالات التطور المستقبلي للالكترونيات وعلوم الحاسبات فقد يصبح استخدامه في الطائرات المقاتلة حقيقة واقعة بعد ذلك.

ثانياً: هوائيات رادار المقاتلات

هوائي الرادار المحمول جوا أحد الأجزاء الحيوية المؤثرة في كفاءة أداء الجهاز، وفي حين يحاول المصمم زيادة المقاييس الخاصة بالهوائي للحصول على معامل تكبير Gain مناسب للإشارة الرادارية التي يستقبلها، فإن ذلك يؤدي إلى تعقيدات كثيرة في مجال هندسة الميكانيكا الهوائية للطائرة.

وكان هوائي الرادار المحمول جوا في بداية الأمر عبارة عن طبق في مقدمة الطائرة، يكون التحكم فيه ميكانيكيا لتوجيه الشعاع وتركيزه للحصول على شكل الإشعاع ونوع المسح المطلوب. وطورت الهوائيات المستوية ذات المصفوفة Planar Arrays، حيث يكون التحكم في التردد عند تغذية المشعات Dipoles للحصول على أشكال الإشعاع المختلفة، كما هو الحال في الرادار الأمريكي طراز APG-65 المستخدم في الطائرة F-18، والرادار طراز APG-63 المستخدم في الطائرة F-15، والرادار طراز APG-9 المستخدم في الطائرة F-14، والرادار طراز APG-66 (أنظر صورة الرادار APG-66) المستخدم في الطائرة F-16.

ومع دمج مميزات هوائيات المسح الالكتروني وتكنولوجيا الميكروويف المتطورة فسوف يتوافر للرادار المحمول جوا درجة اعتماد عالية. وقد تعاونت فرنسا وبريطانيا في إنتاج الرادار Airborne Multirole Solid State Active Array Radar (AMSAR) متعدد المهام، وهو ذو هوائي مصفوفة ايجابية بتكنولوجيا الجوامد Solid State، ويتكون هوائي هذا الرادار من 200 عنصر (إرسال/ استقبال)، مصنعة من أرسيند الجاليوم، وتستخدم كوابل من الفيبرجلاس بدلا من الموصلات التقليدية لنقل المعلومات، كما هو الحال في الرادار الفرنسي طراز RBE2.

ثالثاً: الرادار التوافقي

التطور المستقبلي لأجهزة رادار الطائرات هو الرادار التوافقي، أو التطابقي Conformal، وهو الرادار الذي يحتوي على هوائي له نفس الشكل الهندسي لجسم الطائرة، ما يسمح بالمسح في زاوية كبيرة، ويقلل- كثيراً- من السحب الايروديناميكى، ومن ثم، يؤدي إلى تحسين أداء الرادار على مسافات تزيد على 360 كم، بالإضافة إلى مزايا الوزن المنخفض من خلال استخدام نظم المسح الالكتروني والاستهلاك المنخفض للقدرة نتيجة استخدام أشباه الموصلات. ومن خصائص هذا النوع من الرادارات أن وحدات الإرسال والاستقبال موزعة في أكثر من نقطة، فإذا تعطلت إحدى هذه الوحدات فلا يتوقف النظام عن العمل، ومع التخلص من الأجزاء الميكانيكية اللازمة لتحريك نظم الهوائيات التقليدية فإن عناصر كل هوائي يُغذى بالبرنامج المناسب للتشغيل بما يؤدي إلى تشكيل الشعاع المطلوب.

ومع تقدم الدراسات التي تقوم بها عدة شركات لتطوير نظم رادارية توافقية للطائرات الحديثة، فإن مفاهيم أكثر تعقيدا لتشكيل إشارة الرادار يجري دراستها بهدف زيادة مقدرة الرادار على التعامل مع أكثر من مصدر إعاقة في وقت واحد. ففي الوقت الذي تلتقط فيه إشارة للإعاقة فإن عنصرا من العناصر المشعة للهوائي ترسل شعاعا راداريا في اتجاه هذا المصدر بصفة مستمرة، بينما تقوم باقي العناصر المشعة بتكوين الشعاع وإرساله كما كان قبل التقاط إشارة الإعاقة. ومن الناحية النظرية البحتة، فإنه يمكن لمثل هذا النظام التعامل مع الأهداف الخداعية، ما سيجعله أقل عرضة للخداع الالكتروني.

