إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الإدمان، المخدرات، والمسكرات، والدخان، من وجهة النظر الطبية









الأضرار الصحية للمخدرات

ف. الكبد (Liver)

يعتبر الكبد من أكثر الأعضاء تأثراً بالكحول، حيث أنه العضو الرئيسي المسؤول عن التعامل مع الكحول مباشرة، وأكسدته والتخلص منه. ويؤثر الكحول على الخلية الكبدية ومكوناتها الدقيقة. ولقد وجد أن جرعة واحدة من الكحول تستطيع أن تسبب دهنية الكبد، أي ترسيب الدهون بها، وكلما زادت كمية الكحول ومدة التعاطي كلما زاد ترسب الدهون بالكبد، وخلال 24 ساعة من استخدام الكحول تزداد دهون الكبد الثلاثية Triglycerides، إلى ثمانية أضعاف ما كانت عليه قبل الشرب.

ويؤدي تعاطي الكحول بكثرة إلى الأضرار التالية:

(1) خلل وظائف الكبد

وللكبد دور أساسي وكبير في عمليات الاستقلاب بالنسبة للنشويات والبروتينات والدهون، وكثير من الهرمونات. كما تقوم بتصنيع البروتينات خصوصاً الألييومين (الزلال) والإنزيمات الخاصة بتخثر الدم، وله دور هام في تخليص من كثير من السموم الداخلية والخارجية. كما يقوم بتخزين كثير من العناصر الغذائية الهامة. وعندما تصاب خلايا الكبد، يتأثر كثير من هذه الوظائف فيقل مخزون الجليوكوجين، ويؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى السكر في الدم وما لذلك من أضرار. كذلك تنقص بروتينات الدم خصوصاً في الحالات الشديدة، وتترسب الدهون في خلايا الكبد. وللكحول دور كبير في تثبيط استحداث الجلوكوز (gluconeogenesis) مما يسهم في هبوط مستوى سكر الدم.

(2) الالتهاب الكبدي الكحولي (Alcoholic Hepatitis)

وتتفاوت درجة خطورته، فقد لا يشكو المريض من أعراض، وقد يصل به الحال إلى فشل في وظائف الكبد. وغالباً ما يشكو المدمن من فقدان الشهية وغثيان وقيء ، وآلام في البطن، وقد ترتفع درجة الحرارة، كما قد يعاني المريض من اليرقان، وتضخم الكبد والطحال الذي يظهر عند نحو 80 % من المرضى. وقد يتطور المرض إلى التهاب الكبد المزمن وتليف الكبد.

(3) تشمع الكبد (تشحم الكبد) (Fatty Liver)

حيث تتراكم الدهون ـ خصوصاً ـ الثلاثية الجليسرول Triglycerides في خلايا الكبد فتنتفخ ثم تموت، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب :

(أ) تحلل الدهون في مناطق تخزينها، وانتقالها إلى الكبد.

(ب) انخفاض معدل أكسدة الأحماض الدهنية.

(ج) انخفاض معدل تكوين البروتينات الشحمية lipoproteins بالكبد، وهي ضرورية لحمل الدهون بعيداً عن الكبد.

(د) سوء التغذية، وقد كان الاعتقاد سائداً من زمن، أن هذا هو السبب الرئيسي ولكن الآن أصبح غير مقبول، وثبت أن السمية المباشرة للكحول هي السبب الرئيسي. ويتناسب معدل التشمع أو التشحم في الكبد مع الجرعة التي يتناولها المتعاطي، وقد أصبح من الثابت أن جرعة واحدة تكفي لزيادة دهنية الكبد، ولكن إذا توقف الشخص عن تناول الخمور، تحسنت حالة الكبد. ومع مرور الوقت، والاستمرار في الشراب، خصوصاً، بكميات كبيرة، يزداد هذا المرض سوءاً. وقد وجد أن 92% منهم يصابون بالتهاب الكبد الكحولي.

