إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / السرطان




ورم سرطاني منتشر
ورم سرطاني بالحويصلة
ورم سرطاني غير منتشر
ورم سرطاني في الكبد
الهيلكوباكتر بايلوراي
الغشاء المخاطي بالقولون
ثدي به ورم
خلايا ليمفاوية تائية سامة
رئة سليمة ورئة شخص مدخن
سرطان الخلايا الدعامية
سرطان الخلايا الصبغية
سرطان الخلية القاعدية
سرطان عظام أولي
قطاع في خصية

آلية تدمير خلايا سرطانية
أنسجة البنكرياس بالمجهر
ورم سرطاني في خلايا الدم
إجراء منظار القولون
مراحل تكوين السرطان
نسيج المستقيم تحت المجهر
معدة تحتوي على ورم سرطاني
الاستئصال الجزئي للقولون
البنكرياس
انتشار سرطان الرئة
التشخيص المبدئي لسرطان الثدي
استئصال ورم من المستقيم
استئصال ورم سرطاني
استئصال كلي
استئصال كلي من تحت الجلد
تكوين الورم السرطاني
حالة عادية وحالة تضخم
دخول مسببات السرطان للرئة
سرطان أولي في الرئتين
سرطان الميلانوما
سرطان الخلية القاعدية
سرطان الكبد تحت المجهر
سرطان العظام الثانوي
عملية إزالة ورم صغير
عينة مخروطية




مقدمة

ثانياً: أنواع السرطان

هناك ما يقرب من 100 نوع من السرطان تصيب الإنسان، وعادة يطلق على السرطان اسم العضو المصاب به، حيث تتحول خلايا ذلك العضو المتخصصة إلى خلايا سرطانية، مثل: سرطان الجلد وسرطان الثدي، وسرطانات الجهاز الهضمي، وسرطانات الجهاز التنفسي، وسرطانات الجهاز التناسلي، وسرطانات الدم والجهاز الليمفاوي... الخ. وتختلف نسبة الإصابة بهذه الأنواع من بلد إلى آخر، فعلى سبيل المثال يُعد سرطان المعدة من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في اليابان، في حين تزداد نسبة الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد يُطلق على السرطان اسم الخلية أو النسيج الذي نشأ منه. ووفقاً لهذا يصنف السرطان إلى:

·  سرطان النسيج الطلائي، وهو النسيج الذي يكون الطبقة السطحية من الجلد، ويبطن أعضاء الجسم، ويطلق عليه الكارسينوما Carcinoma، وفيه تنمو خلايا النسيج الطلائي في أي عضو من أعضاء الجسم نمواً سرطانياً، ويضم هذا النوع معظم أنواع السرطانات المعروفة.

·  سرطان النسيج الضام، وهو النسيج الذي يُكَوِّن التركيبات الدعامية للجسم في أعضاء مختلفة، ويطلق عليه الساركوما Sarcoma، ويمكنه كذلك أن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم.

وسنورد فيما يلي نبذة عن أشهر أنواع السرطانات وأكثرها شيوعاً:

1. سرطان الجلد

يُعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم، غير أنه - لحسن الحظ - يُعد من تلك الأنواع التي تنمو ببطء شديد. كما لا تنتقل أغلب أنواعه إلى أجزاء الجسم الأخرى. الأمر الذي سهل على الأطباء محاصرته داخل الجسم بأنواع العلاجات المختلفة، حتى بلغت نسبة الشفاء منه نهائياً 95%.

ويُعتقد أن ثمة علاقة وثيقة بين سرطان الجلد، والتعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة؛ إذ تدمر الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس المادة الوراثية لخلايا الجلد، مسببة تكاثراً وانقساماً شاذاً وغير منتظم. كما أن ملامسة الجلد المباشرة لبعض المواد الكيميائية، مثل: مشتقات البترول، والقطران، وبعض الصبغات، مثل: الملاخَيْت الأخضر، قد ينتج أوراماً سرطانية جلدية.

ويُعد سرطان الخلايا القاعدية لبشرة الجلد Basal Cell Carcinoma من أكثر سرطانات الجلد شيوعاً (أُنظر صورة سرطان الخلية القاعدية). ويظهر هذا السرطان في البداية على هيئة نتوء أو تورم صغير، ثم يأخذ في النمو شيئاً فشيئاً، حتى يدمر الأنسجة السليمة المحيطة به، ويتميز هذا النوع بعدم انتقاله من مكان إلى آخر (أُنظر شكل سرطان الخلية القاعدية).

