إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الإدمان، المخدرات، والمسكرات، والدخان، من وجهة النظر الطبية









الأضرار الصحية للمخدرات

2. الأفيون (Opium) ومشتقاته

تشير بعض التقارير إلى أن معدل الوفاة بسبب إدمان المورفين يزيد 12 مرة عن المعدل العام للوفيات في المملكة المتحدة، وأن معدل الوفاة من إدمان الهيروين (أحد مشتقات المورفين) يمثل 1ـ2 % من إجمالي الوفيات، كما أن انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة في أجزاء كثيرة من العالم بسبب إدمان العقاقير بالحقن يمثل مشكلة كبيرة.

ويؤثر الأفيون على كثير من أعضاء الجسم من خلال مستقبلات طبيعية منتشرة في الجسم خصوصاً الجهاز العصبي. وهذه المستقبلات خاصة بمواد طبيعية موجودة بالجسم تعرف باسم اندورفين (Endorphins)، وانكفالين (Encephalins) . وهي تشبه المورفين في تركيبه ولهذا تسمى شبيه المورفينات الداخلية (Endogenou Opioids).

تأثير الأفيون على أجهزة الجسم

أ. الجهاز العصبي

(1) اثر تخميدي، يتمثل في ضبابية الشعور، وفقدان الإحساس بالألم، وعدم الاهتمام به، وتثبيط مراكز التنفس والسعال، ويقلل من الهياج والتوتر، وقد يؤدي إلى النوم من خلال تأثيره في الجهاز الشبكي. كما يقلل من درجة الإحساس باللمس والقدرة على تمييز الأشياء من خلال هذه الحاسة. ويتأثر مركز التحكم في حرارة الجسم،وقد يؤدي إلى انخفاض الحرارة. كما يحدث خللاً في القدرة على تقدير الزمن والمسافات. وفي بداية التعاطي، وبكميات صغيرة يشعر الشخص بشيء من الدوار مع شعور بالاسترخاء الداخلي والنشوة والراحة تنتهي بالنوم. ويقلل من الدافع نحو الحركة البدنية والنشاط الفسيولوجي، كما يحدث انهياراً تاماً للجهاز العصبي ما عدا حاستي السمع والشم. ويصاحب ذلك عدم القدرة على تركيز الأفكار ويشعر الشخص بالشبع وعدم الرغبة في الجنس.

(2) وهناك أثر تنشيطي يتمثل في حدوث الغثيان والقيء وضيق حدقة العين وزيادة الأفعال الانعكاسية Reflexes))، وقد يؤدي إلى التشنج.

ويحدث التحمل (Tolerance) سريعاً بالنسبة للآثار النفسية، فيضطر الشخص إلى زيادة الجرعة، مما يزيد من تثبيط مراكز المخ المختلفة، وقد يصل بالشخص إلى درجة التسمم.

(3) الإدمان (الاعتماد) وما يترتب عليه من آثار.

ب. الجهاز التنفسي

(1) تثبيط مركز التنفس فيصبح التنفس بطيئاً وسطحياً وكذلك مركز السعال. ويمثل هذا خطورة لمرضى الأمراض الصدرية خصوصاً الربو.

(2) انقباض عضلات الشعب الهوائية.

(3) قد يؤدي إلى الانتانات مثل الالتهاب الرئوي وخراج الرئة والالتهابات المزمنة نتيجة الحقن بحقن ملوثة ودخول أجسام غريبة.

(4) زيادة ضغط الدم الرئوي (Pulmonary Hypertension).

ج. الجهاز الهضمي

(1) غثيان وقيء بسبب تنشيط مراكز القيء في المخ.

(2) زيادة في إفراز اللعاب، وفقدان الشهية للغذاء.

(3) انقباض عضلات الأمعاء، مع قلة حركة المعدة والأمعاء. وله تأثير قابض على العضلات العاصرة مثل عضلة الشرج، فيؤدي إلى الإمساك. ويقلل من إفرازات المعدة والأمعاء ويمثل خطورة في بعض العمليات الجراحية بالأمعاء.