وقد يصاحب ذلك ارتفاع في نسبة الشحوم بالدم (Hyper Iipidaemia)، فقر الدم الانحلالي (Anaemia) والتهاب البنكرياس (Pancreatitis) وهذا يطلق عليه متلازمة "زيف" (Zieve’s Syndrome

(4) تليف الكبد الكحولي Alcoholic Liver Cirrhosis

ويحدث هذا بعد فترة طويلة من الشرب الكثيف للخمور، حيث تموت خلايا الكبد، ويحل محلها أنسجة ليفية. ويتميز هذا النوع عن غيره من أنواع التليف الناتجة من مسببات أخرى غير الكحول، بوجود جسيمات غريبة داخل الخلايا، تسمى جسيمات مالوري (Mallory Bodies)، وكذلك تضخم الميتوكندريا (GiantMitochondria) وارتفاع مخزون الحديد في الكبد. وقد يصاحب ذلك تشمع الكبد (Fatty Liver) .

وتؤكد الدراسات أن في مقابل كل شخص مصاب بتليف الكبد من غير المدمنين يوجد 6ـ 8 أشخاص مصابون من المدمنين، كما تشير الأبحاث أن 30 ـ 40% من المدمنين معرضون للإصابة بهذا المرض.

وقد تظهر على المريض الأعراض والعلامات التالية:

(أ) أعراض وعلامات نتيجة لفشل الكبد وظيفياً (Hepatocellular Dysfunction)

·  يرقان (Jaundice) أو اصفرار الجلد والأغشية المخاطية، بسبب ترسب مكونات الصفراء بها، نظراً لنقص قدرة الخلايا الكبدية على التخلص من مكونات الصفراء (Bilirubin).

·  اضطراب في مستوى السكر في الدم، لوجود خلل في استقلاب المواد الغذائية بالكبد.

·  خلل في استقلاب الهرمونات، مما يؤدي إلى زيادة هرمونات الأنوثة (استروجين oestrogens)، نسبياً في الرجال، وهذا يؤدي إلى بروز الثديين (Gynoecomastia) واضطراب في توزيع شعر العانة، وسقوط الشعر، وضمور الخصيتين، وضعف القدرة الجنسية. أما في النساء، فتضطرب الدورة الشهرية، وتفقد الرغبة الجنسية.

·  خلل في عملية تخثر (تجلط) الدم، مما يؤدي إلى حدوث نزيف مع أدنى احتكاك، بسبب النقص في عوامل التخثر (Coagulation Factors).

·  ضمور وضعف في العضلات، نظراً للنقص في تصنيع البروتينات، مع زيادة تكسيرها.

·  الإستسقاء (الارتشاح البريتوني) (Ascitis). وهو تجمُّع سائل في الغشاء البريتوني، ويتسبب عن نقص البروتينات في الدم، مع زيادة ضغط الدم في الدورة البابية الكبدية.

·  ظهور رائحة كريهة من فم المريض، لارتفاع نسبة الأمونيا (النشادر) في هواء الزفير، لعدم قدرة الكبد على تحويلها إلى بولينا.

·  رعشة في اليدين، وعدم تناسق الحركات، مع نوبات من فقد الوعي، واضطراب الذاكرة.

(ب) أعراض وعلامات نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الدورة البابية الكبدية (Portal Hypertension) ويصاحب ذلك تضخم الطحال وزيادة نشاطه في تكسير خلايا الدم، خصوصاً الصفائح الدموية Hypersplinism. كما أنه عامل هام في ظهور الإستسقاء. وتظهر أوعية دموية تصل بين الدورة البابية والدورة الدموية العامة. وتؤدي إلى ظهور دوالي المريء (oesophageal varices) والبواسير (haemorrhoides). وقد يؤدي ذلك إلى نوبات من النزيف.

(5) سرطان الكبد

وتحدث في 15 ـ 30 % من المرضى المصابين يتليف الكبد الكحولي، والذين لا يموتون بسبب المضاعفات المرضية الأخرى الناتجة عن الإدمان الكحولي.

ص. الكحول والتغذية (Alcohol and Nutrition)

كثرة تعاطي الخمور وإدمانها يكون مصحوباً في الغالب، بخلل في التغذية. فالكحول مصدر غني بالطاقة (يعطي الجرام الواحد 7.1 كيلو كالوري) وبذلك يساهم في زيادة الوزن والسمنة المفرطة في بعض الحالات.

ويؤدي الكحول إلى سوء التغذية لأسباب كثيرة منها:

(1) التفكك الاجتماعي، وإهمال التغذية، حيث يكون الهم الأكبر للمدمن، هو الحصول على الخمر، وإهمال كل شيء آخر، بما في ذلك الطعام.

