إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / البترول: معامل التكرير





وحدة نزع الأملاح بالكهرباء
وحدة تثبيت نموذجية
مخطط وحدة إزالة الاستحلاب
مخطط أرصفة الشحن
مخطط عملية إزالة الاستحلاب
معدات الاصطياد
معدات خزان المنتجات الغامقة
معدات خزان المنتجات الفاتحة
الوعاء الكروي لنزع الماء بالكهرباء
المسح السيزمي "الاهتزازي"
التقطير الابتدائي "الجوي"
التقطير تحت ضغط مخلخل
الخزان المغطى
الخزان الكروي
الخزان ذي السقف المتحرك
الخزانات الأسطوانية الأفقية
الفالق "الانكسار"
القبة الملحية
برج الحفر
تركيب مصيدة البترول
تكوين قبوي تقوس
جهاز نزع الماء بالكهرباء
خزان ذو سقف متنفس




المقدمة

أولاً: الوضع الحالي لصناعة تكرير البترول

1. تطور طاقات التقطير وعمليات التكرير الأخرى في مصافي الدول العربية

مرت صناعة التكرير في الدول العربية بعدة مراحل، يمكن تلخيصها بما يلي

أ. بداية صناعة التكرير في الدول العربية

حدث ذلك على يد الشركات الأجنبية الكبرى، التي كانت تتمتع بحق احتكار كافة نشاطات الصناعة البترولية، بدءاً من الاستكشاف وانتهاءً بعمليات التكرير والتوزيع. شيدت أول مصفاة لتكرير البترول في مصر عام 1913م تلتها المصفاة الثانية في العراق عام 1927م، ثم البحرين عام 1936م، والسعودية عام 1945م، وفي الكويت عام 1949م. اتسمت هذه المرحلة بخدمة المصالح الاقتصادية والإستراتيجية للشركات الأجنبية الكبرى، واستمرت تلك المرحلة حتى منتصف الخمسينيات.

ب. دخول رأس المال الوطني

بدأت بعض الحكومات العربية في منتصف الخمسينيات بإقامة مصاف لتكرير البترول لحسابها الخاص، أو بالاشتراك مع شريك أجنبي، بهدف تأمين متطلبات الأسواق المحلية من المشتقات البترولية، وقد بدأ هذا التوجه في كل من مصر والعراق، وانتشر في باقي الدول العربية. وتمثل هذه الفترة ـ التي استمرت خلال عقد الستينيات وحتى بداية السبعينيات ـ مرحلة سيطرة الدول العربية والشركات الوطنية على كافة مراحل إنتاج البترول وتكريره، سواء بالتأميم أو بالمشاركة، مما كان له الأثر الكبير في تطوير صناعة التكرير العربية.

ج. مرحلة تطوير صناعة التكرير وتوسيعها

(1) أدى ارتفاع أسعار البترول خلال عقد السبعينيات، إلى زيادة كبيرة في الموارد المالية للدول العربية المصدرة للبترول، واتسمت تلك المرحلة بالنشاط الاقتصادي في المنطقة العربية، مما ساعد على إعطاء صناعة التكرير دفعة قوية، أدت إلى زيادة في حجم طاقات التكرير، وتطور في نوعية التقنيات المستخدمة فيها. وشيدت مصافي البترول على درجة عالية من التعقيد، حيث أضيفت لها وحدات من العمليات التحويلية وعمليات المعالجة اللازمة لتعديل هيكل الإنتاج وخواص المنتجات لمواكبة متطلبات الأسواق العالمية. واستمرت فترة التوسع والتطوير حتى وصلت أوجها في منتصف الثمانينيات حين تراجعت أسعار البترول.

(2) وقد قامت بعض الدول العربية ببناء مصاف للبترول بطاقات كبيرة تفوق احتياجاتها المحلية، بهدف تصدير المشتقات البترولية، بدلاً من تصدير البترول الخام، لزيادة عائداتها المالية وتحسين ربحيتها، وفي هذا الصدد، قامت أيضًا بعض الدول العربية بزيادة استثماراتها خارج حدودها، في مجالات تكرير البترول وتوزيع منتجاته في مراكز الاستهلاك العالمية، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، ودول جنوب شرق آسيا. وما زالت هذه المرحلة مستمرة في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن تستمر في المستقبل.

