إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / العقاقير




نبات البنج
نبات الخشخاش
نبات شوكة التفاح
نبات قفاز الثعلب
ورق نبات الصفصاف
لحاء شجرة السنكونا
الأعشاب الطبية
اختبار فاعلية العقاقير وسلامتها
تجارة الأعشاب الطبية
عقار الكوراري
عقاقير الفم
فطر الأرجوت
فطر البنيسيليوم
فطر التيراميسين
فطر الستربتوميسين

مصنع المضادات الحيوية
الآثار الجانبية للاستخدام الخاطئ للأدوية
الجرعة الشافية والسامة
الطرق المختلفة لإعطاء الدواء
اختلاف تأثير العقاقير
اختبار حساسية الميكروبات
اكتشاف البنسلين
دور الاتحاد مع زلال الدم
غلاف الترجمة العربية




مقدمة:

مقدمة

عرف الإنسان الأمراض منذ قديم الأزل، وعانى من آلامها، وذاق الكثير من ويلاتها. ويدرك المؤمن أن المرض هو من عند الله، يبتلي الله به من يشاء من عباده ليكافئهم على الصبر عليها. وفي مرض نبيّ الله أيوب u العظة والعبرة. كذا يوقن المؤمن أن الشفاء من هذه الأمراض هو من عند الله.

]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ (سورة الشعراء: الآية 80).

وإذا كان الله قد جعل الشفاء معجزة عزز بها بعض رسله، فقد خلق، سبحانه وتعالى، لكل داء دواء، وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة، حتى نلتمس لكل داء دوائه، إذ لم ينزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي هذا الصدد، يقول الرسول r ]‏مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً[ (صحيح البخاري: الحديث الرقم 5246).

وفي الواقع، لم يأل الإنسان جهداً في البحث عن الشفاء، منذ بدء الخليقة؛ فكانت رحلته شاقة في تيار المجهول، ومليئة بالأخطاء، والخزعبلات، والشعبذات. لكنه أخيراً، اهتدى إلى أول طريق الشفاء. عندما اكتشف قدرة بعض النباتات على قتل الطفيليات الخارجية، وإيقاف المغص، وتسكين الآلام. وعليه تُوّسع في استخدام العقاقير الشافية، واكتشف مزيداً من الأعشاب والمنتجات الحيوانية التي تَشْفِي من الأمراض، أو تقي الجسم من حدوثها.

وقد توصل القدماء المصريون، إلى معرفة أسرار عديد من المواد الكيميائية، الموجودة في النباتات، وفي صخور الأرض، فاستخدموها في علاج مرضاهم، وتحنيط موتاهم. ويدل على ذلك، البرديات الطبية التي سجلت فيها مئات الوصفات الطبية. مثل: بردية كاهون، وبردية إدوين سميث، وبردية إيبرس، وبردية هيرست، وبردية لندن، وبردية برلين.

كذا اكتشف الصينيون مئات العقاقير الشافية، التي مازال أغلبها يستخدم حتى الآن ودونوها، فيما عرف بـ "دستور الأدوية" عام 3000 قبل الميلاد. ومن أشهر علماء الصيدلة في الصين آنذاك هو شن تونج الذي ألف كتاباً مشهوراً تحت عنوان "بن تساو".

كما عرفت الحضارة السومرية في الشرق الأوسط عام 2000 قبل الميلاد، العقاقير الشافية. ودونت وصفاتها، في لوحات صلصالية.

أما علماء الإغريق، فقد قدموا كماً هائلاً من الاكتشافات في مجال التداوي بالأعشاب الطبية. فها هو أشهر علمائهم أبقراط[1]، يكتشف أكثر من 230 عشباً طبياً. وهاهو العالم الإغريقي ثيوخراستوس، يكتشف أن عصير نبات الخشخاش، له مقدرة هائلة، على تسكين الآلام.

أما الرومان، فكانوا أول من قام بافتتاح صيدلية، وكتابة أول تركيبات طبية، تحدد كمية كل عشب مجفف، أو عصارته، في البلسم. كذا حفل عصر الرومان، بعلماء، مثل: جالينوس، الذي أَلّف 98 كتاباً، في الطب والصيدلة، صارت مرجعاً لعمليات التداوي بالأعشاب الطبية، والعقاقير الشافية. ومن كتب الطب التي ترجمت للعربية كتاب "الترياق ضد السموم" (اُنظر شكل غلاف الترجمة العربية)، المنسوب لجالينوس، والذي ترجمه إلى العربية يحيى بن البطريق.