(2) فقدان الشهية (Anorexia)، والغثيان والقيء Nausia & Vomiting

(3) خلل في الهضم والإمتصاص (Malabsorption) وذلك بسبب أمراض المعدة والأمعاء الدقيقة، والتهاب البنكرياس، وأمراض الكبد المتقدمة.

(4) خلل في عمليات الاستقلاب (Metabolic Failure) وذلك بسبب فقدان القدرة على تخزين العناصر الغذائية، وفقدان القدرة على تنشيط بعض العناصر حتى يمكن استخدامها، كما يحدث مع فيتامين ب1 (Thiamine) والذي يحتاج إلى تحويله إلى الصورة النشطة ثيامين بيروفوسفات (Thiamine Pyrophosphate) ليؤدي دوره.

(5) زيادة الحاجة إلى بعض العناصر، مما يزيد من استهلاكها، وبالتالي نقصها في الجسم.

(6) زيادة الفاقد من المواد الغذائية بسبب الخلل في أعضاء الجسم المختلفة.

ومن أهم العناصر التي تتأثر بإدمان الكحول ما يأتي:

(1) البروتينات وبعض العناصر الأخرى مثل الزنك.

(2) الفيتامينات وهي

(أ) فيتامين أ (vit. A) وقد لوحظ انخفاض معدله في الدم في نسبة تصل إلى 44 % من المدمنين. وهذا الفيتامين هام لكثير من أعضاء الجسم.

(ب) فيتامين ب1 (vit. B1 – Thiamine) ـ وينتج عن نقصه ذهان فيرنيك، وأمراض القلب.

(ج) فيتامين ب6 (vit. B6 – Pyridoxine) ـ حيث يتناقص بسبب تأثير الأسيتالدهيد.

(د) فيتامين ب12 (vit. B12) ـ وهو هام كسابقه للجهاز العصبي وسلامة الجهاز الدموي.

(هـ) حمض الفوليك (Folic Acid) ـ وهو يؤثر في كريات الدم الحمراء، ويؤدي نقصه، كما يحدث في حالة نقص فيتامين ب12 إلى أنيميا (Megaloblastic Anaemia).

(و) فيتامين ج (vit. C) ـ وينقص في حوالي 36% من المدمنين.

(ز) فيتامين د (vit. D) ـ حيث تنخفض الصورة النشطة من هذا الفيتامين ولكن قليلاً ما يؤدي إلى حالة مرضية ( لين عظام) (Osteomalacia) .

ق. الكحول والقلب (Alcohol and The Heart)

تشير بعض الدراسات الإحصائية على مدى الخمسين عاماً الماضية إلى أن تناول كميات معتدلة من الخمور يكون ذا دور وقائي ضد بعض أمراض القلب، حيث لوحظ انخفاض معدل الوفيات الناتجة من أمراض القلب بين الذين يتعاطون الخمور باعتدال. وكان معدل الوفاة بينهم أقل مما هو بين الذين لا يشربون مطلقاً أو الذين يشربون بشراهة. وقد أرجع ذلك لأسباب، منها زيادة نسبة البروتينات الدهنية العالية الكثافة High density) (lipoprotienes وهذه ذات أثر واق من تصلب الشرايين.

ولكن المسؤولين في منظمة الصحة العالمية WHO ، اعترضوا على هذه الدراسة، وشككوا في سلامتها، وأعلن ممثل المنظمة أنه لا يوجد حد أدنى من الشراب من الممكن اعتباره آمناً. كما أشار إلى أن هناك وسائل أخرى أكثر أمناً للإقلال من مخاطر أمراض القلب والجهاز الدوري، مثل نبذ التدخين، والمداومة على الرياضة البدنية، والإقلال من تناول الدهون. واعتبر الخمور مسئولة عن بعض أخطر المشاكل الصحية في العالم.

وإذا كان هذا الاختلاف بالنسبة لتناول الخمور بكميات معتدلة، رغم وجود اختلافات بين الأشخاص في مدى تحملهم وتأثرهم بتلك الكميات، فإن تعاطي الخمور بكميات كبيرة لا شك في آثاره الضارة، على القلب والأوعية الدموية.