أما سرطان الخلايا الحرشفيةSquamous Cell Carcinoma، فيُعد أكثر شراسة من سابقه، حيث يستطيع الانتقال إلى أماكن أخرى. وهو يعلن عن نفسه ببروز نتوء أو تورم في الجلد، يزداد ثم يتآكل مكوناً قرحة ذات قشرة.

ويعد سرطان الخلايا الصبغية الخبيث Malignant Melanoma من أخطر أنواع سرطانات الجلد على الإطلاق، وذلك على الرغم من قلة حدوثه (أُنظر صورة سرطان الخلايا الصبغية). وهو يبدأ على هيئة شامة ملتهبة تكبر شيئاً فشيئاً مكونة قشرة، ثم تنزف. وقد يصاحب هذه الشامة ظهور بقع حمراء، أو بيضاء، أو بنية اللون. وتتميز هذه الشامة كذلك بارتفاعها عن سطح الجلد، وتكون أحياناً في نفس مستوى سطح الجلد. وتكمن خطورة هذا النوع في أنه إذا لم يُكتشف سريعاً ويُعالج مبكراً، فإنه سرعان ما ينتشر إلى سائر أجزاء الجسم الأخرى. (أُنظر شكل سرطان الميلانوما).

ويكون علاج سرطانات الجلد عن طريق التدخل الجراحي ببتر الجزء المصاب من الجلد، أو استخدام العلاج بالإشعاع، وترتفع نسبة الشفاء في سرطانات الجلد وخصوصاً إذا ما بُدِئ في العلاج مبكراً.

2. سرطانات الجهاز الهضمي

هناك عديد من السرطانات تصيب أجزاء الجهاز الهضمي المختلفة، مثل: سرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان القولون، وسرطان الكبد، وسرطان البنكرياس، وسرطان المستقيم. ويعد كل من سرطان القولون، وسرطان الكبد من أكثر هذه الأنواع شيوعاً.

أ. سرطان المريء

ويرتبط هذا النوع بكثير من العادات الغذائية غير الصحية، مثل: اعتياد شرب المشروبات شديدة السخونة. كما يرتبط كذلك بالتدخين، وتعاطي الخمور، والكحوليات. ويؤدي نموه إلى انسداد مجرى المريء.

ب. سرطان المعدة

انخفضت نسبة حدوث هذا النوع من السرطان بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، إلا أنه لا يزال السبب الرئيسي لما يقرب من 3% من الوفيات الناتجة عن الإصابة بالأورام السرطانية في الولايات المتحدة الأمريكية. وتزيد نسبة حدوثه في الرجال عنها في النساء، كما تزداد نسبته في الأشخاص الذين تراوح أعمارهم ما بين 50 عاماً إلى 70 عاماً.

وأعراض هذا السرطان تشبه إلى حد كبير أعراض قرحة المعدة. ويرتبط هذا السرطان بوجود المواد الحافظة بنسبة كبيرة في الغذاء، وخصوصاً أملاح النترات المستخدمة في حفظ الطعام؛ لذا ترتفع نسبة الإصابة بهذا النوع كثيراً بين الفئات التي تعتمد جل تغذيتها على الطعام المحفوظ. كما يُعتقد بوجود علاقة وثيقة بين التدخين وتعاطي الكحوليات، والإصابة بقرحة المعدة، وبين هذا النوع من السرطان. وحديثاً اكتشفت بكتيريا أطلق عليها هيلكوباكتر بايلوراي Helicobacter pylori (أُنظر صورة الهيلكوباكتر بايلوراي)، لوحظ وجودها بنسبة عالية في حالات سرطان المعدة، ولذا يعتقد أنها من مسببات هذا السرطان.

ويمكن علاج هذا السرطان عن طريق التدخل الجراحي، وإزالة الورم. ويتوقع نجاح هذه الجراحات بنسب كبيرة، خصوصاً إذا تم اكتشاف الورم وتشخيصه في مراحله الأولى، وقبل انتشاره إلى أماكن جديدة (أُنظر شكل معدة تحتوي على ورم سرطاني).

