إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الإدمان، المخدرات، والمسكرات، والدخان، من وجهة النظر الطبية









الأضرار الصحية للمخدرات

3. مجموعة الباربيتورات (Barbiturates)

وهي مجموعة كبيرة من المواد المصنعة كيميائياً وقد دخلت الاستعمال الإكلينيكي عام 1903، ولكن لم يلتفت أحد إلى أخطارها إلا في الخمسينات عندما نشرت مجلة اللانست (Lancet) وكذلك المجلة الطبية البريطانية B.M.J. أن الباربيتورات مواد نفسية محدثة للإدمان.

وقد استخدمت بكثرة لمدة نصف قرن كأدوية للعلاج حتى أصبحت تمثل حوالي 10 % من جميع الوصفات الطبية المستخدمة. ويكمن الخطر عند استعمالها المتواصل لمدة طويلة حيث تؤدي إلى الاعتماد النفسي والجسدي، أو عند استعمالها مع عقاقير أخرى مثل الهيروين حيث وجد أن 20 ـ 30 % من مدمني الهيروين في مستشفيات الولايات المتحدة يدمنون أيضاً الباربيتوات، وكذلك استعمالها مع الكحول حيث تزيد سمية الباربيتورات لتشابه تأثيرهما. وكذلك استعمالها مع المنشطات.

وتستخدم الباربيتورات طبياً كمهدئ ومنوم، وكذلك للتخدير في العمليات الجراحية. كما تستخدم لعلاج التشنجات في حالات الصرع والتسمم الحملي والتيتانوس (الكراز).

أ. آثارها الفسيولوجية

هي مثبطات للجهاز العصبي، ولذلك فهي تستخدم كمهدئات، ومع زيادة الجرعة تؤدي إلى النوم، وهي تشبه في تأثيرها، الكحول وهناك تحمل واعتماد مشترك بينهما (dependence Cross Tolerance and)، وهذا يمثل خطورة.

ويوجد منها ثلاثة أنواع: طويل المدى ويستمر مفعوله إلى 24 ساعة ويستخدم كمهدئ ودواء فعال للصرع، ومتوسط إلى قصير المدى، ويستمر مفعوله إلى 8 ساعات ويستخدم كمنوم Hypnotic، والنوع الثالث: بالغ القصر ويستخدم في التخدير في الجراحات القصيرة الزمن أو كمقدمة للتخدير بغاز النيتروز (Nitrous Oxide)

(1) ويمتد تأثيرها على الدماغ ابتداء من النسيج الشبكي حتى مركز التنفس بالنخاع المستطيل، وإذا زادت أدت إلى تثبيط التنفس، ويمثل استعمالها خطورة على مرضى الجهاز التنفسي.

(2) وهي تقلل من حركة الجهاز الهضمي، كما تلعب دوراً في استقلاب كثير من المواد، حيث تنشط أنزيمات الاستقلاب في الكبد.

(3) أما عن الجهاز البولي: فهي تؤدي إلى انخفاض حجم البول بسبب انخفاض ضغط الدم من ناحية، وزيادة إفراز الهرمون المضاد لإفراز البول من ناحية أخرى.

ويؤدي تعاطيها المستمر سواء للعلاج أو من أجل المتعة إلى الاعتماد الجسدي والنفسي، وقد وصل عدد الذين تعاطوا هذه العقاقير في بريطانيا عام 1975 إلى نصف مليون، منهم مائة ألف مدمن، وبلغت حالات الوفاة في بريطانيا في ذلك العام 1000 حالة، بينما بلغت في الولايات المتحدة 10.000 (عشرة آلاف) حالة، وبلغ عدد المدمنين 22 مليوناً.

