إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / العقل البشري والدماغ





أنواع الخلايا الدعامية
أنواع الخلايا العصبية حسب وظائفها
أنواع الخلايا العصبية حسب محاورها
أجزاء دماغ الإنسان
أجزاء عنق الدماغ
الأغشية السحائية
التشابك العصبي
انتقال الإشارة العصبية
الجهاز الانفعالي
الحبل الشوكي
السائل المخي الشوكي
القشرة الحركية والحسية في المخ
تركيب مخ الإنسان
تركيب الخلية العصبية
تركيب داخلي للحبل الشوكي
تقسيم سطح قشرة المخ
حجم المخ في الإنسان
رد الفعل عند رؤية الخطر
غشاء الخلايا العصبية
قطاع طولي في مخ الإنسان
قطاع في دماغ الإنسان




جسم الإنسان

مقدمة

الجهاز العصبي سر من أسرار الحياة مازال العلم الحديث يبحث فيه، وكلما اُكتشف منه شيء جديد، زادت معه حيرة العلماء من تلك القدرة الهائلة التي تتمتع بها خلايا هذا الجهاز. ما هو الجهاز العصبي؟ ما هي أبعاده؟ ما طبيعة الوظائف التي يقوم بها؟ من الذي ألهمه القيام بهذه الوظائف المعقدة؟ كل هذه الأسئلة بلا شك موضع أبحاث امتدت عبر قرون، فلم تأت إلا بقشور.

الجهاز العصبي، مثل الدم، يصل إلى جميع أجزاء الجسم عن طريق الأعصاب ونهاياتها، فإذا انقطع اتصالها بعضلة ما، صارت هذه العضلة مشلولة، وإذا انقطعت عن عضو معين، فقد هذا العضو وظيفته.

والجهاز العصبي هو جهاز تحكم؛ فهو يتحكم في انقباض العضلات، وإفراز الغدد، وتنظيم ضربات القلب، والتنفس، والهضم، والإخراج. كما يعمل الجهاز العصبي على تنظيم سريان الدم وتنظيم ضغطه. ولقيام هذا الجهاز بوظائفه، لابد له أن يستقبل معلومات من عدد كبير من المصادر من داخل الجسم أو من البيئة المحيطة به.

وقديماً اعتقد العلماء أن الجهاز العصبي ما هو إلا جهاز آمر، أي - بعبارة أخرى - هو المسؤول عن إصدار إشارات معينة إلى أعضاء الجسم وعلى الأعضاء أن تُنفذ ما يرسله المخ من إشارات، إلا أن هذا الاعتقاد زال في منتصف هذا القرن، حينما اكتشف العلماء علاقة وثيقة بين الجهاز العصبي وغدد الجسم الصماء التي تفرز الهرمونات الهامة لبناء الجسم، إلى الحد الذي اقترن معه اسم الجهاز العصبي بغدد الجسم، فتغير اسمه إلى "جهاز الأعصاب والغدد الصماء" (Neuro-Endocrine System)، وتعود هذه التسمية إلى اكتشاف مؤداه أن الهرمونات تستطيع كذلك أن تصدر أوامر إلى الجهاز العصبي فينصاع لها.

ومع ازدياد البحث وتطور العلم الحديث، وُجد أن الجهاز المناعي، يستطيع كذلك أن يؤثر على الجهاز العصبي ومراكز المخ العليا. فعلى سبيل المثال، حينما يصاب الإنسان بوعكة مثل نزلة البرد، فإن الجهاز المناعي يفرز مادة تجعله يُخلِدُ إلى الراحة، بالإضافة إلى عديد من المواد الأخرى التي تفرزها كرات الدم البيضاء، فتؤثر على نشاط الجهاز العصبي. وقد أثبتت هذه الاكتشافات العلمية  للعلماء أن الجهاز العصبي لا يعمل بمنأى عن الغدد الصماء والجهاز المناعي.

وأثبتت التجارب الحديثة كذلك أن عدداً من خلايا الجسم، مثل الخلايا الليفية (Fibroblast)، تمتلك كذلك خاصية إرسال إشارات وأوامر إلى الجهاز العصبي، فيستجيب لها.

كل هذه الاكتشافات غيرت المفهوم الدارج عن الجهاز العصبي، فلم نعد ننظر إليه على أنه مركز التحكم في الجسم فقط، بل شبكة هائلة للاتصالات بين أعضاء الجسم المختلفة من ناحية، وبين الجسم والبيئة المحيطة به من ناحية أخرى. وتسير في هذه الشبكة الإشارات في اتجاهين متضادين. ولعل لفظ "التنسيق" بين وظائف الجسم المختلفة أكثر دقة في وصف وظائف الجهاز العصبي.

ويتكون الجهاز العصبي من: الجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System)، ويضم كُلاًّ من الدماغ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي الطرفي الذي يضم شبكة من الأعصاب والعُقد العصبية تُغذي جميع أنحاء الجسم.

ويتركب الجهاز العصبي من عدة بلايين من خلايا بالغة التخصص يُطلق عليها "الخلايا العصبية" (Neurons)، وخيوط على هيئة حزم من ألياف رقيقة تسمى "الأعصاب" (Nerves) التي تَنسِج بدورها شبكة في الجسم تنتقل خلالها الإشارات بسرعة فائقة عجز العلماء عن قياسها. حيث يمكن أن يأخذ رد فعل شخص لموقف معين لحظة أو أقل. وكثير من العمليات المعقدة تبدأ وتستمر ثم تنتهي في لحظة، بحيث قد لا يُعِيرُها الناس التفاتاً.

ولنضرب على ذلك مثالاً: اندلع حريق في الغرفة التي يجلس فيها أحد الأشخاص. ماذا سيحدث؟

تستقبل شبكية العين صورة كاملة لمسرح الأحداث، فترسلها بدورها إلى المخ عبر العصب البصري. فيقدر المخ درجة الخطر بسرعة فائقة، ويقوم بتقدير المسافة بينه وبين النار، ويبحث عن بدائل النجاة المطروحة، ومدى الخطورة المصاحبة لكل بديل. وعندئذ يتخذ المخ أنسب القرارات، ثم يرسل أمراً إلى عضلات الأرجل، لتلوذ بدورها بالفرار في طريق النجاة، ثم يقوم المخ بإرسال إشارة إلى الغدة الكَظَرِيّة الموجودة بجوار الكُلْيَة، لتفرز هرمون الأدرينالين بكميات كبيرة، بحيث يوضع الجسم في حالة تأهب؛ إذ يمد الجسم بطاقة هائلة تمكنه من بذل مجهود غير عادى. وتحدث كل هذه العمليات الكهربائية والكيميائية في ثوانٍ معدودة (أُنظر شكل رد الفعل عند رؤية الخطر).