إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / أمراض الإنسان ومسبباتها




إدماء اللثة
مرض البلاجرا
مرض الجوثر
مرض الكساح
أعراض مرض أديسون
الجوثر البسيط
القراد (Ticks)
بعوضة على جلد إنسان
دودة الأسكارس
عيش الغراب (Mushroom)

مثيرات الحساسية
مراحل التهاب المفاصل
نزيف في الدماغ
نزيف في الفراغ تحت العنكبوتي
الأوعية الدموية في المخ
المفصل الطبيعي
التهاب مفصل الفخذ
التهاب المفاصل الروماتيزمي
التهاب فقرات الظهر
البكتيريا الواوية
البكتيريا الحلزونية
البكتيريا العصوية
الدودة الخطافية
الدودة الشريطية
الديدان الاسطوانية
الغدة الدرقية
الغدة الكظرية
تلوث البيئة
تركيب الخلية البكتيرية
تشخيص السكتة الدماغية
بكتيريا وحيدة الأسواط
بكتيريا المكوّرات العنقودية
بكتيريا عديدة الأسواط
بكتيريا ذات أسواط طرفيه
خلايا بكتيرية بها أهداب
دودة الترايكنيلا
دورة حياة البلهارسيا
رئة لمصاب بمرض تغبر الرئة
رأس الدودة الشريطية
عملية تنظيم السكر في الدم
فيروس ملتهم البكتيريا
فيروس مرض السعار
فيروس الإنفلونزا
فطر الخميرة (Yeast)
فطر عفن الخبز الأسود
قمل الرأس (Lice)




مقدمة

المبحث الثالث

كيف يحدث المرض المعدي

كيف يستطيع الميكروب دخول جسم الإنسان؟ وكيف يحدث المرض؟

هناك مداخل وبوابات موجودة في جسم الإنسان، عليها عديد من التحصينات القوية، والدفاعات الشديدة، لمنع تسلل الميكروبات داخل الجسم. ومن هذه البوابات؛ الجلد، والغشاء المخاطي المبطن لعديد من أجهزة الجسم مثل: الجهاز التنفسي، والهضمي، والتناسلي، والعين، كما في حالة الملتحمة (Conjunctiva). إلا أنه، في بعض الأحيان، قد ينجح الميكروب في اقتحام هذه الحصون، ودخول جسم الإنسان.

ويعد الجلد من البوابات التي تهاجمها الميكروبات باستمرار، لاقتحام الجسم عن طريقه ولهذا يتميز الجلد بتحصيناته الدفاعية الشديدة؛ إذ يلعب دوراً هاماً في مناعة الجسم، ضد العدوى بالميكروبات ودخولها الجسم من خلاله. إلا أنه، في بعض الأحيان، تتمكن الميكروبات، من دخول الجسم عن طريقه، من خلال بصيلات الشعر، أو فتحات الغدد العرقية، أو الغدد الدهنية المنتشرة على سطح الجلد. كما أن هناك بعض الطفيليات، التي لها المقدرة على اختراق الجلد السليم، مثل: طور البلهارسيا المعدي (أُنظر شكل دورة حياة البلهارسيا). وتمتلك بعض الفُطْريات كذلك المقدرة على النمو على سطح الجلد السليم وإصابته.

وقد تنتقل بعض الميكروبات، عن طريق حقنها، أو وضعها تحت الجلد السليم، مثلما يحدث في مرض الملاريا، الذي ينتقل عن طريق لدغ البعوض، والإيدز عن طريق الحقن الملوثة.

وقد تدخل بعض الميكروبات الأخرى عن طريق الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي. وتمتلك هذه الميكروبات، غالباً، المقدرة على مقاومة التأثير الحَمْضي لحَمْض الهيدروكلوريك، الذي تفرزه المعدة، أو التأثير القاتل للعصارة الصفراء. وتسبب هذه الميكروبات عديداً من الأمراض، مثل: الكوليرا، والتهاب الكبد الوبائي، والدوسنتاريا الأميبية.

وعديد من الميكروبات المسببة للأمراض، مثل: السل، والأنفلونزا، والجدري، تدخل عن طريق الغشاء المخاطي المبطن للأنف، أو عن طريق أجزاء الجهاز التنفسي الأخرى، لدى استنشاقها مع الهواء.

وهناك أمراض أخرى تسببها ميكروبات، تدخل الجسم، عن طريق الغشاء المخاطي، المبطن للجهاز التناسلي، مثل الزهري، والسيلان.

وتبدأ عملية دخول الميكروب إلى الجسم، بالالتصاق Adherence بخلايا الغشاء المخاطي. ويتكون الغشاء المخاطي، من خلايا متلاصقة، بعضها ببعض، تحمل كل منها مستقبلات خاصة تسمح بدخول مواد معينة.

وغالباً ما يحدث التصاق الميكروب، بسطح الخلية، عن طريق هذه المستقبلات؛ إذ توجد على سطح الميكروب، من الخارج، لاصقات Adhesins مكملة لهذه المستقبلات. ونتيجة لهذا الالتصاق، تسمح الخلية للميكروب بالمرور إلى داخلها، معتقدة أنه من الجزيئات المفيدة لها.