وكان في فترة من الفترات هو العقار المفضل للانتحار خصوصاً عند الفتيات

ويحدث التحمل (Tolerance) للشعور بالمتعة سريعاً، بينما يكون التحمل للأثر التثبيطي على جذع المخ، والمراكز الحيوية بطيئاً، وتظل هذه المراكز ذات حساسية عالية للعقاقير، مما يفسر حدوث آثار جانبية شديدة عند زيادة الجرعات للحصول على نفس الدرجة من المتعة ويحاول بعض الشباب استخدام هذه العقاقير عن طريق الحقن، بعد إذابة المادة الصلبة في الماء مما يسبب التهابات في الجلد والأوعية الدموية مثل الخراج والقرحة وربما الغنغرينا.

ب. آثار زيادة الجرعة

من خصائص هذه العقاقير أن مدى الأمان قصير أي أن الفرق بين الجرعة العلاجية والجرعة المسببة للمضاعفات قليل، وتؤدي زيادة الجرعة إلى

(1) نقص في القدرات الفكرية، ثم إغماء ثم نوم.

(2) هبوط في وظائف التنفس، قد تؤدي إلى الموت.

(3) هبوط في ضغط الدم والنبض وقدرة القلب على الضخ.

(4) تؤثر هذه العقاقير، بمرورها عبر المشيمة، على الجنين.

(5) طفح جلدي

(6) الفشل الكلوي

ومن أضرار البارابيتورات أنها تتفاعل مع عدد من الأدوية والعقاقير الأخرى فتقلل أو تزيد من تأثيرها

ج. آثار الامتناع (Withdrawal Symptoms)

وتظهر نتيجة الاعتماد الجسماني على العقار (Physical dependence)، وهي تشبه إلى حد كبير أثار الامتناع عن تعاطي الكحول، وفي كليهما، هي أشد وأخطر منها في حالة الأفيون والمورفين والهيروين وتؤدي إلى الوفاة في كثير من الحالات وتبدأ آثار الامتناع على هيئة توتر وقلق وارتعاش في الأطراف، وضعف عام، وغثيان وقيء وآلام وتقلصات في العضلات، مع هبوط في ضغط الدم.

ثم يحدث تخلج في المشيه (Ataxia)، ورأرأة بمقلة العين (Nystagmus) ويفقد الشخص وعيه تدريجياً، مع نوبات تشنجات (Convulsions) وهلوسة سمعية وبصرية (Auditary & Visual Hallucination) ويفقد القدرة على معرفة الزمان والمكان، ويصاحب ذلك ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم وخفقان في القلب، مما يؤدي إلى الوفاة.

وإذا مرت هذه المرحلة بسلام، يدخل الشخص في نوم عميق، يفيق بعده وقد تحسنت حالته إلى درجة كبيرة، ولكنه يعاني من بعض الآثار العضوية والنفسية عدة شهور

وتعتمد شدة هذه الأعراض على نوع العقار، والجرعة المستخدمة

4. مثبطات الجهاز العصبي غير الباربيتوريت

مع ظهور الآثار الضارة لعقاقير البارابيتورات، تم تصنيع عديد من الأدوية البديلة وكان من أهمها مجموعة البنزوديازبين Benzodiazepines وتشمل عديداً من المركبات مثل الفاليوم (Valeum) والليبريم (Librium) والأتيفان (Ativan) وغيرها كثير

ويوجد منها ثلاث مجموعات، قصيرة المدى ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى. ولكل منها استعمالاته الطبية الخاصة.

وتستخدم لعلاج القلق المزمن والتوتر والأرق، وبعض حالات الصرع والتسمم أثناء الحمل، وقد استخدمت أيضاً للعلاج أثناء سحب الكحول والبارابيتورات، ولعلاج بعض الأمراض النفس جسدية (Psychosomatic) مثل القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome)

كما تستخدم بعض الأنواع كمهدئ قبل إجراء الفحوص الطبية كالمناظير

الأضرار الصحية لمجموعة البنزوديازبين

أ. مخاطر الاعتماد النفسي والجسدي وما يتبع ذلك من آثار الامتناع عند التوقف عن تناول العقار.

