المقدمة

لقد واكب التقدم التكنولوجي جميع مظاهر الحياة. ففي مجال الطب، استُخدم الروبوت، على نطاق كبير، في إجراء العمليات الجراحية. كما أمكن إنتاج ضمائد ذكية، وملابس ذكية، لمتابعة المرضى من بُعد. وهناك ثورة مرتقبة في استخدام الهندسة الوراثية في علاج أمراض كثيرة، مثل أمراض القلب والسكر. وتبشر صناعة الدواء باستخدام الجينات في علاج أمراض مثل: الزهايمر والسرطان. وقد حطم التقدم التكنولوجي، في مجال الهندسة الوراثية، الحاجز بين الإنسان وما تخبئه خلاياه، وساعد ذلك على بداية ثورة جديدة في علم الاستنساخ.

وقد غزا الإنسان الفضاء، وشيد فيه المحطات، وأرسل التلسكوبات لاستكشافه، وأنشأ فيه مصانع للأدوية. كما يعمل العلماء على إنشاء مُفاعلات مستقبلية آمنة، تلبي الحاجة المتزايدة إلى الطاقة، التي يحاولون إنتاجها من مصادر غير تقليدية، مستخدمين الروبوت في ذلك، وفي استخراجها من باطن الأرض. ويُستخدم الروبوت، على نطاق كبير في مجال الصناعة، فيضطلع بالكثير من الأعمال الشاقة التي لا يستطيعها الإنسان، مثل: أعمال البناء والتشييد، ومكافحة الحرائق، وأعمال البحث والإنقاذ.

وباستخدام التقنيات الحديثة في مختلف المجالات، أمكن إنتاج حواسب مؤمنة من الاختراق، وأخرى عملاقة، وثالثة تعمل في الظروف المناخية الصعبة؛ إضافة إلى حواسب متناهية في الصغر؛ وإنتاج زجاج مدرع، وأقمشة مصنوعة من الألياف الزجاجية، تحقق متطلبات العزل: الصوتي أو الضوئي أو الحراري والإشعاعي؛ وتصنيع قُطُر فائقة السرعة، تسير على وسادة مغناطيسية؛ وسيارات كهربائية؛ بل أمكن استخدام الميكرويف في الزراعة؛ لا بل أمكنت الزراعة على سطح الماء وفي قيعان الأنهار والمحيطات.

إن التقدم التكنولوجي، يجري بخطى متسارعة، ليشمل جميع مظاهر الحياة، ويسهم بدور كبير في رفاهية الشعوب. و بين لحظة وأخرى، ثمة اختراع، أو ابتكار، أو اكتشاف؛ حتى إن توقيت الانتقال من عصر إلى آخر، بات متعذراً، لتسارع المستجدات وكثرتها. ويمثل التقدم التكنولوجي، في جميع المجالات، ثورة في حياة الشعوب؛ إذ طاول جميع مظاهرها؛ ففي القرن الحادي والعشرين، لن يكون هناك مكان لمن لا يملك أسباب التكنولوجيا.