والكحول يضر بطريقة مباشرة، عضلة القلب، كما أن نقص الفيتامينات، والعناصر الغذائية الأخرى تساعد على ذلك، وقد يكون لزيادة نسبة الحديد في الجسم دور في ذلك. ومن أمراض القلب والأوعية الدموية التي قد يعاني منها متعاطي الخمور ما يأتي:

(1) خلل في عضلة القلب Alcoholic Cardiomyopathy

وقد يؤدي إلى هبوط القلب Heart Failure. وقد وجد في إحدى الدراسات الباثولوجية لمتعاطي الخمور المزمنين والذين لم يشكو من وجود أعراض مرضية، أن 70 % منهم لديهم تليف في عضلة القلب (Myocardial Fibrosis)، و 50 % لديهم ألياف عضلية مفرغة Vaculated Myofibrils وهي حالة مرضية، و30 % لديهم زيادة في وزن القلب أكثر من 500 جم (بينما الوزن الطبيعي حوالي 300 جم) . وقد وجد أن 20 % من حالات خلل عضلة القلب الأوَّلى (Primary Cardio Myopathy) يصاحبها تعاطي الخمور بشراهة. كذلك لوحظ ترسب الدهون الثلاثية في عضلة القلب، واضطراب في الألياف العصبية، وخلل شديد في الميتوكونودريا.

ويمكن الاستدلال على بعض تلك التغيرات المرضية باستخدام رسم القلب الكهربائي (ElectroCardiogram) حيث يظهر الخلل في نظم القلب (Dysrhythmias). أما تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (Echocardiography) فيظهر اتساعاً في بطين القلب وضعف عضلاته.

وتنتج هذه الحالات من التأثير المباشر للكحول، كما قد تنتج من نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب1 والذي يؤدي نقصه إلى مرض البري بري (Beri Beri). وقد وجد أن الكحول يتسبب في تثبيط قدرة القلب على الانقباض بشكل حاد أو مزمن حتى لو أخذ بكميات معقولة.

(2) ويؤثر الكحول على الجهاز العصبي اللاإرادي، وينعكس ذلك على أداء القلب لوظيفته. كما تتأثر الخواص الكهربائية للقلب، حيث يثبط الكحول خاصية التوصيل الكهربائي Conduction ، فيضطرب نظم القلب، وقد يؤدي ذلك إلى الموت ويمثل ذلك خطورة كبرى على مرضى القلب.

وقد لوحظ أن تناول مريض الذبحة الصدرية (Angina Pectoris) لكأسين من الكحول قد يتسبب في ظهور الأعراض الحادة للذبحة الصدرية.

(3) كذلك وجد أن هناك علاقة قوية بين الإكثار من شرب الخمور، وأمراض نقص الترويه القلبية Ischaemic Heart Diseases، وقد يكون للتدخين، وهو كثير الانتشار مع إدمان الخمور دور في ذلك.

ر. تأثير الكحول على الأوعية الدموية (Alcohol and Blood Vessels)

من المعروف أن الخمور تؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية بالجلد فيزيد تدفق الدم فيه. وهذا هو سبب الشعور الوقتي بالدفء، ولكن سرعان ما يفقد الجسم حرارته إلى المحيط الخارجي، ويحدث هبوط في حرارة الجسم قد يؤدي إلى غيبوبة، وإلى الموت خصوصاً عند كبار السن، وفي الأجواء الشديدة البرودة.

ت. الكحول وضغط الدم (Hypertension)

لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الكحول هو سبب رئيسي من الأسباب الممهدة لارتفاع ضغط الدم Risk Factor. وفي 10 ـ 30 % من الحالات يكون هو السبب الرئيسي والوحيد لارتفاع ضغط الدم. ونظراً للعلاقة القوية بين ضغط الدم المرتفع وحوادث النزيف والجلطة الدموية بالدماغ (Stroke) فإن الكحول يعتبر سبباً هاماً من أسباب المرض والوفاة.

ويتسبب الكحول في زيادة نسبة تصلب الشرايين (atherosclerosis) بسبب الخلل في الاستقلاب وزيادة الدهون وترسبها في جدار الأوعية الدموية. وهذا عامل من العوامل المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة الحدوث عند المدمنين، مثل ارتفاع معدل هرمونات الكورتيزول والكاتيكولامين، والالدوستيرون والرينين (Cortisol, Catecholamines, Aldosterone and Rennin etc).