ب. كآبة شديدة مع شعور بالرغبة في الانتحار عند بعض المتعاطين، وقد لوحظ تحسن حالتهم بعد التوقف عن تعاطي تلك العقاقير.

ج. شعور بالخوف وعدم النوم والارتعاش.

د. يؤدي كغيره من العقاقير المهدئة والمزيلة للقلق، حتى مع الاستعمال الطبي المحدود بالجرعات التي يصفها الأطباء إلى كثير من الأعراض الجانبية، ومن أهمها الخمول والشعور بالنعاس أثناء العمل، والاضطراب في التفكير والتشوش الذهني وضعف الذاكرة، وعدم التنبه السريع للمفاجآت كما يحدث أثناء قيادة السيارات أو العمل في المصانع، ولذا فإن احتمال وقوع حوادث لشخص يتعاطى عقار الفاليوم مثلاً بالمقادير الطبية المحدودة، هي ضعف ما قد يحدث لشخص لا يتعاطاها، كما أن تفاعل هذه العقاقير مع الكحول أو العقاقير الأخرى ذو مفعول سيئ وخطير في كثير من الأحيان.

هـ. حدوث تشوهات خلقية للجنين، إذا استعملت هذه العقاقير أثناء الحمل، كما قد تؤثر على الطفل من خلال الرضاعة.

و. قد تؤدي إلى سلوك عدواني لدى متعاطيها.

وقد أثبتت الدراسات أن الاستعمال المزمن لهذه العقاقير يؤدي إلى ضمور المخ كما يحدث في حالات الكحول والباربيتيورات، ويؤدي هذا إلى تشوش الذهن وفقدان الذاكرة وضعف الناحية الجنسية عند الرجال. أما عند النساء فتضطرب الدورة الشهرية ويتوقف الابياض ومن آثارها أيضاً نقص في خلايا الدم البيضاء، وحدوث طفح جلدي ويرقان في بعض الحالات.

آثار الامتناع (Withdrowal Symptoms)

يصاب الشخص المعتمد على البنزوديازبين بالاكتئاب والقلق والخمول، ويبدو مضطربا في مشيته ومتلعثماً في كلامه وقد يشعر بالخوف إلى درجة الرعب، وتصيبه رعشة خفيفة.

فإذا ما توقف عن تناول العقار اشتدت حدة الرعشة، وقد تصل إلى التشنج، ويصاحب ذلك قلق وخوف شديد وفقدان القدرة على التفكير مع كآبة وغثيان. وتصبح الأضواء والأصوات العالية مؤلمة. كما يشعر بآلام في المفاصل وعرق غزير، وقد يصل إلى فقدان الوعي.

والأعراض تشبه إلى حد كبير أعراض التوقف عن الكحول والباربيتيورات ولكنها أخف في الشدة، مع قلة حدوث التشنج والصرع، وعدم حدوث الهذيان الارتعاشي ويختلف عن عقاقير الباربيتيورات في أن الفرق بين الجرعة الدوائية والجرعة السمية كبير جداً، لهذا لا تؤدي إلى الموت في محاولات الانتحار.

5. مهدئات أخرى غير باربيتوربة

وهي تشبه في مجموعها تأثير الباربيتورات ولكن تختلف عنها في درجة التأثير ومن أمثلتها

أ. عقار الميثاكوالون

وهو مهدئ ومنوم ويؤدي إلى تثبيط الجهاز العصبي، خصوصاً عند تناوله مع عقاقير أخرى، ومع زيادة الجرعة، قد يؤدي إلى فقدان الوعي، وتخفيض الاحساسات والأفعال المنعكسة، وقد يحدث ارتشاح في الرئتين، وله أثر سام على عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى هبوط القلب، وقد سجلت حالات وفيات خصوصاً مع استعمال الكحول.