وفى استطاعة هذا الرادار متعدد الأشعة والمهام أن يقوم بعمليات المسح الأرضي والجوي في آن واحد. ويصل مدى كشفه إلى ما يزيد عن 350 ميلا، وعندما يكتشف الهدف، ففي وسعه أن يركز عليه بنفس الطريقة المتبعة في الكاميرات والتلسكوبات الزووم Zoom، ويضيق عرض الشعاع بما يسمح باكتشاف تفاصيل الهدف بنفس أسلوب رادارات الرؤية الجانبية، ومن ثم تزيد قدرة الفصل بين الأهداف Resolution، ويصبح في الإمكان تمييز هدفين على مسافة قريبة جدا من بعضهما البعض. ولا يقتصر دور الرادار التوافقي على الكشف الراداري فقط، وإنما يتعداه إلى توجيه الصواريخ إلى الأهداف المعادية من على مسافات آمنة.

وتلك القفزة للأمام في مجال تكنولوجيا الرادار لا تقل في أهميتها وتأثيراتها على الحرب الجوية عن أهمية الرادار وتأثيره عندما استخدم لأول مرة في الطائرات المقاتلة، ولكن القفزة الحالية، وان لم تكن قد أصبحت واقعا ملموسا بعد، إلا أن المشكلات الفنية المتعلقة بها غير مستعصية على الحل، في ضوء التقدم المتوقع في تكنولوجيات الحاسبات والدوائر المتكاملة، عالية الكثافة.

رابعاً: رادارات المقاتلات الأمريكية

تقوم الشركات الأمريكية بتطوير عدد محدود من أجهزة الرادار الجديدة للاستخدام مع المقاتلات الحديثة، حيث إن القوات الجوية الأمريكية تفضل تحديث نظم الرادارات الموجودة لتحسين قدراتها ورفع درجة اعتمادها وأساليب صيانتها. ولقد نشرت بعض المعلومات عن الرادار الدوبلري طراز APG-77 المستخدم على الطائرة "رابتور" F-22 Raptor، وهو رادار متعدد المهام، يغطى زاوية قدرها 120 درجة في الاتجاه والارتفاع، ويستخدم مصفوفة المسح الالكترونية الايجابية (AESA) Active Electronically Scanned Array

وتضمن برنامج تحديث الطائرة المقاتلة F-16 تطوير الرادار APG-66 إلى الطراز APG-66 (V)-2A (أنظر صورة الرادار APG-66 (V)-2A) الذي تستخدمه كل من بلجيكا، والدنمارك، وهولندا، والنرويج، ويشمل التطوير استخدام مجموعات تعديل يقوم العميل بتركيبها واستخدامها، واستخدام مشغل بيانات يعمل بسرعة أعلى سبع مرات، وسعة ذاكرته أكبر 20 مرة من السعة المستخدمة قبل التطوير، وزيادة حساسية المستقبل وقدرة المرسل. وكل ذلك زاد من مدى كشف الرادار بنسبة 25%، ووفر إمكانية التتبع أثناء التفتيش لعشرة أهداف في نفس الوقت في زاوية 120 درجة.

وزود الرادار APG-66 (V)-2A بشاشة عرض ملونة، تحقق قدرة تحليل وفصل بين الأهداف أفضل أربع مرات عن تلك المتوافرة لدى نظام المسح الأرضي. ولدى الرادار ذاكرة واسعة، بها جزء غير مستغل، سوف يخصص لاستقبال وتشغيل بيانات التطوير والتحديث مستقبلا، مثل استخدام نظام للرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء، أو نظام التحذير ضد الصواريخ.

والجزء الأساس من الكترونيات طيران الطائرة "ديزرت فالكون" F-16E/ F Desert Falcon هو الرادار متعدد الأنماط APG-80 المعد بهوائي مصفوفة نشط للمسح الالكتروني، بحيث يستطيع العمل في نمط الهجوم، فيما يؤدي مهمة البحث عن تهديدات معادية والاشتباك معهما.