ث. تأثير الكحول على مكونات الدم (Alcohol and Blood Constituents)

لوحظ وجود متغيرات كثيرة في مكونات الدم عند مدمني الخمور. ولا ترتبط كل هذه التغيرات المرضية بحالة الكبد. وقد تكون هذه الأمراض ناتجة عن التأثير المباشر للكحول على نخاع العظام Bone Marrow، وهو المصدر الرئيسي لمعظم خلايا الدم، أو على الكبد، وهو مصدر بروتينات الدم، أو نتيجة لسوء التغذية ونقص العناصر الغذائية الضرورية لتصنيع تلك المكونات. وأهم المتغيرات المرضية هي:

(1) كرات الدم الحمراء (Red Blood Corpuscles)

وهي أكثر المكونات تأثراً حيث تحدث الصور المرضية الآتية:

(أ) كبر في حجم كرات الدم الحمراء.Macrocytosis

وهذا يحدث في 82 ـ 96 % من مدمني الخمور. ويكاد يكون علامة مميزة لكثرة الشرب.

(ب) فقر الدم أوالأنيميا الخبيثة (Perniciouns or Megaloblastic Aneaemia)

حيث لا يتناسب نضج كرات الدم الحمراء مع نموها الزمني، وكذلك يحدث اضطراب في التناسق بين نضج النواة والسيتوبلازم وتظل كرات الدم كبيرة الحجم.

وقد تكون الحالة مؤقتة ناتجة من السمومية المباشرة للكحول على نخاع العظام، أو نتيجة نقص فيتامين ب12 أو حمض الفوليك. ويتسبب نقص حمض الفوليك في حوالي 33 % على الأقل من تلك الحالات.

(ج) فقر الدم أو الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد (Iron deficiency Anaemia) 

ومن أهم أسباب نقص الحديد النزيف المتكرر. وقد ينتج أيضاً، عن نقص الحديد في الغذاء. وتكون كرات الدم الحمراء صغيرة الحجم Microcytosis  مع نقص كمية الهيموجلوبين (خضاب الدم) بها (Hypochromia).

(د) فقر الدم أو الأنيميا الناتجة عن ترسب الحديد Sideroblastic Anaemia

حيث يترسب الحديد في صورة حلقة (Ring) داخل كرات الدم الحمراء بدلاً من دخوله في تكوين خضاب الدم. ولا تستفيد منه الخلية، بل يكون ضاراً بها. وقد يصاحب الأنواع الأخرى من الأنيميا، وكذلك أمراض الكبد. ولكن تعود صورة الدم إلى طبيعتها إذا توقف المدمن عن الشراب.

(هـ) فقر الدم الإنحلالي (Haemolytic Anaemia)

حيث ينخفض عمر كرات الدم الحمراء بسبب اعتلال نخاع العظام أو الكبد أو نقص الفوسفات ويلاحظ هذا في متلازمة زيف (Zieve’s Syndrome) حيث يترافق مع تشحم الكبد، وزيادة دهون الدم، وظهور يرقان.

(و) فقر الدم الناتج عن النزف (Blood loss Anaemia)

وترتفع نسبة احتمال حدوث النزف بين المدمنين للأسباب التالية:

·   تليف الكبد، والذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم في الدورة البابية الكبدية وظهور دوالي المريء والبواسير.

·   خلل في الصفائح الدموية (Platelets) حيث يحدث نقص في عددها، ووظيفتها وزيادة في تكسيرها، وذلك بتأثير الكحول الضار عليها.

·   نقص العناصر الضرورية لوقف النزيف مثل مولد الليفين  (Fibrinogen) والبروثرومبين (Prothrombin) وبعض عوامل التخثر الأخرى مثل عامل 5،7،11 وكلها يتم تصنيعها في الكبد.

كل هذه العوامل تؤدي إلى ضعف تخثر الدم، وهذا بدوره يؤدي إلى مشاكل خطيرة في حالة حدوث نزيف، أو إجراء عمليات جراحية

وقد أثبتت الأبحاث أن تناول الكحول يؤثر على قدرة الصفائح على التجمع (Aggregation) حتى في عدم وجود خلل في وظائف الكبد، بينما يكون تشمع الكبد مصحوباً بطول في زمن النزفProlonged Bleeding Time.

(2) كرات الدم البيضاء (Leukocytes or White Blood Corpuscles)

وهي من خطوط الدفاع الهامة في الجسم ومنها:

·   كرات الدم البيضاء متعددة النواة (polymorphnuclear). وهي تتجول في الدم لمهاجمة أي أجسام غريبة. والكحول يؤدي إلى ضعف قدرتها على الحركة Immobilization وقدرتها على الالتصاق بالأجسام الغريبة (Adhesion) وبالتالي على قدرتها الدفاعية. كما قد يؤثر على إنتاجها بنخاع العظام.