ب. الكلورال هيدرات (Chloral hydrate)

وهو مهدئ ومنوم، ويمكن استخدامه في علاج التشنجات الناتجة من تسمم الحمل والاستريكنين والكراز، ولكنه يؤخذ بجرعات عالية حتى يعطى التأثير المطلوب ويؤدي إلى هبوط ضعيف في ضغط الدم والتنفس، كما ينشط الأنزيمات في الكبد مثل الباربيتورات، وبهذا يؤثر على استقلاب كثير من الأدوية. وإذا تم تعاطيه مع الكحول فإنه يعطل أكسدة الكحول في الكبد، ويؤدي إلى درجة عالية من التسمم الكحولي.

أما الجرعات العالية، وحدوث التسمم، فإن الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع أعراض التسمم بعقاقير الباربيتورت، ويحدث فقدان للوعي مع انخفاض شديد في ضغط الدم والتنفس، وذبذبات وخفقان ثم هبوط في القلب. وقد يؤدي إلى يرقان (Jaundice) نتيجة تأثيره على الكبد، وظهور زلال في البول نتيجة أثره السام على الكلى.

وقد تظهر أعراض أخرى مثل التهاب المعدة، وحساسية الجلد مثل الأكزيما.

ج. الميبروبامات (Meprobamate)

وهو أيضاً مهدئ ومضاد للقلق.

وعند تناول جرعات كبيرة يؤدي إلى أعراض مشابهة لأعراض الكلورال هيدرات والباربيتورت وكذلك عند الامتناع عن تناول العقار.

د. جلوتيثمايد (Glutethimide)

وهو مهدئ ومنوم، وله آثار جانبية نتيجة أثره المضاد للكولين Anticholinergic مثل اتساع حدقة العين وقلة إفراز اللعاب وتثبيط حركة المعدة والأمعاء.

أما الجرعات الزائدة فتؤدي إلى هبوط في ضغط الدم والتنفس، وفقدان الوعي، وقد يصاب الشخص بهبوط القلب، وصدمة (Shock)، مع اتساع حدقة العين، وجفاف الفم، وتوقف الأمعاء عن الحركة، وارتشاح في المخ والرئتين.

أما أعراض الامتناع فهي تشابه حالات الامتناع عن الكحول والباربيتورت.

هـ. المهدئات الكبرى ـ وتسمى المعقّلات Neuroleptics

وهي مشتقات الفينوثيازين  Pheyothiazine ومن أمثلتها الكلوربرومازين Chlorpromazine أو اللارجاكتيل (Largactile) والاستيلازين والميليريل.

ولها استعمالات طبية متعددة مثل:

(1) علاج الأمراض العقلية مثل الذهان (Psychosis) بأنواعه المختلفة.

(2) علاج الأمراض العصابية مثل القلق والتوتر والعصاب الذهني Psychoneurosis.

(3) علاج الاضطرابات السلوكية في الأطفال والشيوخ.

(4) علاج الغثيان والقيئ والزغطة، حيث مركز القيئ في النخاع المستطيل.

(5) تستخدم كعامل مساعد قبيل العمليات.

أما آثاره السامة فهي تتمثل في

(1) تأثيره على الكبد مؤدياً إلى اليرقان الركودي (Cholestatic Jaundice)

(2) تأثيره على المسار العصبي خارج الهرمي (Extra Pyramidal tract)، مؤدياً إلى ظهور أعراض مرض الشلل الرعاش Paralysis Agitans or Parkinsonism.

(3) اعتلال مكونات الدم Blood dyscriasis.

(4) حساسية الجلد.

(5) اعتماد جسدي وتحمل في حالات قليلة.

ولا تعتبر هذه العقارات مسببة للإدمان.

