إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التهاب الأحبال الصوتية





لسان المزمار
الوصف التشريحي للأحبال الصوتية
الوصف التشريحي للحنجرة
الأحبال الصوتية وفسيولوجية الصوت




مقدمة

3. أمراض الحُنجرة والأحبال الصوتية

أ. فحص الحالة

يبدأ ذلك بالتعرف على التاريخ المرضي للحالة: هل يجد ـ مثلاً ـ المريض صعوبة في إخراج الصوت، لأن الأحبال الصوتية غير قادرة على الالتقاء والتلامس، مع بعضها. أو لأن هناك ضعفاً أو تشوشاً في الصوت؟! فمعنى ذلك أن الأحبال الصوتية يمكنها الالتقاء اثناء الكلام، لكن الغشاء المخاطي المبطِّن لها يعاني من مشكلة ما. ومن الأعراض المهمة التي يستفسر عنها الطبيب، عادة، الصعوبة في البلع، أو الشّرقة أثناء البلع.

ويبدأ الفحص بالنظر إلى سطح رقبة المريض، لملاحظة شكل الحنجرة وحركتها أثناء البلع. ثم تُفحص الحنجرة من الداخل، بواسطة مرآة خاصة توضع في فم المريض، وملاحظة كل أجزاء الحنجرة أثناء التنفس، وأثناء إصدار الصوت. كذلك يمكن فحص الحنُجرة بالمنظار الضوئي، من خلال الفم أو من خلال الأنف، أو بالأشعة المقطعية.

ب. الأعراض

(1) بحّة الصّوت

تظهر كعرض في جميع التهابات الحنجرة والأحبال الصوتية. ومن أهم أسبابها: الكلام، أو الغناء بطريقة خاطئة، وممارسة التدخين، واستنشاق غبار الطباشير للمدرسين، والتعرض للأدخنة والأتربة. وأيضاً الالتهابات الحادة، أو الأورام بالحنجرة والأحبال الصوتية.

(2) ضيق الحنجرة وصعوبة التنفس

إذا حدث ضيق في مسار الهواء خلال الحنجرة، فإن ذلك يؤدي إلي صعوبة في التنفس، مصحوبة بصوت عالٍ مثلما يحدث عند مرور الهواء، من خلال ثقب ضيق. وهذا الصوت يميز صعوبة التنفس الناجمة من ضيق في الحنجرة، وتورم في الأحبال الصوتية.

(3) الشرقة

الشرقة عرض مؤقت يحدث أحياناً، ولكنه قد يستمر فترة طويلة، ويسبب إزعاجاً للمريض، لكنه لا يمثل خطورة في معظم الأحيان. والحنجرة تعمل كصمام أمان لمنع دخول الطعام والشراب، أو أي أجسام غريبة إلى القصبة الهوائية من خلال الأحبال الصوتية. وهي مزودة بصمامات تعمل على إغلاق الحنجرة أثناء البلع. وعند الضرورة يؤدي الكح إلى طرد ما يكون قد لامس سطح الحنجرة، أو ما دخل فيها من الطعام. وتحدث الشرقة عند محاولة الكلام، أو البلع بسرعة، وتصاحبها كحة عنيفة، وصعوبة في التنفس عندما تغلق الحنجرة حتى تطرد ما يكون قد دخل فيها، وتسبب في حدوث الشرقة. وقد يحدث عند نزول إفرازات من الأنف، أو من الجيوب الأنفية، أو البلعوم الأنفي، أو البلعوم الفمي، ودخولها إلى الحنجرة أثناء النوم، أن يستيقظ الشخص فجأة على الشرقة أو الكحة، مع شعوره بصعوبة في التنفس، وصدور صوت عالٍ نتيجة ضيق التنفس. وقد يصاحب هذه الأعراض زرقة في الوجه؛ ما يسبب إزعاجاً شديداً للمريض وأهله. وينصح المصاب في هذه الحالة بالجلوس، مع الهدوء التام. وبعد انفراج الأزمة يجب علاج العلّة بالأنف أو البلعوم الأنفي. قد تكون الشرقة نتيجة حدوث اضطراب بالتغذية العصبية للحنجرة أو البلعوم، وهذا يمكن اكتشافه من طبيعة الشرقة، التي تكون مزمنة ومستمرة.