ويذكر التاريخ للعرب أنهم كانوا أول من أسس الصناعات الصيدلية، فكانوا يجلبون بعض الأعشاب من الهند، ثم يقومون باستخراج العقاقير الشافية منها لعلاج المرضى.

ومع بزوغ فجر الحضارة الإسلامية، حدثت طفرة في علوم: الكيمياء، والطب، والصيدلة. وبرز في هذا المجال علماء كثر، من أبرزهم: جابر بن حيان[2]، وحنين بن إسحاق[3]، وأبو بكر الرازي[4]، والزهراوي[5]، والبيروني[6]، وابن سينا[7]، وابن البيطار[8]، وداود الأنطاكي.

ونتيجة لهذه النهضة العلمية الكبرى في مجال الصيدلة، فصل العباسيون مهنة الصيدلة عن مهنة الطب، فصارت علماً مستقلاً بذاته، بما شجع كثيرين على التفرغ الكامل لتركيب الوصفات الطبية وتجريبها. وفي الوقت نفسه، أنشأ العباسيون آلاف الصيدليات والمعامل الدوائية، لتحضير الوصفات الطبية، تحت رقابة وإشراف الدولة حينئذ. كما كان العباسيون هم أول من ابتدع فكرة إنشاء صيدلية في كل مستشفي.

كما كان المسلمون هم أول من أسس مدرسة للصيدلة في العالم. وكان على طالب الصيدلة، أن يدرس الدساتير الطبية، وعلوم الكيمياء، والطب، والنبات، واستخراج العقاقير. وكان من التقاليد المتبعة آنذاك أن يرتدي الصيدلي زياً أبيضاً حين يمارس المهنة. ولما كانت مهنة الصيدلة، من المهن السامية، ألف أبو المنى داود بن أبى النصر، الذي عاش في القرن السابع الهجري، كتاباً أسماه "منهاج الدكان ودستور الأعيان"، تحدث فيه بإسهاب عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصيدلي، مثل: الأمانة، وحسن الخلق، والدين، والعلم، والخوف من الله، والبعد عن الشعبذة والدجل طلباً للشفاء.

وخلف الصيادلة المسلمون، وراءهم ميراثاً هائلاً من الكتب القيمة، التي تتناول، بإسهاب، طرق تحضير الدواء من النباتات، والأعشاب الطبية، والحيوانات، والمعادن. ومن أهم هذه الكتب كتاب "تَذكرة الألباب" لمؤلفه ابن داود. وهو الكتاب الذي وصف فيه استخدام ورق السكران، لتحضير المخدر الموضعي، و بذر الخلة، لعلاج أمراض القلب، وبذر المقدونس، لعلاج احتباس البول. أما كتاب "الرحمة في الطب والحكمة"، لمؤلفه داود ابن أبي النصر، فهو يصف بعض العقاقير المستخدمة، في علاج أمراض الثعلبة، والبهاق، وآلام المفاصل والظهر، وضيق التنفس، والكبد والطحال، وحصى المثانة، والبواسير، والبول المدمم، والحروق.

أما في أوروبا، فقد انفصلت مهنة الصيدلة عن الطب، في القرن الحادي عشر الميلادي؛ أي بعد 300 عاماً من تجربة المسلمين. وفي ذلك الصدد، دُعِيَ عدد كبير من علماء المسلمين، لتدريس العلوم الصيدلية، في جامعات أوروبا.

ومع التقدم المحرز في علم الكيمياء، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، استطاع العلماء اكتشاف المئات من العقاقير المستخرجة من النباتات، في صورة نقية. فاستخدمها الإنسان، وتُجُنِّبَت، بذلك، الآثار الجانبية للمواد الكيمائية الأخرى، الموجودة في النبات. وخلال القرن العشرين الميلادي، حدثت ثورة تقنية، أدت إلى تحسين طرق استخراج العقاقير، من مصادرها الطبيعية، فاكتشفت معظم الأدوية الأساسية



[1] 460 ـ 377 قبل الميلاد

[2] 460 ـ 377 م

[3] 737 ـ 813 م

[4] 865 ـ 925 م

[5] 936 ـ 1013 م

[6] 973 - 1048 م

[7] 980 ـ 1037 م

[8] 1197 ـ 1248 م