كذلك يؤثر الخمر على الخلايا اللمفاوية من نوع ت (T- Lymphocytes) ـ وهي تلعب دوراً كبيراً في المناعة الخلوية للجسم.

(3) البلازما (Plasma)

وهي تكون 55 % من حجم الدم في جسم الإنسان. ومن أهم مكوناتها البروتينات مثل الألبيومين (Albumin)، وعدة أنواع من الجلوبيولين (Globulins) ومولد الليفين Fibrinogen، وغير ذلك من البروتينات الهامة مثل الإنزيمات Enzymes ويتم تكوين معظم هذه البروتينات في الكبد، ومع إصابة الكبد بالخلل، تتأثر معدلات هذه البروتينات في الدم، وتتأثر بذلك وظائفها المختلفة وتظهر عدة أمراض أو أعراض مرضية مثل الوزمه (Oedema). ويتأثر استقلاب كثير من العناصر مثل الهرمونات وبعض العناصر الكيميائية الأخرى والتي تحتاج إلى هذه البروتينات لحملها في الدم.

كما يحدث خلل في بعض العناصر الأخرى مثل السكر، واليود، كما أن زيادة نسبة حامض البوليك uric Acid وحامض اللبن Lactic acid تؤدي إلى حموضة الدم (Acidosis)

خ. تأثير الكحول على الجهاز التنفسي (Alcohol and Respiratory System)

يبدأ الجهاز التنفسي بالأنف ثم البلعوم فالحنجرة فالقصبة الهوائية فالشعب الهوائية وفروعها ثم الرئتين. ويساعد الحجاب الحاجز وعضلات التنفس في عمل الجهاز التنفسي، وهناك مراكز في المخ تنظم عمله. وكل هذه المكونات تتأثر بدرجات مختلفة بالكحول.

(1) الأنف (Nose)

يؤثر الخمر على حاسة الشم فيضعفها، وقد تفقد تماماً. وأيضاً، قد يصاب الأنف بالورم الفقاعي (Rhinophyma) وهو ما يعرف بأنف السكير.

(2) البلعوم (Pharynx)

يصاب بالتهابات متكررة، كما تضعف وظيفة لسان المزمار، والذي يمنع دخول اللعاب والشراب والطعام إلى القصبة الهوائية، وذلك بسبب تأثير الكحول على الجهاز العصبي، ويؤدي إلى تسرب الشراب أو الطعام أو محتويات المعدة، مع القيء المتكرر، إلى الرئتين مسبباً التهابات وأضراراً بهما. كما تزيد نسبة الإصابة بسرطان البلعوم بين المدمنين.

(3) الحنجرة (Larynx)

تصاب أيضاً بالالتهاب، مما يؤدي إلى خشونة وبحة في الصوت، نتيجة تورم الأحبال الصوتية، كما تكون الحنجرة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

(4) القصبة الهوائية وتفرعاتها (Trachea and branchi)

تصاب بالتهابات حادة ومزمنة (Acute and Chronic Bronchitis) ، خصوصاً مع الإدمان على التدخين بجانب الخمور. وقد يؤدي ذلك إلى تراكم الإفرازات وتمدد القصبات الهوائية فيما يسمى (Bronchiectasis) ـ ويصاحب ذلك سعال مزمن، وصديد وأحياناً نزف ويمثل بؤرة صديدية في الجسم.

(5) الرئتان (Lungs)

تتأثر وظائف الرئتين وخصائصهما، مثل الحجم (Volume) والسعة (Capacity) والسعة الانتشارية للغازات (Diffusion capacity) مما يؤدي إلى نقص الأكسجين (Hypoxia) وزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون (Hypercapina) بالدم.

كما يصبح المريض عرضة لأمراض الرئة مثل:

(1) التهاب الرئة البكتيري (Bacterial pneumonia)

وتدل الأبحاث العلمية أن الكحول هو أحد العوامل الرئيسية لهذه الالتهابات. حيث أن 35 ـ 40 % من المصابين بالالتهابات الرئوية البكتيرية هم من المدمنين.

