إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / العمود الفقري





الشكل العام للفقرة
العمود الفقري
العجز
تناسق حركة العمود الفقري
جراحة الانزلاق الغضروفي
غضروف منزلق
فقرة أطلس
فقرة المحور
فقرة صدرية
فقرة عنقية
فقرة قطنية




جدول توصيف الأشكال

4. إصابات العمود الفقري

وتتميز إصابات العمود الفقري عن باقي إصابات الجسم بقسوتها وشدتها؛ نظراً لما يحمله العمود الفقري بداخله من أعصاب تتحكم في الجسم كله. ومن أهم هذه الإصابات وأشهرها الانزلاق الغضروفي وعرق النسا.

أ. الانزلاق الغضروفي Vertebral Disc Prolapse

وهو بروز الغضروف من مكانه، بين الفقرات، واندفاعه إلى الخلف، أو الجنب (الأيمن أو الأيسر)، ليضغط على النخاع الشوكي، أو العصب الخارج منه، الذي يطلق عليه جذر العصب Nerve Root. وهذا الانزلاق، قد يحدث لأي من الغضاريف الموجودة بين الفقرات، وإن كان أكثر حدوثاً في غضاريف الفقرات القَطَنية، أو بين الفقرتَين القَطَنية الخامسة والعجزية الأولى.

ويتكون الغضروف من جزء خارجي، يسمى المتليف المحيطي Annulas fibrosis، وهو يتكون من مجموعة صفائح دائرية ليفية ذات خاصية مطاطة وقوية تلف حلو بعضها على شكل قشور البصلة. وهو يحيط بنواة مركزية تسمَّى Pulposus، وتتكون من مادة هلامية من Gelatinous وهي بيضاوية الشكل، وتقوم بدور المحور الذي يسهل الحركة الدائرية للفقرات. وعادة، يَضْمر الغضروف، مع تقدم السن، إذ تقل السوائل في النواة المركزية، مما يؤدي إلى صغر حجمها، ويلقي بحمل الجسم على المفاصل بين الفقرات، فيحدِث فيها تلفاً، أو تورماً، مما يسفر عن آلام في الظهر والأطراف، خاصة السفلى. ويزيد من تلك الآلام، ضعف عضلات الظهر، وازدياد الوزن.

تحدث الإصابة به عند حدوث ضغط هائل أو حركة عنيفة لا يتحملها الغضروف، وبالتالي يحدث انفجار للطبقة الخارجية للغضروف، وتخرج المادة الجيلاتينية إلى الخارج.

وعند خروج هذه المادة، تضغط على العصب الشوكي (أُنظر شكل غضروف منزلق)، ومن هنا تحدث الأعراض، والمتمثلة في ألم شديد في العمود الفقري، مع عجز عن الحركة. وقد تصل شدة الآلام في بعض الحالات إلى حد أن يؤثر السعال الخفيف على المريض، فيتولد عنه آلام ظهرية عنيفة. وفي مثل هذه الحالات يتدخل الطبيب جراحياً لإزالة الجزء المترهل من الغضروف (أُنظر شكل جراحة الانزلاق الغضروفي).

وفي هذه العملية يخدر المريض، ثم يقوم الطبيب بإدخال إبرة في موضع الألم، ويأخذ أشعة للمكان للتأكد من الموقع، ثم يقوم بإحداث جرح قطعي وتحديد الغضروف المصاب عن طريق الميكروسكوب الجراحي، ثم يُدِخل أنبوبة معدنية يطلق عليها اسم "المرشد"، بحيث تُجرى جميع خطوات العملية من خلالها لتجنب إصابة أي من التركيبات الحساسة المجاورة لمكان العملية. وأهم خطوة في العملية تتمثل في أن يقوم الجراح بإبعاد العصب الذي يضغط عليه الغضروف المترهل حتى لا يصاب أثناء الجراحة.

ولإظهار الجزء المصاب من الغضروف، يقوم الجراح بإحداث قطع صليبي في الطبقة الليفية المغطية لغشاء النخاع الشوكي المسمى بالأم الجافية، ثم يقوم الطبيب بإدخال آلة تشبه المقص تسمى رونجيور لقطع الجزء التالف من الغضروف وإزالته ثم يغلق الجرح. ونظرًا لسهولة هذه العملية فإن المريض يستطيع أن يقوم من رقاده في اليوم التالي لإجرائها.