(6) العقاقير المضادة للكآبة (Antidepressants)

وهي واسعة الانتشار وتشمل:

(أ) مجموعة ثلاثية الدوائر (Tricyclic Antidepressants)

ومن آثارها الجانبية جفاف الحلق واضطراب الرؤية حيث أنها تضاد الكولين أمين (Anticholinergic)

(ب) مجموعة رباعية الدوائر (Tetracyclic Antidepressants) وهي تشبه في تأثيرها المجموعة السابقة من حيث إزالتها للإحساس بالكآبة والاحباط

(ج) المجموعة المعطلة للأنزيم المؤكسد للأمين الأحادي Monoamine Oxidase Inhibitor (MAO) inhibitor ـ ولها نفس التأثير السابق، ولكن تكمن خطورتها، عند تناولها مع أدوية أو مواد غذائية تحتوي على مادة التيرامين، حيث يؤدي تراكم الأخير إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، وقد يحدث سكتة دماغية. ولكن هذه العقاقير لا تمثل خطراً من ناحية الإدمان.

ثانياً: منشطات الجهاز العصبي

1. الأمفيتامينات Amphetamines

يظهر تأثيرها المنشط للجهاز العصبي عن طريق زيادة إفراز الكاتيكولامين Catecholamines مثل النورأدرينالين في الجهاز العصبي والغدة الكظرية أو يعمل على منع تكسيره. فتتشابه آثاره مع آثار نشاط الجهاز السمبتاوي (الودي). وقد يؤثر على خلايا الدماغ المحتوية على الدوبامين، مما قد يكون السبب في السلوك الوسواسي.

ومع الجرعات العلاجية: يؤدي إلى زيادة درجة اليقظة، والنشاط وقلة النوم. وشعور بحسن الحال وحسن الأداء والانتعاش والسرور (بلا سبب)، وتقوية حس المبادرة والاعتماد على النفس، وزيادة القدرة على التركيز، وكذلك يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفقد الشهية للطعام، ولكن هذه الأعراض تنتهي بعد أيام بإحساس شديد بالتعب والإرهاق والخمول والكآبة، مما يضطر الشخص إلى تكرار تناول العقار ويتوقف والأثر النفسي على الجرعة والحالة النفسية للشخص قبل تناول العقار والجو المحيط به، وقد يؤدي إلى صداع.

ومع زيادة الجرعة وتكرارها، تظهر الآثار السمية للعقار متمثلة فيما يأتي:

هياج حركي شديد، ونشوة، وسلوكيات شاذة، وثرثرة وسرعة في الكلام، وفقد الرغبة في الطعام أو النوم، وخلل في إدراك الزمان والمكان، وتوتر شديد، مع شعور غامر بقوة بدنية وعقلية وجنسية (مما قد يؤدي إلى حدوث جرائم اعتداء واغتصاب). وارتفاع في ضغط الدم، وخفقان، ويصاحب ذلك هلوسات سمعية وبصرية قد تؤدي إلى سلوك عدواني، وقد يحدث نوع من الذهان أو الجنون أو فصام نفسي مع حالات شك مرضية Paranoia ويزداد مستوى السكر في الدم.

وقد تحدث تشنجات وصرع، والآم في العضلات، وتحلل فيها Rhabdomyolysis وارتفاع شديد في درجة الحرارة، واضطرابات في نظم القلب، وإن كانت هذه الأعراض الأخيرة نادرة إلا أنه يصاحبها زيادة في معدل الوفيات بسبب هبوط الجهاز الدوري والقلب.

وتنتهي هذه الأعراض بإرهاق ووهن شديد.

ويستخدم الأمفيتامين ومشتقاته لعلاج مرض النوم القهري (Narcolepsy) والسلوك المفرط عند الأطفال.