وبمقارنة معدلات الوفاة وجد أن نسبة الوفاة من هذا المرض أعلى ما تكون بين المدمنين حيث بلغت في بعض الأبحاث ثلاثة أضعاف عند الرجال وسبعة عند النساء مقارنة بغير المدمنين، كما أنها تتناسب مع معدلات الشراب حيث كانت في إحدى الدراسات، 49,9 % عند الذين يتعاطون الكحول بكميات كبيرة، و34,4 % عند الذين يتعاطونها بكميات معتدلة، 22,5 % عند الذين يتعاطونها بكميات قليلة.

(2) خراج الرئة (Lung Abscess)

وتفيد الإحصائيات أن الكحول هو المسؤول الأول عن 30ـ70 % من مجموع الحالات.

وقد تنتشر الميكروبات إلى ما حولها من أنسجة الرئة وأغشيتها وأغشية القلب، وقد تنتقل إلى أماكن أخرى في الجسم وتسبب التهابات مختلفة مثل الالتهاب السحائي وقد تسبب فشلاً في التنفس (Respiratory Failure).

(3) التهاب الرئة الاستنشاقي (Aspiration pneumonia)

حيث يفقد الشخص وعيه، وتضعف حركة لسان المزمار، ومع كثرة التقيؤ وضعف المناعة، يستنشق الشخص محتويات المعدة وغيرها من المواد الغريبة مسببة التهاباً بأنسجة الرئة، وقد وجد أن نحو 10 % من حالات التهاب الرئة الاستنشاقي كان سببها الإدمان على الخمور.

(4) السل الرئوي (الدرن) Pulmonary Tuberculosis

والصلة قديمة ووثيقة بين هذا المرض والإدمان على الكحول، وقد أظهرت بعض الدراسات أن 22,2 حالة من بين كل 1000 مدمن يعانون من مرض السل الرئوي بينما كانت النسبة 0,4 لكل 1000 من الأشخاص العاديين.

كما يتعرض المدمنون للإصابة في مناطق أخرى من الجسم مثل الالتهاب الصفاقي الدرنيPeritonitis T.B .

وإضافة إلى ضعف المناعة ، فإن المرضى المدمنين، عادة لا يلتزمون بالعلاج مما يؤخر شفاءهم ويعرضهم لمضاعفات خطيرة، بل يكونون سبباً في نشر العدوى.

(5) أمراض أخرى أقل حدوثاً وتنتج عن إصابة الكحول لأجهزة الجسم المختلفة بالضرر مثل : الارتشاح البللوري (Pleural Effusion) والقلوية التنفسية (Respiratory Alkalosis). وقد يتسبب ذلك في تشنجات عصبية، وكذلك قد يتسبب الكحول في ارتفاع ضغط الدم في الدورة الدموية الرئوية (Pulmonary Hypertension) وما يكون له من أثر على القلب. وقد يصاحب التهاب البنكرياس الناتج عن الإدمان وأزمة حادة بالرئتين Acute Pulmonary Oedema والتي قد تؤدي إلى الوفاة. وكذلك توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea) نتيجة الأثر التثبيطي للكحول على مركز التنفس بالمخ.

ذ. تأثير الكحول على الغدد الصماء والاستقلاب

لوحظ أن هناك علاقة قوية بين إدمان الكحول وخلل الغدد الصماء (Endocrinopathy) والذي يتمثل في الآتي:

(1) الغدة الدرقية (Thyroid Gland)

وجد عند بعض المرضى، الذين يعانون من تليف الكبد، زيادة في سرعة تدفق الدم بالأوعية الدموية (Hyperdynamic Circulation) مع زيادة في ضربات القلب (خفقان) وشعور بالحرارة، وكلها أعراض مشابهة لزيادة إفراز الغدة الدرقية Pseudo Thyrotoxicosis .

ولكن مع استمرار الشرب يحدث النقيض، حيث يحدث نقص في إفراز الغدة الدرقية مؤدياً إلى خمول في النشاط البدني والفكري لدى الشخص المدمن.

(2) الغدة الكظرية (Adrenal Gland)

تحدث أعراض مشابهة لأعراض مرض كوشنج (Pseudo Cushing Syndrome) ويزداد معدل الكورتيزول (Cortisol) في الدم، وما يصاحبه من خلل في مستوى السكر بالدم وأعراض أخرى. وقد يكون السبب راجعاً إلى التأثير المباشر للكحول على الغدة الكظرية، أو على الغدة النخامية (Pituitary Gland) أو الهيبوثلاموس (تحت المهاد) (Hypothalamus).

