إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الإذاعة




محطة راديو هواة
البث الإذاعي
العصر الذهبي للمذياع
تصنيع المذياع
جوليلمو ماركوني

موجات AM وFM
موجات الراديو
أجزاء راديو AM وFM
انتشار موجات البث الإذاعي




المبحث الأول

أولاً: البث الإذاعي (اُنظر صورة البث الإذاعي)

أدى تطور الراديو، في أواخر القرن التاسع عشر، إلى ثورة في الاتصالات. ففي ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى وسيلتَين، للاتصال السريع بين المناطق البعيدة، هما: البرق والهاتف؛ وكلاهما يتطلب أسلاكاً، لحمل الإشارات بين المناطق المختلفة. ولكن الإشارات، التي تحملها موجات الإذاعة، تنتقل خلال الهواء، مما مكن المجتمعات البشرية من الاتصال بسرعة، بين أي نقطتَين على الأرض، أو في البحر أو الجو، وحتى في الفضاء الخارجي.

أدى البثّ الإذاعي، الذي بدأ ينتشر خلال عشرينيات القرن العشرين الميلادي، إلى تحولات رئيسية في الحياة اليومية؛ وجلب تنوعاً كبيراً في وسائل التسلية داخل المنزل؛ ومكّن، وللمرة الأولى، من الاطلاع على تطور الأحداث، أثناء حدوثها أو بعده مباشرة.

1. التطورات الأولى

تطوَّرت الإذاعة، شأنها شأن سائر الاختراعات، بعد نظريات وتجارب، أسهم فيها العديد من العلماء. وقد وضع العالم الأمريكي، جوزيف هنري؛ والفيزيائي البريطاني، مايكل فاراداي، إحدى أهم النظريات، في أوائل القرن التاسع عشر؛ على أثر تجاربهما، كلٌّ على حدة، على القوة المغناطيسية الكهربائية، وتوصّلهما إلى النظرية القائلة بأن مرور تيار في سلك، يمكن أن يؤدي إلى مرور تيار في سلك آخر، مع أن السلكَين غير متصلَين. وتسمى هذه النظرية نظرية الحث. وقد شرحها الفيزيائي البريطاني، جيمس كلارك ماكسويل، عام 1864، بافتراضه وجود موجات كهرومغناطيسية، تنتقل بسرعة الضوء. وأثبتت تجارب الفيزيائي الألماني، هينريتش هرتز، 1880، صحة نظرية ماكسويل.

ثم تمكّن المخترع الإيطالي، جوليلمو ماركوني، (اُنظر صورة جوليلمو ماركوني)  بالاستناد إلى أفكاره الخاصة والأفكار والنظريات السابقة، من إرسال أول إشارة اتصال بموجات الإذاعة عبْر الهواء، عام 1895، مستخدماً الموجات الكهرومغناطيسية، لإرسال شفرات برقية، إلى مسافة تزيد على 1.5كم. وفي عام 1901، حقق ماركوني أول إرسال للإشارات الشفرية، عبْر المحيط الأطلسي، بين إنجلترا ونيوزيلندا.

وفي بدايات القرن العشرين، طوّر المهندسون الكهربائيون أنواعاً مختلفة من الصمامات (الصمامات المفرغة)، التي استخدمت في كشف إشارات الإذاعة وتضخيمها. وحصل الأمريكي لي دي فورست، عام 1907، على براءة اختراع صمام، أسماه الثلاثي، يستطيع تضخيم الإشارات الإذاعية؛ وأصبح العنصر الأساسي في مستقبل المذياع. (اُنظر ملحق الترانزستور)

وهناك الكثير من الادعاءات، في شأن أول بثّ إذاعي لصوت بشري، عبر الهواء. ولكن أغلب المؤرخين، يرجعون الفضل إلى الفيزيائي الكندي المولد، ريجنالد فسندن، الذي تحدّث، عام 1906، بوساطة موجات الراديو، من برانت روك، في ماساشوسيتس، في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى سفن مبحرة في المحيط الأطلسي. كذلك، كان للمخترع الأمريكي، إدوين أرمسترونج، إسهامه الكبير في تطوير مستقبلات الإذاعة؛ إذ طوّر، عام 1918، الدائرة المغايرة الفوقية، من أجل تحسين الاستقبال في المذياع؛ ذات قدرة اختيارية عالية، ولا تزال تستخدم حتى اليوم. وأخيراً، طوّر أرمسترونج، عام 1933، البثّ الإذاعي، بتضمين التردد.