وتختلف المستقبلات، الموجودة على سطح الخلايا، باختلاف مكان الخلية، ووجودها، ونوعها. كذا تختلف أنواع اللاصقات الموجودة على سطح الميكروبات، باختلاف نوع الميكروب.

فميكروب Neisseria gonorrhoeae يحوي لاصقات، ليس لها مستقبلات، سوى الموجودة، على خلايا الغشاء المخاطي، المبطن للجهاز التناسلي، في الذكر والأنثى. في حين يحمل ميكروب E.coli لاصقات ذات مستقبلات، موجودة، على بعض خلايا الغشاء المخاطي المبطن، لبعض مناطق للجهاز الهضمي. وبعد اكتمال التصاق الميكروب على سطح الخلية، يقوم بالتسلل إلى داخل الخلية.

أولاَ: كيف تتعامل البكتيريا مع دفاعات الجسم

بعد دخول الميكروبات البكتيرية إلى جسم الإنسان، تشرع في التكاثر، ومهاجمة أنسجة الجسم المختلفة، وإحداث الأمراض. وتتوقف قدرتها على إحداث المرض، على عوامل عديدة، منها؛ قدرة هذه البكتيريا على مقاومة دفاعات الجسم المتعددة، والهروب منها.

وبعض أنواع البكتيريا تُغطى خلاياه بكبسولة، تساعدها على الهروب، وتحميها من مهاجمة خلايا الجسم الأكولة Phagocytic Cell. وتُعْزَى سمية عديد من البكتيريا، ومقدرتها على إحداث المرض، إلى وجود هذا الغطاء الكبسولي، المحيط بها، مثل: البكتيريا السبحية الرئوية Streptococcus pneumoniae.

كذا يلعب الجدار الخلوي للبكتيريا دوراً هاماً في سمية هذه البكتيريا؛ إذ يحتوي، في بعض أنواع البكتيريا، على مواد كيميائية، وبروتينات، تساعد الخلية البكتيرية على الالتصاق بخلايا الجسم، قبل الدخول، وتقوم بحمايتها بعد دخولها، من أن تُلْتَهَم بواسطة خلايا الجسم الأكولة، كما في حالة البكتيريا السبحية الصديدية Streptococcus pyogenes. وفي حالة بكتيريا السل يتكون الجدار الخلوي، من مادة شمعية، لا تحمي بكتيريا السل من خلايا الجسم الملتهمة فحسب، بل تمكنها من العيش، والتكاثر، داخل هذه الخلايا.

وبعد دخول البكتيريا جسم الإنسان، ونجاحها في اختراق دفاعاته، تشرع في التكاثر، ومهاجمة خلايا الجسم، للحصول على غذائها. الأمر الذي يؤدي إلى تدمير أنسجة الجسم وخلاياه.

فبعض أنواع البكتيريا، تفرز عديداً من الإنزيمات، لمهاجمة خلايا الجسم، للتغذي عليها، بما يسبب تدميرها. وكذا تتميز أنواع أخرى، بسرعة حركتها، وعنفها، مسببة دمار لخلايا الجسم، الموجودة في هذا المكان.

إلا أن أخطر أنواع الدمار، هو الذي يحدث نتيجة لإفراز الخلايا البكتيرية سمومها. وهناك نوعان من هذه السموم البكتيرية، سموم خارجية Exotoxins، وسموم داخلية Endotoxins.

فأما السموم الخارجية فتقوم البكتيريا بإنتاجها، أثناء نموها وتمثيلها الغذائي، ثم إخراجها إلى الوسط المحيط بها. وهذا النوع من السموم متعدد التأثير والمفعول، على جسم الإنسان. فهناك السموم الخلوية Cytotoxins، التي تدمر الخلايا. وهناك السموم العصبية Neurotoxins، التي تؤثر على الخلايا العصبية. وهناك السموم المعوية Enterotoxins التي تؤثر على الأمعاء. وتعد السموم الخارجية للبكتيريا، من أخطر ما تنتجه الخلايا البكتيرية، وأشدها فتكاً بالإنسان. فالسموم التي تفرزها بكتيريا التسمم الغذائي البتيوليني Botulinum Exotoxin، التي يكون تركيزها 1 ملجم، كافية للقضاء على مليون من حيوانات خنزير غينيا Guinea Pig.