(4) خلل في وظائف الكبد في 75ـ80 % من الحالات، وانقباض العضلة العاصرة للمرارة Sphincter of Oddi مؤدياً إلى زيادة الضغط داخل القنوات المرارية مع احتمال حدوث مغص. ولذلك يجب تحاشيه في حالات التهاب البنكرياس.

د. الجهاز البولي والتناسلي

(1) يزيد من إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول (ADH)  مسبباً نقصاً في كمية البول وقد يحدث احتباس في التبول بسبب انقباض العضلة العاصرة للمثانة وتثبيط رغبة الفرد في التبول بسبب آثاره المهدئة على الجهاز العصبي.

(2) يضعف الرغبة والقدرة الجنسية بسبب نقص هرمون الذكورة. أما عند المرأة فيؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، كما يقلل من قوة انقباض عضلات الرحم فيطيل مدة الولادة.

هـ. القلب والجهاز الدوري

يثبط من عمل الجهاز الودي (السمبثاوي) وينشط عمل الجهاز اللاودي (الباراسمبثاوي) فيقلل من ضربات القلب، ويكون هذا مفيداً في بعض الحالات المرضية، ومضراً في بعضها الآخر، كما يطلق الهيستامين، فيؤدي إلى توسعة الأوعية الدموية، فيحدث خلل في ضغط الدم خصوصاً عند الحركة من النوم إلى الوقوف مما يسبب إحساساً بالدوار.

و. العين

(1) ضيق في الحدقة فيؤثر في حدة الإبصار.

(2) احتقان واحمرار بالملتحمة.

(3) ارتخاء الجفون.

ز. الجهاز المناعي

يضعف الجهاز المناعي ويصبح الشخص عرضة للأمراض.

ح. الغدد الصماء

ينخفض مستوى الكورتيزول (Cortisol) والهرمون الملوتن (LH) والتستوستيرون (Testosterone) فتقل الاستجابة ويقل حجم المني وعدد الحيوانات المنوية.

ط. آثار التسمم الحاد

ويحدث نتيجة زيادة الجرعة أو لدى المدمنين الذين توقفوا عن التعاطي لفترة، فيتلاشى لديهم التحمل، ثم يعودون إلى نفس الجرعة التي كانوا يتعاطونها قبل التوقف فتؤدي إلى التسمم الحاد. كذلك قد يحدث نتيجة اختلاف تركيز الأفيون، في الأنواع المختلفة التي يتناولها المتعاطي، حيث تختلف من منتج إلى آخر، أو بسبب ما يضاف إليه من مواد بقصد الغش مثل الكينين والاستريكنين.

وأعراض التسمم الحاد هي:

(1) يشعر المتعاطي بالنشوة والانبساط ثم ما يلبث أن ينقلب ذلك الشعور إلى كآبة وضيق.

(2) شعور بالدوار والرغبة في النوم، وارتخاء العضلات، وضعف الأفعال المنعكسة.

(3) زيادة في اللعاب وغثيان وقيء.

(4) شحوب في الوجه وزرقة في الشفتين.

(5) احمرار بملتحمة العين وضيق شديد بالحدقة ـ يتحول إلى اتساع عندما يدخل المدمن في غيبوبة .

(6) شعور بالبرد وقشعريرة مع ارتفاع درجة حرارة الجسم ثم انخفاضها مع عرق شديد .

(7) اضطراب التنفس، حيث تقل سرعة التنفس وعمقه، وقد يتوقف فجأة مؤدياً إلى الموت وقد يحدث ارتشاح في الرئتين Pulmonary oedema مع خروج رغاوي من الفم والأنف.

(8) اضطراب في النبض وهبوط في ضغط الدم، وقد تحدث جلطات في القلب بسبب مواد الغش الموجودة بالعقار.

(9) ارتفاع في الضغط داخل الجمجمة Increased Intracranial Pressure, قد يؤدي هذا إلى ارتشاح بالمخ أو شلل أو صرع أو سكتة مخية.

(10) قد يحدث تحلل في العضلات خصوصاً في الأطراف.

(11) قد ينتهي الأمر بالموت، وقد يكون مفاجئاً خصوصاً في حالة الحقن مثل الهيروين بالوريدـ يذكر أحد المتخصصين أن الموت قد يكون مفاجئاً بصورة لا يتصورها عقل، ويوجد المتعاطي ميتاً والحقنة لا تزال ملتصقة في جسمه ويده عليها وهو لم يكمل بعد حقن ما فيها من هيروين.