كان الاستخدام العملي الأول الإذاعي (اللاسلكي) ـ هو الاتصال بين سفينة وأخرى، أو سفينة وشاطئ؛ مما أسهم في إنقاذ الآلاف من ضحايا كوارث البحر. وقد حدث أول إنقاذ بحري، من طريق استخدام موجات الإذاعة، عام 1909، حينما اصطدمت السفينة س. س. رببليك بسفينة أخرى، في المحيط الأطلسي، وأرسلت نداء استغاثة، بالراديو، للمساعدة على إنقاذ ركابها، وأسهم في نجاة معظمهم. وأسهم الراديو، كذلك، في إنقاذ بعض ركاب الباخرة الشهيرة، تيتانيك، عام 1912.

وابتداء من ثلاثينيات القرن العشرين، استخدمت موجات الإذاعة على نطاق واسع، في التطبيقات، التي تستدعي الاتصال السريع، مثل استخدامها من قِبل الطيارين، وقوات الشرطة والجيش.

2. بداية البثّ الإذاعي (اُنظر صورة البث الإذاعي)

بدأ البثّ الإذاعي التجريبي نحو عام 1910، حينما نقل لي دي فورست برنامجاً، من مسرح غنائي، في مدينة نيويورك، في الولايات المتحدة الأمريكية، نجمه المغني الشهير، إنريكو كاروسو.

بدأت خدمات البثّ الإذاعي، في العديد من الدول، في عشرينيات القرن العشرين. ومن المحطات التجارية الأولى محطة تجارية، في مدينة ديترويت الأمريكية، التي بثّت بثّاً منتظماً، ابتداءً من 20 أغسطس 1920؛ ومحطة بثّ إذاعية تجريبية، في مدينة بتسبيرج الأمريكية، وهي محطة كدكا، التي بدأت البثّ عام 1916، واضطلعت بنقل نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عام 1920.

أمّا أول محطة إذاعة أسترالية، وهي سيدني المحدودة، فبدأت الإرسال في 13 نوفمبر 1923. وتلتها محطة أخرى، بدأت البثّ في يناير 1925. وفي نيوزيلندا، منحت الحكومة ترخيصاً لشركة الإذاعة النيوزيلندية، عام 1923؛ ثم استبدلت بها، عام 1932، مجلس الإذاعة النيوزيلندية.

وبدأت خدمات البثّ الإذاعي الأيرلندية عام 1926، وكانت جزءاً من وزارة البريد والبرق، حتى عام 1960، حين أصبحت هيئة. أمّا هيئة الإذاعة البريطانية، فقد بدأت إرسالها عام 1922، ثم أصبحت هيئة عامة، عام 1927. وفي ديسمبر 1932، بث الملك جورج الخامس أول عيد ميلاد ملكي، إلى المستعمرات البريطانية، آنذاك؛ فسُمع صوته في بلدان بعيدة، كأستراليا ونيوزيلندا.

وبدأ البثّ الإذاعي، في جنوبي آسيا، في عشرينيات القرن العشرين. وكانت شركة إذاعة الهند، هي أول محطة بثّ إذاعي هندية، تمنح ترخيصاً للبثّ، وذلك عام 1927. ولكنها توقفت عن عملها؛ فيما بعد، نظراً إلى افتقاد الناس الأجهزة الإذاعية. وفي عام 1932، أنشئت محطة إذاعة الحكومة الهندية، وأُعيدت تسميتها، عام 1936، بإذاعة كلِّ الهند. وفي باكستان، سلّمت جميع محطات الإذاعة إلى الحكومة، عام 1947، لتشغيلها وإدارتها والإشراف عليها. وتخضع محطة الإذاعة في آسيا لسيطرة الحكومة، وهو محصور في المناطق الحضرية.

