إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الإذاعة




محطة راديو هواة
البث الإذاعي
العصر الذهبي للمذياع
تصنيع المذياع
جوليلمو ماركوني

موجات AM وFM
موجات الراديو
أجزاء راديو AM وFM
انتشار موجات البث الإذاعي




المبحث الثاني

ثانياً: عمل الراديو (اُنظر صورة تصنيع المذياع)

يتحقق الإرسال والاستقبال، في كل أنواع الاتصالات، التي تمرّ من طريق موجات الراديو، من خلال مراحل ثلاث، هي:

أ. تكوين إشارات الاتصال، وتحويلها إلى موجات إذاعية. (اُنظر شكل موجات الراديو)

ب. إرسال الموجات الإذاعية، الحاملة للمعلومات الصوتية أو غيرها.

ج. استقبال تلك الموجات، وتحويلها إلى شكل، يمكِن فهْمه. (اُنظر شكل انتشار موجات البث الإذاعي)

1. كيف تُبَثّ البرامج الإذاعية؟ (اُنظر صورة البث الإذاعي)

محطات البث الإذاعي، هي أماكن بثّه؛ وتكون، عادة، في مبانٍ، تضم مكاتب عديدة، أكثرها أهمية مركز الأستوديو، المغلَّق بمواد عازلة، تمنع تسرب الأصوات والضجيج الخارجي، والمكوَّن من جزءَين منفصلَين: أحدهما، غرفة المراقبة والتحكم؛ والآخر، قاعة الأستوديو الرئيسية. تحتوي غرفة المراقبة والتحكم على أجهزة البثّ، ويفصل حائط بينها وبين قاعة التسجيل الرئيسية، فيه نافذة كبيرة، تتيح للعاملين في الغرفتَين رؤية بعضهم بعضاً. كما يوجد فيها لوحة تحكّم، تشمل مجموعة من الأجهزة، التي تنظم الأصوات. ويمكن بعض الأنشطة الإذاعية، مثل البثّ الموسيقي المسجل، أن تجري، عادة، في غرفة التحكم، أو في قاعة الأستوديو الرئيسية.

2. وضع البرنامج على الهواء

يتضمن أعمالاً، مثل: كتابة النص، وإعلان البرامج وقراءتها، والتحكم في أجهزة البثّ. ويمكن المذيع نفسه، في المحطات الصغيرة، أن يكتب البرامج ويعلنها، ويقدم الموسيقى المسجلة، ويشغل أجهزة التحكم. بينما يكون الأمر مختلفاً، في المحطات الكبيرة، حيث يتوافر العاملون، الذين يُعِدُّون البرامج، بما في ذلك كتابة الأخبار، والمنوعات المختلفة؛ وبذلك، يتسنى للمذيع قراءتها أو التعليق عليها، من دون نص مكتوب.

أصبح العديد من محطات الإذاعة، تعمل بطريقة آلية، بعد انتشار الحواسيب، واضطلاعها بالعديد من المهام، كتشغيل الأجهزة، وتسجيل البرامج، وإرسال لوائح الاستحقاقات إلى المعلنين، وفي بعض الأحيان تشغيل لوحة التحكم.

وتوفر الأنظمة المال والوقت، وتحسّن نوعية البرامج. ففي أوروبا وأمريكا الشمالية، على سبيل المثال، يستخدم العديد من المحطات الإذاعية نظاماً رقمياً، تُبث، بمقتضاه، البرامج والمواد الإخبارية، المسجلة مسبقاً، من أقراص مدمجة، عوضاً عن الأشرطة، مما ينتج نوعية جيدة من الأصوات.

وكان استخدام الأقراص المدمجة في بث الموسيقى، متاحاً، وواسع الانتشار، لسنوات عديدة؛ ولكن استخدام التقنية الرقمية، وبرامج الأحداث الجارية، هو حديث، إلى حدٍّ ما، وأدى إلى تغيّر في طريقة إعداد البرامج. فقد يشتمل برنامج يتناول أحدث ما توصل إليه علم الطب، على سبيل المثال ـ على عشر مقابلات، تسجل في أوقات منفصلة، وفي أماكن مختلفة، على شريط. وبعد ذلك؛ تحرر رقمياً على شاشة حاسوب، عوضاً عن الطريقة التقليدية، التي تنطوي على قطع الشريط بشفرة؛ وتضاف التعليقات والموسيقى، وتوضع في قرص مدمج، بغرض البثّ.