والطراز "جراولر" Growler للطائرة "سوبر هورنت" Super Hornet سيحل محل الطائرة EA-6B Prowler التي طالت مدة خدمتها. ومن التحسينات المدخلة عليها تزويدها بهوائي ذي مصفوفة نشطة للمسح الالكتروني للـرادار APG-79 بديلاً للرادار السابق APG-73، ذي الهوائي التقليدي. والتحديث المتعلق بالرادار والهوائي يؤمن مدى كشف أطول، ومقاومة أفضل للإجراءات المضادة، كما أنه يسمح باستخدام الرادار في المهام جو/ أرض خلال مهمة هجوم، بينما يقوم بعمليات مسح جو/ جو لمراقبة المقاتلات المعادية.

أما الرادار APG-73، المستخدم مع الطائرات F/ A-18C/ D، فيجرى التخطيط لاستخدامه مع المقاتلات الاعتراضية طراز F/ A-18E/ F بعد إضافة مكونات جديدة له تؤدي إلى تحسين الذاكرة، وسهولة الصيانة بدون زيادة في الحجم أو الوزن عن الرادار APG-65. وقد طُوِّر الرادار APG-73 بإضافة أنظمة فرعية وأجهزة اختبار جديدة، تعطي قدرة تحليل أعلى، تزيد من دقة توجيه المقذوفات جو/ أرض. وفي مرحلة ثانية من التطوير، زُوِّد رادار الطائرة F/ A-18 بإمكانات أكبر لتحصيل قدرة فصل عالية في بيانات قطاع بالخريطة، ودقة فصل عالية، وكل ذلك سوف يؤدي إلى إظهار صور جوية دقيقة أمام الطيار، نتيجة تحسين برامج الحاسب. ومن المعروف أن الرادار APG-73 صمم في الأساس ليلائم العمل مع المصفوفات الايجابية.

وقد استبدل بالرادار APG-63 في المقاتلات الاعتراضية F-15E والمقاتلات F-15C/ D الرادار APG-70، وأبقي على الهوائي ومنبع التغذية، في حين زُوِّدت باقي المكونات لتتواءم مع المهام الصعبة. فالطائرة F-15 تعد من أغلى المقاتلات في العالم، ومن ثم تم تزويدها بالرادار الذي يجعلها تحقق مهامها بنجاح. والرادار الجديد يستطيع العمل مع أنظمة الصواريخ متوسطة المدى جو/ جو، طراز AIM-120، ويستطيع تتبع عدد من الأهداف، والتعامل معها في نفس الوقت. ويمتاز الرادار APG-70 برشاقة التردد لمقاومة أعمال الإعاقة، حيث يجري التعديلات التي تكمل التغلب على تأثير الإعاقة، ويمكنه تمييز الأهداف الأرضية في حدود 2.5 كم، كل عن الآخر، كما يمكنه تمييز الأهداف المتحركة، وتحديد سرعتها.

الرادار AN/ APG-81 AESA صمم خصيصا للمقاتلة F-35 Lightning II، وهو رادار مصفوفة نشط، يمسح الكترونيا، ويعد تطويرا للرادار AN/ APG-77 المستخدم مع المقاتلة F-22، ويحقق مهام القتال جو/ جو، وجو/ أرض، وعرض خرائط بدرجة وضوح عالية، والتقاط الأهداف المتحركة، وتمييز الأهداف، والعمل في ظروف الحرب الالكترونية، وقد أجريت تجربة هذا الرادار أول مرة عام 2005.

خامساً: رادارات المقاتلات الأوروبية

لم تمر الطائرة المقاتلة الأوروبية "تيفون" Typhoon بمشكلة استغرقت دراستها وقتا أطول من مشكلة اختيار الرادار الذي ستحمله، حتى استقر الرأي على اختيار الرادار Euroradar CAPTOR، والمعروف باسم ECR-90. وهذه الطائرة صممت بواسطة الأوروبيين لتعمل في قواتهم الجوية، ولتحقق لهم رغبة قومية في إنتاج مقاتلة حديثة. ولذلك، فعليها أن تكون قابلة لأية أعمال تطوير مستقبلية لمواجهة العدائيات المحتملة، وللاستفادة من التكنولوجيات المتطورة عندما يتيسر استخدامها.