قُبَيْل الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) وبُعَيدَها، كان العصر الذهبي للإذاعة؛ ففي تلك الفترة، التي سبقت الانتشار الواسع للتليفزيون، حظيت البرامج الإذاعية، في كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأوروبا، بشعبية كبيرة.

3. العصر الذهبي للإذاعة (اُنظر صورة العصر الذهبي للمذياع)

وهو يمتد من أواخر عشرينيات القرن العشرين، حتى بداية خمسينياته؛ ففي تلك الفترة، كانت الإذاعة هي المصدر الرئيسي لتسلية الجمهور؛ إذ كانت العائلات تجتمع، أثناء فترة البثّ، للاستماع إلى البرامج الفكاهية ،والموسيقى وأنواع، عديدة أخرى من البرامج الإذاعية. وكان الأطفال يهرعون من المدرسة إلى منازلهم، للاستماع إلى البرامج المخصصة لهم. وفي أثناء النهار، كان ملايين النساء يستمعن إلى مسرحيات، أطلق عليها، في الولايات المتحدة الأمريكية، اسم أوبرات الصابون؛ لأنها كانت مدعومة من شركات إنتاجه.

وأسفرت البرامج الفكاهية عن العديد من المشاهير الهزليين، أمثال جورج بيرنز، وجراسيي ألين، وجاك بيني، وبوب هوب، في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وآرثر أسكي، وتومي هاندلي، في بريطانيا. وازداد جمهور المستمعين، الذين جذبتهم أنباء الحرب، أثناء الأربعينيات، وخُطَب قادة الحلفاء، أمثال ونستون تشرشل.

وأدخلت الإذاعة إلى المنازل الموسيقى، بجميع أنواعها، بدءاً من الموسيقى الهادئة (الكلاسيكية)، حتى الموسيقى الصاخبة (الجاز). وأصبح قادة الفِرق الموسيقية المشهورة، أمثال تومي دورسي، وديوك الينجتون، وجلين ميلّر، وهنرك هوك، وبيلي كورتون ـ نجوماً إذاعيين. وأذيعت مسرحيات عديدة، كان لها أثرها الكبير في المستمعين، مثل بك روجرز في القرن الخامس والعشرين، وسوبرمان، والعميل الخاص ديك بارتون، ورحلة في الفضاء. ونالت مسلسلات إذاعية، مثل رماة السهم، الذي لا يزال يذاع في بريطانيا، منذ 40 سنة ـ شعبية واسعة؛ ناهيك ببرامج حوارية شهيرة، مثل مسؤولية العقول؛ إضافة إلى المسابقات الإذاعية.

وفي خمسينيات القرن العشرين، ظهر نوع جديد من العروض الفكاهية، أحبه الناس وتابعوه، مثل الأبله، في المملكة المتحدة. وكان لإدجار بيرجون، الذي يتكلم من بطنه، مع دميته تشارلي مارثي؛ وبيتر بروف، مع دميته أرشي أندروز ـ عروضهما الفكاهية الخاصة. وانتشرت، كذلك، برامج، تقدِّم طلبات المستمعين، من الأغاني المفضلة لديهم، والتي لم تصل إلى الإذاعة، من طريق الرسائل البريدية. ولاقت برامج الأطفال قبولاً واسعاً، بين أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته؛ فقدَّمت هيئة الإذاعة البريطانية برنامج ساعة الأطفال، الذي نال ثناءً كثيراً؛ لمزجه بين التعليم والإثارة والتسلية.