(3) كان من نتائج المراحل السابق ذكرها، أن وصل عدد مصافي البترول في الدول العربية في الوقت الحاضر إلى 56 مصفاة "باستثناء مصفاتي لبنان المتوقفتين عن العمل"، بلغ إجمالي طاقاتها التكريرية القائمة حتى نهاية عام 1996م حوالي 270 مليون طن/ سنة "6 ملايين برميل/ يوم"، منها 45 مصفاة في الأقطار الأعضاء في المنظمة بطاقة إجمالية قدرها 242 مليون طن/ سنة "5.4 ملايين برميل/ يوم" وهو ما يمثل 90 % من إجمالي طاقات التكرير القائمة في الدول العربية. أما الدول العربية الأخرى، فلديها 11 مصفاة، طاقتها الإجمالية 28 مليون طن/ سنة "0.6 مليون برميل/ يوم". (اُنظر جدول تطور طاقات التكرير القائمة في الدول العربية، 1994 – 1998)

(4) أما من حيث التوزيع الجغرافي لطاقات التقطير في الدول العربية، فإن 28 % منها قائم في المملكة العربية السعودية، بطاقة قدرها 75.5 مليون طن/ سنة "1.7 مليون برميل/ يوم"، تليها الكويت، بطاقة 38.8 مليون طن/ سنة "850 ألف برميل/ يوم"، أي بحصة قدرها 14%، ثم جمهورية مصر العربية، بطاقة قدرها 28 مليون طن/ سنة "585 ألف برميل/ يوم"، أي بحصة قـدرها 10%، ثم العراق بحصة قدرهـا 9%، والجزائر بحصة قدرها 8%.

(5) أما طاقات العمليات التحويلية مثل عمليات التكسير بأنواعها والتفحيم والتهذيب وعمليات المعالجة بالهيدروجين والعمليات الأخرى، فقد شهدت تطورًا كبيرًا خلال عقد الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات. (اُنظر جدول مقارنة بين إجمالي طاقات عمليات التكرير المختلفة في مصافي البترول في الدول العربية).

يتضح مما سبق مدى التطور الذي حدث في مصافي البترول العربية خلال عقد الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات، إذ زادت درجة تعقيد بعض مصافي البترول العربية، وتحولت من نوع الكشط البسيط إلى النوع الأكثر تعقيدًا، باحتوائها على العمليات التحويلية وعمليات المعالجة بالهيدروجين، مما أدى إلى تحسين جودة منتجاتها.

وقد تأثر إنتاج المشتقات البترولية في الدول العربية تبعًا لكميات الخامات المكررة على النحو الآتي: (اُنظر جدول تطور إنتاج المشتقات البترولية من مصافي البترول في الأقطار الأعضاء في أوابك خلال الفترة 1980-1996) و(جدول تطور إنتاج المشتقات البترولية من مصافي البترول في الدول العربية الأخرى خلال الفترة 1980-1996)

أ. غاز البترول المسال

ارتفع إنتاج غاز البترول المسال من مصافي البترول في الدول العربية من 1.5 مليون طن في عام 1980م إلى 5.3 ملايين طن في عام 1996م. ووصل إلى حوالي6.1 ملايين طن عام 2000م. وقد ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء عام 1996م، بأكثر من 91% من إجمالي إنتاجه في مصافي البترول في الدول العربية، وتمثل هذه الكميات 2% من إجمالي الخامات المكررة.

ب. الجازولين

وصل إجمالي إنتاج الجازولين في الدول العربية في عام 1996م إلى 29.5 مليون طن، بنسبة 11.3% من إجمالي كميات الخامات المكررة، مقابل 11.6 مليون طن في عام 1980م، ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بأكثر من 91% من إنتاجه. وحاليًا بلغ إجمالي إنتاج الجازولين في الدول العربية 35.2 مليون طن عام 2000م.

ج. النافتا

ارتفع إنتاج النافتا في الدول العربية من 9 ملايين طن في عام 1980م، إلى 22.8 مليون طن في عام 1996م، بنسبة 8.7% من إجمالي كميات الخامات المكررة، ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بنسبة 95% من إجمالي إنتاجه. وإنتاج النافتا في عام 2000م بلغ 21.1مليون طن.

د. الكيروسين ووقود النفاثات

ارتفع إنتاج الكيروسين ووقود النفاثات في الدول العربية من 11.8 مليون طن في عام 1980م إلى 24.4 مليون طن في عام 1996م، ووصل إلى 26.8 مليون طن عام 2000م، ويمثل ذلك 9.3% من إجمالي كميات الخامات المكررة. ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بنسبة 91.7% من إجمالي إنتاجه.

هـ. زيت الغاز

ارتفع إنتاج زيت الغاز في الدول العربية من 28.5 مليون طن في عام 1980م إلى 67.2 مليون طن في عام 1996م، وهو ما يمثل أكثر من ضعفي مستواه في عام 1980م. ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بنسبة 92.1 % من إجمالي الإنتاج عام 1996م. ووصل إجمالي إنتاج الدول العربية من زيت الغاز عام 2000م إلى 69.5 مليون طن.

