إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / السرطان




ورم سرطاني منتشر
ورم سرطاني بالحويصلة
ورم سرطاني غير منتشر
ورم سرطاني في الكبد
الهيلكوباكتر بايلوراي
الغشاء المخاطي بالقولون
ثدي به ورم
خلايا ليمفاوية تائية سامة
رئة سليمة ورئة شخص مدخن
سرطان الخلايا الدعامية
سرطان الخلايا الصبغية
سرطان الخلية القاعدية
سرطان عظام أولي
قطاع في خصية

آلية تدمير خلايا سرطانية
أنسجة البنكرياس بالمجهر
ورم سرطاني في خلايا الدم
إجراء منظار القولون
مراحل تكوين السرطان
نسيج المستقيم تحت المجهر
معدة تحتوي على ورم سرطاني
الاستئصال الجزئي للقولون
البنكرياس
انتشار سرطان الرئة
التشخيص المبدئي لسرطان الثدي
استئصال ورم من المستقيم
استئصال ورم سرطاني
استئصال كلي
استئصال كلي من تحت الجلد
تكوين الورم السرطاني
حالة عادية وحالة تضخم
دخول مسببات السرطان للرئة
سرطان أولي في الرئتين
سرطان الميلانوما
سرطان الخلية القاعدية
سرطان الكبد تحت المجهر
سرطان العظام الثانوي
عملية إزالة ورم صغير
عينة مخروطية




مقدمة

أولاً: كيفية حدوث السرطان وأسبابه

1. كيفية حدوث السرطان

يتكون الجسم البشرى من مئات المليارات من الخلايا، وفي كل دقيقة تموت أعداد هائلة من هذه الخلايا فتستبدل بها خلايا أخرى جديدة نتيجة للانقسام الطبيعي لخلايا الجسم، وذلك ضماناً لانتظام وكفاءة العمليات الحيوية في الجسم كله. وفي معظم أنسجة الجسم يكون عدد الخلايا المنتَجَة مساوياً لعدد الخلايا الميتة أو المستهلَكَة، إلا أن هناك أنسجة أخرى لا يمكن لخلاياها أن تتجدد مثل أنسجة المخ والكبد.

وفي بعض الأحيان، تنقسم الخلايا بطريقة غير طبيعية مكونة كتلة نسيجية تسمى "ورماً"، وتُحاط هذه الأورام في معظم الأحوال بنسيج ليفي، ويطلق على هذه الحالة "الأورام الحميدة" Benign Tumors، فهي لا تعمل على تدمير الأنسجة المحيطة بها، ولا تمتلك خاصة الانتشار في أجزاء أخرى من الجسم.

أما الأورام السرطانية، ويطلق عليها "الأورام الخبيثة" Malignant Tumors؛ فهي التي تمتلك خلاياها القدرة على التكاثر بمعدلات عالية مسببة تدميراً لأنسجة الجسم المحيطة بها. وقد تنفصل بعض الخلايا عن الورم الأصلي، ويحملها الدم أو السائل الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم (أُنظر شكل مراحل تكوين الورم السرطاني)، حيث تبدأ في النمو والتكاثر مكونة أوراماً جديدة في مناطق أخرى من الجسم، ويطلق على هذه الخاصة، "المقدرة على الانتشار" أو "الانبثاث"Metastasis، وهي من الخواص التي تعوق عملية العلاج، وتحول دون السيطرة عليها. وفي كل لحظة، تنمو في جسم الإنسان خلايا سرطانية، إلا أن الله قد منح الجهاز المناعي لجسم الإنسان نوعاً من الخلايا التائية السامة للخلايا T- Cytotoxic Cells. وتقوم هذه الخلايا بالتعرف على الخلايا السرطانية في الجسم، وتعمل على تدميرها فور تكونها (أُنظر صورة خلايا ليمفاوية تائية سامة) و(شكل آلية تدمير خلايا سرطانية) فإذا ما ضعفت هذه الخلايا نتيجة أي من العوامل المثبطة للجهاز المناعي أو لازدياد نسبة تكون الخلايا السرطانية عن المعدل الذي تستطيع الخلايا التائية تدميرها، أدى ذلك إلى استفحال عدد الخلايا السرطانية، ومن ثم تكون الورم السرطاني.

