إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / اللغات





لغة الإشارة
التابوت "دورة الثبات"
الحيّات في الصليب
الفصائل اللغوية
جدول اللغة الأُوغاريتية
رسم الهلال "شهر"
رسم الفصول في الهلال
عين حورس




ملحق

ملحق

أسماء الأنبياء

كتابة اسم العلم في لغة ما (بلفظ يختلف عن لفظ أهل هذه اللغة) لا تخرجه عنها، وتعدّد اللهجات في الأسماء أمر شائع في اللغة العربية وغيرها، مثلاً (عقبة ـ يعقب) و(أحمد ـ محمد ـ محمود) (رشيد ـ راشد). وفي اللغات السامية الأخرى أمثلة (إبراهيم ـ ابرام) فلقد لفظ اسمه بشكلين يظنّ أنهما اثنان مختلفان مع أنهما واحد. (يحيا ـ يوحنا ـ حنا). وبذلك فإن أسماء الأنبياء خاصة قد تناقلتها الأجيال كل حسب لهجته، وهي أسماء متعدّدة (للأشخاص أنفسهم).

وعليه فإن اسم آدم بالعربية معناه (أديم وتراب الأرض) وهو الاسم المطابق لمعناه.

·  وحواء: وهي (حيا ـ ن ـ أدبا) أو (حواء التي لآدم) ومعناه التي تحوي الحياة في داخلها. (ودعا آدم اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي)[1].

·  نوح: واسمه يعني الذي أوحي إليه وهو اشتقاق من (الوحي) وسببه أن نوحاً أول من أوحى الله إليه وحياً ومن بعده النبيين ]إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ[ w، (سورة النساء، الآية 163). وهذا التفرّد باسم نوح هو كونه أول الأنبياء الذين أوحى الله إليهم وحياً (وهو صفة اسمه).

·  إبراهيم: ويمكن قراءته (أب راحم) ومعناه أبو الأرحام أو أبو الرحمة، وكلا المعنيين مطابق لصفة إبراهيم، من حيث كونه أبا الأنبياء، وكونهم أنبياء الرحمة، (الذين أرسلهم الله رحمة للعالمين). (بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أباً لجمهور الأمم)[2].

·  إسماعيل: ويمكن قراءته (يسمع إيل) ومعنى اسمه مشتقّ من قدرة الله تعالى على سماع الدعاء (وخاصة دعاء إبراهيم)، يقول إبراهيم في القرآن الكريم: ]الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء[ w (سورة إبراهيم، الآية 39). ويقول الكتاب المقدس: (أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه)[3].

·  إسحاق: ويمكن قراءته (يصحك) ومعنى اسمه (يضحك)، وهو اشتقاق من فرح زوجة إبراهيم بالبشرى. حيث يقول الكتاب المقدّس (قد صنع الله لي ضحكاً. كل من يسمع يضحك لي)[4]. فضحكت سارة في باطنها قائلة أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ)[5].

·  يعقوب: ويمكن قراءته (يعقب) ومعنى اسمه (الذي يلي أو الذي يأتي بعده) وهو ما حصل فعلاً كما دلّت الآية الكريمة ]وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ[ w، (سورة هود، الآية 71).

·  يوسف: ويمكن قراءته (يوصف) وهو من صفة شدة الجمال، التي كان يتمتّع بها يوسف حيث تقول الآية الكريمة ]فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ[ w، (سورة يوسف، الآية 31).

·  داود: ويمكن قراءته (ذا يود) معنى اسمه (صاحب الأيدي ـ ذو الأيد). وكلمة يود هي شكل من أشكال الجمع لـ (يد) فيكون داود (ذو الأيد)، وقد اشتهر بصنع الدروع والألبسة الواقية في الحرب.

·  سليمان: لم نجد صفة لاسمه تدلّ عليه سوى كونه ذا البصر ـ سليم عين. وهي الصفة التي لازمت اسمه عبر العصور، فهو (سليمان الحكيم) وهي صفة من له بصر وبصيرة وتبصّر.

·  موسى: ويمكن قراءته (موشى) ومن صفة اسمه يستدّل على أنه كان كثير الأسفار (يمشي) من مكان إلى مكان وهو الذي (سار ببني إسرائيل إلى الأرض المقدّسة).

·  زكريا: ومعنى اسمه (الذي يذكر الله بقوة كثيراً). يقول القرآن الكريم  ذكر رحمة ربك عبده زكريا . وهنا لا بدّ لنا من توضيح أن الذي يذكر الله قليلاً كان أم كثيراً يكون (ذاكراً)، أما (ذكريا) فهي صفة لذكره بقوة وكثيراً، فكما أن الذي يتمتّع بقوة يكون (قوياً) فالذي يتمتّع بالذكر بقوة وكثيراً يكون (ذكريا).

·  يحيى: ومن اسمه يستدلّ على صفته (وهو أن الله قد أحياه) في رحم امرأة عاقر فكان (يحيى).

·  عيسى: ويمكن قراءته (عيشى) ومعنى اسمه (الذي يعيش) وهو (يشع)، أيضاً قد أحياه الله في رحم مريم (دون أن يَمَسَّها بشر). فـ (يسوع) هو صيغة محرفة لـ (يشع).

·  صالح: ومن اسمه يستدّل على صفته.

·  محمد: ومن اسمه يستدّل أيضاً على صفته فهو المحمود بين الناس وأيضاً (أحمد)، وهذان اسمان لنبي واحد ذكرا في القرآن الكريم، مرّة محمد بلهجة قريش ]وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ[ w، (سورة آل عمران، الآية 144). ومرة أخرى أحمد ] وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ[ w، (سورة الصف، الآية 6)، ذكرها القرآن الكريم بلهجة المتكلم (عيسى ابن مريم) وبلسانه، وهذه الآيات تؤكد ما قلناه من إمكانية لفظ الاسم (بلهجات مختلفة) دون أن تتأثّر اللغة أو المعنى (بل إن ذلك يكون دعماً لهما).

        وغيرهم من الأنبياء الذين منّ الله عليهم وعلينا بأن أرسلهم إلينا، فكان لكل منهم اسم مطابق لصفته، وهو ذو معنى باللغة العربية، فتكون بذلك هي اللغة الأولى التي نطق بها آدم وكَلَّمَتْ بها الملائكة النبيين وحفظها الله في كتبه إلى يومنا هذا.



[1] الكتاب المقدس، سفر التكوين: 3 ـ 20.

[2] الكتاب المقدس، سفر التكوين: 17 ـ 5.

[3] الكتاب المقدس، سفر التكوين: 17 ـ 20.

[4] الكتاب المقدس، سفر التكوين: 5 ـ 6 ـ 7 ـ 17 ـ 18.

[5] الكتاب المقدس، سفر التكوين: 18 ـ 12.