ولا تستخدم الأشرطة في المقابلات الهاتفية. وعوضاً عن ذلك، يمكن تسجيل المقابلة، مباشرة، على الحاسوب، ويمكن رؤيتها على الشاشة مع الصوت. يمكن، بعد ذلك، تحريرها على الشاشة؛ ثم تنقل إلى قرص مدمج، بهدف البثّ، من دون فقدان جودة الصوت.

وإعداد بعض المناهج الإذاعية، مثل الأعمال التمثيلية، أو المسلسلات المأسوية، يكون، عادة، أصعب من إعداد البرامج الموسيقية؛ إذ يُعِدّ الكتّاب نصوصهم، الفكاهية والمأسوية؛ ثم يقود المخرج الممثلين والممثلات، الذين يؤدّون أدوارهم، أمام الجماهير (الميكروفونات). وقد يقدِّم أحد المذيعين مقدمة البرنامج ونهايته؛ ويضيف إليه خبراء الصوت المؤثرات الصوتية المختلفة، مثل دويّ الرعد، وصرير الأبواب، وصهيل الخيول وغيرها؛ وتعزف فِرق موسيقية مقطوعات تُنقل مباشرة إلى المستمعين بشكل مباشر. ويقدَّم بعض العروض الإذاعية في قاعات تسجيل، تشبه المسرح أمام الجمهور. إلا أن البرامج الإذاعية، في الوقت الراهن، لا تستدعي هذا التنوع في طرائق الإنتاج، نظراً إلى الاهتمام بالموسيقى، والمقابلات الإذاعية، والأخبار المتنوعة.

3. من الموجات الصوتية إلى تلك الكهربائية

يتكون البرنامج الإذاعي من أحاديث، وموسيقى، وغير ذلك من أصوات. وهذه في مجموعها، يمكن أن تُنقل حية على الهواء، أو تُسجَّل، لتذاع فيما بعد. وتُبَثّ الأصوات الحية، مباشرة، في الوقت نفسه، الذي تُنتج فيه؛ وتشمل أحاديث المذيعين، كما تشمل أصواتاً من أماكن بعيدة، مثل التعليقات على مباريات كرة القدم والمسابقات، أو المقابلات، وتقارير الأخبار، التي تنقل إلى قاعة الأستوديو بوساطة الهاتف، أو من قاعات أستوديو بعيدة. بينما الأصوات المسجلة، لا تُبَثّ مباشرة؛ وإنما تخزن على شريط مغناطيسي، لإذاعتها لاحقاً؛ كما هو حال معظم الإعلانات والموسيقى.

ويعتمد فهْم آلية البثّ الإذاعي، على فهْم الصوت وماهيته. وتتكون كل الأصوات من اهتزازات؛ فصوت شخص ما، مثلاً، يتكون من اهتزازات الهواء، الناجمة عن اهتزاز الحبال الصوتية لهذا الشخص. وينتقل الصوت عبْر الهواء، على شكل موجات، تدعى الموجات الصوتية؛ وبوصولها إلى الأذن البشرية، يمكن سماع الصوت الأصلي المحدث لها.

يلتقط المِجْهار (الميكروفون) الحديث والأصوات الحية الأخرى، التي تُكوّن البرنامج، أثناء البث الإذاعي؛ ويحوّل موجاتها الصوتية إلى اهتزازات كهربائية، تمثّل تلك الموجات. ثم تضخم الاهتزازات الكهربائية، وتستخدم في المرسل، لإنتاج موجات الإذاعة، التي تكوِّن البث الإذاعي. وتتولّى أجهزة الإرسال، بطريقة مماثلة، تحويل الأصوات المسجلة إلى موجات إذاعة.

5. من الموجات الكهربائية إلى تلك الإذاعية

تنتقل الموجات الكهربائية، الممثلة للأصوات، عبْر أسلاك، إلى لوحة التحكم، التي تحتوي على العديد من المفاتيح والمؤشرات؛ فيتحكم فيها أحد الفنيين، بتغيير حدِّة كل صوت، وقد يمزج بعضها ببعض. ثم تنتقل هذه الموجات الكهربائية من لوحة التحكم إلى المرسل.