وتجلى ما للإذاعة من تأثير في المجتمع، في حادثة غريبة، وقعت في 30 أكتوبر 1938. ففي ذلك اليوم، كان يذاع، في الولايات المتحدة الأمريكية، برنامج، أُطلق عليه اسم حرب العوالم، وضعه المنتج والممثل الأمريكي، أرسون وليز. وقد اتخذ البرنامج، المقتبس من رواية خيال علمي، تحمل العنوان نفسه، لمؤلِّفها البريطاني، أتش جي ولز ـ شكل تقارير إخبارية، في شأن هجوم على ولاية نيوجيرسي الأمريكية، من قِبل غرباء، من كوكب المريخ. وعلى الرغم من أن المذيع أخبر المستمعين، أن البرنامج محض خيال علمي، غير واقعي، إلا أن كثيراً منهم، أصيبوا بحالات من الهستريا الجماعية، تجلت في طلب النجدة، واستفسار الشرطة عما يجب عمله؛ بل أخلى العديد منهم بيوتهم، آخذين معهم بعض ممتلكاتهم؛ وعولج كثيرون في المستشفيات، بسبب تأثير الصدمة فيهم.

وفاق بعض المحررين الإخباريين أقرانهم من الممثلين؛ ولا سيما المحررَين الأمريكيَّين، والتر ونشل، وإدوارد مورو؛ والإنجليزي ريتشارد ديمبلي. واكتسبت الأخبار أهمية خاصة، خلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، حين التفّ الملايين حول الأجهزة الإذاعية، ليَتَسَقَّطوا أنباءها. وأصبحت حكومات البلدان المتحاربة، تبثّ شائعات واسعةً، لأهداف دعائية، كما استخدم الإذاعة القادة السياسيون، مثل ونستون تشرشل، وشارل ديجول، لإيصال خُطبهم إلى مواطنيهم.

ووجَّهتْ هيئة الإذاعة البريطانية رسائل مشفرة، إلى رجال مقاومة الاحتلال الألماني، في أوروبا المحتلة. واستمع الجمهور الإنجليزي إلى صوت العميل وليم جويس، المعروف باسم اللورد هاو ـ هاو، الذي استخدمه النازيون في بثّ معلومات خاطئة عن الحرب.

وسرعان ما أدرك السياسيون أهمية الإذاعة وفاعليتها، في التأثير في الناخبين. واشتهر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فرانكلين روزفلت (1933 ـ 1945)، باستخدامه البثّ الإذاعي، من خلال برنامجه غير الرسمي، أحاديث حول المدفأة. وقد ظلت الحكومات المختلفة تعتمد على الإذاعة في إيصال توجهها السياسي إلى الملايين من أفراد الشعب، منذ أربعينيات القرن العشرين؛ ولكن حلَّ التليفزيون محلها، في كثير من بلدان العالم، كوسيلة للتأثير في المجتمع، بدءاً من خمسينيات ذلك القرن.

4. البثّ الإذاعي، اليوم  

في خمسينيات القرن العشرين، انصرم العصر الذهبي للإذاعة؛ إذ آثر الناس التليفزيون عليها، في مشاهدة العروض الفكاهية، والمسرحيات، والمنوعات الأخرى.  واعتقد الكثيرون، أنه سيقلل من الأهمية، التي حظيت بها، في مجال الاتصالات؛ لقِلة عدد مستمعيها؛ بيد أن هذا الاعتقاد، سرعان ما تبدد؛ إذ ازداد مستمعوها، بدل أن يتناقصوا.

وساعدت الموسيقى على نمو البث الإذاعي؛ إذ أصبحت المصدر الرئيسي للتسلية الإذاعية، ولا سيما موسيقى الروك، التي استحدثت في خمسينيات القرن العشرين، وغدت أهم أنواع الموسيقى، في الغرب. واكتسبت الإذاعة العديد من المستمعين، وبخاصة المراهقين، ببثّها أنواعاً أخرى من الموسيقى، مثل موسيقى البوب.

وتطورت برامج الإذاعة، لاجتذاب المزيد من المستمعين؛ فشملت، مثلاً، المقابلات الإذاعية، والمكالمات الهاتفية، إضافة إلى التخصص بإذاعة الأخبار فقط، الذي يتميز بنقل الأحداث وتحليلها تحليلاً وافياً، وعميقاً. وتتوافر، في بعض الدول الصناعية، الآن، محطات متخصصة بخدمة مجموعة معينة من الناس، أو بثّ نوع واحد من الموسيقى.