و. زيت الوقود

شهد إنتاج زيت الوقود في الدول العربية زيادة مطردة خلال الفترة 1980-1996م، ارتفع خلالها من 50.4 مليون طن في عام 1980م إلى 93.6 مليون طن في عام 1996م. وتمثل هذه الكمية 35.8 % من إجمالي كميات الخامات المكررة عام 1996م بالمقارنة مع 41.1 % من إجمالي كميات الخامات المكررة عام 1980م. ويشير هذا الواقع إلى تأثير إضافة طاقات جديدة من العمليات التحويلية خلال عقد الثمانينيات إلى بعض مصافي التكرير العربية، في كل من السعودية، ومصر، والكويت، والبحرين، وسورية، والأردن؛ مما أدى إلى زيادة إنتاج المشتقات البترولية الخفيفة والمتوسطة على حساب إنتاج زيت الوقود. ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بحوالي 92 % من إجمالي إنتاج زيت الوقود خلال عام 1996م. وقد وصل الإنتاج في عام 2000م إلى 95.4 مليون طن.

ز. الإسفلت

وصل إنتاج الإسفلت في الدول العربية خلال عام 1996م إلى 2.7 مليون طن، بنسبة 1% من إجمالي كميات الخامات المكررة، بالمقارنة مع 3.2 ملايين طن عام 1980م. ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بحوالي 84 % من إجمالي إنتاجه عام 1996م. وما زال إنتاج الإسفلت في عام 2000م كما هو 2.7 مليون طن.

ح. زيوت التزييت

ارتفع  إنتاج زيوت التزييت الأساسية في مصافي البترول في الدول العربية من 377.1 ألف طن في عام 1980م، إلى مليون طن في عام 1996م، بنسبة 0.4 % من إجمالي كميات الخامات المكررة. وقد ساهمت مصافي البترول في الأقطار الأعضاء بنسبة 90,5 % من إجمالي الإنتاج عام 1996م. وارتفع الإنتاج في عام 2000م إلى 1.1مليون طن.

ط. الكبريت

سجل إنتاج الكبريت في مصافي البترول في الدول الأعضاء خلال عام 1996م حوالي 17.6 ألف طن. ولا تتوافر بيانات عن إنتاج هذه المادة في مصافي البترول في الدول العربية الأخرى.

ي. الوقود والفاقد

تراوحت كميات الوقود والفاقد في مصافي البترول في الدول العربية بين 4.9 ملايين طن عام 1980م، و11.11 مليون طن في عام 1996م. وتمثل كميات عام 1996م حوالي 4.2 % من إجمالي كميات الخامات المكررة.

يتبين من ذلك أن مصافي البترول في الدول العربية تنتج المشتقات البترولية بنسب مختلفة من إجمالي كميات الخامات المكررة، أكبرها زيت الوقود بنسبة 35.8 %، ثم زيت الغاز بنسبة 25.7%، ثم الجازولين بنسبة 11.3%، يليه الكيروسين ووقود النفاثات بنسبة 9.3 %، ثم النافتا بنسبة 8.7 %، فغاز البترول المسال بنسبة 2%، والباقي منتجات أخرى "زيوت التزييت، الإسفلت، الكبريت...إلخ"، وتنتج مصافي البترول في الأقطار الأعضاء أكثر من 91% من إجمالي حجم الإنتاج في مصافي الدول العربية.

2. تطور استهلاك المشتقات البترولية في الدول العربية

تأثر استهلاك المشتقات البترولية في الدول العربية بالظروف الاقتصادية، وبرامج التنمية التي شهدتها، وقد شهدت الفترة 1980 - 1985م أكبر معدلات النمو في استهلاك المشتقات البترولية، في حين شهدت بعض التراجع في الفترة 1985 - 1990م نتيجة للانكماش الاقتصادي الذي شهدته المنطقة العربية، إلا أن تلك المعدلات عادت إلى الزيادة خلال الفترة 1990 - 1996م.

ويمكن تلخيص تطور استهلاك المشتقات البترولية في الدول العربية بما يلي:

أ. ارتفع إجمالي استهلاك المشتقات البترولية في الدول العربية خلال الفترة 1980 - 1996م، من 81.4 مليون طن عام 1980م إلى 146.3 مليون طن عام 1996م، بمتوسط نمو سنوي قدره 3.7 %، بينما سجل خلال الفترات 1980 - 1985، 1985 - 1990، 1990 - 1996م نموًّا سنويًّا قدره 7.6% و0.8% و3.1 % على التوالي، وبلغ استهلاك الأقطار الأعضاء في أوابك خلال عام 1996م حوالي 83 % من إجمالي حجم الاستهلاك في الدول العربية.