ويمكن للطائرة "تيفون" العمل القتالي القريب والبعيد، حيث لا ترى الطائرات المقاتلة بعضها بعضا، إلا على شاشات الرادار. ولهذا، كان اختيار رادار الطائرة عاملا حاسما في قيامها بمهامها. وفي مهام القتال من قرب، يستطيع الرادار كشف الهدف، وتعرفه، وهو على مسافة خمسين ميلا، وتعمل سرعة الطائرة "تيفون" على أن تقترب من الهدف المعادي بحيث تتمتع صواريخها بطاقة عالية عند إطلاقها، أما الرادار فإنه يقود الطيار إلى أفضل نقطة لإطلاق الصواريخ، حيث تطلق صواريخ "أمرام " AMRAAM، مثلا، من مدى عشرين ميلا من الهدف عندما تكون سرعة الطائرة 1.8 ماخ (الماخ = سرعة الصوت) تقريبا، وهذا يعني أن أمام الطائرة حوالي 40 ثانية حتى يصيب صاروخها الطائرة المعادية، وحينئذ عليها أن تهرب بسرعة، مستعينة برشاقتها العالية، حتى تفلت من الصواريخ التي قد توجهها الطائرة المعادية إليها.

وتتوقف الخصائص الفنية لرادار الطائرة "تيفون" على طبيعة المهام التي صممت الطائرة لتحقيقها، ولهذا، فإن الرادار ECR-90 عليه أن يحقق الخصائص المتعددة، مثل مدى الكشف البعيد، وخفة الوزن، والاقتصاد في استهلاك القدرة الكهربية، والحاجة إلى أعمال تبريد بسيطة، والعمل بطريقة آلية لتخفيف العبء عن الطيار، وإمكانية التعامل مع أهداف كثيرة، والعمل في ظروف الحرب الالكترونية، والتوافق مع هيكل الطائرة التي يبلغ وزنها حوالي عشرة أطنان، حيث تؤثر مواصفات الهيكل في دقة جهاز الرادار، والعمل بكفاءة عندمـا تحاول الطائرة الاستفادة من رشاقتها بالمناورة العالية، والقابلية للتحديث وفقا للتطورات التكنولوجية المستقبلية، خاصة في مجال الحاسبات والهوائيات ودوائر التشغيل، وتوفير كبير في مصاريف التشغيل والصيانة والإصلاح.

وتستخدم المقاتلة الفرنسية " ميراج - 2000 " Mirage-2000 الرادار متعدد المهام طراز RDM (أنظر صورة الرادار RDM)، الذي يستطيع القيام بالعديد من المهام، فهو يتعقب الأهداف على الارتفاعات العالية والمنخفضة، مع توفير البحث المتقدم للأمام مباشرة، أو في قطاع رأسي أمام الرادار، كما يقوم بأعمال التتبع أثناء المسح، وتتبع تضاريس الأرض، وتحديد المدى، وتمييز الأهداف المتحركة، والتصوير الأرضي، وحسابات إطلاق الصواريخ، وإضاءة الهدف المعادي، وكشف الأهداف البحرية على مسافات بعيدة. ويتكون الرادار من وحدات يمكن استبدالها بسهولة، مع وجود معدات الاختبارات الذاتية لسرعة كشف الأعطال وإصلاحها. ويعد هذا الرادار مناسبا لمميزات المقاتلة "ميراج- 2000" والأسلحة المتطورة التي تحملها، مثل الصاروخ "اكزوسيت" Exocet المضاد للسفن.

ومن ناحية أخرى، فقد أنتجت فرنسا جهاز الرادار طراز RDY الذي يعمل في النطاق الترددي 8-12 جيجا هرتز، ومدى كشفه حتى 160 كم، للعمل على الطائرة Mirage 2000-5.