(4) الكحة

تتميز الكحة الحنجرية بحدوثها أثناء النوم فقط، وتختفي بصورة شبه نهائية أثناء النهار. كما تحدث أيضاً عند بذل جُهد، أو ممارسة الرّياضة.

ج. أنواع الأمراض

التهابات الحنجرة والأحبال الصوتية

يكون الأطفال ـ عادة ـ أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحنجرة والأحبال الصوتية، نظراً لصغر حجم الحنجرة لديهم، وليونة الغضاريف بدرجة أكثر من البالغين. كما أنهم عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي المتكررة، إذ تكون المناعة الطبيعية في طور النمو، ولم تصل بعد إلى الاكتمال.

وتقسّم هذه الالتهابات إلى حادة أو مزمنة:

(1) الالتهابات الحادة

(أ) التهاب الحنجرة الحاد Acute catarrhal laryngitis

وهو التهاب حاد غير صديدي في الغشاء المخاطي المبطِّن للحنجرة، ويسمى أحياناً بالخناق أو Croup، ويؤدي إلى تورم الأحبال الصوتية، وضيق المسافة بينهما، وحدوث صوت مثل النّباح عند الشهيق.

·   الأسباب

ـ انتقال العدوى للجهاز التنفسي العلوي.

ـ إجهاد الصوت.

ـ إصابة الحنجرة نتيجة استنشاق الغازات المثيرة، أو الكيماويات، كابتلاع مادة كاوية بطريق الخطأ، أو دخول جسم غريب إلى الحنجرة. ويمكن أن تحدث كذلك بعد العمليات الجراحية، كمنظار    الحنجرة.

ـ الإسراف في تناول الأطعمة الحارة، أو شرب الكحوليات.

·   الأعراض

ـ ارتفاع في درجة الحرارة.

ـ حدوث بحة في الصوت، مع صعوبة وألم عند الكلام.

ـ إفرازات متكررة، مع حدوث سعال جاف يؤلم المريض.

وتختفي هذه الأعراض بعد أيام قليلة من العلاج، عن طريق استنشاق بخار الماء، أو الأبخرة الطبية الملطفة، أو باستخدام خيمة أُكسيجين رطب وكورتيزون.

(ب) التهاب الحنجرة الدفتيري Laryngeal Diphtheria

·   الأسباب

انتقال العدوى من البلعوم إلى الحنجرة، من طريق الجهاز التنفسي.

·   الأعراض

ـ ارتفاع بسيط في الحرارة، ووجود رائحة كريهة بالفم.

ـ وجود غشاء دفتيري في البلعوم.

   ـ يصاحب عدوى التهاب الحنجرة بميكروب الدفتريا، بحة في الصوت،    مع سعال وضيق في التنفس.

ـ يعقب ذلك حدوث نوبات من التشنجات، وتقلص العضلات.

ولا بد من التدخل السريع بالمضادات الحيوية، ومضادات السمّوم الخاصة بميكروب الدفتريا، وإلاّ أدى المرض إلى حدوث شلل بعضلات التنفس، قد يستدعي إحداث شق حنجري Tracheostomy.

(2) التهابات الحنجرة المزمنة

(أ) التهاب الحنجرة المزمن Chronic non specific laryngitis

·   الأسباب

ـ عدوى الجهاز التنفسي العلوي المتكررة.

ـ إجهاد الصوت، وعند محاولة البعض رفع درجته عالياً.

ـ التدخين الكثيف، وتلوث الهواء بالأبخرة والغازات.

ـ بعض الأمراض العضوية، مثل أمراض الكبد والكلى والجهاز الهضمي.

استخدام بعض الأدوية، مثل الهرمونات البناءة Anabolic hormones التي تعطى للأطفال الذين يعانون من بطء النمو وضعفه، وهي قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات في الأحبال الصوتية، والتهابات بالحنجرة.

·   الأعراض

ـ بحة في الصوت.

ـ كحة مع إفرازات مخاطية.

·   يوضح الفحص الطبي لمرضى التهاب الحنجرة المزمن، أن هناك أكثر من ظاهرة للإصابة، فمنها:

ـ التهاب غير صديدي مزمن للحنجرة chronic catarrhal laryngitis وفي هذه الحالة تكون الأغشية المخاطية للحنجرة محتقنة، مع احمرار في الأحبال الصوتية.