ب. ارتفع إجمالي استهلاك غاز البترول المسال في الدول العربية خلال الفترة 1980 - 1996م، من 2.6 مليون طن عام 1980م إلى 8.3 ملايين طن عام 1996م، بزيادة قدرها 5.7 مليون طن، وهو ما يمثل متوسط نمو سنوي في الاستهلاك قدره 7.4 %. وتأتي الزيادة في معدلات النمو في استهلاكه نتيجة للتحول إلى استخدامه بدلاً من الكيروسين في الخدمات المنزلية.

وبلغ استهلاك الأقطار الأعضاء بمنظمة الأوابك خلال عام 1996م حوالي 6,7 ملايين طن من غاز البترول المسال، وهو ما يمثل أكثر من 80% من إجمالي حجم الاستهلاك في الدول العربية.

ج. ارتفع استهلاك الجازولين في الدول العربية خلال الفترة 1980 - 1996م من 12.6 مليون طن عام 1980م إلى 27.8 مليون طن عام 1996م، بمتوسط نمو سنوي قدره 5 %. وكان نصيب استهلاك الأقطار الأعضاء في أوابك خلال عام 1996م  22.7 مليون طن، أو أكثر من 81% من إجمالي الاستهلاك في الدول العربية.

د. ارتفع استهلاك الكيروسين ووقود النفاثات في الدول العربية من 9.4 ملايين طن في عام 1980م إلى 12.4 مليون طن عام 1996م، بمتوسط نمو سنوي قدره 1.7 %. وكان حجم استهلاكه في الأقطار الأعضاء خلال عام 1996 حوالي 10.3 ملايين طن، أي بنسبة 83 % من إجمالي حجم استهلاكه في الدول العربية. ويعود هذا النمو الضئيل في استهلاك الكيروسين إلى التحول لاستخدام الغاز الطبيعي وغاز البترول المسال في القطاع المنزلي عوضًا عنه.

هـ. ارتفع استهلاك زيت الغاز في الدول العربية خلال الفترة 1980-1996م من 28.9 مليون طن عام 1980م إلى 52.4 مليون طن عام 1996م، بمتوسط نمو سنوي قدره 3.8 %. وكانت حصة استهلاكه في الأقطار الأعضاء خلال عام 1996م حوالي 44.4 مليون طن، وهو ما يمثل أكثر من 84% من إجمالي الاستهلاك في الدول العربية.

و. شهد استهلاك زيت الوقود في الدول العربية خلال الفترة 1980 - 1985م أكبر معدل نمو قدره 10.7 % سنويًّا، ثم بدأ بعده بالتراجع حتى وصل إلى 1.2 % سنويًّا خلال الفترة 1990 - 1996م، نتيجة للتوسع في استخدام الغاز الطبيعي بدلاً منه في محطات توليد الطاقة الكهربائية. وقد بلغ استهلاكه في الأقطار الأعضاء خلال عام 1996م حوالي 31.5 مليون طن، أي ما يعادل 80.5 % من إجمالي الاستهلاك في الدول العربية.

ز. ارتفع استهلاك المنتجات الأخرى التي تشتمل بصورة أساسية على الإسفلت وزيوت التزييت في الدول العربية خلال الفترة 1980 - 1996م من 3.4 ملايين طن عام 1980م إلى 6.3 ملايين طن عام 1996م، بمتوسط نمو سنوي قدره 3.9 %. استهلكت الأقطار الأعضاء خلال عام 1996م حوالي 5.8 ملايين طن من تلك المنتجات، أي ما يعادل 92% من إجمالي حجم الاستهلاك في الدول العربية.

يتضح مما سبق أن الدول العربية تستهلك المشتقات البترولية بنسب مختلفة، يأتي في مقدمتها زيت الغاز الذي يشكل استهلاكه 35,8% من إجمالي استهلاك المشتقات البترولية عام 1996م، يليه زيت الوقود بنسبة 26,7%، ثم الجازولين بنسبة 19%، فالكيروسين ووقود النفاثات بنسبة 8,5%، ثم غاز البترول المسال بنسبة 5,7%. ويمثل استهلاك الأقطار الأعضاء من مختلف المشتقات البترولية أكثر من 80% من إجمالي الاستهلاك في الدول العربية، وقد تصل هذه النسبة في بعض الأحيان إلى 92% كما هي الحال في المنتجات الأخرى.