الرادار الفرنسي طراز RBE2 طور في تسعينيات القرن العشرين للمقاتلة "رافال" Rafale، وهو يستخدم مصفوفة مسح الكترونية سلبية Passive Electronically Scanned Array، وفى مهام القتال الجوى يمكنه تتبع حتى 40 طائرة، ويستخدم معالجا للإشارات تزيد فاعليته بحوالي 40% عن فاعلية الرادار RDY، ويقل حجمه إلى النصف، وذلك نتيجة استخدام دوائر متكاملة خاصة. أما الطراز الأحدث منه فيسمى RBE2-AA، ويستخدم مصفوفة ايجابية، وأجريت تجربته على الطائرات "ميستير 20" Mystère 20، و "ميراج 2000" Mirage 2000، و"رافال" Rafale.

وتستخدم الطائرة البريطانية "تورنادو" TORNADO الرادار متعدد المهام Foxhunter الذي يعمل عند طول موجي 3 سم، ومدى كشفه 185 كم بالنسبة للمقاتلات التي تطير حتى ارتفاع 100 م، ويستطيع التتبع أثناء البحث، مع إظهار البيانات على شاشة تلفزيونية على شكل أرقام وحروف، ويستخدم في توجيه الصواريخ "أمرام " AMRAAM متوسطة المدى، ويمكنه العمل في ظروف الإعاقة الالكترونية الكثيفة، ويمكن ربطه بنظم المعلومات التكتيكية.

سادساً: رادارات المقاتلات الروسية

تعد روسيا رائدة في صناعة أجهزة الرادار الخاصة بالمقاتلات، ومنها الرادار Zaslon، المعروف لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو" NATO باسم SBI-16، المستخدم مع الطائرة "ميج- 31" Mig-31، والذي يعمل بتقنية نظام المسح الالكتروني السلبي، حيث يُوجه الشعاع الكترونيا، ويستخدم الهوائي مصفوفات أفقية ورأسية قليلة التكلفة، ويعمل في النطاق الترددي X/ L band، وأقصى مدى لكشفه 200 كم، ويغطى 140 درجة في الاتجاه و130 درجة في الارتفاع، وقطر الهوائي 1.1 م.

وأدى تطوير المقاتلة Mig-31M ثم المقاتلة MiG-31BM إلى تطوير الرادار Zaslon-M، الذي زاد طول الهوائي فيه إلى 1.4 م، وزاد مدى كشفه إلى 300- 400 م، ويمكنه تتبع حتى 24 هدفا في نفس الوقت، والاشتباك مع 6 أهداف منها.

وقامت شركة روسية بتطوير هوائي مسح الكتروني في الحيز الترددي I/ J Band لرادار الطائرة Su-30 والطائرة Su-35. وبإمكانية الهوائي الجديد عمل مسح في حدود 60 درجة في كل من المستويين، الأفقي والرأسي، بالإضافة إلى إمكانية الكشف عن الأهداف المقتربة في مدى أقصاه 165 كم، وبالنسبة للأهداف المبتعدة ينخفض المدى حتى 60 كم. وقد أطلق على هذا الرادار اسم Zhuk PH، ومن أهم خصائصه إمكان إجراء المسح لعدد 24 هدفا في وقت واحد، مع تتبع 8 أهداف آلياً.

طورت روسيا الرادار Irbis-E للمقاتلة متعددة المهام، والبعيدة المدى Sukhoi Su-35BM، المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي NATO باسم Flanker-E، وقد بدأ تطوير هذا الرادار عام 2004 واختباره على المقاتلة Su-30M2 عام 2007، ويمكنه العمل للكشف جو/ جو، أو جو/ أرض، أو جو/ سطح.

وتقوم الشركات الروسية بتطوير رادار لتحديث الطائرة " ميج- 21 " باستخدام معالج إشارات وبيانات ذي سرعة عالية، وذلك من خلال التعاون مع شركة فرنسية، ويحتاج هذا الأمر إلى حل مشكلات التوافق بين الأنظمة الفرنسية والروسية.