وقد استخدم في الماضي لإنقاص الوزن ـ ولا يزال يستخدم لهذا الغرض رغم فشله وأضراره، ولعلاج الكآبة والخمول، والشلل الرعاش، والربو والتبول اللاإرادي، ويكثر استخدامه خارج النطاق الطبي بواسطة الطلبة. أثناء مواسم الامتحانات، وفي المباريات الرياضية، كما استخدم في الحروب، لدرجة أنه كان يوزع مع الطعام خصوصاً أثناء الحروب العالمية. وكذلك استعماله بهدف المتعة والإدمان

2. الكوكايين والكراك (Cocaine & Crack)

ويستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، وقد انتشر استخدامه في مختلف أرجاء العالم وأدمن على استعماله عدد من الأطباء النفسيين ومنهم سيجموند فرويد وكثير من الفنانين في بلاد كثيرة من العالم. ويستخدم بطريق الفم أو التدخين أو الشم أو الحقن.

وهو من المخدرات المنبهة للجهاز العصبي والمبعدة للنوم عكس تأثيره على الأعصاب الطرفية حيث يعمل كمخدر. ويعمل من خلال تأثيره على الناقلات العصبية الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين والسيرتونين.

وهو يعتبر من أكثر أسباب الحوادث بين المدمنين بعد الكحول، ففي دراسة على قائدي السيارات الذين تم إيقافهم بسبب سوء القيادة وجد أن 59% من غير المسممين بالكحول، مسممون بالكوكايين أو الحشيش أو كلاهما.

كما أن استعمال الكوكايين والكراك يعتبر مسؤولاً عن قطاع كبير من حالات الدخول، بسبب أمراض نفسية، في المستشفيات العامة، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 64 % من المرضى النفسيين من المدمنين، منهم 38 % مدمني كوكايين كما وجد منهم نسبة كبيرة من السيدات الحوامل.

وقد ساعد الأطباء على انتشاره عند ظهوره، حيث وصف لعلاج كثير من الأمراض مثل السعال ونزلات البرد، وتخفيف الآم المعدة، وكمقوي عام، ومعالجة حالات إدمان الخمر، وإدمان المورفين، وعلاج الاكتئاب والسل والعقم.

كما استخدم لفترات طويلة كمخدر موضعي. وبلغ عدد الذين يتعاطونه بانتظام في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1985 أكثر من عشرة ملايين شخص.

أما تأثيره العام على فهو يؤدي إلى زيادة قوة انقباض عضلة القلب، ومعدل النبض، وانقباض الأوعية الدموية الطرفية، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وارتخاء عضلات الشعب الهوائية، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، وزيادة معدل تدفق الدم في الكلى.

ويعتمد تأثيره على الجرعة وحدوث التحمل ويبدأ تأثيره الحاد بعد 3 ـ 5 دقائق من الاستنشاق ـ ويستمر لأقل من ساعة ويؤدي إلى تنبيه مبدئي، ويقظة وعدم الرغبة في النوم، مع كثرة الكلام، وعدم الشعور بالإرهاق أو الإجهاد، وإحساس بالنشاط والحركة، وحالة من الانبساط والنشوه (Euphoria)، مع زيادة في النبض وسرعة التنفس واتساع حدقة العين، ويؤدي إلى المبالغة في تقدير الذات والمواهب الفردية. ومع استمرار استعماله يحدث التحمل، ولا يشعر الشخص بالسعادة التي اعتادها، بل قد تحدث نوبات قلق شديد.

وهو يؤدي إلى اعتماد نفسي. وإذا ما زادت الجرعة، تزيد الآثار التسممية، فيصبح الوجه شاحباً مع عرق غزير وضعف وهزال، وتزداد الأفعال الانعكاسية (Reflexes) مع شعور برعشة وقشعريرة وتنميل في اليدين والقدمين، كما يضعف إدراك الشخص للزمان والمكان، ثم تبدأ مرحلة الهلوسة والهوس بسبب التأثير على مراكز المخ العليا، وتحدث هلوسة سمعية (Auditary Hallucination) وهلوسة بصرية (Hallucination Visual)، حيث يرى المدمن مناظر ومشاهد لا وجود لها وهلوسة حسية لمسية (Tactile Hallucination)، حيث يشعر المدمن وكأن هناك حشرات تتحرك تحت جلده، ويكثر هرش جلده بحثاً عنها مما يصيبه بالقلق، وكذلك هلوسة حركية، حيث يقوم بحركات لاإرادية وقد تحدث تشنجات.