ـ التهاب الحنجرة التضخمي Hypertrophic laryngitis وتظهر فيه الأغشية المبطنة للحنجرة، وقد بدأت تزداد سماكة، كما تظهر الأحبال الصوتية مستديرة، في سماكة أكبر من الطبيعي.

ـ التحول النسيجي Metaplasia تبدأ في هذه المرحلة ظهور خلايا طلائية، مع طبقة من الكيراتين، تزداد مع الوقت، ومع طول مدة المرض.

ـ تغيير الخلايا بصورة غير طبيعية Dysplasia: وتبدأ في هذه المرحلة ظهور خلايا غير منتظمة الشكل، كما أن نواة هذه الخلايا تنقسم انقساماً متكرراً وسريعاً، حتى تصل إلى القاعدة. وتُعد الإصابة في هذه المرحلة بداية لحدوث أورام الحنجرة الخبيثة.

(ب) التهاب الصخري للحنجرة Laryngosclerema

يحدث هذا الالتهاب نتيجة لالتهاب الأنف، وانتقال العدوى إلى الحنجرة، ولكن هذا الالتهاب يتركّز في الجزء السفلي للحنجرة، تحت الأحبال الصوتية ولا يصيبها.

(ج) زهري الحنجرة Syphilis Laryngitis

عندما يحدث التهاب الحنجرة وإصابتها بالزهري، الذي قلت نسبة حدوثه حاليا، تصاب الأجزاء الأمامية من الحنجرة والأحبال الصوتية؛ ما يؤدي إلى حدوث بحة مستمرة في الصوت. وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى حدوث التهاب في غضاريف الحنجرة، يتبعه ضيق فيها يلزم معه إجراء عملية الشق الحنجري Tracheostomy، وتركيب أنبوب للتنفس Tracheostomy Tube.

(د) الدرن الحنجري Laryngeal Tuberculosis

·   الأسباب

تحدث إصابة الحنجرة بالدرن، غالباً، نتيجة لإصابة الرئة بالدرن أولاً، ثم يحدث تجمع للإفرازات المخاطية الدرنية بحركة أهداب القصبة الهوائية، لتصل إلى الحنجرة، وتتسبب في إصابة الجزء الخلفي من الحنجرة والأحبال الصوتية.

·   الأعراض

ـ وهن عام في الجسم وشعور بالإرهاق، وارتفاع طفيف ومستمر في    درجة الحرارة.

ـ فقدان الوزن.

ـ حدوث بحة في الصوت، وألم في الحنجرة، مع صعوبة وألم عند الكلام    والبلع.

سرطان الحنجرة

من المتعارف عليه طبياً، أنه عندما يتعرض أي نسيج في الجسم إلي عوامل غير طبيعية، تجعله في حالة تهيج والتهاب مستمرين، يصبح عرضه للإصابة بالأورام. وتتصاعد نسبة الاستعداد بالإصابة، كلما كان هذا المؤثر كيميائياً، ويحتوي على عناصر تساعد على تغيير تركيب الخلية ونشاطها، بدرجة وطريقة غير طبيعية، مثل التدخين والتعرض للأبخرة والكيماويات المتصاعدة من المصانع، وعوادم السيارات، وباقي ملوثات البيئة، فضلاً عن الاستعداد الوراثى للإصابة بالأورام. ويصاحب هذا المرض عرضاً واضحاً ومهماً للمريض ومخالطيه، وهو بحة الصوت، التي تحدث مبكراً جداً. ويمكن التقليل من حدوث المرض بالامتناع عن التدخين. ولا ينتشر المرض بسرعة، إذ إن الأحبال الصوتية ليس لها اتصالات ليمفاوية، وتنتشر من خلالها السرطان. وسرطان الحنجرة من أكثر أنواع السّرطان استجابة للعلاج الإشعاعي. وعند التدخل الجراحي يمكن بلوغ الشفاء بواسطة جراحة محدودة، مع المحافظة على الجزء السليم من الحنجرة لأداء وظيفته الحيوية في كفاءة. وحتى إذا استؤصلت الحنجرة بالكامل، فيمكن التدريب على التخاطب بوسائل ميسرة وسهلة، أو التدريب على التخاطب بواسطة أخصائي التخاطب. وقد أمكن للتطور الجراحي باستعمال الميكروسكوب والليزر، التعامل بدقة وكفاءة مع كثير من أمراض الحنجرة، والأحبال الصوتية.