ج. سرطان القولون

تزداد نسبة الإصابة بسرطان القولون في البلدان الصناعية. ولا يعرف على وجه التحديد السبب الرئيسي لهذا النوع من السرطان، إلا أنه لوحظ أن هناك علاقة من نوع ما بينه، وبين نقص الألياف في الغذاء المتناول في هذه المناطق. وقد وجد كذلك ارتباط بينه وبين الشيخوخة، ولوحظ كذلك وجه ارتباط بينه وبين وجود أورام أو نمو غير طبيعي في الأغشية المخاطية المبطنة القولون Intestinal Polyp (أُنظر صورة الغشاء المخاطي بالقولون).

وهناك أعراضٌ شائعة لسرطان القولون، منها البراز المدمم مصحوباً بتغيرات في عادات التبرز، وآلام مفاجئة في البطن. لذا ينبغي عند ظهور مثل هذه الأعراض، أن يسرع المريض إلى الطبيب لإجراء فحوصات فورية ودقيقة على القولون.

ويتم التأكد من وجود سرطان في القولون عن طريق منظار القولون Colonoscopy (أُنظر شكل إجراء منظار القولون)، ثم الفحص الخلوي لمسحات من الورم. وعند التأكد من وجوده يكون التدخل الجراحي لإزالة الورم هو أنسب الحلول المقترحة. ويكون التدخل الجراحي بإجراء جراحة استئصال جزئي للقولون Partial Colectomy (أُنظر شكل الاستئصال الجزئي للقولون).

د. سرطان المستقيم

يشكل سرطان المستقيم ما يقرب من خُمس إلى ربع حالات السرطان التي تصيب الأمعاء الغليظة (أُنظر شكل نسيج المستقيم تحت المجهر)، وتزداد نسبة سرطان المستقيم بصورة كبيرة مع تقدم العمر؛ إذ تشيع الإصابة به في ما بين العقدين السادس والثامن من العمر. ويتم تشخيص هذا النوع من السرطان عن طريق الفحص الشرجي، والفحص المجهري للخلايا المجمعة من مسحات أخذت من المريض. وينبغي استئصال هذا الورم جراحياً، وعلى وجه السرعة، حتى لا يستشري ويمتد إلى أماكن أخرى (أُنظر شكل استئصال ورم من المستقيم).

هـ. سرطان الكبد

سرطان الكبد الأولي[1] هو ورم يصيب الخلايا الكبدية. ويشيع هذا النوع في عديد من البلدان النامية؛ حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بانتشار فيروسي الالتهاب الكبدي (B) و(C)، وقد وجد أن التعرض

المستمر لبعض المواد الكيماوية، مثل مشتقات البترول، مرتبط وجه ارتباط بحدوث سرطان الكبد (أُنظر صورة ورم سرطاني في الكبد). ويتفاوت حجم الورم ومكانه بحسب الحالة ودرجة تأخرها. فقد يكون صغيراً، وفي أحد فصي الكبد فقط، أو قد يُصيبهما معاً، وقد يمتد إلى الوريد الكبدي، أو الوريد البابي، أو العقد الليمفاوية.

وتظهر على المصاب أعراض: اليرقان، والاستسقاء، والهزال، وفقدان الشهية، وتضخم الكبد.

ويعتمد تشخيص سرطان الكبد على الفحوص التصويرية بالنظائر المشعة، والفحص بالموجات فوق الصوتية، والتصوير بأشعة الكمبيوتر المقطعية، والرنين المغناطيسي، كما يمكن إجراء  الفحص الخلوي لعينة من الورم (أُنظر شكل سرطان الكبد تحت المجهر)، أو من سائل الاستسقاء.

وتُعد طرق علاج هذا السرطان من الصعوبة بمكان، ففرص نجاح الاستئصال الجراحي ضئيلة لوجود أسباب عديدة تحول دون إجراء الجراحة. وحتى العلاج الكيميائي باستخدام بعض الأدوية مثل (الإدرياميسين)، فنتائجه هو الآخر ليست مبشرة. كما أن زرع الكبد لا يزال يخضع لتجارب عديدة، ونتائجه حتى الآن غير مجدية؛ ولذلك يعد سرطان الكبد من أكثر أنواع السرطانات خطورة.

و. سرطان البنكرياس

يُعد رأس البنكرياس هو أكثر الأماكن عُرضة للإصابة بالسرطان (أُنظر شكل البنكرياس)، وخصوصاً الأنسجة الغدية القنوية Exocrine Tissues في حين تكون الأنسجة الغدية اللاقنوية Endocrine Tissues أقل عرضه للإصابة (أُنظر شكل أنسجة البنكرياس بالمجهر).