وإذا ما استمر الأمر بدون علاج قد يصل إلى حد الجنون، ويميل المدمن إلى العنف والعدوانية، والتهور، وارتكاب الجرائم.

ومع طول الاستعمال، يحدث تدهور في شخصية المدمن وفكره وقدراته الذهنية، وكذلك في حالته الجسدية، مع تدهور في القدرة الجنسية تنتهي بالعنه (Impotence) في الرجال، وخلل في الدورة الشهرية وعقم في النساء، مع ظهور تشوهات في الأجنة إذا كان تعاطيه أثناء الحمل، وكذلك انخفاض في وزن الطفل، مع ظهور سلوكيات غريبة لدى الأطفال لأمهات مدمنات، ويصاب المدمن بإسهال متكرر، وقد تحدث مضاعفات حادة، خصوصاً مع استعماله بطريق الحقن، وهناك تقارير عن حالات خلل في عضلة القلب (Cardio myopathy)، وموت جزئي بها (Myocardial Infarction)، وانسداد في أوعية الشبكية (Retinal Vascular Occlusion)، وولادة مبكرة (reterm Labour) موت الأجنة، وقد يحدث ارتشاح بالرئة بعد استعماله بطريق الحقن. كما أن التسمم الحاد الشديد قد يؤدي إلى تثبيط الجهاز الدوري والقلب والتنفس وتوقفهما والموت.

وغالباً ما يستعمل الكوكايين مع عقاقير أخرى مثل الكحول والحشيش والمهدئات والمنومات، لكي تقلل من شدة الآثار السيئة الغير مرغوب فيها. وقد تؤدي الشوائب الموجودة بالعقار إلى أضرار جسيمة تصل إلى حد الموت.

أما الأثر الموضعي للكوكايين، فهو يؤدي إلى التخدير الموضعي، وانقباض الأوعية الدموية بالجلد، وإذا ما استخدم بطريق الاستنشاق فإنه يؤدي إلى حدوث ثقب في الحاجز الأنفي.

الكراك (Crack)

منشط نصف تركيبي وتصل درجة نقاوة الكوكايين فيه إلى 90 %، ويصل تأثيره إلى ستة أضعاف تأثير الكوكايين، وهو أسرع تأثيراً من الكوكايين، حيث تصل أبخرته إلى الرئتين والدم خلال ثوان، فيعطي رد فعل سريع يتصف بالبهجة والمتعة والسعادة، ولكن يضيع هذا الأثر بسرعة (خلال نصف ساعة)، وينقلب إلى كآبة وانهيار، كما يضطر الشخص إلى تكرار الجرعة وزيادتها، ويحدث الإدمان في فترة قصيرة. ويؤدي في النهاية، كما في حالات إدمان الكوكايين إلى الموت أو الجنون.

ولا يعتبر الكراك مادة جديدة، ولكنه طريقة جديدة للاستعمال.

3. القات Katt

ويعتبر القات منبه قوي للجهاز العصبي، خصوصاً الجهاز الودي أو التعاطفي.  Sympathetic N.S، ويوضع في بعض تصانيف العقاقير، من العقاقير المنشطة للجهاز العصبي. ويتعرض متعاطيه إلى التنبيه والأرق واتساع حدقة العين وارتفاع ضغط الدم وكثرة الكلام، ولكن قد تنتابه نوبات من الصمت والكآبة، وهو لا يمثل مشكلة إدمانية، حيث يستطيع متعاطيه أن يتركه دون حدوث أي مشاكل جسدية أو نفسية، ولكن يمثل مشكلة اجتماعية.