2. أسباب السرطان

يتفق معظم العلماء والباحثون على أن السرطان ينشأ غالباً نتيجة التعرض المستمر للمسرطنات أو مسببات السرطان Carcinogens التي تدخل الجسم إما عن طريق الفم، والأنف، وإما عن طريق الجلد.

وعندما تصيب المسرطنات الخلايا السليمة، تحدث تغيرات متتالية في المادة الوراثية، ومن ثم تبدأ هذه الخلايا في الانقسام الشاذ غير المنتظم، منتجة خلايا جديدة تحمل خللاً في المادة الوراثية كذلك، وباستمرار الانقسامات ينمو الورم السرطاني.

وفي بعض الأحيان تزيد نسبة حدوث السرطان في مناطق جغرافية معينة، وفي هذه الحالة يبدأ العلماء البحث في البيئة المحيطة بهذه الأماكن عن مسببات السرطان، وبعد حصر الشكوك في مجموعة من المواد، يبدأ العلماء في إجراء اختبارات على تلك المواد لمعرفة مدى قدرتها على إحداث السرطان في حيوانات التجارب.

ويحصر العلماء شكوكهم في ثلاث مجموعات رئيسية، يعتقد أنها من أهم أسباب حدوث السرطان، هي:

أ. المواد الكيميائية.

ب. الإشعاع.

ج. بعض أنواع الفيروسات.

هذا فضلاً عن الخلل الجيني المورث، الذي يعني قابلية أشخاص معينين للإصابة بالسرطان دون غيرهم.

أ. المواد الكيميائية

يؤكد العلماء وجود مئات من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، وتشكل هذه المواد خطراً على الإنسان، إذا ما استخدمت بصورة واسعة في البيئة المحيطة به، أو في المنتجات الغذائية، أو في محيط العمل.

ومما عمت به البلوى هذه الأيام دخول المسرطنات الكيميائية غذاء الإنسان، إما بوصفها إضافات غذائية على هيئة مكسبات طعم ورائحة أو مواد حافظة، وإما من خلال استخدامات زراعية، على شكل أسمدة، أو مبيدات للآفات الزراعية؛ لذا أوصت الهيئات الطبية بحظر استخدام معظم هذه المواد، التي لم يكتشف مسؤوليتها عن إحداث السرطان إلا مؤخراً.

وقد تشارك بعض الكائنات الدقيقة في إنتاج المسرطنات، مثل السموم الفطرية التي تنتجها بعض الفطريات أثناء نموها على الحبوب والمحاصيل الزراعية. كذلك تلعب نفايات المصانع المتصاعدة في الهواء، والمتسربة إلى مياه الأنهار والمحيطات دوراً كبيراً في إحداث السرطان، هذا فضلاً عن دخان السجائر، والمنظفات الصناعية، ومشتقات البترول، وبعض الأدوية ... إلخ.

ويُعد دخان السجائر، بصفة خاصة، المسبب الرئيسي لسرطان الرئة، كما يُعد مسؤولاً عن حدوث أنواع أخرى من السرطانات مثل: سرطان الفم، والمريء، والحنجرة، والقصبة الهوائية، والبنكرياس، والكلية، والمثانة، وعنق الرحم. كذلك دلت الأبحاث على أن دخان السجائر يمكن أن يصيب بالسرطان الأشخاص غير المدخنين الذين يعيشون في بيئة واحدة مع المدخنين، إذ لا يفرق الدخان في هذه الحالة بين مدخن وغير مدخن.

أما الكيماويات المستخدمة في مختلف الصناعات، فتزيد من خطر الإصابة بالسرطان؛ إذ تحتوي على صبغات الأنيلين، والأسبستوس، والرصاص، والنيكل، والرزنيخ، ومركبات الحديد، وغير ذلك من المواد التي تُعد سبباً أولياً للإصابة بالمرض، ومن ثم يجب التخلص منها بمعاملات خاصة تقلل من آثارها السيئة على البيئة.