وغالبا ما يحدث سرطان البنكرياس في سن الشيخوخة. وتتمثل أعراضه في الشعور بالكسل، والخمول، وقلة النشاط، كما يصاحب بألم في منطقة أعلى البطن، ويمتد أحياناً إلى الظهر. وتشمل الأعراض كذلك، فقدان الشهية والوزن، واليرقان. وقد ينتشر سرطان البنكرياس إلى الاثنا عشر مباشرة، أو ينتقل عن طريق الدم إلى الكبد مسبباً أوراماً كبدية ثانوية.

3. سرطانات الجهاز التنفسي

وتشمل سرطانات الحنجرة والرئة، وتكون نسبتها في الرجال أعلى منها في النساء. ويسبب سرطان الرئة - بصفة خاصة -  نسبة مرتفعة من الوفيات، ويرجع ذلك إلى صعوبة اكتشاف المرض إلا في مراحل متأخرة، حيث يكون قد استشرى وامتد إلى أعضاء أخرى من الجسم.

وفي الآونة الأخيرة بدأت نسبة سرطان الرئة في الازدياد بين النساء، لدرجة أن نسبة الوفيات الناتجة عنه قد تزيد عن مثيلتها الناتجة عن سرطان الثدي فيهن.

وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن هناك وجه ارتباط بين التدخين وسرطان الرئة (أنظر صورة رئة سليمة ورئة شخص مدخن)، نتيجة لاحتواء دخان السجائر على عديد من المسرطنات المعروفة التي تؤدي إلى إتلاف أنسجة الرئة (أُنظر شكل مراحل تكوين السرطان). وحديثاً يُعد تلوث الهواء، وخصوصاً في المدن الصناعية، من الأسباب الرئيسة التي تسهم في حدوث هذا النوع من السرطان (أنظر شكل دخول مسببات السرطان للرئة).

وتتمثل الأعراض الأولية لسرطان الرئة في حدوث نوبات سعال مستمرة تتشابه إلى حد كبير مع السعال الذي يسببه التدخين، ومن ثم قد لا يعير المصابون الاهتمام اللازم له لاشتباه الأمر عليهم. ومع تأخر الحالة تظهر أعراض أخرى جديدة، مثل حدوث صداع مستديم، ونقص في الوزن، وبحة في الصوت، وآلام في الصدر، وخروج بلغم مدمم.

وفي الحالات المتأخرة جداً قد يضغط الورم السرطاني في الرئة على الشعيبات الهوائية مسبباً ضيقاً في التنفس (أُنظر شكل سرطان أولي في الرئتين)، وربما امتد إلى أماكن أخرى من الجسم (أُنظر شكل انتشار سرطان الرئة).

ويعتمد تشخيص سرطان الرئة في المقام الأول على الأشعة السينية للصدر، وأخذ عينات من الرئة Biopsy لإجراء فحوصات خلوية (أُنظر صورة ورم سرطاني بالحويصلة)، وعمل منظار للشعب الهوائية.

ويُعد علاج سرطان الرئة من الصعوبة بمكان، غير أنه قد يجري استخدام بعض مضادات السرطان الحديثة، التي تعمل على تثبيط تكاثر الخلايا السرطانية، إلا أن هذه المضادات تؤثر كذلك على خلايا الجسم العادية فتؤثر على نموها، لذا يُفضل تعاطيها في فترة تراوح ما بين 3 إلى 4 أسابيع لإعطاء الفرصة للأنسجة السليمة لاستعادة قوتها وتكاثرها.

4. سرطان الثدي

ويصيب هذا النوع من السرطان كلا من الذكور والإناث، إلا أن نسبته في الإناث تزيد عن الذكور كثيراً. فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة الإصابة بهذا السرطان في الولايات المتحدة بين النساء حوالي 12% حيث يصيب امرأة بين كل 9 نساء. وتحدث معظم الإصابات بهذا المرض بنسبة 75% في النساء اللائي تجاوزن سن الأربعين، حيث يعد عامل العمر من العوامل الرئيسة في الإصابة بهذا المرض، كما تلعب التغذية دوراً أساسياً كذلك؛ إذ تزيد نسبة الإصابة بهذا السرطان مع ازدياد نسبة الدهون في الغذاء، وتقل بين الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الفقيرة في الدهون.