أعراض التسمم المزمن بالمورفين والهيروين، وتنتج عن استمرار التعاطي وتكون الأعراض كالآتي:

(1) الجهاز العصبي

(أ) ضمور المخ (Brain atrophy) مما قد يؤدي إلى الخرف (الجنون) (Dementia) أو نوبات هذيان، وتتأثر تغذية المخ مما يؤدي إلى خلل في الذاكرة وتبلد العواطف وفقد القدرات العقلية تدريجياً حتى يصل إلى مرحلة الجنون.

(ب) وقد يحدث انصمام أو انسداد في شرايين المخ (Embolism) وجلطات (Thrombus) تؤدي إلى سكتات دماغية أو شلل.

(ج) ظاهرة التحلل الإسفنجي في المادة البيضاء في المخ (Spongioform Degeneration) والتي وصفت لأول مرة سنة 1982 عند مستنشقي الهيروين. وأعراضها تتمثل في تحلل شخصية المدمن، وفقدان الذاكرة والمعرفة، وتسطح العاطفة، وحدوث أنواع من الشلل، وقد تحدث وفيات مفاجئة. ويرجع بعض الباحثين هذه الظاهرة إلى وجود مواد إضافية مغشوشة في الهيروين المستنشق.

(د) التهاب النخاع المستعرض Transverse Myelitis، وهذا يؤدي إلى شلل بالنصف الأسفل من الجسم، وفقدان القدرة على التحكم في التبول والتبرز وفقدان القدرة الجنسية.

ويرى بعض الباحثين أن السبب يرجع إلى مواد الغش الموجودة بالعقار أيضاً.

(هـ) التهاب الأعصاب الطرفية الأحادي (Mononeuropathy) أو المتعدد (Polyneuropathy) وما لذلك من آثار على الإحساس والحركة، وقد يحدث غمش بصري (Amblyopia) نتيجة إضافة مادة الكينين (Quinine) ذات الأثر السام على العصب البصري ـ وقد ينتج أيضاً عن تعاطي الكحول الميثيلي وسوء التغذية .

(و) قد تحدث نوبات من الإغماء أو فقد الوعي (Coma)، والتي قد تنتهي بالموت.

(2) العضلات

(أ) اعتلال العضلات الحاد Acute Myopathy ، ويحدث فيه تحلل للألياف العضلية وموتها (Necrosis)، مما يؤدي إلى ظهور خضاب العضلات (Myoglobin) في الدم والبول، وقد يترسب في أنابيب الكلى مؤدياً إلى التهابها وموت خلاياها (Acute Tubular Necrosis). وقد تكون مواد الغش المضافة هي السبب في ذلك.

(ب) اعتلال العضلات المزمن (Chronic Myopathy) نتيجة الحقن في العضلات، خصوصاً في حالة عقار البنتازوكين (Pentazocine) حيث تتحلل ألياف العضلة وتستبدل بألياف ميتة (sclerosis).

(3) انخرام الحاجز الأنفي عند مستنشقي الهيروين كما يحدث لمتعاطي الكوكايين.

(4) فقد الشهية، والغثيان والقيء المتكرر والإمساك المزمن، مع تقلصات في المعدة والأمعاء.

(5) احتقان المثانة والرغبة المتكررة في التبول (Urgency)، ويصاحب ذلك أحياناً ، صعوبة في التبول.

وقد تحدث التهابات بالكلى تؤدي إلى تلف الكبيبات الكلوية (Glomerulopathy) فيما يعرف بالمتلازمة الكلائية (Nephrotic Syndrome)، وتؤدي إلى فقدان الزلال في البول وحدوث ارتشاح في الجسم (Oedema) وقد تنتهي بالفشل الكلوي .

(6) الضعف الجنسي لدى الرجال، نتيجة لنقص هرمونات الغدة النخامية المنشطة للخصية. وبالتالي، انخفاض مستوى هرمون الذكورة ويحدث هذا خللاً في التوازن بين هرمونات الذكورة والأنوثة، وقد يؤدي هذا إلى ظهور مظاهر الأنوثة على الرجال.