وأما السموم البكتيرية الداخلية Endotexins، فهي عبارة عن مكون من مكونات الجدار الخلوي لبعض أنواع البكتيريا. وهي المعروفة باسم "البكتيريا سالبة الجرام" Gram-negative Bacteria، وغالباً ما تكون عبارة عن سكريات عديدة متحدة بدهون Lipopolysaccharides، وهي في ذلك، تختلف تمام الاختلاف، عن السموم الخارجية، التي تتكون غالباً من بروتينات. ولا تُحْدث السموم الداخلية للبكتيريا، تأثيراً على جسم الإنسان، إلا إذا ماتت هذه البكتيريا، وتحللت جدرها. حينئذ، تنطلق السموم الداخلية، الموجودة في الجدار الخلوي للبكتيريا، مسببة أعراض الحمى، والضعف العام، والآلام المُبَرِحة في الجسم كله. ويحدث هذا التحلل غالباً عندما تلتهم الخلايا الأكولة، البكتيريا سالبة الجرام،  وتصب عليها عصارتها الهاضمة، فتدمرها. ثم يتحلل الجدار الخلوي لهذه البكتيريا، بما يسبب انطلاق السموم الداخلية Endotoxins. وتستثير هذه السموم الداخلية الخلايا الأكولة Macrophages، لإفراز مادة بروتينية، تسمى "الانترلوكين1" (Interleukin-1) (IL-1)، التي تسير في الدم، حتى تصل إلى "تحت المهاد" Hypothalmus في الدماغ. الذي يوجد فيه مركز التحكم في حرارة الجسم، فيقوم بإفراز مادة دهنية، تسمى Prostaglandins. وتقوم هذه المادة بِحَثَّ "تحت المهاد"، على رفع درجة حرارة الجسم، مسببة الحمى.

ثانياً: كيف تخترق الفيروسات دفاعات الجسم؟

تمتلك الفيروسات عديداً من الوسائل التي تمكنها من الهروب، من دفاعات جسم الإنسان، وتدمير الجهاز المناعي. من أهم هذه الوسائل، قدرة الفيروسات على البقاء كامنة داخل خلايا الجسم، حيث لا تتمكن خلايا الجهاز المناعي، أو المضادات التي تفرزها، من الوصول إليها.

وتتشابه الفيروسات، في اختراقها لدفاعات الجسم، مع البكتيريا، إلى حد كبير.

ففيروس السعار Rabies Virus يستطيع الارتباط بمستقبلات الإشارات العصبية، عن طريق أجزاء مماثلة لمكملات هذه المستقبلات؛ إذ يقوم الفيروس بتمثيل الناقلات العصبية Neurotransmiter-Acetylcholin، والاتحاد مع مستقبلاتها، على سطح الخلية، ثم الاتجاه مع هذه الناقلات العصبية، إلى داخل الخلية.

وهناك بعض الفيروسات الخبيثة، مثل فيروس الإيدز، الذي يقوم بتخبئة أماكن الاتصال بالمستقبلات، في أجزاء غائرة على سطحه؛ حيث لا تستطيع المضادات، التي تفرزها الخلايا الليمفاوية، الوصول إليها.

وبعد دخول الفيروسات إلى الخلية، تشرع في التكاثر، ويحدث فيها تغيرات مرضية، يطلق عليها التغيرات الخلوية المرضية Cytopathic Effects. وغالباً ما تؤدي هذه التغيرات إلى موت الخلية. وفي بعض الأحيان، تؤدي إصابة الخلايا بالفيروس، إلى تحفيزها علي إفراز مادة، تحمي الخلايا المجاورة، من الإصابة بالفيروس نفسه أو أي فيروس آخر، وتسمى هذه المادة بالانترفيرون Interferon.

وفي أحيان أخرى، تؤدي إصابة خلايا الجسم بالفيروس، إلى حدوث تغيرات خلوية على سطح خلايا الجسم، فتعدها خلايا الجهاز المناعي للجسم، خلايا غريبة، وتقوم بتدميرها، الأمر الذي يؤدي إلى القضاء على الفيروسات بداخلها.

إلا أن أخطر التغيرات التي يتخذها الفيروس، بعد مهاجمته لخلايا الجسم، إحداثه، في بعض الأحيان، تغيرات في المادة الوراثية لخلايا الجسم المصابة. وتتمثل هذه التغيرات أحياناً في تحفيز الجين المسبب للسرطان، فتتحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية. وقد لا تستطيع الخلايا المناعية القضاء عليها، وتستمر هذه التغيرات في المادة الوراثية، فتورث من جيل إلى جيل.

ثالثاً: كيفية اختراق الفُطْريات لدفاعات الجسم

على الرغم من أن الفُطْريات تسبب عديداً من الأمراض، فإنها لا تمتلك عوامل سمية محددة. فعلى سبيل المثال، فطر الكريبتوكوكس نيوفورمنس Cryptococcus neoformans، المسئول عن الالتهاب السحائي، تكمن سميته في الجدار الخلوي، الذي يحميه من خلايا الجسم المناعية الأكولة، أو الملتهمة. في حين ينمو فطر الأسبرجلس فلافس Aspergillus flavus، على الحبوب والبقوليات، عند ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، مفرزاً السموم الفطرية المعروفة باسم الأفلاتوكسين Aflatoxin. وعند دخول هذه السموم جسم الإنسان، عن طريق الأكل، فإنها تتحول إلى مركبات شديدة السمية، محدثةً سرطانات في الكبد، وموتاً لخلاياه، وفشلاً كلوياً، بالإضافة إلى مشاكل أخرى عديدة.