وقد لوحظ ازدياد نسبة سرطان الثدي في عائلات دون غيرها، الأمر الذي يرجح وجود عامل وراثي في الإصابة به. وقد تمكن العلماء بالفعل من تحديد نوع من الجينات يكون نشاطه زائد في إناث هذه العائلات.

وأول أعراض سرطان الثدي هو ظهور ورم محدد Lump في أنسجة الثدي، وقد توجد في بعض الأحيان إفرازات مدممة من حلمة الثدي. وغالباً ما تكون الإصابة في ثدي واحد، وفي أحيان قليلة قد يصاب الثديان معاً.

ويشخص سرطان الثدي عن طريق فحص الثدي بالأشعة السينية Mammography (أُنظر شكل التشخيص المبدئي لسرطان الثدي)، ويمكن عن طريق هذا الفحص البسيط تشخيصه بنجاح في مراحله الأولي، الأمر الذي يمكن معه تدارك آثاره ومحاصرته علاجياً، ومن ثم ازدياد فرص الشفاء منه تماماً. ويظهر الورم السرطاني في صور الأشعة السينية مختلفاً عن أنسجة الثدي (أُنظر صورة ثدي به ورم)، فيظهر على شكل منطقة كثيفة نتيجة ازدياد تركيز الكالسيوم فيه. ويمكن تأكيد تشخيص وجود ورم سرطاني عن طريق إجراء فحص خلوي للنسيج المشتبه فيه. ويعتمد علاج سرطان الثدي - بصورة أساسية - على استئصال الورم السرطاني (أُنظر شكل عملية إزالة ورم صغير) و(شكل استئصال كلي) و(شكل استئصال كلي من تحت الجلد)، علاوة على العلاج بالمواد الكيميائية.

5. سرطانات الجهاز التناسلي

تزداد نسبة الإصابة بسرطان الجهاز التناسلي، بصورة ملموسة بين النساء والرجال، في البلدان المتقدمة. وأكثر الأعضاء التناسلية إصابة في الرجال هي غدة البروتستاتا، وتبلغ نسبة الإصابة به في الولايات المتحدة الأمريكية 10 % ، وتزداد نسبته، بصفة خاصة، بين الرجال فوق سن الخمسين. في حين يعد سرطان الرحم أكثر سرطانات الجهاز التناسلى شيوعاً في النساء، وغالباً ما يصيب الأعمار الكبيرة.

أ. سرطان الرحم

يعد سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع سرطانات الرحم حدوثاً. ويعتمد في تشخيصه على اختبار حيوي يطلق عليه "اختبار مسحة باب" Pap Smear Test، الذي ابتكره العالم اليوناني المولد الأمريكي الجنسية "جورج بابا نيكولا" George Papa Nicolas عام 1928. وتفحص فيه عينات مصبوغة لإفرازات الرحم في مختلف مراحل التبويض، ويتمكن الأطباء بهذه الطريقة من التعرف على الخلايا السرطانية، الأمر الذي يُمَكِّن من تدارك الحالة مبكراً.

ويُعد "اختبار مسحة باب" - على الرغم من قدمه نسبياً - من أنجع وسائل اكتشاف السرطان مبكراً. وعلاوة على ذلك يمكن إجراء منظار المهبل Colposcopy (أُنظر شكل عينة مخروطية) للتأكد من نتائج اختبار مسحة باب. وعند التأكد من وجود أورام سرطانية في الرحم (أُنظر صورة ورم سرطاني منتشر) و(صورة ورم سرطاني غير منتشر)، ينبغي على الفور إجراء عملية استئصال للرحم Hysterectomy، وذلك للحد من استشراء المرض، وامتداده إلى سائر أجزاء الجسم.

ب. سرطان المبيض

يعد من أخطر أنواع السرطانات التي تصيب النساء، إذ تتجاوز معدلات الوفيات الناتجة عنه المعدلات التي تنتج عن كل من سرطان الرحم وعنق الرحم مجتمعين. وربما يرجع ارتفاع هذه النسبة إلى صعوبة تشخيصه في مراحله الأولى؛ حيث يكون العلاج أو التدخل الجراحي ممكناً وذا جدوى.