ويحدث الانزلاق الغضروفي الحادّ، عندما يتمزق المتليف المحيطي، فتبرز النواة وتضغط على جذور الأعصاب عند خروجها مسببة ضغطا ميكانياً مصحوباً بأعراض معينة، ويحدث الانزلاق الغضروفي بعد الإصابة في حادث، أو في أثر حمل شيء ثقيل، بطريقة خاطئة، فيها انحناء شديد للظهر، أثناء رفعه. وللانزلاق الغضروفي أعراض مَرضية، حسية وحركية. وهي:

(1) الأعراض الحسية

وهي آلام متكررة، في صورة نوبات، تمتد من مكان الانزلاق، إلى المنطقة التي يمدها العصب المضغوط عليه (من الجلد والعضلات والمفاصل). وهذا الألم يزداد مع الكحة والعطس، ومع الشد على العصب، من خلال حركة الجزء المصاب من العمود الفقري؛ إذ يزداد الضغط على جذور العصب الحسية، بوساطة الغضروف. والآلام، غالباً، تأخذ صورة الحرقة أو الوخز. وعند فحصها، يلاحظ نقص الإحساس أو شدته، في المناطق المصابة (أي المتأثرة بانضغاط العصب).

(2) الأعراض الحركية

وتكون على هيئة ضعف العضلات. وبعد استمرار انضغاط العصب، لمدة طويلة، مع عدم استعمال العضلة، تصاب العضلات بالضمور، ويقلّ توترها Tone، مما ينجم عنه ضعف المنعكسات العصبية Reflexes، أثناء فحصها، هذا إذا كان الانضغاط على عصب طرفي (من الأعصاب الشوكية). أما إذا كان على المسارات الحركية الهرمية Pyramidal Tract، في النخاع الشوكي، فإن توتر العضلات يزداد، وكذلك المنعكسات العصبية.

وأكثر ما يحدث الانزلاق الغضروفي، في الغضورفين الفاصلين بين الفقرة القطنية الرابعة والخامسة والفقرتين القطنية الخامسة والعجزية الأولى، محدثاً ألم عرق النسا Sciatica، الذي ينتشر في الفخذ من الخلف، ممتداً إلى خلف الساق، وغالباً ما يتمركز الألم في جانب واحد، وقد يكون في الناحيتَين.

ويتأكد تشخيص الانزلاق الغضروفي بالأشعة، سواء العادية PlainX-ray، أو المصحوبة بحقن صبغة داخل القناة الفقارية، في السائل النخاعي الشوكي، لتبرز انضغاط القناة الفقارية، الناتج من بروز الغضروف. ولكن، ظهر حديثاً التصوير المقطعي بالكومبيوتر Computerised Axial Tomography. وكذلك الرنين المغناطيسي Magnetic Resonance Imaging، الذي يوضح إيضاحاً تاماً، انزلاق الغضروف، بل يوضح للجراح كل التفاصيل، في حالة لزوم الجراحة، إذ يكشف النخاع الشوكي، والفراغات، داخل الأم الجافية والعمود الفقري وخارجهما.

وعلاج الانزلاق الغضروفي، قد يكون بالراحة، مع بعض المسكنات، وبعض تمرينات العلاج الطبيعي Physical Exercises، المشتمل على جلسات التدفئة الموضعية. وإذا فشلت تلك العلاجات، وكان الضغط على الأعصاب مصحوباً بضعف العضلات والمنعكسات العصبية، أو بخدر Numbness، أو نقص الإحساس Hypoesthesia، في أجزاء معينة، من جراء الانزلاق ـ فإن المعالجة الجراحية باستئصال الغضروف Laminectomy تكون هي الحل الأمثل، ثم يتبعها العلاج الطبيعي، لتقوية العضلات وتلاشي التقلصات العضلية، التي يمكن أن تحدث بعد عملية الاستئصال.

ب. عرق النسا

وعرق النسا هو العصب الذي يغذي الأرجل، وعند إصابته يشكو المريض من ألم شديد في منطقة العجز وظهر الفخذ يسببه الضغط على بداية عصب النسا، بعد خروجه من بين الفقرات. وغالباً يكون مصدر هذا الضغط تزلج غضروف بين الفقرات. وقد يسببها وجود ورم أو جلطة دموية أو انقباض للعضلات، أو حتى الجلوس في وضع غير مناسب لفترات طويلة. ويتميز الألم بأنه يشمل الرجل كلها. وقد يعاني المريض من فقدان إحساس مؤقت وضعف في عضلات الرجل.