(3) الغدد الجنسية(Medicine International)

يحدث في الرجال المدمنين فقدان للرغبة الجنسية (Libido)، وعنّه (Impotance)، وتضخم في حجم الثدي (Gynaecomastia)، وضمور في الخصية. ويرجع ذلك إلى تأثير الكحول على استقلاب هرمون الذكورة (التستوستيرون Testosterone) متمثلاً في نقص إفرازه من الخصية، وقد يكون هذا راجعاً إلى نقص إفراز الهرمونات المنشطة للخصية من الغدة النخامية وتحت المهاد، أو بسبب الأثر التثبيطي المباشر للكحول على الخصيتين، كما يغير الكحول من استقلاب التستوستيرون في أنسجة الجسم، في نفس الوقت فإن الخلل في وظائف الكبد، يزيد من تراكم هرمونات الأنوثة (Oestrogens)، وهو السبب في الأعراض الأنثوية لدى المدمن.

أما في النساء المدمنات، فيحدث ضمور في المبيض، وفقدان الرغبة الجنسية، واضطراب في الدورة الشهرية.

(4) الفص الخلفي للغدة النخامية Posterior Lobe of the Piturtory Gland

يصاب هذا الجزء بالإحباط بسبب الكحول، فيقل إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول (Antidiuretic Hormone – ADH)، ويكثر التبول.

وكذلك هرمون الاوكسيتوسين (Oxytocine) فيقل إفراز اللبن لدى المدمنات المرضعات، وتتأثر عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة.

(5) البنكرياس وداء السكري (Medicine International)

يتقلب مستوى سكر الدم في المدمنين بسبب تأثير الخمر على الكبد والبنكرياس وهرمونات الغدد الصماء، فقد يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم (Hypoglycaemia) عند المدمنين بسبب سوء التغذية، وكذلك لتأثير الكحول التثبيطي على استحداث الجلوكوز (Gluconeogenesis). وقد يؤدي هذا إلى فقدان الوعي (Hypolycaemic Coma) أما في مرض التليف الكبدي فإن انخفاض مستوى السكر يشير إلى فشل في وظائف الكبد. أما مرضى السكري (Diabetes Mellitus) والذين يعالجون بأدوية السكر، فقد يتعرضون لمشاكل، حيث أن الكحول يزيد من تأثير تلك الأدوية.

وقد يحدث ارتفاع في مستوى سكر الدم (Hyperglycaemia) لأسباب غير معلومة، ويكثر حدوثه مع أمراض الكبد الناتجة عن الإدمان.

كما أن هناك تفاعلات تحدث بين الكحول والأدوية المستخدمة لعلاج داء السكري، مثل زيادة حموضة الدم Acidosis وقد تكون هذه التفاعلات خطيرة تؤدي إلى الوفاة.

ض. تأثير الكحول على الجهاز البولي (Alcohol and Urinary System)

(1) من الثابت أن الكحول يثبط إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول (ADH) وبالتالي تزداد كمية البول وعدد مرات التبول، مما قد يؤثر على مستوى السوائل والأملاح في الدم، ويترتب عليها مشاكل في كثير من أعضاء الجسم، كالقلب والعضلات والعظام والجهاز العصبي والغدد وغيرها.

ولكن لوحظ أنه في بعض الأحيان يحدث العكس ويزداد إفراز الهرمون، خصوصاً في شاربي البيرة حتى سمي " بمتلازمة شاربي البيرة" (Beer drinker’s Syndrome). وكذلك ترتفع نسبة الهرمون في الدم عند مرضى الكبد، ويؤدي هذا إلى احتفاظ الجسم بالماء مؤدياً إلى التسمم المائي (Water Intoxication)، ويصاحبه نقص ظاهري (نسبي) في مستوى الأملاح في الدم.

(2) تتأثر الكليتان بالكحول، وتتعرضان لالتهابات مختلفة، قد تؤدي إلى الضمور والفشل الكلوي (Renalatrophy and Renal Failure)

(3) تكثر حالات المغص الكلوي، وقد يترافق هذا مع وجود حصوات في المسالك البولية.

(4) يتسبب الكحول في إثارة الغشاء المخاطي للإحليل.