وينتشر هذا النوع من السرطان بين النساء اللاتي تجاوزن سن 50 عاماً، أو اللاتي لم ينجبن، ويُعتقد أن تناول حبوب منع الحمل لمدد طويلة، والإنجاب المبكر يلعبان دوراً هاماً في الوقاية من هذا النوع من السرطان.

ج. سرطان الخصيتين

يُعد من أنواع السرطانات النادرة الحدوث (أُنظر صورة قطاع في خصية)، ويصاب به غالباً الرجال الذين لم يتجاوزوا سن الأربعين، وخصوصاً أولئك الذين لم تهبط خصاهم في كيس الصفن.

ويظهر هذا السرطان في البداية على هيئة ورم صلب غير مؤلم، وفي هذه الحالة ينبغي إجراء كشف بالموجات فوق الصوتية للتأكد من وجود السرطان أو عدمه. فإذا ما تبين وجوده، تزال الخصية المصابة، ثم يتبع ذلك  بالعلاج الكيميائي، حيث يشفى المريض تماماً، وهو ما يحدث في أغلب الأحوال.

د. سرطان غدة البروستاتا

غدة البروستاتا من أعضاء الجهاز التناسلي الذكري الهامة؛ إذ تقوم بإفراز سائل أبيض ثخين يساعد في نقل الحيوانات المنوية أثناء قذفها، ويعمل على توفير الغذاء لها.

وتقع غدة البروستاتا تحت المثانة البولية مباشرة، وأمام المستقيم، حيث تحيط بالإحليل Urethra وتصب إفرازاتها عند مرور الحيوانات المنوية.

وقد تتضخم غدة البروستاتا تضخماً حميداً، وتكثر هذه الحالة في الرجال الذين يتجاوزون سن الخمسين؛ حيث تضغط على مجرى البول (أُنظر شكل حالة عادية وحالة تضخم)، وتسبب صعوبات أثناء التبول وإفراغ المثانة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات كثيرة، منها: التهابات المثانة، وازدياد نسبة الإصابة بأمراض الكلى. ويشمل العلاج في هذه الحالة التدخل الجراحي لإزالة البروستاتا جزئياً أو كلياً.

وقد يكون تضخم الغدة ناتجاً عن ورم سرطاني، وفي هذه الحالة تتشابه الأعراض مع أعراض الورم الحميد للغدة، إلا أنه قد ينتشر في حالة الورم الخبيث إلى أعضاء أخرى في الجسم مسبباً سرطانات مختلفة، ومن ثم الوفاة.

ويعتقد العلماء أن سبب سرطان البروستاتا هو زيادة منسوب هرمون الذكورة "التستستيرون" Testosterone الذي تنتجه الخصيتان. لذا يعتقد أن ثمة علاقة بين هذا الورم والتعرض المتواصل لاستثارات جنسية مختلفة، الأمر الذي يحفز الخصيتين على أن تُوالي إفراز هرمونها الذكري، ومن ثم يكون حدوث المرض.

ويشخص سرطان البروستاتا مبدئياً عن طريق جس الغدة يدوياً، وذلك لمعرفة ما إذا كانت متضخمة أم لا. وعلى الرغم من قدم هذه الطريقة، لا يزال تشخيص هذا النوع من السرطانات يعتمد عليها بصفة رئيسية.

وحديثاً أمكن التفريق بين الورم الحميد للبروستاتا، وسرطان البروستاتا بقياس منسوب "الأنتيجين" (مولد المضادات) الخاص بالبروستاتا Prostate-Specific Antigen"PSA" في الدم. وهو بروتين تفرزه خلايا غدة البروستاتا، ويوجد في الدم بمنسوب ثابت. وعند إصابة الغدة بالسرطان تنشط خلاياها، وتبدأ في إفرازه بصورة مكثفة، فيرتفع منسوبه في الدم، فيسهل الكشف عنه، ويُعد في هذه الحالة مؤشراً شبه مؤكد على وجود سرطان البروستاتا.

ويُعَالَج سرطان البروستاتا عن طريق التدخل الجراحي (أُنظر شكل استئصال ورم سرطاني)، فتزال إما جزئياً وإما كلياً، بحسب مدى انتشار الورم السرطاني بها، كما يلجأ الأطباء في كثير من الحالات إلى العلاج عن طريق إعطاء الهرمونات الأنثوية، وذلك لتقليل تأثير الهرمونات الذكرية، وربما لجأوا في بعض الأحيان إلى إجراء عملية إخصاء كامل لكلتا الخصيتين.