أما النساء، فتضطرب الدورة الشهرية مؤقتاً ثم تعود بعد ذلك للانتظام. مع انخفاض الرغبة الجنسية ، وإذا حدث الحمل، تتعرض المرأة للإجهاض التلقائي (Spontaneous Abortion) ولتسمم الحمل (Toxaemia of Pregnancy)، والولادة المبكرة (Premature Labor) وفي 50 % من الحالات يولد الطفل وهو يعاني من أعراض سحب العقار (Withdrawal Symptoms).

(7) الاضطرابات النفسية والعقلية، وهي كثيرة منها الهلوسات السمعية والبصرية (Auditory and Visual Hallucination) والبارانويا (Paronia) والاعتقادات الزائفة (Delusions) وتحلل الشخصية، واضطراب القدرات العقلية، وقد ينتهي ذلك بالجنون أو الخرف (Dementia)

(8) ما سبق ذكره من آثار عامة مثل الانتانات في الجلد وغيره من الأعضاء، وتخثر الأوعية والتهاباتها، ومرض الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي وغيره .

(9) حدوث التعود (الإدمان) والتحمل (Tolerance and Dependance) ويعتبر الهيروين من أشد العقاقير المسببة للإدمان النفسي والجسدي وأسرعها وقد يحدث الإدمان بعد حقنتين أو ثلاث فقط.

(10) أعراض الامتناع أو سحب الدواء (Withdrawal Symptoms).

ي. أعراض الامتناع (Withdrawal Symptoms)

وتختلف في شدتها من عقار لآخر، وتعتبر أعراض الامتناع عن تعاطي الهيروين، من أشدها، ويرجع الاختلاف إلى نوع العقار والجرعة المستخدمة، ومدة استخدامه،

تبدأ أعراض الانسحاب بعد 6ـ12 ساعة، بعد آخر جرعة، برغبة ملحة في الحصول على العقار (Craving)، وتوتر ، وعدم استقرار ، وانفعال، وحدة، وعدم القدرة على التركيز أو التفكير وعرق شديد، ورشح من الأنف وتثاؤب وغثيان وقيء وإسهال. ويتلو ذلك اتساع في حدقة العين، وعطاس ، وانتصاب الشعر، وتقلصات بالبطن ,وآلام في العضلات والعظام، واحمرار بالملتحمة، وقد تحدث تشنجات، واضطراب في النوم وقشعريرة في الجلد، وزيادة في معدل التنفس، وارتفاع في ضغط الدم والحرارة.

وقد يصاحب ذلك ارتفاع في سكر الدم مع وهن وضعف شديد ورعب نفسي وتصل هذه الأعراض إلى قمتها بعد 36 ـ 48 ساعة ثم تبدأ في التحسن، حتى بدون علاج، وتنتهي خلال 5 ـ10 أيام. ويتبع ذلك شعور بالإرهاق .

وبرغم المعاناة الشديدة فإن هذه الأعراض لا تهدد الحياة، وقد تمتد الآثار بصورة أخف لمدة عدة شهور.

الهيروين (داي أسيتيل مورفين) (Diacetyl Morphine)

مشتق نصف تركيبي للمورفين ويتحول في الجسم إلى مورفين. ويختلف عن المورفين في الآتي:

أ. أقوى من المورفين ـ في أثره ـ (6 ـ10 أضعاف).

ب. أسرع من المورفين في إحداث الإدمان.

ج. يستمر مفعوله لست ساعات فقط.

أما تأثيره فهو مشابه للمورفين ولكن له تأثير ضار على الغشاء المخاطي للأنف ويؤدي إلى تآكله كما أن له أثراً ضاراً على خلايا الكبد، كما يسبب حكة في الجلد بسبب إطلاق الهيستامين.

وأهم المشتقات الأخرى للأفيون ما يأتي:

·   الكودايين (Codiene) بتركيباته المختلفة ويستخدم في أدوية السعال.

·   الميثادون (Methadone) ويستخدم لعلاج الإدمان على المورفين.

·   البيثيدين (Pethidine) ويستخدم كمسكن.