والطعام نفسه قد يسهم في حدوث المرض، فقد لوحظ أن هناك ارتباطاً بين بعض أنواع الأغذية، وحدوث السرطان، مثل سرطانات الثدي، والقولون، والبروستاتا التي ارتبطت بكثرة تناول الأطعمة الغنية بالدهون، بينما يرتبط حدوث عديد من سرطانات الجهاز الهضمي بكثرة تناول الأطعمة الحَرِيفة، والمخللات، والأسماك المدخنة.

ب. الإشعاع

لاحظ العلماء أن ثمة علاقة بين حدوث سرطان الجلد وكثرة التعرض - ولفترات طويلة - إلى الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس. ومن ثم جاءت معدلات الإصابة بسرطان الجلد في الأشخاص المعرضين للشمس أكثر من غيرهم. كذلك لوحظ ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في الأشخاص المعرضين لفترات طويلة للأشعة السينية.

ج. الفيروسات

اكتشفت الأبحاث العلمية مؤخراً مسؤولية عديد من الفيروسات عن حدوث سرطانات في الحيوانات، ثم تلا ذلك اكتشاف وجود فيروسات مماثلة تصيب أنسجة الإنسان. وأشهر هذه الفيروسات هو فيروس سرطان الدم البشري Human Leukemia Virus الذي تم عزله من بعض المصابين بسرطان الدم. كما لاحظ عدد من الأطباء ارتباط سرطان الكبد بعدوى فيروسات التهاب الكبد (B) و(C) .

وعلى الرغم من ذلك، تظل مسؤولية الفيروسات عن إحداث سرطانات موضع شكوك لدى كثير من العلماء إلى الآن.

د. الميول الوراثية

في دراسات أجريت على عائلات بعض المصابين بسرطان القولون وسرطان الثدي، وجد أن هذه السرطانات مألوفة الحدوث في هذه العائلات. وبتوالي هذه الدراسات والأبحاث استنتج الباحثون وجود ما يسمى بالاستعداد الوراثي للإصابة بالسرطان. فالأطفال الذين يولدون بأمراض نقص المناعة الوراثية، وأمراض المناعة الذاتية، يكونون معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان الدم وسرطان الأنسجة الليمفاوية.

هـ. خلل الجينات

تتحكم الجينات في نمو الخلايا المختلفة وانقسامها، لذا يؤدي أي خلل بها في كثير من الأحيان إلى ظهور بعض أنواع السرطان.

وقد اكتشف العلماء مؤخراً بضعة أنواع من الجينات يطلق عليها Pro-oncogenes. وتلعب هذه الجينات دوراً هاماً في انقسام الخلايا. وعند حدوث تغيرات في هذه الجينات نتيجة التعرض لبعض الكيماويات أو الفيروسات، تتحول إلى جينات سرطانية Oncogenes. وقد اكتشف العلماء 50 جيناً سرطانياً مسؤولاً عن إحداث سرطانات المثانة، والثدي، والكبد، والقولون.. وغيرها.

وهناك أنواع أخرى من الجينات تسمى الجينات المثبطة Suppressor Genes تقوم بالتحكم في عملية انقسام الخلية. فعند وجود خلل وراثي أو تشوه في تركيب الحامض النووي للخلية، تعمل هذه الجينات على تثبيط انقسام الخلية حتى يتم إصلاح جزيء (DNA)، فإذا لم يتم إصلاحه، تعطي الجينات المثبطة أوامرها للخلية بتدمير نفسها والانتحار حتى لا يستشري خللها، ويمتد إلى الخلايا الأخرى. إلا أنه في بعض الأحيان، وبتأثير بعض المسرطنات، تفقد الجينات المثبطة قدرتها على التحكم في انقسام الخلية، وبذلك تفقد الخلايا قدرتها على التحكم في معدل انقسامها ونموها، الأمر الذي يؤدى إلى تكاثر الخلايا، ونموها نمواً عشوائياً مكونة أوراماً سرطانية.