6. سرطان الجهاز الليمفاوي والدم

يوجد نوعان رئيسان من هذه السرطانات؛ الأول: سرطان النخاع العظمي، وأعضاء الجسم المنتجة للدم، ويُسمى اللوكيميا Leukemia أو سرطان الدم، ويحدث نتيجة تكاثر عدد من كرات الدم البيضاء غير مكتملة النمو، وازديادها على حساب مكونات الدم الأخرى.

الثاني: سرطان الأعضاء الليمفاوية وأعضاء الجسم المكونة من النسيج الليمفاوي، ويُسمى ليمفوما Lymphoma، ويحدث نتيجة تكاثر غير منظم لبعض أنواع الخلايا الليمفاوية (أنظر شكل ورم سرطاني في خلايا الدم).

ولكل من الليمفوما واللوكيميا عدة أشكال. ومن أكثر أنواع سرطان الدم شيوعاً هو اللوكيميا الحادةAcute leukemia، وهو سرطان يصيب الأطفال على نحو غير عادي يتجاوز السرطانات الأخرى، ويُعتقد أن السبب في حدوثه هو تعرض هؤلاء الأطفال لأنواع من الأشعة المتأينة أثناء الحياة الجنينية.

وفي القديم كان سرطان اللوكيميا والليمفوما من أكثر أنواع السرطانات صعوبة من حيث العلاج، إلا أنه مع تطور طرق العلاج منذ عام 1960 زادت نسبة الشفاء منها، حيث ثبت أن كثيراً من الأطفال المصابين باللوكيميا قد عاشوا لمدة 5 سنوات أو أكثر بعد متابعة العلاج اللازم. وهناك عدد كبير منهم يكتمل شفاءهم تماماً.

7. سرطان المخ

قد تصيب الأورام كذلك بعض أنسجة المخ، فتنمو ويزداد حجمها، وتضغط على بقية أنسجة المخ السليمة (أُنظر صورة سرطان الخلايا الدعامية). وهذه الأورام إما أن توجد على سطح المخ، فيمكن الوصول إليها أثناء العملية الجراحية واستئصالها بسهولة. وإما أن تكون داخل أنسجة المخ، فيتعذر التعامل معها واستئصالها، ومن هنا تأتي خطورتها.

وهذه الأورام قد تكون أوراماً حميدة أو أوراماً سرطانية، وفي جميع الأحوال تبدو الأعراض واحدة، وتتمثل في الصداع الدائم، والقيء، وضعف العضلات، والتلعثم في الكلام.

8. سرطان العظام

يقسم سرطان العظام إلى نوعين هما:

الأول، سرطان العظام الأولي: ويحدث في معظم الأحيان في صغار السن من الأطفال والشباب. وينشأ سرطان العظام إما عن الخلايا المكونة للعظام، وغالباً ما تحدث في العظام الطويلة كالفخذ والعضد (أُنظر صورة سرطان عظام أولي)، وإما عن الخلايا المكونة للغضاريف، وتحدث في عظام الحوض والضلوع. ويعالج هذا النوع بالتدخل الجراحي بواسطة ما يعرف باستزراع العظام بعد إزالة الأورام المختلفة.

الثاني، سرطان العظام الثانوي: ويصيب الأشخاص الأكبر عمراً، وينتج عادة عن انبثاث الخلايا السرطانية من ورم آخر في عضو آخر من الجسد (أنظر شكل سرطان العظام الثانوي)، ويظهر عادة في عظام الجمجمة، وعظمة القص، وعظام الحوض، والفقرات، والضلوع. ويُلجأ في علاج هذا النوع إلى أدوية السرطان أو العلاج بالإشعاع وذلك لتقليل حجم الورم. ثم باستخدام المسكنات لتقليل الألم الناتج عن نمو هذه الأورام، إلا أن فرص الشفاء النهائي من هذا النوع تُعد ضئيلة ونادرة الحدوث، وذلك لتزامن انبثاث السرطان إلى الأعضاء الأخرى أثناء انتشاره في العظام، وظهوره في مناطق متفرقة من الجسم.



[1] السرطان الأولى: هو سرطان ينشأ في العضو نفسه. أما الثانوي فينتج عن امتداد السرطان إلى أعضاء أخرى.