ومن آثاره السمية: الإصابة بحالة من الكآبة وبرودة الأطراف وارتفاع نسبة الأرق، مما يؤدي إلى استعمال العقاقير المنومة. كما يؤدي إلى التهاب أغشية الفم والمعدة وجفاف الفم والحلق والإمساك، وفقد الشهية والهزال. ويؤدي إلى العقم في الرجال، وجفاف أثداء السيدات المرضعات، ويضعف النمو الجسمي والعقلي لدى الأطفال ويؤدي إلى تهيج الحركة النفسية ويقلل من إمكانيات التعليم لديهم، ويؤثر على خلايا الكبد، فيؤدي إلى تليفها.

4. الكافيين ومشتقاته Caffeine

وهو من أكثر المنبهات استعمالاً حيث يوجد في القهوة والشاي والكولا وبعض المستحضرات ويؤدي إلى نوع من الاعتماد الخفيف، ومع تركه يشعر الإنسان بشيء من المضايقة النفسية، والصداع. ولكن ما تلبث أن تزول هذه الأعراض دون أن تترك أي أثر ضار على الجسم.

وطريقة عمل الكافيين غير واضحة، ولكنه يؤثر على استقلاب الكالسيوم داخل الخلية. وعلى مستقبلات الأدينوزين. كما قد يزيد إفراز النورأدرينالين، ويزيد من حساسية الجهاز الشبكي له ولأنواع الكانيكولامين الأخرى.

ومن آثاره الفسيولوجية، تنشيط القوى العقلية، ولكنه لا يرفعها فوق المستوى الطبيعي للفرد، ويسرِّع التفكير، ويزيل حالات الشعور بالتعب أو يؤخر حدوثه. مع سرعة التفاعل ورد الفعل، ولكن الأداء قد يكون أسوأ، ويحدث تحسن في الأداء العضلي، بسبب تحسن الاستقلاب بها، ولهذا يستعمله الرياضيون.

وينشط أداء القلب فيزيد من قوة النبض وقوة دفع الدم، وقد يزيد من تدفق الدم في الأوعية التاجية، ولكن يقابل هذا ويقلل من فعاليته، زيادة المجهود المبذول بواسطة عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى ذبحة صدرية، خصوصاً، عند تعاطيه بطريق الوريد.

أما العضلات اللاإرادية، فيؤدي إلى انبساطها فتتسع الشعب الهوائية، ولذلك يستعمل لعلاج حالات الربو. وكذلك تتسع الأوعية الدموية، ولكن يضاد هذا، الأثر التنشيطي لمراكز انقباض الأوعية الدموية بالمخ، وقد يرتفع ضغط الدم ويؤثر على الكلى، فيقلل من امتصاص الماء في الأنابيب الكلوية، ويزيد من كمية البول، كما يزيد من إفرازات المعدة، وهذا يمثل خطورة على المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة.

وعند الإكثار من تناول الكافيين ومشتقاته، ولمدة طويلة يؤدي إلى توتر، وقلق، وهياج أو رعشة وأرق وصداع، وإسهال أو إمساك، كما يحدث اضطراب في نظم القلب.

وقد وجدت زيادة في نسبة الأمراض النفسية لدى الأفراد الذين يكثرون من شرب القهوة (سبعة أكواب فأكثر يومياً)، عما هي لدى الأشخاص الذين يشربونها باعتدال.

وعند حدوث التسمم الحاد نتيجة تعاطيه بطريق الوريد، فإنه يؤدي إلى تشنجات، وهبوط في ضغط الدم، وخلل في نظم القلب، وموت مفاجئ.

وقد أظهرت بعض الأبحاث أن إدمان السيدات الحوامل للشاي والقهوة ـ يؤدي إلى مرور الكافيين إلى دم الجنين وتركزه في أنسجته خصوصاً الكبد والمخ والبنكرياس، فيؤدي إلى الإجهاض التلقائي، والولادة المبكرة قبل موعدها، وولادة أطفال أصغر حجماً من الطبيعي، وظهور داء السكري لدى بعض الأطفال.