وأسهم في ازدياد شعبية الإذاعة، ظهور الأجهزة الإذاعية المحمولة، الصغيرة الحجم، التي مكنت المستمعين من نقلها إلى أي مكان يريدون، ما كان مصدر متعة لهم. وشهد جهاز السيارة الإذاعي، كذلك، تطوراً ملحوظاً، وعمّ جميع السيارات، المصنعة في أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

كذلك، أسهمت الشعبية المتزايدة للبثّ بتضمين التردد FM، في زيادة نموّ الصناعة الإذاعية، نظراً إلى ما يقدمه من صوت عالي الجودة، يفوق تقنية تضمين الاتساع AM. (اُنظر شكل موجات AM و FM) وشارك البثّ بالصوت المجسّم (الستريو)، الذي بدأ بالظهور في ستينيات القرن العشرين ـ في ازدهار الإذاعة. وانتشرت أجهزته، في العقدَين التاليَين، لقدرتها على نقل الموسيقى، وغيرها من البرامج، كالحفلات والمسرحيات، نقلاً قريباً جداً من الواقع.

5. البثّ الإذاعي العربي

يعود تاريخ الإذاعة العربية إلى سنوات بعيدة، اتخذت، في خلالها، منهاجاً ثابتاً؛ واقتصر معظمها على موجة أو موجتَين. ولكن البثّ الإذاعي العربي، شهد، في السنوات الأخيرة، تطوراً كبيراً؛ عبْر تعدُّد الإذاعات العربية، وعدم الاقتصار على الإذاعة المركزية، في كل عاصمة عربية، والانتشار في المدن الرئيسية الأخرى.

ويخضع البثّ الإذاعي العربي لإشراف الحكومات العربية، تشغيلاً وإدارة. وهو يتنوع ما بين الأخبار، والقرآن الكريم، والبرامج الترفيهية، والثقافية، والتعليمية، والرياضية، وتنمية البيئة والمجتمع. بل خصّ بعض الحكومات العربية تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، والبرامج الإسلامية المتنوعة، ببعض المحطات الإذاعية؛ كما في المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما. زد على ذلك البثّ باللغات الأجنبية، لاجتذاب المزيد من المستمعين، من الجاليات الأجنبية. وهكذا، استطاع البثّ الإذاعي العربي، أن يُكوِّن شخصيته المستقلة.

6. التطورات المستقبلية

لن يؤدي التوسع في استخدام البثّ السمعي الرقمي، إلى تحسّن نوعية الصوت فحسب؛ بل ستزداد، كذلك، الخدمات المتنوعة، التي يمكن أن تقدمها الإذاعة. ومن المتوقع أن يغطي البثّ السمعي الرقمي العالم، مع مطلع القرن الجديد؛ وسيواكب ذلك استخدام الراديو المتعدد الوسائط.

وعلى الرغم من أن التوقعات، تشير إلى أن برامج المستقبل، ستكون مشابهة للبرامج الإذاعية الحالية؛ إلا أنها ستكون مصحوبة بالصور والنصوص والأشكال؛ ما سيرفع قيمتها المعلوماتية. فعلى سبيل المثال، يمكن نقل المعلومات المحلية عن مشاكل الحركة، أو مقترحات اختيار الطريق، عبْر إحدى قنوات بيانات البثّ السمعي الرقمي. ويمكن السائقين الحصول على هذه المعلومات، من خلال أحاديث مبرمجة، أو عبْر نصوص أو خرائط. وقد تصاحب المعلومات السمعية معلومات نصية أخرى؛ فقد يعرض، مثلاً، اسم مقطوعة موسيقية، أو اسم مؤلفها، أو رقم هاتف برنامج إذاعي معين، أو دليل برامج إليكتروني ـ على شاشة العرض البلوري السائلي لمذياع. ومع التقدم التقني ستزداد مجالات استخدام المذياع، مما سيجعلها أداة اتصال مهمة، على كل المستويات.