انتهت الصناعات الدفاعية الروسية من تصميم الرادار الجديد للمقاتلات " ميج – 35" MIG-35، والمزود بهوائي شبكي، يصنع في روسيا لأول مرة، ويقرب المقاتلات الروسية من مستوى منافستها الرئيسة، وهي المقاتلة الأمريكية للجيل الخامس من طراز F-35، ليس فقط في المعارك الجوية، بل وفي أسواق الأسلحة العالمية أيضا. وقبل تصميم الرادار الروسي الجديد لم تكن تستخدم الرادارات من هذا النوع إلا في أحدث الطائرات الأمريكية.

وكانت المقاتلات الروسية في السابق تزود بهوائيات يركب فيها مرسل ومستقبل للإشارة. أما الهوائي الشبكي الجديد فيتكون من 680 جهازا مصغر للإرسال والاستقبال. ويركب هوائي كهذا بشكل ثابت، أي أنه لا يدور من جهة إلى أخرى بحثا عن هدف، وبذلك فانه يستغني عن محرك كهربائي لتدويره، ويقلص زمن اكتشاف الرادار للأهداف، إذ إن الشعاع الماسح يُنقل من نقطة في هوائي إلى أخرى خلال أجزاء من الثانية.

وتعادل زاوية الرؤية في الرادار الجديد ± 60 درجة، ومداه 140 كم، وبإمكانه تتبع 30 هدفا، سواء أكانت تلك الأهداف في الجو، أو على الأرض. ويحقق هذا الرادار عددا من المهام الأخرى، مثل إرسال معلومات عن الموقف التكتيكي إلى طائرات أخرى، والقيام بمسح الأرض، كما هو الحال في الطائرة F-35 الأمريكية.

طورت روسيا الرادار Zhuk الذي يعمل في النطاق الترددي X-band ليستخدم في مهام الكشف جو/ جو، أو جو سطح، مع المقاتلات MiG-29 و Su-27، حيث يمكنه كشف الأهداف وتحديد مداها وإحداثياتها وسرعاتها، ويمكنه القيام بمهام التتبع أثناء الكشف Track while scan، ومداه 90 – 200 كم. وتم تطوير الطراز Zhuk-M في إطار برنامج تحديث المقاتلات MiG-29SMT المخصصة للتصدير. أما الطراز Zhuk-MSE (قطر الهوائي 960 مم) فطور للمقاتلة Su-30MKK التي صدرت للصين.

سابعاً: اتجاهات التطوير والتحديث لرادارات المقاتلات

تتلخص اتجاهات تطوير وتحديث رادارات الطائرات المقاتلة في الآتي:

1. استخدام رادارات متعددة المهام (كشف، إنذار، اعتراض، إدارة نيران، توجيه صواريخ، قياس بارامترات الطقس).

2. التحكم الآلي في أنظمة العمل المختلفة باستخدام المشغلات الرقمية، مع زيادة سعة الدوائر المتكاملة عالية السرعة وكثافتها.

3. استخدام الحاسبات الآلية عالية السرعة لتنفيذ عدة مهام، وتحليل الكم الكبير من المعلومات.

4. استخدام الدوائر التي تعتمد مادة "أرسنيد الجاليوم " للتحكم بمئات وحدات الاستشعار من موديولات الإرسال والاستقبال، وفي المهام العسكرية تكون قدرة المعالجة فائقة السرعة، التي تمتاز بها هذه المادة، مثالية لمعالجة الكميات الكبيرة من المعطيات، وتستغل رادارات المقاتلات المخصصة لإدارة النيران قدرة دوائر "أرسنيد الجاليوم" في معالجة الإشارات.

5. التتبع على مدى واسع في الاتجاه الرأسي.

6. استخدام المصفوفات الايجابية والسلبية للمسح الالكتروني لعدد كبير من الأهداف.

7. استخدام عدة حيزات Bands من الترددات.

8. استخدام شاشات عرض ملونة.

9. تقليل الانعكاسات الناتجة من الأهداف الأرضية نتيجة الطيران على ارتفاعات منخفضة.

10. زيادة اعتمادية Reliability الرادار، دون زيادة الوزن أو الحجم.